تقدّر نسبة الأطفال المصابين بهذا الاضطراب 2–7% من الأطفال الرضّع عموماً. تخف الحساسية عادة في سن الثالثة من العمر، وقد تمتد إلى الثامنة. وفي حالات نادرة تستمر إلى البلوغ عند وجود تاريخ عائلي للحساسية.
إن حساسية الحليب Cow’s Milk Protein Allergy هي تفاعل ارتكاسي مناعي لواحد أو أكثر من البروتينات الموجودة في الحليب وعادة الحليب البقري، الذي يحضّر منه تقريباً كل أنواع الحليب الصناعي الموجودة في السوق. وعادة عندما يتحسس الطفل من الحليب البقري فإنه يتحسس من أنواع الحليب من الحيوانات الأخرى مثل الغنم والإبل والماعز.
إذاً، المقصود بالحساسية هو البروتين الموجود في الحليب البقري سواء كان حليباً طازجاً، أو الحليب المجفّف.
الحساسية ضد بروتين الحليب البقري تأخذ شكلين أساسيين
1- يتم هذا النمط بواسطة البروتين المناعي، تكون بداية الأعراض سريعة عند التعرض للبروتين البقري، يصاب الجهاز التنفسي ويظهر ذلك بالتهاب الأنف، تحسس ونوبات ربوية. يصاب الجلد ويتظاهر باندفاعات جلدية على شكل أكزيما أو شري. في هذه الحالات يكون اختبار الجلد للحساسية إيجابياً ضد بروتين الحليب.
2- يتم هذا النمط دون وساطة البروتين المناعي وإنما بتوسط لمفاوي. وهذا الشكل هو الأوسع انتشاراً والأصعب تشخيصاً، يكون اختبار الجلد التحسسي سلبياً في أغلب الحالات ويتظاهر هذا الاضطراب بمجموعة من الأعراض:
– براز طري يحوي في كثير من الأحيان بعض الدم.
– تقيؤ وضعف الشهية.
– عدم زيادة الوزن.
– توتر واضطراب الطفل وتهيجه خاصة بعد تناول الحليب مباشرة.
ليس من الضروري أن تتواجد جميع هذه الأعراض مع بعضها البعض دائماً. الأطفال المصابون بالحساسية ضد الحليب البقري يكون لديهم تغيّرات التهابية في الغشاء المخاطي للجهاز الهضمي، خاصة في الأمعاء الدقيقة والغليظة، لكن هذه التغيرات الالتهابية يمكن أن تحدث في كل أجزاء الجهاز الهضمي مثل المريء والمعدة. إن أخذ خزعة من الجهاز الهضمي يساعد على التشخيص، لكن إذا كانت طبيعية فإن ذلك لا ينفي المرض. يمكن أن يتأثر بعض الرضّع المصابين بهذا الاضطراب حتى ولو كانوا يرضعون رضاعة طبيعية كاملة من أمهاتهم. ويحدث ذلك عند تناول الأم الحليب البقري. ذلك أن بعض البروتينات التي تتناولها الأم يمكن أن تتسرب إلى حليبها وبالتالي إلى الرضيع. في هذه الحالة ننصح الأم بالامتناع عن تناول الحليب البقري ومشتقاته.
التشخيص
لسوء الحظ لا يوجد فحص مخبري واحد يساعدنا على تشخيص حالة الحساسية من الحليب. في الغالب تلزمنا مجموعة من الاختبارات منها اختبار الجلد وتحاليل دموية. وسلسلة من الأنظمة الغذائية التي تعتمد الاستبعاد وإعادة الإدخال. في كثير من الحالات يلجأ الطبيب إلى إيقاف الحليب البقري واستبداله بآخر خاص للحساسية. ومن ثم مراقبة الرضيع، في حالة التحسن، يكون ذلك دليلاً على وجود الحساسية.
المعالجة
يعتمد العلاج على إيقاف الحليب البقري كلياً كذلك مشتقات الحليب من ألبان وأجبان وكل أصناف الأطعمة الأخرى التي يدخل الحليب في تركيبها، والاقتصار على حليب الأم إذا كان ذلك ممكناً. هناك أنواع خاصة من الحليب الصناعي المخصصة لمثل هذه الأمراض، والتي يرشد إليها الطبيب في مثل هذه الحالة.
هذه الأنواع يكون الحليب فيها مهدرجاً بشكل كامل، بمعنى أن جزيئات البروتين المسبّب للحساسية تتحطم إلى أجزاء صغيرة بحيث لا يتعرف عليها جهاز المناعة الموجود عند الطفل كمادة مثيرة للحساسية. هذه العملية لا تؤثر على القيمة الغذائية للحليب. عند شراء أطعمة جاهزة للرضيع، يجب على الأم الانتباه إلى مكونات الطعام، وأن تقرأ على علبة الطعام المصنّع مكوّناته، لأن الحليب يدخل في تركيب الكثير من هذه الأطعمة من دون أن نتوقع ذلك.