لديَّ حساسية ضد اللاكتوز، وتناول أربعة أكواب من الحليب يوميًّا قد يُشعرني بأني مريضة فعلا. لكن ألا يحتاج الأطفال الرضع للبن؟
ليس اللبن ما يحتاج إليه طفلك، وإنما الكالسيوم. ولأن اللبن هو أحد أهم مصادر الطبيعة وأكثرها ملاءمة للحصول على الكالسيوم في النظام الغذائي الأمريكي، فهو العنصر الغذائي الموصى به في غالب الأحوال لتلبية المتطلبات المتنامية باستمرار خلال الحمل. ولكن إذا لم تجني من تناول اللبن غير مذاق مر في فمك، وشارب أبيض فوق شفتيك، فينبغي أن تفكري مرتين قبل أن تتناولي كوبًا من اللبن. لحسن الحظ، ليس عليك أن تعاني حتى يتسنى لطفلك أن ينمي أسنانًا وعظامًا صحية. إذا كانت لديك حساسية ضد اللاكتوز أو لا تستحسنين مذاق اللبن، فهناك العديد من الخيارات المتاحة والتي تلبي متطلباتك الغذائية بذات الكفاءة.
وحتى إذا كان اللبن العادي يثير معدتك، يمكنك بسهولة أن تتحولي إلى اللبن الخالي من اللاكتوز (وكذلك الحال بالنسبة لمنتجات الألبان الأخرى الخالية من سكر اللاكتوز). ربما تكتشفين أن معدتك تتحمل الأجبان الجافة وأنواع الزبادي المصنعة كليًّا (تساعد المستنبتات النشطة بداخلها في عملية الهضم) بالإضافة إلى منتجات الألبان المصنوعة من لبن الماعز أو الأغنام المبستر. وهي ميزة أخرى لاستخدام منتجات اللبن الخالية من سكر اللاكتوز: بعضها معزز بكالسيوم إضافي (راجعي الملصقات التجارية واختاري واحدًا بهذه المواصفات)، ويمكن لتناول حبة لاكتاز قبل تناول اللبن العادي أو منتجات اللبن، أو إضافة قطرات اللاكتاز إلى اللبن العادي، أن يقلل من مشكلات المعدة التي تسببها منتجات الألبان أو يقضي عليها .
وحتى إذا كانت لديك حساسية للاكتوز لسنوات طويلة، فربما تفاجئين بصورة مبهجة عند اكتشاف أن معدتك لم تعد تسبب لك متاعب في الثلثين الثاني والثالث للحمل، وخصوصًا حينما تتعاظم احتياجات طفلك للكالسيوم. وإذا كان الأمر كذلك، فانطلقي وتناولي منتجات الألبان كيفما تشائين – فقط ضعي في ذهنك أن معدتك ربما يكون لها حدودها، لذا اجعلي الخيارات الخالية من اللاكتوز مفتوحة كذلك. وتذكري أيضًا، أن سهولة تناول منتجات الألبان ستنتهي على الأرجح بميلاد الطفل.
وإذا لم تكوني قادرة على التعامل مع أية منتجات الحليب، أو لديك حساسية تجاهها، يظل بإمكانك أن تحصلي على كل الكالسيوم الذي يحتاج إليه طفلك بتناول العصائر المعززة بالكالسيوم أو حليب اللوز، وتناول الأطعمة التي لا تحتوي على مشتقات اللبن وتندرج تحت أطعمة الكالسيوم.
وإذا لم تكن مشكلتك مع اللبن عضوية وإنما مسألة تذوق، فجربي بعضًا من البدائل الغنية بالكالسيوم التي تحتوي، والتي لا تحتوي، على مشتقات اللبن. وهي متنوعة وعديدة بالقدر الذي يمكن لذوقك أن يتناسب مع إحداها. أو تناولي اللبن عبر تناول الحبوب الغذائية، أو أنواع الحساء والمخفوقات التي تحتوي عليه.
إذا بدا أنك لا تستطيعين الحصول على الكالسيوم الكافي في إطار نظامك الغذائي، فاسألي طبيبك ليوصيك باستخدام مكمل للكالسيوم (هناك الكثير من الخيارات المتنوعة القابلة للمضغ، والتي تعد بديلًا مناسبًا لمن يجدن صعوبة في ابتلاع الحبوب) كذلك ستحتاجين لأن تتأكدي من أنك تحصلين على كفايتك من فيتامين د (والذي يضاف إلى لبن البقر). وتحتوي كثير من مكملات الكالسيوم على فيتامين د (والذي يساعد فعليًّا على دعم امتصاص الكالسيوم)، وستحصلين أيضًا على البعض في مكملاتك لما قبل الولادة.