التصنيفات
صحة ورعاية الطفل

حليب الام وقاية من السكري و امراض الكبد

يعتبر حليب الأم الغذاء الأمثل للطفل، فهو يؤمن للجسم كافة احتياجاته الغذائية،
ويقيه من مختلف الأمراض، إضافة إلى ذلك فالرضاعة الطبيعية تقوي العلاقة العاطفية
بين الأم والطفل، وتمنحه الأمان والشعور بالطمأنينة.

وتؤكد العديد من الدراسات الحديثة والتقارير الصادرة عن منظمة الصحة العالمية أن
حليب الأم يقلل من إصابة الأطفال بالسكري من النوع الأول غير المعتمد على الأنسولين
الذي يصيب الصغار نتيجة تكوين أجسام مناعية تدمر خلايا البنكرياس والتي تبدأ نشاطها
في الأشهر الستة الأولى من عمر الطفل. ولكن أعراض المرض نفسه لا تظهر إلا بعد فترة
قد تصل إلى العشر سنوات.

كما أثبتت الدراسات أيضا الدور الوقائي المهم للرضاعة الطبيعية بسبب احتواء لبن
الأم على أجسام مناعية تحول دون تعرض الجهاز المناعي للطفل للتهيج المبكر الذي يحدث
عند تناوله الأطعمة الأخرى. وتعد الرضاعة الطبيعية كما تشير التقارير مفتاح النافذة
الاجتماعية والذكاء اللغوي المبكر لكونها تساهم في نمو المخ والجهاز العصبي وتحسن
القدرات العقلية لاحتواء لبن الأم على الأحماض الدهنية المشبعة.

وفي العام الماضي أظهرت دراسة ألمانية ـ تم إجراؤها على 1600 طفل من الأطفال لأمهات
وآباء مصابين بالسكر ـ أن الرضاعة الطبيعية كانت سببا مباشرا في خفض معدلات إصابة
هؤلاء الأطفال بالسكر بالرغم من توافر العامل الوراثي للإصابة لديهم.

وعن الدور الذي تلعبه الرضاعة الطبيعية في نسبة انتقال فيروس «سي» من الأم لأطفالها
تشير دراسة مصرية أجرتها الدكتورة عزة عبدالشهيد عبدالله ـ أستاذ صحة الطفل بالمركز
القومي للبحوث ـ أن معدل انتقال فيروس «سي» من الأم لأطفالها بعد مرور عام ونصف
العام من ولادتهم ونتيجة الرضاعة الطبيعية لا يتعدى 4 ـ 6 في المئة.

وقد أجريت هذه الدراسة على 593 امرأة في الأسابيع الأخيرة من الحمل، بعد فحص عينات
الدم تبين وجود أجسام مضادة للفيروس بدم الأمهات. وفيما سبق كانت نسبة انتقال
الأجسام المضادة للفيروس من الأم إلى الطفل الوليد تصل إلى 91 في المئة من هؤلاء
المواليد، وبالكشف عليها بعد مرور عام إلى عام ونصف من الرضاعة الطبيعية انخفضت
النسبة إلى 12 في المئة فقط.

وتشير الدكتورة عزة عبدالشهيد إلى ضرورة التفريق بين وجود الأجسام المضادة للفيروس
والفيروس نفسه باختبار الـ «بي. سي. آر» الذي يؤكد العدوى الحقيقية بالفيروس «سي»
ولكن وجود الأجسام المضادة وحدها والتي تنتقل من الأم للجنين لا يعتبر دليلاً على
انتقال الفيروس، لذلك لا يتم تشخيص العدوى إلا بوجود الأجسام المضادة أو الفيروس،

كما تشير إلى أن الدراسة أثبتت أن نزول الماء المتكون حول الجنين مبكراً أثناء
الولادة أو قبلها بست ساعات، واستعمال الآلات التقليدية والقديمة في الولادة
المعروفة «بالجفت والشفاط» أو حدوث أذيات في مسار نزول الوليد يمكن أن يمثل عوامل
خطورة تزيد من احتمالات انتقال فيروس «سي» للطفل من أمه المصابة وتلافى هذه العوامل
يقلل من احتمالات إصابة الطفل بالفيروس.

كما أثبتت الدراسة أن رضاعة الأم للطفل لا تزيد أو تتسبب ـ في معظم عينة الدراسة ـ
في انتقال الفيروس للطفل ولذلك تنصح الدراسة باستمرار الرضاعة الطبيعية إن لم يكن
هناك ما يمنع ذلك.

وتؤكد الدكتورة عزة عبدالشهيد أن انتقال العدوى بفيروس «سي» تمر دون أعراض واضحة،
ولا يشعر بها المتلقي للعدوى، لذلك ننصح بإجراء اختبار وجود الأجسام المضادة
للفيروسات للأمهات اللواتي خضعن لعمليات نقل دم أو عولجن عن طريق الحقن لفترات
طويلة، أو أصبن بمرض البلهارسيا أو اليرقان.

وفي حالة ثبوت إصابتها بالفيروس. يتم فحص طفلها شهرياً حتى بلوغه سنة ونصف السنة
وهي الفترة التي يمكن فيها معرفة انتقال العدوى من عدمه، مع تأكيد الدكتورة صاحبة
الدراسة على أن نسبة انتقال الفيروس من الأم للجنين في حالة الإصابة الفعلية للأم
لا تتعدى 4 ـ 6 في المئة

القاهرة ـ مكتب «البيان»: