من الممكن أن نساعد خلايا الجسم على الاستجابة بشكل أفضل للأنسولين، ويمكننا تحقيق ذلك عن طريق تحسين حساسية خلايا الجسم للأنسولين. وهكذا، سوف نقلل احتياج البنكرياس لإفراز كميات كبيرة من الأنسولين، ما سيساعد بدوره على إنقاص الوزن.
وقد ثبت أن هناك أعشابًا وعناصر غذائية معينة تحسن من عملية أيض الجلوكوز والأنسولين، ويمكنك تناول هذه الأعشاب منفردة أو مجمعة في شكل حبوب جلوسيميك بالانس Glucemic Balance من أجل تحقيق تأثير فعَّال.
وأكثر هذه المجموعات تأثيرًا هي المجموعات التالية:
الجورمار الساجدة
وفقًا لتجارب سريرية عديدة على البشر، تبين أن الجورمار الساجدة يمكن أن تفيد من يعانون ارتفاع مستويات الجلوكوز في الدم، ويبدو أن عشبة الجورمار الساجدة تستطيع تصحيح مستويات جلوكوز الدم العالية، وكذلك التحلل السكري المفرط للبروتين (تدمير السكر للبروتين)، ويفترض أن فوائد عشبة الجورمار الساجدة تأتي من قدرتها على تجديد خلايا البيتا التالفة في البنكرياس، وعادةً ما تكون خلايا البيتا التي تنتج الأنسولين تالفة لدى مرضى السكري، بالإضافة إلى ذلك، تقلل عشبة الجورمار الساجدة من الرغبة الشديدة في تناول السكر والكربوهيدرات المكررة.
لقد استخدمت التجارب السريرية لعشبة الجورمار الساجدة ما يعادل ٤٠٠ مليجرام يوميًّا من العشبة الكاملة بتركيز ٥ إلى ١ من خلاصة العشبة.
القرع المر
يعرف أيضًا باسم الحنظل أو اليقطين المر.
تنتشر فاكهة هذا النبات التي تنتمي إلى العائلة القرعية في عدة ثقافات آسيوية، وقد أظهرت التجارب السريرية والأبحاث المعملية، التي استخدمت خلاصة الفاكهة المجففة أو البذور المطحونة للقرع المر، قدرته على خفض مستويات الجلوكوز في الدم، ولقد كشفت هذه الدراسات أنه يقلل مستويات الجلوكوز المرتفعة في الدم، ويحسِّن من تحمل الجلوكوز عند المصابين بالنوع الثاني من مرض السكري.
وينصح بتناول جرعة يومية من القرع المر بما يعادل ٥ جرامات من بودرة الفاكهة باستخدام ١:٨ كتركيز موحد للمستخلص.
بيكولينات الكروم
إن عنصر الكروم ضروري بالنسبة إلى الوظائف الصحية التي تقوم بها مستقبلات الأنسولين الموجودة على سطح الخلايا، وهذا ضروري جدًّا لمن يعانون مقاومة الأنسولين، حيث تختل وظيفة تلك المستقبلات وتصبح مقاومة لعمل الأنسولين. بعبارة أخرى، يساعد الكروم الخلايا على التفاعل بشكل أفضل مع الأنسولين، وبذلك يسهل انتقال الجلوكوز من الدم إلى الخلايا حتى يستخدم كطاقة خلوية، وينتشر نقص الكروم بين من يتبعون حميات غذائية تحتوي على كميات كبيرة من الكربوهيدرات المكررة. وبالنسبة إلى المصابين بمتلازمة إكس، أنصح بشدة بتناول مكمل غذائي يحتوي على بيكولينات الكروم حتى يصبح الأنسولين أكثر فاعلية، ومن الصعب أن تحصل على كل ما تحتاج إليه من الكروم من النظام الغذائي فقط، حيث إن أغنى المصادر بالكروم هي خميرة البيرة والكبد.
والكروم هو أحد المكونات الرئيسية لعامل تحمل الجلوكوز، الذي يعزز وظيفة الأنسولين، فتجد أن من يعانون نقص الكروم تعاني أجسامهم صعوبة في ضبط معدلات الجلوكوز في الدم، ومن أعراض نقص الكروم الشعور بالقلق، والإجهاد، والرغبة الشديدة في تناول السكريات، والجوع الشديد، وعدم تحمل الجلوكوز. وقد ثبت أن كثيرًا ممن يتناولون مكملًا غذائيًّا يحتوي على بيكولينات الكروم تقل رغبتهم في تناول الكربوهيدرات والحلوى بشكل كبير، وهناك أبحاث أيضًا تفيد بأن مكملات الكروم الغذائية قد تساعد على تحول الدهون الزائدة إلى أنسجة عضلية قوية.
وقد ثبت أيضًا أن بيكولينات الكروم تقلل مقاومة الأنسولين، وتخفض مستويات الجلوكوز بالدم إلى ١٨٪، وتقلل الهيموجلوبين السكري (واختصاره HgbA1 أو HB1Ac) بنسبة ١٠٪.
وبيكولينات الكروم مصدر حيوي ونشط لهذا المعدن الضروري؛ لأن فاعلية امتصاص الكروم منخفضة للغاية، لكن حمض البيكولينك المتمثل في بيكولينات الكروم يعد ناقلًا جيدًا للمعدن، ما يساعد على نقل الكروم إلى الخلايا العضلية.
وتشير نتائج دراسة أجريت في بكين إلى أن الكروم قد يكون فعالًا في علاج النوع الثاني من مرض السكري، كما أن نتائج أيض بيكولينات الكروم في هذه الدراسة الكبيرة على مرضى النوع الثاني من السكري يمكن مقارنتها بنتائج أدوية السكري الفموية.
وقد أظهرت دراسة عشوائية أجريت عام ١٩٩٦ على ١٨٠ مريضًا من مرضى النوع الثاني من السكري أن بيكولينات الكروم قد حسنت مستويات جلوكوز الدم والأنسولين، وقللت نسبة الهيموجلوبين السكري.
حمض الليبويك
يعد حمض الليبويك مادة طبيعية، أثبتت فاعليتها في زيادة الانتفاع بالجلوكوز، وتقليل التحلل السكري للبروتين، وتسمى ظاهرة التصاق سكر الدم بالبروتين في الخلايا بالتحلل السكري للبروتين، وتسبب هذه الظاهرة تلفًا حقيقيًّا للبروتين. وبالتبعية، يسبب هذا التلف تعقيدات عديدة لمرضى السكري، مثل الاعتلال العصبي وتلف الكلى، كما قد يؤدي إلى الإصابة بالخرف؛ لذلك لا بد من منع هذا التلف المدمر عن طريق تقليل نسبة السكر في الدم.
ويسهم حمض الليبويك في عملية نزع الكربوكسيل التأكسدي من البيروفات؛ الأمر الذي يجعله المادة الأساسية في تحول الجلوكوز إلى طاقة، ولقد أثبت حمض الليبويك مرارًا قدرته على التصدي لمقاومة الأنسولين في الأنسجة العضلية، وهذه هي الآلية الرئيسية التي يعمل بها لتقليل مستويات الجلوكوز في الدم بشكل فعال، وعمل حمض الليبويك المضاد للأكسدة شديد المفعول قد يفيد بشكل كبير في إبطاء تطور حالات إعتام عدسة العين، والاعتلال العصبي لدى المصابين بمرض السكرى، كما أن تناول مكملات حمض الليبويك تضمن فوائد صحية أساسية للمصابين بمتلازمة إكس، وكذلك النوع الأول والنوع الثاني من مرض السكري. وتتراوح جرعات حمض الليبويك بين ١٠٠ مليجرام و٦٠٠ مليجرام يوميًّا.
فومارات الكارنيتين
إن الكارنيتين يشارك في عملية حرق الدهون وامتصاصها، وعندما ينقص الكارنيتين، يجد الشخص الذي يعاني زيادة الوزن صعوبة شديدة في الوصول إلى مرحلة حرق الدهون في عملية الأيض، بعبارة أخرى، يجد هؤلاء الأشخاص صعوبة في بدء تكسير دهون الجسم، وهذه المرحلة تسمى بعملية تحلل الدهون، أو الكيتوزية. ويمكننا أن نصف الكارنيتين بأنه “الجاروف” الذي يحمل الوقود ويضعه في مصانع الطاقة (الميتوكوندريا) داخل الخلايا، والكارنيتين ينقل الأحماض الدهنية خلال غشاء الميتوكوندريا حتى تستخدم كوقود، وكذلك يساعد الكارنيتين على استخدام الأجسام الكيتونية من أجل الحصول على الطاقة، وعادةً ما ترتفع نسبة الأجسام الكيتونية لدى من يتبعون أنظمة غذائية منخفضة الكربوهيدرات (النظم الغذائية الكيتونية) أو في الأنظمة الغذائية لمرضى السكري غير الخاضعة للإشراف بشكل جيد.
وقد أشارت التقارير إلى أن الكارنيتين التكميلي يمكنه التقليل من إجمالي الدهون في الدم، خاصة الدهون الثلاثية، وقد يؤدي النقص في الكارنيتين إلى ارتفاع الدهون الثلاثية والكوليسترول إلى مستويات خطرة.
وربما يسهم الكارنيتين التكميلي في زيادة معدل حرق السعرات من الدهون المخزنة عن طريق زيادة فاعلية أكسدة الأحماض الدهنية، وأغنى المصادر الغذائية بالكارنيتين هي اللحوم الحمراء (لحم الضأن واللحم البقري)، بينما لا تحتوي الخضراوات والفاكهة وبعض الحبوب إلا على كميات قليلة من الكارنيتين، أو قد لا تحتوي عليه على الإطلاق.
السيلينيوم
وعلى مصابي متلازمة إكس والسكري تناول مكملات السيلينيوم؛ لأنه قد ثبت أن له تأثيرًا وقائيًّا في أغشية الخلايا والمادة الوراثية، كما أن السيلينيوم هو الشريك الحيوي للجلوتاثيون الذي ساعده على القيام بتأثيره المضاد للأكسدة في الجسم، وخاصة في الكبد.
معادن تساعد على تحكم أفضل في سكر الدم
الماغنسيوم والمنجنيز والزنك تتشارك جميعًا في عدة أنظمة إنزيمية داخل الميتوكوندريا المنتجة للطاقة، وقد تتسبب الأنظمة الغذائية التي تحتوي على كميات كبيرة من الكربوهيدرات، خاصة الكربوهيدرات المكررة، في استنزاف المعادن، مثل الماغنسيوم، والمنجنيز، والسيلينيوم، والزنك، وبذلك تتباطأ عملية الأيض، ولقد أثبت الماغنسيوم قدرته على تقليل مقاومة الأنسولين، لذلك أنصح بشدة بتناول الماغنسيوم التكميلي، ومن الشائع بين مصابي متلازمة إكس أنهم يعانون نقص هذه المعادن، ما يؤدي إلى تفاقم مشكلة عدم تحمل الجلوكوز.
إليك عناصر غذائية مفيدة للتحكم في جلوكوز الدم ومقدار ما تحتوي عليه:
– عشبة الجورمار الساجدة (١:٥ مقياس موحد للمستخلص) ما يعادل ٢٧٠ مليجرامًا إلى ١٣٣٣ مليجرامًا.
– القرع المر (١:٨ مقياس موحد للمستخلص) ما يعادل ٢٠٨٣ مليجرامًا إلى ١٦٦٦٧ مليجرامًا.
– بيكولينات الكروم ١٣٤ ميكروجرامًا.
– حمض الليبويك ٧٠ مليجرامًا.
– فومارات الكرانيتين ١٥٠ مليجرامًا.
– السيلينوميثيونين ٨٦ ميكروجرامًا.
– أسبرتات الماغنسيوم ١٦٧ مليجرامًا.
– المنجنيز المخلبي ٣٣ مليجرامًا.
– الزنك المخلبي ١٣٣ مليجرامًا.
وهناك أنواع كثيرة متاحة من المكملات تحتوي على العناصر الغذائية المذكورة فيما سبق، كما يمكنك الحصول على هذه العناصر الغذائية مجمعة بالنسب الصحيحة في المكمل الغذائي جلوسيميك بالانس، حيث يمكنك تناول من كبسولة إلى كبسولتين من مكمل جلوسيميك بالانس مع كل وجبة.
تساعد هذه العناصر الغذائية على علاج الحالات التالية:
– مقاومة الأنسولين والنوع الثاني من السكري.
– عدم استقرار مستويات الجلوكوز في الدم، بما في ذلك ارتفاع مستويات الجلوكوز في الدم (فرط سكر الدم) وانخفاض مستويات الجلوكوز في الدم (نقص سكر الدم).
– صعوبة التحكم في الرغبة الشديدة في تناول السكريات والكربوهيدرات.
– زيادة الوزن عند من يعانون عدم تحمل الجلوكوز.
– الكبد الدهنية.
وهذه العناصر الغذائية لن تتفاعل سلبًا مع الأنسولين، أو أدوية السكري التي يتم تناولها عن طريق الفم، لكن على المريض أن يستعين باستشارة طبيبه الخاص.
ويجب ألا يتوقف مرضى السكري الذين يعتمدون على الأنسولين عن تناوله، أما من يتناولون أدوية السكري عن طريق الفم، فيمكنهم ذلك بعد موافقة الطبيب، وقد يجد من يتناولون المكملات المذكورة سابقًا، للمرة الأولى، أن مستويات جلوكوز الدم لديهم تنخفض، وهذا شيء جيد بالطبع، أما إذا تسبب هذا الانخفاض في أي أعراض غير مرغوب فيها، فعليك بتناول بعض البروتين، وتكفي في هذه الحالة وجبة خفيفة فقط.
عناصر غذائية أخرى لتقليل مقاومة الأنسولين
لزيادة حساسية الخلايا للأنسولين، تحتاج إلى ما يلي:
– تحسين نوعية المستقبلات الموجودة على أغشية الخلايا، والمتصلة بجزيئات الأنسولين، ويمكن لبيكولينات الكروم أن تحسِّن تفاعل الأنسولين مع مستقبلات الخلية من أجل تقليل مستويات السكر في الدم.
– وللماغنسيوم تأثير فعَّال في حساسية أغشية الخلايا للأنسولين، ما يعني أن مكملات الماغنسيوم يمكنها الحد من مقاومة الأنسولين، وعادةً ما يرتبط انخفاض مستويات الماغنسيوم بمقاومة الأنسولين وارتفاع مستويات الأنسولين في الدم، وحدوث اضطرابات في جلوكوز الدم.
– ويعد المستخلص الطبيعي المسمى بالبربرين ذا فاعلية كبيرة لدى المصابين بمقاومة الأنسولين، أو النوع الثاني من السكري، أو كليهما، وكذلك يمكن للبربرين المساعدة على إنقاص الوزن، وتتراوح جرعة البربرين بين كبسولة وكبسولتين ٥٠٠ مليجرام، مرتين في اليوم.
– وهناك طريقة أخرى لزيادة حساسية المستقبلات الموجودة على أغشية الخلايا للأنسولين، وهي أن تضمن احتواء نظامك الغذائي على كميات كبيرة من الدهون الصحية.
تحتوي الأطعمة التالية على الدهون المفيدة التي تحتاج إليها من أجل الحصول على أغشية خلايا صحية:
– الأسماك الزيتية مثل: السلمون، والسلمون المرقط، والرنجة، والإسقمري، والسردين، والتونة، وتحتوي هذه الأسماك كذلك على بروتين الدرجة الأولى والأحماض الدهنية التي تحتوي على أوميجا ٣.
– المكسرات والبذور النيئة: بذور القنب، وبذور التشيا، وبذور القرع، وبذور السمسم، ويمكنك طحن بذور الكتان الكاملة (في الخلاط أو المطحنة) للحصول على بودرة ناعمة، وبعدها يمكنك إضافة ملعقة كبيرة من هذه البودرة إلى الحبوب، أو العصائر، أو الحلويات لكي تحصل على كمية إضافية من الأحماض الدهنية الأساسية التي تحتوي على أوميجا ٣.
– قلب ثمرة جوز الهند، وحليب جوز الهند، وزيت جوز الهند.
– قلب ثمرة الأفوكادو، وزيت الأفوكادو.