التصنيفات
رشاقة ورياضة | برامج حمية | نظام غذائي

جراحة السمنة: سلسلة الوزن الصحي ج15

ليست الجراحة حلاً سهلاً لمشكلة الوزن، لكنها تفلح أحياناً في تحقيق ما تعجز عنه التمارين الرياضية والحمية الغذائية. يتم الاحتفاظ بهذه الجراحة عموماً للذين يعانون من الوزن الزائد إلى درجة الخطورة ويعانون نتيجة ذلك من مشاكل صحية.
إلا أن الجراحة لا تحل المشكلة لوحدها. لكن إذا كنت ملتزماً بالتخلص من الوزن الزائد وترافقت الجراحة مع الحمية الغذائية الصحية والتمارين الرياضية والموقف الإيجابي، تملك إذاً فرصة ممتازة للتخلص من معظم وزنك الزائد – وإبقائه بعيداً عنك. أشارت إحدى الدراسات إلى أنه بعد مرور 3 سنوات على الجراحة، تخلص ثلاثة أرباع المرضى تقريباً من نصف وزنهم الزائد على الأقل.

هل الجراحة ملائمة لك؟

فكّر في العملية الجراحية للتخلص من الوزن:

● إذا كنت بديناً جداً ولم يساعدك أي شيء آخر في التخلص من الوزن.
● إذا كنت تعاني من مشاكل طبية قد يفلح التخلص من الوزن في إزالتها.
● إذا كنت راغباً في إجراء تعديلات جذرية في أسلوب عيشك.
● إذا كنت تفهم المخاطر بوضوح.

إذا حاولت التخلص من الوزن الزائد لكنك بقيت بديناً جداً وتعاني من مشاكل صحية مرتبطة بالوزن الزائد، قد تكون العملية الجراحية الخطوة التالية اللازمة لك.

لكن يجدر بك التأكد أولاً من أنك بذلت كل الجهود الممكنة لممارسة التمارين الرياضية وتغيير عادات أكلك وكل الأوضاع في أسلوب عيشك التي ساهمت في زيادة وزنك. فالعملية الجراحية ليست حلاً بديلاً لكل ذلك. في الواقع، يرتبط نجاح عمليتك بمدى التزامك باتباع الإرشادات المعطاة لك بشأن خيارات الأطعمة والتمارين.

لهذه الأسباب، يلتقي المرشحون للعملية الجراحية باختصاصيي الرعاية الصحية خلال عدة جلسات متتالية. يتولى اختصاصي التغذية تقييم حاجتك إلى العملية الجراحية ويشرح لك كيف ستغير الجراحة طريقة تلقي جسمك للمواد المغذية اللازمة ومعالجتها ويناقش معك أهمية الاتباع الدقيق للإرشادات الغذائية التي تتلقاها. كما يعدّ لك طبيبك برنامج مراقبة طويل الأمد لاتباعه بعد العملية الجراحية. أما اختصاصي الحمية الغذائية فيساعدك على اختيار الأطعمة قبل الجراحة وبعدها، فيما يناقش الطبيب النفسي المشاكل الاجتماعية والنفسية التي قد تواجهها، إضافة إلى مساعدتك في اعتماد تغييرات أسلوب العيش التي تشجعك على التمارين والأكل الصحي.

أما الجرّاح فيقيّمك كونك مرشح للعملية الجراحية. فإذا كنت مؤهلاً لهذه العملية، يتم تعيين موعد للعملية. ويجدر بك الاستمرار في اللقاء باختصاصيي الرعاية الصحية حتى بعد انتهاء العملية الجراحية، بمعدل مرة على الأقل كل 3 أشهر خلال السنة الأولى ومن ثم مرة على الأقل كل سنة، حتى يتمكن هؤلاء من إحداث التغييرات اللازمة في حياتك.

والواقع أنك تكون مرشحاً للعملية الجراحية إذا كنت تنتمي إلى إحدى الفئتين التاليتين:

مؤشر وزن جسمك أعلى من 40

قد يفكر طبيبك في العملية الجراحية إذا كان مؤشر وزن جسمك أكثر من 40 وهذا قياس يشير إلى أنك بدين لدرجة الخطورة. أما مقدار الوزن الزائد في جسمك فيرتبط بالنسبة بين وزنك وطولك. لكن الرجل العادي الطول يصبح مؤشر وزن جسمه 40 إذا أصبح وزنه 125 كيلوغراماً. وبالنسبة إلى المرأة، يكون ذلك حين تصل إلى وزن 110 كيلوغرامات.

تعاني من مشكلة صحية مرتبطة بالوزن

لا يلجأ الأطباء عادة إلى العملية الجراحية لمجرد أن مؤشر وزن جسمك أكثر من 40 عاما، إلا إذا كنت معرضاً جداً لبعض المشاكل الصحية استناداً إلى أسلوب عيشك أو التاريخ الطبي لعائلتك. كما يفترض أن تعاني من مشكلة صحية مرتبطة بالوزن قد تتحسن بعد تخلصك من بعض الوزن. والواقع أن الوزن الزائد قد يفضي إلى العديد من المشاكل الطبية، بما في ذلك ضغط الدم المرتفع ومرض القلب وداء السكري ومرض المفاصل والاختناق أثناء النوم، الذي يؤدي إلى انقطاع مؤقت وإنما متكرر للنفس خلال الليل، فتستيقظ من نومك العميق وتبقى تعباً طوال النهار.

وفي بعض الحالات، يجري الأطباء العملية الجراحية إذا كان مؤشر وزن جسمك 35 فقط، لكن مشاكلك الصحية الناجمة تثبت ضرورة ذلك. وتنجز بعض مراكز الرعاية الصحية الجراحة حتى لو لم تكن تعاني من المشاكل الصحية المرتبطة بالوزن – طالما أن مؤشر وزن جسمك أكثر من 40 – إذ يمكن تفادي بعض المشاكل الصحية المحتملة بفضل الجراحة.

كيف يعمل جهازك الهضمي

بعد أن تفهم كيف يعمل جهازك الهضمي، يسهل عليك فهم كيفية مساعدة الجراحة في التخلص من الوزن الزائد. فبعد مضغ الأطعمة وابتلاعها، تدفعها العضلات في المريء إلى معدتك، القادرة على استيعاب ربع غالون تقريباً دفعة واحدة. هكذا، تعمل العصارات الهضمية وعضلات معدتك على تفكيك الطعام لجعله في تركيبة شبه سائلة.

يتم بعدها إطلاق محتويات المعدة تدريجياً عبر فتحة صغيرة (الصمام البوابي) إلى المعي الصغير، البالغ طوله نحو 45 سم. وفي هذه المرحلة، يتم امتصاص معظم المواد المغذية الموجودة في الطعام عبر الدورة الدموية.

وبعد مرور رواسب الطعام عبر المعي الصغير، تدخل إلى المعي الكبير – أو ما يعرف أيضاً بالقولون – الذي يتخلص من كل الجزيئات غير المهضومة وغير الممتصة إضافة إلى بقية الأوساخ من جسمك.

جراحة تحويل مجرى المعدة Gastric Bypass Surgery

وتسمى أيضاً جراحة تعديل مسار المعدة أو المجازة المعدية

إنها العملية الجراحية الأكثر شيوعاً لدى الأطباء للتخلص من الوزن الزائد.

 

يعمل الجراح على وضع رزات جراحية داخل معدتك على طول الجهة العلوية ويترك جيباً بالغ الصغر. ثم يقطع الجرّاح المعي الصغير ويخيط جزءاً منه مباشرة في هذا الجيب العلوي. يؤدي ذلك إلى تغيير وجهة الطعام وتجاوز معظم معدتك والقسم الأول من المعي الصغير أو ما يعرف بالمعي الاثني عشر. هكذا، يتدفق الطعام مباشرة إلى القسم الوسطي من المعي الصغير ويحدّ من قدرة الجسم على امتصاص الوحدات الحرارية.

ورغم أن الطعام لا يدخل أبداً إلى المعدة، تبقى المعدة سليمة وتستمر في إفراز العصارات الهضمية التي تتدفق إلى المعي الصغير.

يفضل معظم الجراحين هذه العملية إذ تبين أنها آمنة وتكشف عن عدد ضئيل من المضاعفات. كما كشفت الأبحاث أن التخلص من الوزن الزائد مشجع فعلاً ويتم الحفاظ عليه عادة.

التأثيرات الجانبية للجراحة

كما هو الحال مع أي عملية جراحية كبرى، فقد تنطوي جراحة تحويل مسار المعدة على مخاطر ومضاعفات.

المخاطر والمضاعفات على المدى القصير:

•    النزيف
•    العدوى
•    ردة فعل سلبية اتجاه التخدير
•    تجلطات دموية
•    مشاكل في الرئة أو التنفس
•    تسريب في النظام المعدي المعوي
•    الوفاة (نادراً)

المخاطر والمضاعفات على المدى الطويل (تختلف تبعا لنوع من الجراحة):

•    انسداد أو ضيق الفتحة الفاصلة بين المعدة والمعي الصغير. قد يستلزم ذلك جراحة تصحيحية أو على الأرجح عملية خارج المستشفى تقضي بتمديد الفتحة بواسطة أنبوب متوسّع يتم تمريره عبر الفم.
•    متلازمة الإغراق (الإفراغ المعدي السريع) Dumping Syndrome، مما تسبب الإسهال، والغثيان أو القيء والارتعاش (الرجفان)
•    حصى في المرارة
•    الفتق أو الضعف في موقع الشق، حيث يستلزم الفتق عادة ترميماً جراحياً في المستقبل، حسب العوارض ومدى الضعف الحاصل فيه.
•    انخفاض نسبة السكر في الدم
•    سوء التغذية
•    انثقاب المعدة
•    القرحة النازفة، لكن يمكن الشفاء منها بالأدوية، على رغم الحاجة إلى الجراحة التقويمية في بعض الأحيان.
•    قيء
•    كلما تخلصت من الوزن الزائد بسرعة كبيرة، فقدت المزيد من العضلات. لهذا السبب، تبرز أهمية ممارسة التمارين الرياضية أثناء التخلص من الوزن. وتساعدك هذه التمارين على زيادة حجم عضلاتك أثناء التخلص من النسيج الدهني.
•    نقص الحديد، اللازم لإنتاج الخلايا الحمراء في الدم والفيتامين B12، اللازم لإنتاج الخلايا البيضاء في الدم والسماح للأعصاب بالعمل كما يجب. كما يجدر بكل الذين خضعوا لعملية الطريقة الجانبية في المعدة أن يتناولوا يومياً فيتامينات متعددة مع الحديد، إضافة إلى مكملات الكلسيوم وتلقي حقن من الفيتامين B12 مرة كل شهر لبقية حياتهم. والواقع أن نقص الحديد هو مشكلة محتملة لدى النساء اللواتي يشهدن الدورة الشهرية ويمكن الحؤول دونه من خلال تناول أقراص مشتملة على الحديد.
•    الوفاة (نادراً)

إنجاز التعديلات اللازمة

يسيء العديد من الأشخاص تقدير أهمية التعديلات الجسدية والاجتماعية التي يجدر بهم اعتمادها بعد الجراحة. في الواقع، تصبح معدتك بحجم البيضة الصغيرة. وفي الأشهر الستة الأولى التي تلي الجراحة، سوف تشعر بألم حاد تحت عظمة الصدر يدوم لمدة 30 دقيقة أو تتقيأ إذا تناولت الكثير من الطعام أو أكلت بسرعة. لذا، بدل تناول الوجبات العادية ثلاث مرات كل يوم، يجدر بك تناول 4 إلى 6 وجبات طعام خلال اليوم. ويتعلم معظم الأشخاص مقدار الطعام الذي يستطيعون تناوله كل مرة. ومع الوقت، يزداد مقدار الطعام الذي تستطيع تناوله كل مرة (ولو ببطء). وبعد مرور عام كامل على العملية الجراحية، سوف تتمكن على الأرجح من تناول نصف إلى ثلاثة أرباع شطيرة كاملة، شرط أن تأكل ببطء وعلى مدى 45 دقيقة كاملة.

وفي البداية، يصعب كثيراً التأقلم مع حفلات العشاء وتناول الطعام خارج المنزل. فكل من هو معك يأكل وجبة عادية، فيما تستطيع أنت تتناول بضعة قضمات فقط.

واللافت أن التغيير في صورة جسمك قد يستلزم تعديلات أخرى. فمظهرك الجديد قد يؤثر في علاقاتك مع الأصدقاء والعائلة وحتى الزوجة، مما يولد التوتر والقلق والاكتئاب. لهذه الأسباب، يطلب منك مراجعة الطبيب النفسي أثناء تقييم حاجتك إلى العملية الجراحية.

لا يقتصر الأمر على الجراحة

ليست الجراحة الهادفة إلى التخلص من الوزن الزائد عملية عجائبية. فرغم أنك تتوقع التخلص من الوزن الزائد وإبقاءه بعيداً عنك، خصوصاً في حال اعتماد الطريق الجانبية في المعدة، يجدر بك إنجاز التغييرات اللازمة في عادات أكلك وتمارينك. لكن الفخر والشعور بالنجاح أثناء التخلص من الوزن الزائد، إضافة إلى إدراكك بتحسن الصحة، هما لك أيضاً.

جراحة شفط الدهون

امتصاص الدهن هو عملية تجميلية وليس برنامجاً للتخلص من الوزن. يُدخل الجرّاح أنبوباً ضيقاً تحت الجلد عبر فتحات بالغة الصغر ويمتص من ثم الخلايا الدهنية. يشيع استخدام هذه الطريقة عادة في أعلى الفخذين والبطن لدى النساء وفي الجانبين عند الرجال.

ورغم أن امتصاص الدهن تحسّن كثيراً بحيث يسمح للجراحين بإزالة عدة كيلوغرامات أثناء جلسة واحدة، ليست هذه الجراحة علاجاً للبدانة. فامتصاص الدهن هو إجراء لتحسين شكل جسم الأشخاص الذي يملكون وزناً عادياً أو قرب العادي، لكنهم يعانون من مشكلة البقع – أي الرواسب الدهنية المحددة التي لا تزول رغم الحمية الغذائية الصحية والتمارين.

تجدر الإشارة إلى أن الأشخاص الذين يعانون من مشاكل صحية مرتبطة بالوزن، مثل السكري ومرض القلب، يكونون أكثر عرضة لخطر مضاعفات امتصاص الدهن.