يقضي الرضع قدرة كبيرة من الوقت داخل المنزل، لذا فإن جودة الهواء الذي يتنفسونه لها أهمية بالغة. وللحفاظ على الهواء الذي يتنفسه الطفل نظيفاً وآمناً، انتبهي لمخاطر الهواء المنزلي التالية:
أول أكسيد الكربون Carbon monoxide
إن هذا الغاز عديم اللون والرائحة والطعم على الرغم من كونه ضاراً (حيث يمكن أن يسبب أمراضا رئوية، ويضر بالبصر ووظائف المخ، والجرعات المرتفعة منه مميتة) والذي ينجم عن حرق الوقود، ويمكن أن يتسرب إلى المنزل من خلال:
● مصادر متعددة المواقد الخشبية أو مدافئ الكيروسين المزودة بفتحات تصريف غير مناسبة (اطلبي من محطة الإطفاء المحلية التي تتبعينها التصرف)
● المواقد الخشبية بطيئة الاحتراق (يمكنك تسريع الاحتراق بإبقاء الصمام المنظم مفتوحة)
● مواقد الغاز أو الأجهزة الأخرى الرديئة أو غير المزودة بفتحات تصريف (افحصي التجهيزات بشكل دوري – علما بأن الشعلة لابد أن تكون زرقاء – وقومي بتركيب مروحة طرد إلى الخارج لإزالة الأدخنة).
● مواقد الطبخ المسطحة في كل مرة يتم تشغيلها (وتعمل الشرارة الكهربائية على الحد من كمية الغازات المحترقة التي تنطلق في الهواء).
● المستوقدات والمداخن المسدودة (يجب عدم ترك النيران لتخمد وتطلق أدخنة، كما يجب تنظيف المداخن بشكل منتظم ودائم).
● مرآب ملحق بالمنزل (لا تتركي السيارة تدور بلا ضرورة ولو لفترة قصيرة جدا في مرآب يشترك مع منزلك في حائط أو سقف، إذ يمكن للأدخنة أن تتسرب.
لتحري الأمان والسلامة، قومي بتركيب جهاز للكشف عن أول أكسيد الكربون، على ألا يكون قريبا جدا من الأجهزة الكبيرة (كما تفعلين مع أجهزة الكشف عن الدخان).
البنزوبیرن Benzo[a]pyrene
هناك قائمة طويلة من أمراض الجهاز التنفسي (من تهيج العين والأنف والحلق إلى الربو والالتهاب الشعبي إلى انتفاخ الرئة والسرطان) يمكن ربطها بالجزيئات العضوية الشبيهة بالقطران التي تنجم عن الاحتراق غير الكامل للتبغ أو الخشب ولوقاية طفلك من التعرض لها، لا تسمحي بتدخين التبغ في منزلك، وتأكدي من أن أنبوب المدخنة الذي يصرف الدخان الناتج من حرق الأخشاب لا يسرب، واجعلى فتحة التصريف في أجهزة الاحتراق (مثل مجففات الملابس) متجهة إلى الخارج، واحرصي على تغيير مرشحات الهواء في مختلف الأجهزة بشكل دائم، واعملي على زيادة التهوية في منزلك.
المواد الدقيقة
هناك مجموعة كبيرة من الجزيئات التي لا ترى بالعين المجردة يمكن أن تملأ هواء منزلك، وتأتي هذه الجزيئات من عدة مصادر مثل غبار المنزل (الذي يمكن يسبب حساسية لدى الأطفال المعرضين لها)، ودخان التبغ، ودخان الأخشاب، والأجهزة التي تعمل بالغاز التي لا تحتوي على فتحة للتصريف، ومدافئ الكيروسين، والمواد المتكونة من الاسبستوس. ونفس الاحتياطات السابقة (عدم التدخين، التصريف الملائم، تغيير المرشحات) يمكنها أن تحد من خطورة التهديد الذي تشكله هذه المواد وعادة ما يمكن لوحدات ترشيح الهواء أن تزيل العديد من هذه الجزيئات وتفيد بشكل خاص إذا كان هناك واحد من أفراد الأسرة مصاب بحساسية، أما إذا وجدت في منزلك مادة الاسبستوس التي قد تحتاج إلى إزالة، فاستعيني بمساعدة متخصصة في التعامل معها قبل أن تبدأ جزيئاتها في التطاير.
الأدخنة المتنوعة
إن الأدخنة الصادرة من سوائل التنظيف، وبعض بخاخات الأيروسول (وإن كانت تحتوي على الفلوروكربون، فيمكن أن تشكل خطرا على البيئة أيضا)، والتربنتين وغير ذلك من المواد الخاصة بالطلاء يمكن أن تكون شديدة السمية، فإذا كنت تستخدمين هذه المواد، فاحرصي دائما على استخدام أقل المنتجات سمية (مثل الطلاءات القائمة على الماء، وشمع الأرضيات المصنوع من شمع النخل، ومخففات الطلاء المصنوعة من الزيوت النباتية)، واستخدامها في منطقة جيدة التهوية (ويفضل استخدامها خارج المنزل)، وعدم استخدامها تماما حين يكون هناك رضع أو أطفال بالقرب منك. خزني هذه المواد، شأن جميع المنتجات المنزلية الأخرى، بإحكام بعيدا عن متناول الأيدي الصغيرة الفضولية. والأفضل أن يتم تخزينها في مناطق تخزين خارجية، حيث لن تتسرب أدخنتها إلى مناطق المعيشة داخل المنزل إذا ما بدأت في التبخر.
الفورمالديهايد Formaldehyde
مع تعدد المنتجات التي تحتوي على الفورمالدهايد في عالمنا المعاصر بشكل كبير من أصماغ الراتينج المستخدمة في تثبيت الرقاقات الخشبية والأثاث معا، إلى المادة الغروية في أقمشة الزخرفة الداخلية، والمواد اللاصقة في السجاد)، لا يكون من المدهش أن نجد هذا الغاز الذي يسبب سرطان الأنف لدى الحيوانات، ويسبب مشكلات تنفسية وطفوحا جلدية، وغثيانا وغيرها من الأعراض في كل مكان. وللحد من الخطورة المحتملة لهذا الغاز، ابحثي عن المنتجات الخالية من الفورمالدهايد عند بناء أو تجهيز منزلك.
للحد من آثار الفورمالدهايد الذي يوجد بمنزلك بالفعل، امنعي تسرب المواد المحملة به مثل الرقاقات الخشبية بواسطة سجادة من الصمغ القوى – أو الأبسط والأجمل أن تستثمري نقودك في بناء حديقة داخل المنزل فهناك خمسة عشر أو عشرين نباتا منزليا يستطيع امتصاص غاز الفورمالدهايد في المنازل ذات الحجم المتوسط. ولكن تأكدي من أنها لا تسبب التسمم إذا ما أكلت في حالة ما إذا انتهى الأمر بتناول طفلك بعضا منها.
التعفن
من المعروف عن الفطريات التي يزدهر نموها في الأماكن الرطبة مثل الأقبية أنها تسبب للرضع مشكلات في التنفس، وخناقا (التهاب في الحنجرة)، والتهاب في الشعب وغير ذلك من الأمراض. لذا انتبهي للمناطق المبتلة والتعفنات في منزلك واتخذي خطوات للقضاء عليها. كذلك فكرى فى قياس مستويات الفطريات المنزلية إذا كان طفلك قد تعرض لمشكلات تنفسية.
الرادون Radon
هو عبارة عن غاز مشع عديم اللون والرائحة، ويعد نتاجا طبيعيا لتحلل اليورانيوم في الصخور والتربة. وتعزى حوالى 5 ٪ من مجموع 34 ألف حالة وفاة إثر الإصابة بسرطان الرئة سنويا في المملكة المتحدة إلى تأثير الرادون. فعند تنفسه من قبل س كان المنازل التي تراكم بها الرادون دون أن يتشككوا في وجوده، يعرض الرئتين للإشعاع الذي يمكن أن يؤدي إلى السرطان على مدى عدة سنوات.
ويحدث تراكم الرادون حين التسرب داخل المنزل من الصخور والتربة المتحللة أسفله ويبقى مكانه بسبب رداءة التهوية وعدم مراعاتهم في نظام بناء المنزل.
اتخاذ الاحتياطات التالية يمكن أن يساعد على الوقاية من العواقب الخطيرة للتعرض للرادون: و قبل شراء أي منزل، خاصة في منطقة ترتفع بها نسبة الرادون، أخضعيه للاختبار للكشف عن مدى تلوثه بالرادون. ويستطيع المجلس المحلي الذي تتبعينه أن يمنحك معلومات عن معدلات الرادون في منطقة سكنك والجهة التي يمكنك اللجوء إليها لإجراء الفحص.
● إذا كنت تعيشين في منطقة ترتفع فيها نسبة الرادون، أو تشكين في أن منزلك قد يكون ملوثا بالرادون، فأخضعيه للاختبار. ولابد أن يتم الاختبار على مدى عدة أشهر للحصول على متوسط النسبة وغالبا ما ترتفع المعدلات أكثر في الفصول التي تغلق فيها النوافذ.
● إذا اتضح أن منزلك يحتوي على معدلات عالية من الرادون، فاستشيري المجلس المحلي الذي تتبعينه لمساعدتك على تحديد طريقة للحد من نسبة الرادون في محيط سكنك، واطلبي منهم أي مادة مكتوبة لديهم عن الحد من الرادون. وسوف تكون الخطوة الأولى على الأرجح هي سد الشقوق والفتحات الأخرى في الجدران الأساسية والأرضيات، وسوف تكون الخطوة الأهم هي زيادة التهوية من خلال فتح النوافذ، وتركيب فتحات تصريف في المساحات التي يزحف فيها الطفل والعليات والمساحات الأخرى المغلقة، والتخلص من العوازل الهوائية والحرارية وفي بعض الحالات قد يكون هناك حاجة لنظام تهوية يشمل المنزل بأكمله.