على الرغم من أنه من المنطقي أن تقللي من المواد الكيميائية في غذاء أسرتك كلما أمكنك، فإن الخوف من المواد المضافة والمواد الكيميائية يمكن أيضا أن يحد من تنوع الأطعمة التي يتناولها أفراد عائلتك لدرجة أنه قد يتداخل مع التغذية الجيدة، ولكن من المهم أن تتذكري أن النظام الغذائي المتوازن ذا القيمة الغذائية العالية الذي ترتفع فيه نسبة الحبوب الكاملة والفواكه والخضراوات (خاصة التي تنتمي للفصيلة الصليبية مثل البروكلي والقنبيط وكرنب بروكسل، وتلك التي ترتفع بها نسبة فيتامين أ مثل الخضروات الصفراء الداكنة) لن يوفر لأسرتك العناصر الغذائية اللازمة للنمو والصحة الجيدة فحسب، لكن أيضا سوف يساعد على إبطال آثار المواد المسرطنة المحتمل وجودها في البيئة، لذا قللي من استهلاك المواد الكيميائية حينما يكون ذلك عملية، ولكن دون أن تقودی نفسك وعائلتك إلى الجنون في إطار العملية.
ملوثات الماء
وفقا للتقديرات، فإن الماء قد يكون ملوثا بالرصاص في آلاف المنازل البريطانية. وغالبا ما يتسرب الرصاص إلى الماء في النباتات التي يوجد بها مواسير مصنوعة من الرصاص أو يتم لحامها بالرصاص، خاصة في البنايات التي يكون فيها الماء مؤكسدا وبما أن معظم التلوث يحدث بمجرد دخول الماء إلى البنايات المفردة وليس إلى مصدر الماء العام، فإن معظم المجتمعات لم تبذل جهودا كبيرة الحل المشكلة، فإذا كنت قلقة من احتمال تلوث ماء الشرب في منزلك بالرصاص (أو بأي مادة أخرى خطرة)، فأجرى له اختبارا عبر الهيئة المحلية للمياه أو وزارة الصحة إذا كانا يجريان مثل هذا الاختبار، أو عبر مؤسسة خاصة مسجلة لاختبار صلاحية الماء، وإذا ما عثر على حوض مطبخك، أو استخدمي ماء معدنية للشرب وتحضير اللبن (الحليب) الصناعي.
كما أن ترك صنبور الماء جارياً لمدة ثلاث دقائق على الأقل يجعله آمنا للشرب أو الطهو، وإن كان ذلك يعد إسرافا بلا شك. تجنبي استخدام الماء من الصنبور الساخن للطهو، إذ إنه يسرب مزيدا من الرصاص؛ ولا تغلي الماء الأكثر من خمس دقائق؛ إذ إن ذلك يعمل على تركيز الرصاص.
إن مياه الصنابير في بعض الدول صالحة للشرب، ولكنها قد تحتوي على نسبة قليلة على مواد تشكل مخاطر صحية خطيرة. ويعتقد أن النظم المائية التي تظهر بالفحم المنشط بدلا من الكلور توفر ماء أكثر أمنا، ولكن هذا النوع من التطهير لا يستخدم في الوقت الحالي إلا من قبل عدد قليل من المناطق والأحياء المائية. وعادة ما لا تخلو مياه الآبار من التلوث أيضا. فإذا كان لديك شك في أن مياهك غير آمنة، راجعي الأمر مع المجلس المحلي بشأن كيفية اختبارها، وإذا ما اتضح أنها ملوثة، فإن مطهرا للماء عادة ما يمكن أن يجعلها آمنا للشرب، وسوف يعتمد تحديد نوعية أفضل مطهر لمنزلك على الملوثات الموجودة في مياهك والتكلفة التي يمكنك تحملها.
ملوثات الطعام
في عالم الانتاج بالجملة الذي نعيش فيه هذا، تعلم المصنعون استخدام مواد كيميائية من مختلف الأنواع لكي يجعلوا الأطعمة التي ينتجونها تبدو أفضل شكلا ورائحة ومذاقا (أو على الأقل أشبه بالشكل الحقيقي للطعام في حالة الأطعمة المعالجة)، وتدوم لفترة أطول. ولكن حتى الأطعمة التي لم تمر بمصنع لتصنيعها عادة ما تتلوث – بالمبيدات الحشرية أو غيرها من المواد الكيميائية الأخرى المستخدمة في الزراعة أو التخزين، أو التي تلتقط مصادفة من الماء أو التربة. وفي العديد من الحالات تكون مخاطر مثل هذه المواد الكيميائية على الإنسان إما غير معروفة أو يعتقد أنها ضئيلة.
من الحكمة أن تحمي طفلك (الذي يتسم بحساسية أكبر ضد هذه المواد الكيميائية عن الكبار) باتباع هذه القواعد الأساسية عند اختيار وإعداد الأطعمة:
● ابتعدي عن الأطعمة المعالجة لاحتوائها على الكثير من المواد الكيميائية المضافة، على الأقل عند شراء طعام طفلك. فمثل هذه الأطعمة غالبا ما تكون قيمتها الغذائية أقل من الأطعمة الطازجة، كما أن المواد الكيميائية التي تحتويها قد تكون موضع شك فيما يتعلق بسلامتها. وعلى الرغم من أن العديد من مواد الطعام المضافة الشائعة يعتقد أنها آمنة، فإن الأخرى قد لا تكون كذلك واحذري بشكل خاص من الأطعمة التي تحتوي على أي مما يلي: زيوت الخضراوات المعالجة بالبرومين (BVO)، والهيدروكسيانيسول المعالج بالبوتيل (BHA)، والهيدروكسيتولون المعالج بالبوتيل (BHT)، والكافيين، وجلوتامات الصوديوم الأحادي (MSG)، والبروبيل جالات، والكينين، والسكرين، ونيترات الصوديوم، ونيتريت الصوديوم والكبريتيت، والألوان والنكهات الصناعية، ومن المواد التي تعتبر موضع شك الكاراجينان، والهيبتيل بارابين، وحمض الفوسفوريك، والمركبات الفوسفورية الأخرى.
● لا تقدمي لطفلك المحليات الصناعية، فلا يزال هناك كثير من التساؤلات حول مدى سلامة بعض المحليات تحتاج لإجابة، وعلى الرغم من أن بعضها يبدو آمنا (خاصة السكرالوز، أو سبليندا (SPLENDA)، وهي مادة محلية قليلة السعرات الحرارية تصنع من السكر، إذ إنها مصممة للحد من السعرات الحرارية (ولا يجب تماما أن يوضع الأطفال الرضع على نظام غذائي به قيود على السعرات الحرارية، فليس لها مكان في غذاء طفلك.
● اشتري الأطعمة العضوية كلما أمكن، ولكن لا تقلقي حين لا يكون ذلك ممكنا إذ يعتقد أن المخاطر الناجمة عن البقايا والمخلفات الكيميائية ضئيلة بشكل عام. وتعتبر المحاصيل الغذائية التي تزرع محليا في موسمها أكثر المنتجات أمنا، إذ لا يكون هناك حاجة لكميات كبيرة من المواد الكيميائية لحفظها أثناء الشحن أو التخزين. كذلك من الأطعمة الأكثر أمنا تلك المحاطة بقشور أو أوراق سميكة واقية (مثل الأفوكادو والبطيخ والموز) تبعد عنها المبيدات. والمحاصيل التي لا تبدو سليمة (أى بها عيوب) قد تكون أكثر أمنا أيضا، إذ غالبا ما يظل شكل الأطعمة جميلا بفعل الوقاية التي توفرها لها المواد الكيميائية..
● قشري الفاكهة والخضراوات التي لا تحمل شهادة تفيد بأنها عضوية قبل استخدامها (خاصة تلك التي يضاف إليها طبقة شمعية)، أو اغسليها جيدا بالماء ومنظف طبيعي للمحاصيل إن أمكن (ولكن اشطفيها شطفا جيدا جدا)، مع فركها بفرشاة كثيفة حين يكون ذلك ملائما وعمليا، ولكن لا تجربي الفرشاة على الخس أو الفراولة ؛ بل استخدميها على التفاح والقرع الصيفي (الكوسا). اجعلي غذاء طفلك متنوعا قدر الإمكان بمجرد إدخال مجموعة كبيرة من الأطعمة، فالتنوع يضيف أكثر من مجرد طعم للحياة. فهو يضيف مقياسا للأمان (ناهيك عما يوفره للطفل من تغذية أفضل من خلال إمداده بمجموعة كبيرة من الفيتامينات والمعادن من مصادر مختلفة)، فبدلا من المداومة على تقديم عصير التفاح، نوعى العصائر من يوم إلى يوم (التفاح في يوم، والعنب في اليوم الثاني، والمشمش في اليوم الثالث، والكمثرى في اليوم الرابع). نوعى أيضا الأطعمة البروتينة، والحبوب الغذائية، والخبز والفواكه والخضراوات التي تقدمينها له. وعلى الرغم من أن ذلك لن يكون سهلا دائما. إذ يقع العديد من الأطفال أسرى الروتين الطعام ولن يسهل إبعادهم عنه. فمن المهم أن تبذلي الجهد اللازم.
● قللي استهلاك طفلك من الدهون الحيوانية (خلاف تلك التي توجد في منتجات الألبان أو اللبن الصناعي) ؛ لأن الدهون هي مخزن المواد الكيميائية والمضادات الحيوية والمبيدات وهكذا)، لذا انزعي الدهون من اللحوم، وانزعي الدهون والجلد من الدواجن، وقللي من كميات اللحم البقري والدجاج، وكلما أمكن، اختاري منتجات الألبان المدون عليها كلمة ” عضوي”، واختاري اللحوم والدواجن التي تم تربيتها بدون مواد كيميائية أو مضادات حيوية.
● بمجرد إدراجها في غذاء الطفل، قدمي له الأطعمة التي يعتقد أن لها تأثيرات واقية ضد السموم البيئية، وتشمل هذه الأطعمة خضراوات الفصيلة الصليبية (البروكلي وكرنب بروكسل والقنبيط والكرنب)، والبازلاء والفاصوليا المجففة المطهوة، والأطعمة الغنية بالبيتاكاروتين (الجزر واليقطين والبطاطا الحلوة والبروكلي والشمام)، والأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من الألياف (الحبوب الكاملة، والفاكهة والخضراوات الطازجة).
● عند اتخاذ احتياطاتك، لا تنسي الاحتفاظ بمنظورك للأمور، فحتى مع أكثر التقديرات كآبة، فإن نسبة الأورام السرطانية التي تنجم عن التلوث الكيميائي للأطعمة نسبة قليلة. والمخاطر التي تهدد طفلك الناجمة عن التبغ، أو الكحول أو سوء التغذية، أو عدم التحصين، أو تجاهل احتياطات الأمان في السيارة أكبر إلى حد كبير.
إن الحفاظ على طفلك سالماً ليس بالأمر الصعب برغم كل شيء.
الأطعمة العضوية
لقد أصبحت الأطعمة التي تزرع زراعة عضوية متوافرة على نطاق واسع بشكل متزايد على مدى العقد الماضي، وتباع الآن في معظم محلات السوبر ماركت. ولكن لا يزال العديد من المستهلكين يجدون استحالة في ملء عربات التسوق بأنقى الأطعمة العضوية فقط. فما ينتج منها ليس كافية، والمتاح منها عادة ما يكون باهظ الثمن.
ومع تزايد الطلب عليها، سوف يتزايد العرض. ومع تزايد العرض، سوف تستمر الأسعار في الهبوط، ولحسن حظ الأطفال الصفار وآبائهم وأمهاتهم أن هناك المزيد والمزيد من أطعمة الأطفال العضوية المعبأة في برطمانات متوافرة بالفعل وكل شيء يمكن أن يرغبه الطفل المبتدئ في عالم الطعام يمكن أن يوجد في شكل عضوي، من الحبوب الغذائية والفواكه والخضراوات واللحوم المصفاة الخاصة بالمبتدئين، إلى مجموعة الأطعمة الأساسية. حتى اللبن الصناعي العضوي أصبح متوافراً حاليا.
إن شراء الأطعمة العضوية، حين يمكنك العثور على ما تحتاجينه ويمكنك تحمل الأسعار التي عادة ما تكون أكثر ارتفاعا، يخدم هدفين. الأول بالطبع هو حماية أسرتك من المواد الكيميائية غير المرغوبة. أما الآخر فهو تشجيع محلات السوبر ماركت على جلب مخزون من المنتجات العضوية. من منتجات الألبان إلى اللحوم والمخبوزات والمحاصيل وإذا كانت الأطعمة العضوية متوافرة في الحي الذي تسكنين به، اطلبي من السوبر ماركت أو محل بيع المحاصيل الزراعية جلب هذه المنتجات ؛ فرغبة المستهلك سوف تساعد على زيادة العرض وخفض الأسعار. ومرة أخرى لا تقلقي إذا لم تتمكني من العثور على المحاصيل العضوية أو تحمل تكلفتها. فقط اغسليها جيدا وأزيلي قشورها حين يمكنك ذلك.
أغذية ومشروبات غير مناسبة للأطفال
إن حفن القاذورات التي تلتقط من الحديقة العامة، أو الأزهار المجففة المعروضة في متجر متعدد الأقسام ليست الشيء الوحيد الذي يجب إبعاده عن فم طفلك. فهناك الكثير من الأطعمة، والمشروبات وغير ذلك من الأشياء القابلة للأكل التي لا تلائم نظام الطفل الغذائي ومن ضمنها:
● منتجات الألبان والعصائر أو عصائر التفاح غير المبسترة، فمن الممكن أن تحتوي على بكتيريا خطيرة يمكن أن تسبب أمراضا تهدد الحياة لدى الرضع والأطفال الصغار.
● اللحوم المدخنة أو المعالجة، مثل النقانق (الهوت دوج)، فغالبا ما تحتوي هذه الأطعمة على نسبة عالية من الدهون والكوليسترول وأيضا النيترات وغيرها من المواد الكيميائية، ومن ثم لا يجب تقديمها للأطفال إلا نادرة إذا ما تم تقديمها من الأساس. (ولابد دائما أن يتم تسخين القطع الباردة حتى يتصاعد منها البخار للوقاية من عدوى بكتيريا الليستريا).
● الأسماك المدخنة، مثل السلمون أو التروتة (السلمون المرقط) المدخن. وهناك سببان وراء وجوب عدم إيجاد هذه الأطعمة لطريقها نحو صينية الكرسي العالي: الأول أنها غالبا ما تعالج بالنيترات للحفاظ عليها طازجة، والثاني أنها قد تتلوث بالليستريا.
● أي أسماك قد تكون ملوثة بمعدلات عالية من الزئبق، ومنها سمك القرش وسياف البحر وملك الماكريل والتلفيش، وأيضا أي أسماك قادمة من مياه ملوثة. ونظرا لاحتواء التونة أيضا على قدر كبير من الزئبق (علما بأن التونة المعلبة تحتوي عي قدر أقل من الزئبق من التونة الطازجة إلى حد ما، فإن الكمية التي يتناولها الرضيع أو الطفل الصغير من هذه الأسماك لابد أن تكون محدودة في الغالب. كما ينصح بأن يتم تحديد استهلاك الطفل من أسماك المياه العذبة التي يتم اصطيادها (على عكس التي يتم اصطيادها بشكل تجاري) بحيث تقتصر على 55 جراما (۲ أونصة) (تحسب حسب الوزن المطهو) أسبوعيا. ولابد أن يكون المجلس المحلى ووزارة الصحة قادرين على إعطائك مزيدا من المعلومات عن الأسماك الآمنة وغير الآمنة في أي وقت معين في محيط مجتمعك، و الأسماك التي لا يجب تقديمها للطفل مطلقا والأسماك التي لا يجب تقديمها إلا بين حين وآخر.
● الأسماك النيئة كما في السوشي. فالأطفال الصغار لا يمضغون جيدا بما يكفي لتدمير الطفيليات التي قد تقبع داخلها وقد تسبب أمراضا خطيرة ؛ كما أنهم أكثر عرضة لخطر الإصابة بالأمراض ذاتها.
● الأطعمة والمشروبات، مثل القهوة والشاي والكاكاو والشيكولاته التي تحتوي على الكافيين أو مركبات متصلة به. فالكافيين يمكن أن يجعل الرضيع أكثر عصبية ؛ والأسوأ أنه يمكن أن يتداخل مع امتصاص الكالسيوم ويحل محل عناصر غذائية قيمة.
● الأطعمة المقلدة مثل مبيضات الشاي والقهوة التي لا تصنع من الألبان والتي تكتظ بالدهون والسكر والمواد الكيميائية). ومشروبات الفاكهة التي تحتوي على قدر قليل من العصير الفعلي وقدر لا داعي له من السكر، والكثير من المواد الكيميائية أحيانا).
● المشروبات العشبية. فعادة ما تحتوي على مواد لا تزال موضع شك (فمشروبات السنفينون على سبيل المثال تحتوي على مادة مسرطنة) وكثيرا ما يكون لها آثار غير مرغوبة، بل وخطيرة، على الجسم استخدمي فقط المشروبات الموصى بها من قبل الطبيب.
● المشروبات الكحولية. لا أحد يضع هذه المشروبات في غذاء الطفل العادي، ولكن البعض يعتقدون أن إعطاء رضيع رشفة منها يعد متعة – وهي لعبة خطيرة لأن الكحول يمكن أن يكون سامة للأطفال ونفس الشيء ينطبق على وضع قطرة من الكحول على لشتى الرضيع أثناء التسنين.
● ماء الصنبور الملوث بالرصاص أو البيفنيل متعدد الكلور (PCBS) أو أي مادة أخرى خطيرة. راجعي الأمر مع هيئة المياه المحلية التي تتبعينها، أو أخضعي مياهك للاختبار عبر جهة خاصة إذا كان لديك شك في تلوثها.
● مكملات الفيتامين، خلاف تلك المصممة للرضع (وتعطى حسب تعليمات طبيب طفلك). فالإفراط في الفيتامينات يمكن أن يضر بالرضع بشكل خاص ؛ إذ إن أجسامهم لا تعالجها بنفس السرعة التي تعالج بها أجسام الكبار.