التصنيفات
طب نفسي | علم النفس

علاج التوتر والقلق بسبب والحساسية وتناول منتجات الألبان والحليب

اللبن الحليب ومنتجات الألبان يقال إنها مفيدة لك. ويزعم البعض أن حليب الأبقار مليء بالكالسيوم، مما يمنحك عظاماً قوية، وأنه يحتوي على فيتاميني ب 12 والريبوفلافين، وهو ما يمنحك طاقة ويزيد من قوة جهاز المناعة لديك.

والحقيقة أن 7 من كل عشرة أشخاص يعانون من حساسية من الحليب البقري. وعندما نقوم بعمل اختبار في العيادة، فإن أغلبهم يتضح أن لديه مشكلة مع الحليب والزبادي والجبن.

والحقيقة أن الإنسان يفقد قدرته الأيضية على معالجة اللاكتوز الموجود في لبن الأم بحلول الرابعة من عمره. إن الحليب البقري لا بأس به للعجول، التي تتغذى على الحشائش ولها أربع معد وكتلة عظمية هائلة، ولكن ليس للبشر، الذين لا يملكون هذا الجهاز الهضمي الهائل.

إذا عانيت من أي من الأعراض التالية بعد تناولك الحليب أو منتجاته، فلربما كنت تعاني من حساسية أو عدم قدرة على احتمال الحليب:

• طفح أحمر مع هرش
• أرتكاريا
• إكزيما
• رشح الأنف
• صفير مع التنفس
• انتفاخات
• قيء
• إسهال
• شد عضلي
• انسداد الأنف
• انسداد الأذن
• عدوى متكررة بالأذن
• نزلات برد متكررة
• نزلات شعبية متكررة

إن الحساسية للحليب البقري تعد أحد أشهر أنواع الحساسية للأطعمة لدى الأطفال. حتى إذا لم يتغذ الطفل على حليب الأبقار، فإن المقادير الصغيرة من بروتين اللبن يمكن أن تنتقل عبر لبن الثدي من الأم إلى طفلها وربما يتسبب في أعراض وعلامات الحساسية. فإذا حدث ذلك، فإن الأم بحاجة لاستبعاد جميع منتجات الألبان من طعامها وتناول مكملات الكالسيوم الغذائية.

وهناك أدلة الآن على أن تكرار استهلاك الحليب ومنتجات الألبان يعرضك لخطر الإصابة بسرطان البروستاتا بنسبة تزيد على الضعف. والمشكلة تكمن في تأثير الحليب على عامل النمو الأنسوليني IGF-1. فمركب IGF-1 يوجد بصورة طبيعية في حليب الإنسان والأبقار، وبمجرد انتهاء فترة الحماية الجينية، فإنه يقوم بتنشيط نمو الخلايا السرطانية. والحليب يرفع من مستويات العامل IGF-1 وفي الوقت نفسه يعمل الكالسيوم الزائد على إحباط نشاط فيتامين د، وهو ما يزيد بدوره من نمو الخلية السرطانية.

ولقد قيل الكثير عن احتياجنا لتناول الكالسيوم من أجل الحفاظ على عظام قوية. ولكن ما يتبقى من الكالسيوم الموجود في الحليب البقري بالفعل داخل أجسادنا ليس كثيراً. فهناك العديد من المواد الموجودة بالحليب، لاسيما البروتينات، والتي تسهم في فقدان الكالسيوم. إن ثلث الكالسيوم الذي تمتصه من البداية عند شرب الحليب تعود الكلى فتخرجه من الجسم عبر البول. وفي الجبن، نجد أن أكثر من ثلثي الكالسيوم الذي تحصل عليه يتم إخراجه من جديد. فإذا كنت حساساً لمنتجات الألبان (ومعظم الناس كذلك)، فلن تمتص أي شيء على الإطلاق، لأن جسدك يطرده كله بسرعة البرق لكي يتخلص من الأليرجين (المادة المسببة للحساسية).

ومنتجات الألبان لن تحفظ عظامك وحدها. إن مجلة التغذية الإكلينيكية الأمريكية استنتجت أن فقدان الكالسيوم الزائد من الجسم هو الذي يسبب هشاشة العظام المرتبطة بالسن وليس تناول قدر غير كاف من الكالسيوم.

وحتى تحافظ على صحة وقوة العظام عليك أن تقلل من حجم ما تتناوله من البروتينات الحيوانية، لأنها تسرق منا الكالسيوم، وأن تزيد من مستويات البوتاسيوم بتناول طعام غني بالفاكهة والخضر. وبجانب هذا، فإننا في حاجة أيضاً لضمان الحصول على فيتامين د، وهو ما يعني الحصول على 15 دقيقة بالتمام والكمال في الهواء الطلق تحت أشعة الشمس، وفي الشتاء، تناول مكملات فيتامين د. إن تناول طبق خضرواتك سوف يساعد أيضاً على امتصاص الكالسيوم. والاستثناء الوحيد هو السبانخ، التي يجب عليك تناولها بكميات شديدة الاعتدال حيث إنها تحتوي على كميات كبيرة من حمض البوليك، مما يؤدي إلى الإصابة بالنقرس والتهاب المفاصل.

ومن المركبات المساهمة في مزيد من القوة للعظام فيتامين ك، وهو موجود في الخضراوات الورقية الداكنة. فمجرد 100 جرام من الخضراوات الورقية يومياً تزودك بقدر من فيتامين ك يكفي لخفض قابلية الإصابة بالكسور إلى النصف. وبرغم أن 0.5 لتر من الحليب يحوي من الكالسيوم ضعف المقدار الذي يحويه 200 جم من الأوراق الخضراء، إلا أن تلك الأوراق الخضراء أفضل من اللبن في المحافظة على الكالسيوم في عظامك لأنها ذات محتوى أقل من البروتينات وأغنى منه بعنصر البوتاسيوم. سوف تحتاج أيضاً إلى “استعمال” عظامك حتى تحافظ على قوتها. إن مجرد المشي لمدة 15-20 دقيقة يومياً يعد كافياً.

إذا لم تكن تتحمل اللبن الحليب أو تعاني من الحساسية منه، فهذا معناه أنه يكون مخاطاً في أمعائك يعمل على انسدادها. وهذا معناه في النهاية أن عمليات الإخراج الحيوية تتعرض لإعاقة شديدة، حيث تتبقى مواد إخراجية داخل جسدك. وهذا يعرض صحتك للخطر نظراً لعجز الجسم عن إدارة شئونه بسلاسة نتيجة لانسداد القنوات الإخراجية بالمخاط.

إذا كنت حساساً للحليب البقري، فربما كنت حساساً أيضاً لحليب الماعز أو الأغنام، لهذا فإن هذه الأنواع لا تمثل بديلاً له. ومن واقع تجربتي، أن أي شيء يسمى “لبناً” حتى ولو كان مشتقاً من النبات مثل لبن الصويا، يمكن أن يحدث مشكلة. وأفضل شيء تفعله أن تستشير أخصائياً يجري لك اختباراً لمعرفة أنواع اللبن التي تتفق مع جسدك. أو الأفضل من ذلك، أن تتعلم كيف تختبر نفسك بنفسك بحيث تختبر الأطعمة التي تتناولها لتعرف ما إذا كنت حساساً لطعام معين أم لا.

كذلك عليك ألا تنسى أن أي شيء تأكله كجزء من طعامك الأساسي قد يصبح مسبباً للحساسية كذلك، لهذا عليك بالحرص على تنويع ما تأكل. فلوجبة الإفطار، تناول الأغذية النشوية (الكورن فليكس) مع لبن الأرز مثلاً ذات صباح، وبعض من خبز الجاودار في اليوم التالي، وبعض الفاكهة في اليوم الذي يليه، وهكذا. وبهذه الطريقة تضمن عدم حشو جسدك بعبء زائد من طعام معين.

إذا أمكنك احتساء الحليب البقري، فعليك أن تستعين بالنوع منخفض الدسم لأن الدهون المشبعة بالحليب كامل الدسم تجعلك عرضة بنسبة أكبر للإصابة بنوبات قلبية.

ثم إن هناك أيضاً جانباً متعلقاً بالثروة الحيوانية. فهل تعلم أن البقرة الحلوب عالية الإنتاج التي تعطينا اللبن في زمننا المعاصر ليست بأفضل حالاً من الدجاجة البيضاء التي تربى في بطاريات؟ لقد صارت الأبقار المدرة للألبان الآن تخضع للهندسة الوراثية حتى تظل جوعى دائماً فتظل ترعى طوال اليوم حتى تستطيع إنتاج 50 لتراً من الألبان يومياً؛ أي ضعف ما تنتجه الأبقار العادية! وتمرض تلك الأبقار بسهولة وتشيخ سريعاً بحلول السنة الثالثة من عمرها ولا تصلح عادةً إلا كطعام للكلاب. وقد فعلنا نفس الشيء مع الدجاج الأبيض الذي يربى في البطاريات. فإذا كنت ولابد شارباً اللبن، فليكن على الأقل حليباً من أبقار عاشت حياة طبيعية!