فيما يتعلّم الأطفال كيفية التصرف، تتعلم أجسامهم كيفية مكافحة الأجسام الغريبة. تتضاءل المناعة التي اكتسبوها من أمهاتهم، وتتكوّن مناعتهم الخاصة ببطء. وخلال الفترة الفاصلة، يبلغ معدل الإصابات الجديدة أوجه لدى معظم الأطفال.
يمكن التخفيف من حدة الإصابات عبر تقليص مقدار التعرض للجراثيم وتعزيز مناعة طفلك.
خمس طرق فعالة للتخفيف من التعرض للجراثيم
● في الحضانة. إنّ تقليص عدد الأطفال حول طفلك يخفف من تعرضه للجراثيم. والاحتكاك المنتظم مع ستة أطفال أو أقل يخفف من التعرض للجراثيم (أو الأمراض) بشكل ملحوظ خاصة في موسم الشتاء. للأسف، هذا الخيار ليس عملياً في أغلب الأحيان.
● الاغتسال. جميعنا يعلم أن غسل اليدين أمر جيد، ولكن واقع أنه يُحدث فرقاً كبيراً أمر غير مقنع خاصة في حضانة تعجّ بالأطفال حيث تكثر الجراثيم. إلا أن النتائج رائعة إذا قام العاملون في الحضانة بغسل أيديهم وأيدي الأطفال في لحظات معينة أساسية. لحظات أساسية؟ هذه اللحظات الأكثر أهمية هي بعد تنظيف الأنف، وتغيير الحفاض، وإدخال الطفل إلى الحمام، وقبل الوجبات، وقبل إعداد الطعام، وقبل أن يضع الطفل يده في أنفه ولكن هذا غير عملي.
● معقّم اليدين السريع. إنه منتج ملائم جداً! قليل من هذا المعقم كفيل بقتل 99.99% من الجراثيم بدون أي ماء أو مناشف. يستخدم هذا النوع من المنتجات الكحول لقتل الجراثيم طبيعياً. إنه مضاد للإنتان وليس مضاداً حيوياً لذا لا يمكن إنتاج مقاومة ضده. والجزء المثير في الأمر أن استخدامه ممتع. يعتقد العديد من الأطفال أن استخدامه ممتع. لقد طلبنا من الحضانة المحلية استعماله وهذا ما حصل. أحب رؤية هذا المعقم في كل علبة حفاضات وعلى كل طاولة تغيير.
● المناشف الورقية. إنّ استخدام المناشف الورقية يعني أنك تستطيعين التخلص من الجراثيم المحتملة قبل انتشارها، ولكن استخدام المناشف القماشية المشتركة ليس خياراً مناسباً.
● مرشح الهواء. إنّ مرشح الهواء الجسيمي العالي الفعالية يمكن أن يزيل 99.97% أو أكثر من غبار الطلع، والغبار، وهبرية الحيوانات وحتى البكتيريا في الهواء. ويمكن أن تشكل النباتات طريقة ممتازة لتطهير الهواء (إنْ أحداً في المنزل لم يكن حساساً تجاهها).
العلاج العشبي
في الولايات المتحدة، يُنفق أكثر من 300 مليون دولار سنوياً على العلاج العشبي في محاولة لمعالجة الزكام والوقاية منه. يريد الأهل دواء نافعاً طبيعياً ولطيفاً. ولكن هل ينفع هذا العلاج الأطفال؟ قرر باحثون في جامعة واشنطن وجامعة باستير (كلية الطبّ البديل) التحقق من الأمر.
ضمّت الدراسة 524 طفلاً سليماً. عندما أصيبوا بالزكام، مُنح نصفهم العلاج العشبي فيما أُعطي للنصف الآخر دواء غير فعّال بلاسيبو. وبقي الأمر سرّاً. نُشرت النتائج في عدد 3 كانون الأول/ديسمبر 2003 من مجلة الجمعية الطبية الأميركية. لم يكن هناك من فرق بين المجموعتين في مدة أعراض الزكام أو حدتها. دام الزكام فترة تسعة أيام فيما دامت الأعراض فترة يوم ونصف اليوم أتناول الأطفال العلاج العشبي أم لا. ولكن أكثر من 7 بالمئة من الأطفال الذين تناولوا العلاج العشبي أصيبوا بطفح جلدي. يبدو أن هذا العلاج غير فعّال في معالجة الأطفال من الزكام. فهو لا يساعدهم على الشعور بتحسن أو التماثل للشفاء العاجل. إلا أنه مكلف وله آثار جانبية. من المحتمل أن العلاج العشبي يساعد على الوقاية من الزكام ولكن لم يتم إثبات ذلك. آمل أن يتم البحث في هذا الاحتمال بحذر مثلما بحث هذا الفريق عن دواء في هذا العلاج العشبي.
تعزيز جهاز المناعة
إليك بعض العناوين التي يمكنك أخذها بعين الاعتبار للمحافظة على وظيفة المناعة وتعزيزها:
● تجنّب المضادات الحيوية غير الضرورية. كلما استخدم الأطفال المضادات الحيوية، كلما زاد احتمال إصابتهم بالمرض مع التهابات أكثر حدة ودواماً ناتجة عن أجسام أكثر مقاومة.
● الرضاعة. من المعروف أن حليب الثدي يقي من التهابات المسلك المعدي المعوي، (التهاب الأذن الوسطى)، الأنفلونزا المستديمة الحادة من نوع ب، الإصابة بالفيروس المخلوي التنفسي بالإضافة إلى الأنواع الأخرى من التهابات المسلك التنفسي العلوي والسفلي حتى بعد سنوات من فطم الطفل عن الرضاعة. قد يتعرض الأطفال الذين لا يرضعون للإصابة بالتهابات الأذن أكثر بخمسة أضعاف.
● دخان السجائر. أبعدي طفلك عن دخان السجائر قدر الإمكان! إنه يعيق الوظيفة المناعية الطبيعية. كما أن التعرض للدخان يؤدي إلى العديد من المشاكل الصحية بما في ذلك أكثر من مليوني إصابة غير ضرورية بالتهاب الأذن سنوياً في الولايات المتحدة.
● زايلتول. إنه مُحلٍّ طبيعي غير محتوي على السكر (موجود في توت العلّيق والبرقوق) وثبت أنه يعيق تشبث البكتيريا بالأطفال. تقول الدراسات إنه يشكل طريقة لطيفة للوقاية من التهابات الأذن، والالتهابات الجيبية، وتسوّس الأسنان. إنني أذكره فقط كمثال على خيارات الوقاية أكثر منه كعلاج. إنّ تحديد الإصابة بالحساسية ومعالجتها للوقاية من التهابات الأذن يعد مثالاً جيداً آخر ولكنه لا يبدأ بحرف الزين X بالإنكليزية.
● اللبن. يمكن أن تساهم البكتيريا الحميدة في بعض أنواع اللبن في الوقاية من آلام البطن، والإسهال، والتسمم من الطعام، والحساسية تجاه الطعام، والأكزيما، والالتهابات الجيبية، والتهاب القصبات، وذات الرئة، وحالات الزكام من بين أمور أخرى. تقترح الأكاديمية الأميركية لطبّ الأطفال بدء إطعام اللبن للأطفال منذ شهرهم الثامن.
● الزنك. إنّ اتّباع نظام غذائي صحي ضروري لبناء جهاز مناعي صحي. الأول متمم للآخر. يعتبر الزنك مادة مغذية ترتبط مباشرة بالإصابة المبكرة بالأمراض. إنّ الأطفال المصابين بعوز الزنك يعانون أكثر من الالتهابات ويمرضون لفترة أطول. يُعد الحديد مثالاً جيداً آخر.
الأنف المسدود
يصاب الأطفال بالزكام من ثلاث إلى ثماني مرات سنوياً، كل مرة تدوم أسبوعاً. من الجيد أن يصاب طفلك بالحدّ الأدنى من الزكام، ولكنك لن تريدي ألا يصاب بالزكام أبداً. ففي حال عدم إصابة الطفل بالزكام، قد يكون ردّ فعل جهازه المناعي مبالغاً فيه تجاه الجسيمات غير المؤذية مما يؤدي إلى الربو أو الأكزيما وفقاً للبحث المنشور من المجلة الطبية البريطانية. إن الجسم البشري مصمّم لمحاربة هذه الإصابات والتعلم منها. لا يستفيد الأطفال من المضادات الحيوية لمعالجة الزكام حتى عندما يسيل من الأنف مخاطاً أخضر أو أصفر اللون (مرحلة طبيعية في حالة الزكام).
الحساسية
قد يكون عمر طفلك مناسباً لتعرضه للحيوانات الأليفة. مع الحساسية تجاه الطعام، إنّ تأخير التعرض لها حتى تنضج المعدة يخفف من حالات الحساسية. ولكن ماذا عن الحساسية المنقولة عبر الهواء؟ بسبب شيوع الحساسية تجاه هبرية الحيوانات، افترض الناس لفترة طويلة أن التعرض المبكر للحيوانات الأليفة يجعل الإصابة بالحساسية أكثر احتمالاً. قلبت بعض الدراسات هذه الفرضية رأساً على عقب. بالنسبة إلى طفل لم يصب بالحساسية، يبدو أن الاقتراب من عدة حيوانات أليفة يخفف من خطر الإصابة بالحساسية، والأكزيما، وحتى الربو. تعرض جهاز المناعة النامي لدى الأطفال لهبرية الحيوانات الأليفة ولم يكن هناك أي رد فعل تجاهها.
في الدراسات الملخصة، كلما ازداد عدد القطط، انخفضت حالات حمى الكلأ، والأكزيما، وأنواع الحساسية الأخرى. بالنسبة إلى طفل مصاب بالحساسية ولكن ليس تجاه الحيوانات الأليفة، لا يبدو أن الاقتراب من هذه الحيوانات ينفعه أو يضره. أما بالنسبة إلى طفل مصاب بالحساسية تجاه الحيوانات الأليفة، فما من فائدة من الاحتفاظ بهذه الأخيرة فالتعرّض لها سيزيد الأعراض سوءاً. إن كان الطفل مصاباً بالربو وحساساً تجاه الحيوانات، يُفضّل إبعاد الحيوان عن المنزل.
الحمى
منذ فترة ليست بطويلة جداً، عندما كان والديّ صغيرين، كانت الإصابة بحمى حادة تعني النهاية المحتومة. وكانت الحمى الحادة المؤدية إلى الوفاة شائعة. أما اليوم فمعظم الأمراض المدمرة المسببة لحالات الحمى الحادة قابلة للمعالجة (بفضل المضادات الحيوية) أو بالأحرى يمكن تجنّبها (بفضل اللقاحات). ولكن، جيل بعد جيل، شكلت الحمى الحادة لدى الطفل ذعراً للوالدين اللذين يخشيان أن يفقدا طفلهما العزيز على الرغم من كل محاولاتهما لمساعدته. إنّ اعتبار الحمى عدواً أمر متأصل فينا.
إنّ الحمى، بعيداً عن كونها عدواً، تشكل جزءاً مهماً من وسائل الجسم الدفاعية ضد الالتهاب. فيما نعتقد أن الحمى التي يعاني منها الطفل تشير إلى وقوع معركة في جسمه، تدافع الحمى عن الطفل ولا تحاربه.
تنمو معظم البكتيريا والفيروسات المسببة للالتهابات لدى البشر عند درجة حرارة الجسم الطبيعية. إنّ ارتفاع حرارة الجسم عدة درجات يمكن أن يفيد الجسم. كما أن الحمى تنشّط جهاز المناعة في الجسم فتسرّع عملية إنتاج خلايا الدم البيضاء، والأجسام المضادة، بالإضافة إلى العديد من العوامل المكافحة للالتهاب.
يخشى العديد من الأهل أن تؤدي الحمى إلى تضرّر الدماغ. عادةً، لا يحدث تضرّر الدماغ بفعل الحمى إلا إذا تجاوزت الحمى 107.6 درجة فهرنهايت أو أكثر (42 درجة مئوية). نادراً ما تزيد حرارة الحمى غير المعالجة الناتجة عن الالتهاب عن 105 درجة فهرنهايت (40.5 درجة مئوية) إلا إذا كان الطفل مرتدياً ثياباً كثيرة أو موجوداً في مكان حار. إن ثرموستات الدماغ يمنع درجة الحمى من تجاوز 106 درجة فهرنهايت (41 درجة مئوية).
يخاف بعض الأهل أن تؤدي الحمى إلى حدوث نوبات. لكن هذه ليست حالة أغلبية الأطفال العظمى. يعاني قرابة 4 بالمئة من الأطفال من نوبات الحمى. ما إنْ يصاب الطفل بحمى حادة، يُستبعد حدوث نوبة حمية مع المرض الحالي. في حال حدوثها، تنتهي النوبات الحمية في لحظات بدون أي عواقب (إلا أن دراسة واحدة تقترح أن الأطفال الذين عانوا من النوبات الحُميّة هم أكثر ذكاءً!).
ما الذي يسبب الحمى؟ فيما تعدّ 98.6 درجة فهرنهايت (37 درجة مئوية) درجة حرارة الجسم الطبيعية التي يعرفها معظمنا، تختلف الدرجة العادية الحقيقية بين الأفراد وبحسب أوقات النهار. إنّ التنوع اليومي في حده الأدنى لدى الأطفال البالغين أقل من ستة أشهر هو حوالى درجة واحدة فهرنهايت لدى الأطفال البالغين بين ستة أشهر وسنتين وترتفع تدريجياً إلى درجتين فهرنهايت في اليوم عند سن السادسة.
عادةً ما ترتفع حرارة الإنسان إلى حدها الأقصى في المساء. إن حرارة جسم الإنسان ترتفع خاصة لدى الأطفال بشكل طبيعي بفعل النشاط الجسدي، والانفعال القوي، وتناول الطعام، وارتداء ملابس كثيرة، وارتفاع درجة الحرارة في الغرفة، وزيادة الرطوبة. من الطبيعي أن تبلغ الحرارة 100.4 درجة فهرنهايت (38 درجة مئوية) (ما من حمى). عندما تبلغ الحرارة أكثر من 100.5 فهرنهايت درجة، عندئذٍ يمكن اعتبارها حمى. كذلك، قد تعدّ الدرجات الأكثر انخفاضاً حمى بحسب حالة الطفل.
كيف أعالج الحمى؟ لا تحتاج الحمى بالضرورة إلى معالجة. إذا كان طفلك نشيطاً ومرتاحاً، ويشرب الكثير من السوائل، ويقدر على النوم، فلن تفيد معالجة الحمى. يجب أخذ التدابير لتخفيض درجات الحمى إذا كان طفلك منزعجاً، مصاباً بحالة من التقيؤ أو التجفاف، أو يواجه صعوبة في النوم. إن الهدف هو خفض الحرارة ما بين درجتي 100 و102 فهرنهايت (37.7 – 38.8 درجة مئوية) وليس إزالة الحمى.
عند محاولة خفض حرارة الحمى، إنزعي أولاً الملابس أو البطانيات الزائدة. لا تكثري من كساء طفلك حتى لو شعر بالارتعاش (بعكس ما كان يُعد نظرية في السابق). يجب أن يكون الجو بارداً باعتدال (طبقة من الملابس الخفيفة وبطانية خفيفة عند النوم). هناك علاجان مفيدان لتخفيف الحمى لدى الأطفال هما الأسيتامينوفين والإيبوبروفين. يُعطى الأسيتامينوفين كل أربع إلى ست ساعات ويعمل مفعوله على تخفيض ثرموستات الدماغ. لا تستخدميه قبل أن يبلغ طفلك ثلاثة أشهر من العمر بدون أن يفحصه الطبيب أولاً. يُعطى الإيبوبروفين كل ست إلى ثماني ساعات ويساعد على محاربة الالتهاب الذي سببته الحمى. من غير المسموح إعطاؤه للأطفال ما دون الستة أشهر من العمر.
يمكن أن يساعد حمام المياه الفاترة أو الاستحمام بالإسفنجة على تبريد الطفل المحموم بعد تناوله الدواء. إذا حصل ذلك قبل تناوله الدواء، قد ترتفع درجة الحرارة من جديد. إنّ حمام المياه الباردة أو التدليك بالسبيرتو يبرّد البشرة، ولكنه غالباً ما يزيد الحالة سوءاً عبر التسبب بالارتعاش مما يزيد من درجة حرارة جسم الطفل.
متى أتصل بالطبيب؟ تشير الحمى إلى وقوع خطب ما في داخل طفلك. عادةً ما تكون الحمى حالة ثانوية ولكن يمكن أن تؤدي إلى التهاب خطير مثل التهاب السحايا. يجدر بأي طفل ما دون الشهرين من العمر ومصاب بالحمى أن يخضع لفحص طبي على الفور للحؤول دون حدوث التهاب خطير. كذلك، يجب أن يُفحص الأطفال من جميع الأعمار والمصابون بحمى تتجاوز 105 درجة فهرنهايت إلا إذا انخفضت درجة الحرارة بالعلاج وشعر الطفل بالراحة. ويجب أن يُفحص على الفور كل طفل يعاني من الحمى ويشعر بالانزعاج أو الارتباك، ويواجه صعوبة في التنفس، ويعاني من تصلب في العنق، ويعجز عن تحريك ساق أو ذراع أو يمرّ بنوبة حُميّة.
حتى لو لم تظهر هذه الأعراض، من الجيد الاتصال على الأقل بالطبيب إذا دامت الحمى لأكثر من 24 ساعة. ولا بد أن يُفحص الطفل إذا دامت الحمى أكثر من 48 ساعة (أو 72 ساعة إذا تصرف وكأنه يعاني من زكام ثانوي).
فيما تعتنين بطفلك، عودي بالذاكرة أجيالاً عندما كانت الحمى تفطر قلب الأم. كانت الحمى محاولة يائسة من الجسم لإنقاذ الطفل. تذكري الآن أن الحمى صديقة تنذرك بوجود مشاكل محتملة، وتنشّط جهاز الطفل المناعي، وتحارب البكتيريا والفيروسات بشكل مباشر.
المضاد الحيوي والبكتيريا المفيدة (Antibiotics and Probiotics)
قرابة 40 بالمئة من الأوقات التي يفحص فيها الطبيب الطفل، يغادر هذا الأخير حاملاً وصفة طبية بتناول المضادات الحيوية. يشمل هذا الرقم زيارات المرضى والفحوصات العامة الروتينية. كانت المضادات الحيوية من أكثر الاكتشافات روعة في القرن العشرين. منذ بدء استخدامها عام 1941، ساعدت على الوقاية من إصابات لا تعد ولا تحصى. تعتبر المضادات الحيوية أداة فعّالة لمحاربة الالتهابات البكتيرية.
الخلط بين أنواع المكروب
يعجز معظم الناس عن تمييز الفرق بين الفيروسات والبكتيريا. لنلقِ نظرة عن كثب على العالم المجهري. الفيروس عبارة عن بنية هندسية صغيرة ويمكن أن يتكاثر فقط داخل خلية حية. يتراوح حجمه بين 20 و250 نانومتر (النانومتر يساوي واحد على بليون متر). خارج الخلية الحية، يكون الفيروس هاجعاً ولكن ما إنْ يدخل إلى الخلية، يستولي على موارد الخلية المضيفة ويبدأ بإنتاج المزيد من الجسيمات الفيروسية. إنّ الفيروس أقرب إلى الأجزاء الآلية من المعلومات أو الإنسان الآلي منه إلى الحياة الحيوانية.
أما البكتيريا فهي أجسام حية أحادية الخلية. جميع البكتيريا محاطة بجدران خلوية خاصة بها. يمكنها أن تتكاثر باستقلالية وتتأقلم في كل بيئة على الأرض بما في ذلك التراب، والمياه، والينابيع الساخنة، وألواح الثلج، والأجسام النباتية والحيوانية.
يبلغ متوسط طول البكتيريا ألف نانومتر. لو كانت البكتيريا بحجمي، لبدا الجسيم الفيروسي النموذجي مثل فأر آلي صغير. ولو كان متوسط الفيروس بحجمي، لبلغ حجم البكتيريا حجم ديناصور يفوق طوله العشرة طوابق. ليس البكتيريا والفيروس بندّين! إنّ المضادات الحيوية المصممة لقتل البكتيريا لا تقتل الفيروسات.
لحسن الحظّ إن معظم البكتيريا لا تؤذي البشر. في الواقع، الكثير منها مفيد إلا أن بعضها يؤدي إلى أمراض خطيرة.
الجانب السلبي للمضادات الحيوية
بما أن المضادات الحيوية شكلت تقدماً ثورياً في معالجة الأمراض المعدية، إعتاد الأطباء وصفها لمعالجة الأمراض الثانوية وحتى الفيروسية منها لأخذ “الحيطة والحذر فقط”. كما أنهم اعتقدوا أنها قد تساعد الطفل على الشفاء بسرعة أكبر.
الآن، نعلم أن العكس صحيح. هذا الأمر يؤذي الأطفال والبيئة عبر تكاثر البكتيريا المخيفة انتقائياً. قد يتحسن الأطفال بشكل أسرع أولاً ولكنهم يصبحون أكثر تعرضاً للمرض وللالتهابات الأكثر حدةً ودواماً. هذا يعيق جهاز المناعة في هذه المرحلة.
إنّ الاستخدام الروتيني للمضادات الحيوية يجعل حياة الطفل ووالديه أكثر سوءاً حتى بمنأى عن الآثار الجانبية وردود الفعل الأرجية التي يعاني منها العديد من الأطفال. للبقاء على الجانب الآمن، يجب الامتناع عن تناول المضادات الحيوية إلا إذا كانت الحاجة إليها ضرورية.
سأعلمك عبارة يمكن أن تحسّن صحة طفلك. استخدميها حتى قبل أن يفحص الطبيب طفلك. عندما تفسرين سبب مجيئك، أضيفي هذه العبارة “أفضّل أن تساعد طفلي على الشعور بتحسن بدون الاضطرار إلى إعطائه المضادات الحيوية إذا أمكن”.
إن كان لا بد من استخدام المضادات الحيوية، فافعلي بامتنان وثقة. لا أستطيع المبالغة في وصف روعة هذه الأدوية عند استخدامها بالشكل الصحيح.
البكتيريا النافعة / البروبيوتك Probiotics
كلما احتاج الطفل إلى المضادات الحيوية، أوصي بإعطائه البكتيريا النافعة أيضاً. إنه عبارة عن تكاثر فاعل للبكتيريا الحميدة المعطاة للتخفيف من حدة الآثار الجانبية وملء البكتيريا الحميدة في المعدة التي دمّرها الدواء. تتواجد البكتيريا النافعة في الإضافات وفي بعض أنواع اللبن. عند تقديم اللبن إلى الأطفال ما دون السنتين أو الثلاث سنوات، يعزز اللبن الكامل الدسم نمو الدماغ بشكل أفضل.
التهاب الأذن: عصر جديد
لا يصاب قرابة ثلث عدد الأطفال بالتهاب الأذن. بينما يصاب ثلثهم تقريباً مرة أو مرتين بالتهاب الأذن. ولكن قرابة ثلث الأطفال يعانون كثيراً من هذا الالتهاب. إنْ كان طفلك يصب في الخانة الثالثة، لا تعتمدي على المضادات الحيوية مرة بعد مرة. إبحثي عن سبب تعرّضه المستمر للمرض وعن الخطوات التي يمكنك اتخاذها للوقاية منه.
على عكس عمل الطبيب الشائع، لا يجب أن يُعالج معظم الأطفال المصابين بالتهاب الأذن بالمضادات الحيوية وفقاً لإرشادات فعالة مرتكزة على الأدلة أطلقتها الأكاديمية الأميركية لطب الأطفال والأكاديمية الأميركية لأطباء العائلة. وفيما اتّبع بعضنا هذه المقاربة لسنوات، يوجد حالياً في الولايات المتحدة أكثر من 10 ملايين وصفة طبية بالمضادات الحيوية لمعالجة التهاب الأذن مقابل 5 ملايين حالة التهاب في الأذن سنوياً حيث نصف عدد وصفات المضادات الحيوية للأطفال هو لمعالجة التهاب الأذن. يحتاج بعض الأطفال إليها بعكس معظمهم. كل مرة يتناول فيها الطفل مضاداً حيوياً، تصبح معالجة الالتهابات في المستقبل أكثر صعوبةً. يحمل الطفل النموذجي السليم باونداً أو اثنين من البكتيريا المجهرية المتكاثرة بسرعة في جسمه. تؤدي المضادات الحيوية إلى التكاثر الانتقائي للإجهاد الأكثر مقاومة مما يقود إلى استخدام المضادات الحيوية الأحدث، والأقوى، والأكثر كلفةً والمسببة لمزيد من الآثار الجانبية. لقد ازداد هذا الأمر سوءاً لعقود خلت. ولكن يتعلق الأمر بالتغيير مع هذه الإرشادات الجديدة.
التركيز على الألم
على الأطباء وصف مسكنات للألم أكثر من المضادات الحيوية للأطفال المصابين بالتهاب الأذن لأن كل طفل مصاب بأذن ملتهبة بما يكفي لتناول مضاد حيوي يستحق تناول مسكّن بالتأكيد. كذلك، إنّ العديد من الأطفال الذين لا يحتاجون إلى المضادات الحيوية يستحقون تناول المسكّن للتخفيف من حدة الألم. توصي إرشادات الأكاديمية الأميركية لطب الأطفال بالتنبه إلى ألم الأذن. لا يجب أن يعاني الأطفال بصمت. في الواقع، إنهم بعيدون عن الصمت، ولكننا نحن الأطباء لم نستمع إليهم.
يجب أن يشمل كل فحص لالتهاب الأذن تقييماً للألم الذي يعاني منه الطفل. ويجب أن يشكّل المسكّن جزءاً من العلاج. يُفضّل معظم الأهل إعطاء أطفالهم المضادات الحيوية لمعالجة التهاب الأذن بسبب استيقاظ الطفل متألماً. إنهم مخطئون في الاعتقاد أن المضادات الحيوية ستخفف من حدة الألم الذي يشعر به الطفل. من المذهل أن خلال الأربع وعشرين ساعة الأولى، لا فرق في معدل الألم سواء تناول الطفل مضاداً حيوياً أم لا. وعليه فإن الأطفال يستحقون مسكناً.
يتوفر الأسيتامينوفين والإيبوبروفين بدون وصفة طبية ويؤمنان الراحة للطفل. وتتوفر حالياً القطرات الموضعية الخاصة بمعالجة ألم الأذن بدون وصفة طبية.
خطأ المضاد الحيوي
يعتقد معظم الأهل أن المضاد الحيوي سيساعد على شفاء الطفل إذا قُدّم لمعالجة التهاب الأذن. هذا الاعتقاد ليس ضرورياً! من بين أكثر من 10 ملايين وصفة طبية بالمضادات الحيوية سنوياً لمعالجة التهاب الأذن، هناك ما بين 8.5 مليون و9.5 مليون وصفة طبية لم تفد الأطفال وفقاً لأفضل البحوث الطبية. بعبارة أخرى، علينا معالجة ما بين 7 و20 طفلاً بالمضادات الحيوية لمعالجة التهاب الأذن ليستفيد طفل واحد من الدواء. تُشفى 80% تقريباً من حالات التهاب الأذن بسهولة بدون المضادات الحيوية. وبالنسبة إلى حالات الالتهاب التي لا تُشفى، لا يفيد المضاد الحيوي في أغلب الأحيان. ولكنه يفيد أحياناً. لدى 5 إلى 14 بالمئة من الأطفال، تستغرق المضادات الحيوية يوماً كاملاً قبل أن يبدأ مفعولها في معالجة التهاب الأذن. ولكن بالمقابل، أكثر من 15 بالمئة من الأطفال الذين يتناولون المضادات الحيوية يصابون بالتقيؤ أو الإسهال وأكثر من 5 بالمئة منهم سيعانون من ردود الفعل الأرجية وقد يكون بعضها خطيراً جداً. أليس عظيماً أن يقتصر استخدام المضادات الحيوية على الأطفال الذين يحتاجون إليها حقاً؟
تهدف إرشادات الأكاديميتين إلى تحقيق ذلك عبر تحسين دقة تشخيص التهاب الأذن، وتخصيص استخدام المضادات الحيوية لمجموعة خاصة من الأطفال المصابين بالتهاب الأذن، والانتباه إلى مسكنات الألم لجميع الأطفال (خاصة خلال الأربع وعشرين ساعة الأولى من الالتهاب)، وتحسين اختيارنا وتوقيتنا للمضادات الحيوية، وأخذ خطوات للوقاية من التهاب الأذن في خطوة أولى. إننا نرحّب بالتغيير طبعاً!
سرّ التشخيص
إذا عانى طفلك من أنف مسدود، وحمى خفيفة، واستيقظ باكياً، وشدّ على أذنه قائلاً “أمي، أذني تؤلمني!”، فقد يكون مصاباً بالتهاب حاد في الأذن. ولكنه قد يكون مصاباً أيضاً بفيروس وألم في الأذن من جراء الضغط عليها بدون وجود أي التهاب بكتيري حاد. في هذه الحالة، قد يحتاج إلى مسكّن لألم الأذن وليس إلى علاج لالتهاب الأذن. لا يمكن تشخيص التهاب الأذن بدقة بناء على القصة وحسب، ولكن بواسطة أطباء بارعين أو أهل مهرة. كما أن الأدلة الحسية ضرورية لتأكيد التشخيص.
متى كانت المرة الأخيرة التي سمعت فيها الطبيب يقول لك بعد فحص أذن طفلك، “أظن أن طفلك مصاب بالتهاب حاد في الأذن ولكنني غير متأكد من ذلك”؟ إذا سمعتِ هذه العبارة، إعملي أن هذا الطبيب رائع! بصفتنا أهل، نود أن يكون الأطباء بارعين ودقيقين في التشخيص ومتأكدين من نتائجهم. في الواقع إن تشخيص التهاب الأذن غالباً ما يكون مشكوكاً فيه. قد تكون طبلة الأذن حمراء بسبب البكاء وحسب. نسمع تشخيصات غير أكيدة يومياً حتى من أبرع الأطباء وسيكون من الجيد أن نحترم صدق الطبيب من هذه الناحية. يجب التعامل مع التهاب الأذن المشكوك فيه بشكل مختلف عن الالتهاب الواضح.
أمر واحد أكيد. يجب أن يتواجد السائل في الأذن خلف طبلة الأذن ليكون هناك التهاب فيها (وهو ما يسميه الأطباء التهاب الأذن الوسطى). إنّ طبلة الأذن الصغيرة عبارة عن بنية حساسة يمكن أن تتأذى لعدة أسباب بما في ذلك التمدد، والإصابة، والمواد المهيّجة، والتغيّرات في الضغط، والتغيّرات في الحرارة، والفيروسات، والحساسية، والتهابات الأذن. كما أن العديد من حالات التهاب الأذن المزعومة ليست التهابات على الإطلاق بل مجرد آلام في الأذن. غالباً ما يتناول الأشخاص المضادات الحيوية لمعالجة ألم الأذن فيما أنها آخر ما يحتاجون إليه. بصريح العبارة، تتضمن التهابات الأذن سائلاً في هذه الأخيرة. أحياناً، يتمكن الطبيب من رؤية السائل عبر طبلة الأذن من خلال النظر في الأذن. وأحياناً، تكون الرؤية محجوبة بسبب الصملاخ، أو طبلة أذن سميكة، أو قناة ضيقة، أو صراخ طفل. وفي أحيان أخرى، لا يسع منظار الأذن الذي يستخدمه الطبيب في قناة أذن الطفل بما يكفي ليحكم الإغلاق عندما يضغط الطفل قليلاً لتهييج طبلة الأذن لظهور السائل. إن القياس الطبلي هو عبارة عن فحص يمكن أن يستخدمه الطبيب لقياس السائل.
إنّ أداة فحص الأذن هي أداة منزلية غير مكلفة يستطيع الوالدان شراءها من متجر الأدوية للكشف بسهولة عن السائل خلف الأذن عبر استخدام التكنولوجيا الشبيهة بالسونار. يمكن أن تخمّن هذه الأداة حالة الأذن في نصف ثانية وبكبسة زر. هناك أمر واحد أكيد: لا سائل يعني لا التهاب في الأذن. إنّ استخدام علاج بدون وصفة طبية كهذه الأداة يمكن أن يوفر العديد من الزيارات إلى عيادة الطبيب. في حال وجود سائل، تبقى الإجابة ضرورية على عدة أسئلة مهمة.
التهاب الأذن الوسطى الإفرازي مقابل التهاب الأذن الوسطى الحاد
مع تنوّع التهابات الأذن (ما يسميه الأطباء التهاب الأذن المتوسطة مع الانصباب)، يتواجد السائل المليء بالجراثيم في الأذن الوسطى. إنّ التهاب الأذن الوسطى مع الانصباب هو الحالة الأكثر شيوعاً لدى الأطفال. علمنا منذ عقد تقريباً أن المضادات الحيوية ليست ضرورية لمعالجة التهابات الأذن الإفرازي. في الواقع، من المهم أن يتجنب هؤلاء الأطفال المضادات الحيوية أكثر من أندادهم بالإضافة إلى تكاثر معظم البكتيريا الخبيثة انتقائياً.
يمكن أن يسبب التهاب الأذن الحادّ (ما يسميه الأطباء التهاب الأذن الوسطى الحادّ) ألماً فظيعاً. تبدأ هذه الالتهابات الحادة بشكل مفاجئ فتصبح طبلة الأذن الحساسة رقيقة، وحمراء، وساخنة، ومتورمة، ومؤلمة مثل الزائدة الملتهبة. قد تمتلئ الأذن بالقيح. تقترح إرشادات الأكاديميتين الثورية والمتعلقة بالتهاب الأذن عدم معالجة التهابات الأذن الحمراء الساخنة (مثلما أحب تسميتها) بالمضادات الحيوية. في العادة، يكون الجسم قادراً على قتل الالتهاب وارتشاحه بنفسه. ولكن لا عجب أن تسكين طبلة الأذن الملتهبة يحتل الأولوية في هذه الإرشادات. وهو أمر غالباً ما يتم إهماله.
مَن يجب أن يتناول المضادات الحيوية لمعالجة التهاب الأذن؟
توصي الإرشادات المبنية على الأدلة بأن يتناول الأطفال ما دون الستة أشهر والمصابين بالتهاب الأذن الحمراء والساخنة المضادات الحيوية لعشرة أيام ومسكّن الألم لأربع وعشرين ساعة على الأقل أكان تشخيص الالتهاب الحاد أكيداً أم لا. تذكري، لا تفيد المضادات الحيوية خلال الأربع وعشرين ساعة الأولى الأكثر إيلاماً، ولكنها تخفف الألم بشكل طفيف بعدئذٍ. يجب أن يتلقى الأطفال من عمر الستة أشهر إلى السنتين مضادات حيوية لعشرة أيام ومسكّن للألم على مدى أربع وعشرين ساعة على الأقل لمعالجة أذن محمرة وساخنة في حال تأكد تشخيص التهاب الأذن الحاد (لتأكيد حدوث الالتهاب بشكل مفاجئ يجب تواجد سائل في الأذن ووجود التهاب في الطبلة في آنٍ معاً). إن لم يتأكد تشخيص الالتهاب الحاد لدى هؤلاء الأطفال، يمكن معالجتهم بالمسكّن ومعالجتهم بدون مضادات حيوية إلا إذا عانوا من أعراض حادة أو بلغت الحمى لديهم 102.2 درجة فهرنهايت أو أكثر (39 درجة مئوية).
ماذا يعني خيار المراقبة؟
إسألي الطبيب إذا كان خيار المراقبة مناسباً لطفلك. إنه الخيار الأفضل للعديد من الأطفال وحتى لهؤلاء المصابين بالتهاب الأذن الحمراء الساخنة. في غياب المضادات الحيوية، يتلقى الطفل العلاج بحسب أعراضه خاصة لتسكين ألمه.
يشكّل المسكّن جزءاً من خيار المراقبة خاصة خلال الأربع وعشرين ساعة الأولى. كذلك، يجب أن يتوفر شخص بالغ ومسؤول لأخذ التدابير الفورية إذا ساءت حالة الطفل أو لم تتحسن في غضون 48 إلى 72 ساعة. قد يطلب الطبيب الاتصال به في حال وقوع أي مشكلة. أو يحدد موعداً في غضون 48 إلى 72 ساعة في حال عدم تحسن الطفل. أو قد يتصل الطبيب بين 48 و72 ساعة للاطمئنان على حالة الطفل. أو قد يعطي الطبيب الطفل وصفة طبية بمضادات حيوية لشبكة الأمان في زيارته الأولى إذا ساءت حالة الطفل أو لم تتحسن في غضون 48 إلى 72 ساعة. إنّ خيار المراقبة لا يدع الطفل أسير المعاناة. إنه فقط يمنح الجسم فرصة للعمل على محاربة الالتهاب قبل تدخل المضادات الحيوية إذا اقتضت الحاجة. أوصي بانتقاء هذا الخيار متى كان مناسباً.
الأمر الأهم: كيف تتم المراقبة؟ قارن المحققون بين مجموعتين من الأطفال المصابين بالتهاب حاد في الأذن الحمراء الساخنة حيث تمت معالجة الأولى أولياً بالمراقبة (بما في ذلك مسكّن ألم الأذن) وعولجت الثانية أولياً بالمضادات الحيوية. ما حال الأطفال في المجموعتين؟ أفضل المعالجة بالمراقبة! لقد شعروا بالحالة نفسها بعد 24 ساعة ومجدداً بعد 2 – 3 أيام و4 – 7 أيام. شُفي العدد نفسه من الأطفال في المجموعتين من التهاب الأذن بعد 7 – 14 يوماً. وكان السائل هو نفسه في المجموعتين. الأمر سيان بالنسبة إلى مدة الألم مع أن الأطفال في مجموعة المراقبة كانوا أكثر قابلية لتناول مسكنات الألم. دامت الحمى، بمعدل متوسط، يوماً أقل من هؤلاء الذين تلقوا مضادات حيوية. كما أن خطر انتشار الالتهاب البكتيري أو المضاعفات البكتيرية كان إحصائياً مماثلاً في المجموعتين مع أن الأرقام كانت صغيرة لملاحظة أي فرق حقيقي. إلا أن الأطفال الذين تلقوا المضادات الحيوية كانوا معرضين لانتشار الالتهابات أكثر بثلاثة أضعاف. كذلك، كانوا أكثر عرضةً للإصابة بالغثيان، والتقيؤ، والإسهال، والطفح الجلدي وغيرها من آثار المضادات الحيوية الجانبية مثل تكاثر البكتيريا الأكثر مقاومة انتقائياً في الطفل وفي البيئة. الخيار واضح متى كان مناسباً معالجة الطفل بمسكّن الألم بدلاً من المضادات الحيوية. لا منافسة.