التصنيفات
القلب | جهاز الدوران | أمراض الدم

جراحة القلب المفتوح open heart surgery: معلومات عما قبل العملية وخلالها وبعدها

يتطلّع أيّ شخص سيخضع لعملية جراحية قلبية إلى تفريج المشكلة؛ لكنّ المخاوف والشكوك ترافقان أيّ عملية كبيرة عادة؛ ويمكن لمعرفة المزيد عما يمكن توقّعه أن يزيل بعض المشاعر الغامضة بالنسبة لمعظم الناس؛ لذلك، لا تتردّد في سؤال طبيبك أو الجرّاح أو الآخرين المشاركين في رعايتك عن أي أشياء تخطر في بالك.

تشمل كافة أنماط «عملية القلب المفتوح» تقريبا بعض الخطوات السابقة والمتخلّلة واللاحقة لها؛ فبعض الإجراءات، مثل التطعيم بالمجازة الشريانية الإكليلية وعملية استبدال الصمامات وإصلاح العيوب الخلقية وبعض العمليات الخاصّة باعتلال العضلة القلبية والتهاب التامور، تشترك بعدد من الأوجه؛ بينما تتصف بعض العمليّات الأخرى، مثل زرع القلب، بإجراءات خاصّة بها فقط.

توقيت العملية الجراحية

يمكن جدولة معظم العمليّات قبل أيّام أو أسابيع، وذلك حسب الإلحاح الطبّي وبرنامج الجرّاح وبرنامجك؛ ولكن، إذا استدعت شدّة الأعراض عملية إسعافية، يجب أن تجرى فورا؛ أمّا عند التخطيط للعملية بشكل انتقائي مستقبلا، يمكن مناقشة التبرّع بالدم الذاتي المنشأ في وقت سابق لاستعماله لك عند الحاجة إلى نقل الدم.

الأسبوع أو الأسبوعان السابقان للعملية القلبية الجراحية

بعد أن توضع على جدول العمليات القلبية، يناقش الطبيب معك بعض التعليمات المعيارية التالية للتحضير للعملية:

•    يمكن أن تنصح بعدم تناول الأسبرين أو الأدوية الشبيهة به لما لا يقلّ عن 10 أيّام قبل العملية؛ فهذه الأدوية تنقص وظيفة الصفيحات، لذلك يكون النّزف المفرط خلال العملية أو بعدها أكثر ميلا إلى الحدوث.

لا يحرّض الأسيتامينوفين (مثل التايلينول Tylenol والداتريل Datril والأناسين Anacin 3 والبانادول) النّزف، لذلك يمكن تناوله عند الحاجة.

•    عندما تحتاج إلى مضاد للتخثّر، يمكن أن تدخل المستشفى لعدّة أيّام قبل العملية المنتظرة؛ وخلال ذلك، يمكن تغيير الدواء إلى مضاد تخثّر وريدي قصير التأثير، ثمّ يوقف مؤقتا لإجراء العملية.

•    تابع تناول كافة الأدوية الأخرى إلى حين دخول المستشفى، ما لم يطلب منك الطبيب غير ذلك.

•    اذكر أية علامات للعدوى، مثل الحمّى والقشعريرات والأعراض التنفّسية (بما في ذلك السعال أو سيلان الأنف)، إذ حدثت خلال أسبوع قبل الجراحة.

التحضير في المستشفى

قد تدخل المستشفى بعد ظهر اليوم السابق للعملية الجراحية أو في الليلة السابقة، ويطلب من المرضى أحيانا دخول المستشفى في الصباح الباكر ليوم العملية.

وتجرى اختبارات دمويّة وصورة بالأشعة السينية للصدر وتخطيط لكهربائية القلب عند التحضير للعملية، ما لم تكن هذه الاختبارات قد أجريت حديثا.

ولكلّ مستشفى طريقته في إعطاء التفاصيل حول أية تعليمات أو تحضيرات نهائية؛ ويقوم ممثّلو الفريق الجراحي (الجرّاح واختصاصي أمراض القلب واختصاصي التخدير) بزيارتك وعائلتك في الليلة السابقة للعملية أو في الصباح الباكر لمناقشة توقيت العملية والقيام بفحص سريري سريع والحصول على السيرة الطبّية؛ وقد تمكّن من الاستماع أو رؤية شريط فيديو حول العملية القلبية وما يمكن توقّعه بعدها.

ويجب أن يتأكّد أفراد العائلة من المكان الذي سينتظرون فيه خلال العملية، ومتى سيحصلون على معلومات حول تقدّم العملية؛ كما تتعلّم أنت وعائلتك أيضا عن التسهيلات والمراقبة الخاصّة في وحدة العناية المركّزة، حيث ستمضي الأيام القليلة الأولى بعد العملية الجراحية.

ويخبرك طبيبك بالأدوية التي ستستمر بتناولها حتى موعد العملية؛ وتكون أدوية الذبحة مسموحة عادة؛ ولكن، لا تأكل أو تشرب أيّ شيء بعد منتصف الليل السابق للعملية، لأنّ التخدير يكون أكثر أمانا إذا أجري والمعدة فارغة.

تقوم التحضيرات النهائية على إزالة أو نزع معظم شعر الجسم (الذي يمكن أن يؤوي الجراثيم) من الرقبة وحتى الكاحلين، مع الاغتسال بصابون منظّف خاص.

قد تعطى دواء للمساعدة على الاسترخاء قبل الذهاب إلى الوحدة الجراحية؛ وقد يدخل قثطار وريدي في مكان التحضير الجراحي؛ ويزلّق قثطار مرن صغير فوق الإبرة ويبقى في الوريد، لكنّ الإبرة تسحب؛ كما يمكن إعطاء المخدّرات (المبنّجات) والأدوية الأخرى من خلال القثطار الوريدي؛ وبذلك تصبح جاهزا للعملية.

في أثناء العملية

تعطى مخدّرا عاما لتنام خلال العملية؛ ويجري الجرّاح شقا ويفتح الصدر؛ ويكون الشقّ طولا عبر القص أو عرضا بين الأضلاع، وذلك حسب نمط العملية.

يقوم جهاز المجازة القلبية الرئوية بوظائف قلبك ورئتيك خلال العملية، مما يسمح للجرّاح بإجراء الإصلاحات الضروريّة بينما يبقى القلب بلا حركة.

ويساعدك أنبوب للتنفّس، يدعى الأنبوب الرغامي Endotracheal Tube، في التنفّس خلال التخدير، كما يساعدك على تنظيف المفرزات من الرئتين وإنقاص عبء العمل الواقع على قلبك من خلال دعم التنفّس؛ يدخل الأنبوب من خلال الأنف أو الفم، وقد يبقى في موضعه بعد العملية عدّة ساعات أو أيّام حسب الحاجة إلى الدعم التنفّسي.

ويجري إعلام عائلتك بعد الانتهاء من الجزء الرئيسي من العملية، ويكون ذلك بعد فصلك عن جهاز المجازة القلبية الرئوية واستئناف قلبك لوظيفته بنفسه؛ ويمكن أن تبقى في الوحدة الجراحية للمراقبة ساعة ونصف أو ساعتين قبل نقلك إلى وحدة العناية المركّزة ICU. وهناك يقوم أحد أعضاء الفريق الجراحي بوصف العملية والحالة لعائلتك.

ماذا يتوقّع في وحدة العناية المركّزة

خلال وجودك في وحدة العناية المركّزة ICU، يشغّل فريق الرعاية الصحّية عدّة أجهزة للمراقبة تكون على قدر كبير من الفائدة في تحديد كفاءة القلب؛ ويقيس قثطار مدخل عبر وريد في الرقبة باتجاه الأذين الأيمن والبطين الأيمن والشريان الرئوي بقياس ضغط الدم والضغوط في حجرات القلب؛ كما يراقب القثطار كمية الدم الجارية عبر القلب.

وتقوم الأنابيب المغروزة عبر جدار الصدر خلال العملية بنزح السائل الفائض أو الدم من محيط القلب إلى وعاء موضوع بجانب السرير؛ كما يوجد قثطار لسحب البول من المثانة ومساعدة الممرّضة على تسجيل النتاج البولي.

ويمكن أن يمرّر أنبوب عبر أنفك وحلقك باتجاه معدتك (أنبوب أنفي معدي) لسحب العصارة المعديّة والسماح للأمعاء باستئناف عملها من جديد؛ وستتلقّى السوائل والتغذية والأدوية عبر قثطار وريدي في أحد أوردة ذراعك؛ وتجرى مراقبة كافة مداخيل السوائل ونتاجها عن كثب خلال وجودك في وحدة العناية المركّزة.

يراقب نظم قلبك باستمرار بتخطيط كهربائية القلب؛ ويعاني بعض المرضى من تغيّرات خفيفة في نظم القلب بعد العملية؛ ويمكن أن يساهم عدد من العوامل في تغيّرات النظم هذه؛ بما في ذلك معالجة القلب خلال العملية والقثاطير المستخدمة في مراقبة الضغوط القلبية والتغيّرات في مستويات البوتاسيوم والصوديوم والضغوطات (استجابة الجسم الطبيعية نحو الخوف والقلق)؛ وقد تتطلّب بعض التغيّرات في نظم القلب معالجة مؤقّتة بالأدوية.

يبقى الأنبوب الرغامي (أو أنبوب التنفّس) في مكانه إلى أن تستطيع التنفّس بعمق والسعال لتنظيف المفرزات؛ ومع أنّ الأنبوب غير مؤذ، لكنه مزعج؛ ولا تستطيع خلال وجود الأنبوب أن تتحدّث لأنّه يمر عبر الحنجرة، لكنّ الممرّضات يساعدنك على التواصل. ويسحب الأنبوب الرغامي عندما تبدي الاختبارات الدموية أنّ الأكسجين كاف في دمك وأنّك قادر على السعال لتنظيف المفرزات؛ وبعد سحب الأنبوب، يوضع لك قناع أكسجين، ويمكن أن تعاني من خشونة في الصوت أو التهاب في الحلق لبضعة أيّام.

يجب أن تتنفّس بعمق وتسعل حتى تساعد نفسك على الشفاء؛ وقد تؤدّي بعض أنماط الحركة إلى الانزعاج، لكن ستعطى أدوية تخفّف عنك أيّ ألم.

لا تكون الإقامة في وحدة العناية المركّزة مريحة؛ فنتيجة للضجّة المرافقة لمراقبة حالتك على مدار الساعة، يمكن أن تشعر أنت وعائلتك بالارتباك بفعل أصوات المعدّات والزيارات المتكرّرة لأفراد فريق الرعاية الصحّية؛ وبالرغم من الارتجاج، فإنّ هذا النشاط يضمن لك الشفاء السريع بحيث تترك وحدة العناية المركّزة تختلف مدّة إقامتك في وحدة العناية المركّزة حسب تعقيد الإجراء الجراحي؛ وعندما يقرّر الأطبّاء أنك لم تعد بحاجة إلى الخدمات الخاصّة لوحدة العناية المركّزة، تنقل إلى منطقة انتقالية حيث تستمرّ المراقبة عن كثب، لكن بدرجة أقل من التركيز.

ماذا يحدث في المنطقة الانتقالية

تستمرّ مراقبة نظم قلبك بتخطيط كهربائية القلب؛ فالمراقبة تسمح للطبيب بتقييم أي تغيّر في النظم يحتاج إلى المعالجة؛ كما تساعد نتائج الاختبارات الدمويّة الأطبّاء على رعايتك.

ويوضع لك قناع أكسجين عادة خلال اليوم الأوّل في المنطقة الانتقالية، ثم حسب الحاجة؛ ويساعد ترطيب الأكسجين على تليين المفرزات الرئوية والتخلّص منها.

يعدّ السّعال ضروريا للمحافظة على نظافة المسالك الهوائية، كما أنّ له عددا من التأثيرات المفيدة؛ إنه يطرد المفرزات التي قد تسدّ مجرى الهواء وتحول دون وصول الأكسجين إلى الأكياس الهوائية (الأسناخ)، حيث يدخل إلى الدم؛ فإذا سدّت المفرزات المسالك الهوائية، يمكن أن تحدث ذات الرئة Pneumonia بسهولة؛ كما يتطلّب السعال أخذ نفس عميق أولا، وهذا ما يحرّض على عودة تمدّد المناطق الرئوية التي كانت مضغوطة خلال العملية.

وتساعدك الممرّضات على التقلّب في السرير والسعال والتنفّس بعمق، كما يمكن أن يتابعن المعالجة الفيزيائية للصدر (Chest Physiotherapy) بالنقر على الصدر بوضعيّات مختلفة – للمساعدة على تنظيف المفرزات.

قد تشجّع على زيادة مستويات النشاط بالتدريج، حتّى خلال متابعة المراقبة؛ ومع تحسّن قدرتك، مدّد الوقت الذي تمضيه خارج السرير وفي المشي؛ وتساعد فترات الراحة القصيرة على المزيد من النشاط، كما تعين جوارب الدعم على الدوران الدموي في ساقيك.

يراقب مدخولك من السوائل ومقدار ما يطرح منها (النّتاج) عن كثب؛ ويجب أن تخبر الممرّضة عن أي سائل تتناوله بين الوجبات؛ ويقاس النتاج البولي خلال وجودك في المستشفى لحساب توازن السوائل في جسمك. ويعدّ عدم الإقلال منها أو الزيادة فيها ضروريا للشفاء؛ كما يقاس وزنك يوميا كمؤشّر آخر على التوازن بين مدخول السوائل ونتاجها؛ ومن الشائع أن يزيد وزنك أكثر من الأيّام القليلة الأولى بعد العمليّة بسبب السوائل المعطاة خلال العملية، لكنك تخسر ذلك شيئا فشيئا.

قد تكون شهيتك ناقصة في الأيام القليلة الأولى، لكنك تحتاج إلى استهلاك ما يكفي من السوائل والطعام للتغذية وتحريض الشفاء.

تتأرجح حالتك الانفعالية صعودا ونزولا بشكل طبيعي خلال الشفاء، وقد تمرّ عليك أيام جيّدة وأخرى سيّئة بعد العملية؛ ومن الشائع حدوث درجة من الارتباك خلال أوّل يومين أو ثلاثة أيّام من الجراحة أو أكثر من ذلك أحيانا، وقد يدلّ ذلك على تأثير دوائي أو بسبب الحرمان من النوم أو المنبّهات المتعدّدة في وحدة العناية المركّزة؛ ويمكن أن يقدّم فريق الرعاية الصحيّة بكامله الدعم لك (اختصاصيّو أمراض القلب، الجرّاحون، الممرّضات، اختصاصيّو التغذية، المعالجون).

لا توجد مدّة معيارية لبقائك في المنطقة الانتقالية الجراحية القلبية؛ فالجرّاح هو الذي يحدّد الوقت الذي تحتاج فيه إلى المراقبة؛ وحتى بعد توقّف المراقبة، قد تحتاج إلى فترة نقاهة في العناية المتوسّطة (المنطقة الانتقالية) أو وحدة عامّة في المستشفى.