إذا كنت قد سمعت أن حميات التخلص من السموم detox يمكنها أن تساعدك على إنقاص وزنك، فربما أنك تعرضت لإغراء تجربة إحدى هذه الحميات. ولكن ما مقومات هذه الحميات؟ وإلى أي حد هي آمنة؟
إن الحاجة الملحة إلى تطهير الجسم ليست بالفكرة الجديدة. فقدماء المكسيكيين (الأزتكيين) كانوا حريصين على تعاطي الحقن الشرجية، فيما شاع في أوروبا في القرن التاسع عشر أن بعض الأطباء زعموا أن إزالة القولون أمر منطقي لأنه العضو الذي يخزن فيه الجسم سمومه.
إن الصيام من التعاليم الأساسية في معظم الأديان، ولكننا نميل في أغلب الأحيان إلى القيام بعملية التخلص من السموم كوسيلة لتطهير الجسم وليس الروح، ونأمل في أن نفقد وزناً في أثناء هذه العملية. هذا هو ما يقنعنا به عدد لا حصر له من المجلات، والكتب، والمشاهير، وخبراء الصحة.
يرى أنصار التخلص من السموم إلى أن هذه العملية يجب إجراؤها مرتين في السنة لتحسين الهضم، ومستويات الطاقة، والجلد، والبدء في إنقاص الوزن. وعادة ما يتبنون أسلوب تناول الفاكهة والخضراوات الطازجة فقط، واحتساء العصائر والماء لأيام قلائل. وعلى مدار الأيام القليلة التالية، يتناولون أطعمة أخرى مثل الخضراوات المدخنة، والحساء، والسمك، والطيور، والحبوب الكاملة، والجوز، والبذور. وعادة ما يحرمون على أنفسهم اللحوم الحمراء، والقهوة، ومنتجات الألبان. ولا بأس من الحد من اللحوم الحمراء أو حتى القهوة، على الرغم من أنني لم أصادف أي دليل علمي يقول بخطورة القهوة.
إنني لا أحب فكرة استبعاد مجموعة طعام بأكملها، مثل منتجات الألبان، إلا إذا كان المرء يعاني من الحساسية منها. إن هذه الأنواع من حميات إزالة السموم تتراوح ما بين أسبوعين وثلاثة أسابيع، ولن تضيرك قط، ولكن السؤال الحقيقي هو: هل ستجني من ورائها أية فائدة؟ يتفق أغلب الأطباء على أن الجسم قادر على إزالة السموم دون المساعدة من حمية معينة.
والواقع أن عملية إزالة السموم الوحيدة التي يعترف بها كثير من الأطباء هي التي تجرى لمدمني الكحوليات عندما يكفون عن شربها. أما أنصار فكرة حمية إزالة السموم فيزعمون أن المؤسسة الطبية ببساطة متخلفة، ولأن أجسامنا في العصر الحديث معرضة للتلوث والمضادات الحيوية والمكملات التي تضاف للطعام، فإنها في حاجة إلى كل أشكال المساعدة المتاحة. وكثير من المتعاطفين مع إزالة السموم يزعمون أن هذه العملية مطهرة، إذ تساعدك على التواصل مع أعمق مشاعرك الأمر الذي قد يؤدي إلى تغيرات لا سبيل آخر لتحقيقها في حياتك. ولكن هل عمليات التأمل المغالى فيها هي كل ما يمكنك أن تفعله عندما تشعر بالدوار والوهن الشديد الذي يمنعك من مبارحة الأريكة؟! يا إلهي، لقد كان هذا قاسياً، أليس كذلك؟ لدي أصدقاء يؤمنون إيماناً راسخاً بإزالة السموم ويبدون رائعين ويشعرون بالسعادة. إنني أرى أن عملية إزالة السموم تنطوي على مشقة بالغة. فأنا من أنصار الوسطية في كل شيء: ولذا أدعو لتناول أطعمة منخفضة الدهون، واتباع عادات أكل صحية مع التركيز على التنويع. إذا أردت أن تتجنب المبيدات الحشرية والمكملات الغذائية، فاشترِ طعاماً عضوياً.
الصيام
الصيام يتجاوز حميات إزالة السموم، ويوصى به كوسيلة لتطهير الجسم ودعم إنقاص الوزن. إذا كنت تعاني من حالة صحية ما، فعليك باستشارة طبيبك قبل الشروع في الصيام لفترات طويلة. لا تقسُ على نفسك أكثر من اللازم؛ وفي الواقع من الصعب ألا يقسو المرء على نفسه عندما يزداد وزنه عن المعدل الطبيعي، ولكن لا تغالِ في معاقبة نفسك. فبغض النفس والشعور بالذنب مشاعر شائعة يعاني منها الأشخاص الذين يتبعون حمية ما، ولكن هذه المشاعر تدمر نواياك الحسنة، وتحد من تقدمك. إن التوجه الفكري الصحي تجاه الطعام وتجاه جسمك هو مفتاح النجاح.
نصيحة: يعد التنفس المزيل للسموم القائم على تمارين اليوجا رائعاً لإزالة التوتر، كما أنه سيصرف ذهنك عن الطعام.
اشهق ببطء وعمق شديدين، ولكن دون أن تجهد نفسك، ثم ازفر بسرعة كما لو كنت تعطس.
استمر على هذا النمط التنفسي وحاول أن تنتبه لبطنك وهي تنقبض وتتحرر ومدى الهدوء، والثقل، والاسترخاء الذي يشمل جسدك.
أعتقد أنني أجد عملية إزالة السموم الشاملة أمراً شاقاً جداً. هل هناك عملية إزالة سموم بسيطة يمكنني اتباعها؟
يمكنك أن تجرب تجنب الأطعمة المعالجة، والمنتجات السكرية مثل الكعك، والآيس كريم، والحلوى لمدة أسبوع ولترى كيف ستصمد. من المفترض أن تفقد بضعة كيلوجرامات. كل ما في الأمر أنك ستقتصر على الأكلات الصحية فحسب، ولذا فمن المفترض أن تدفعك إزالة السموم إلى التفكير بشكل أكبر في خيارات الطعام التي عادة ما تستقر عليها. ومن المفترض أيضاً أن يساعد الأكل الصحي على تحفيز عملية التذوق لديك فتكتشف أنك تفضل مذاق الأطعمة الطبيعية أكثر من الأطعمة المعالجة.
ماذا عن المشروبات العشبية لإزالة السموم؟
هذه المشروبات المتاحة بسهولة في محلات الأطعمة الصحية وفي الصيدليات، ولها نفس مفعول التطهير والتحكم في الوزن مثلها مثل الكثير من الحميات. ويسعني القول صدقاً، إذ جربت بعضها، إنني لم أشعر بأي فارق كبير. ولقد أشعرني واحد أو اثنان منها بقدر أكبر من الطاقة، ولكنني لم أفقد أي وزن يذكر. جرب هذه المشروبات بنفسك إذا لم يكن لديك مانع من إنفاق أموالك عليها. ولكن لا تتوقع معجزات.