التصنيفات
الصحة العامة

ختان الطفل، الطهور Circumcision

إن كنت تعلمين بأنك ستنجبين طفلة، فقد تظنين أن موضوع الختان غير وارد. وإن كنت تعلمين أنك ستخضعين طفلك للختان إتباعا لأصول الدين، فسيبدو أن ما من نقاش حول هذا الموضوع. ولكنني وجدت أن أخذ الختان بعين الاعتبار يمكن أن يثير آراء قوية يمكن أن تمنحك تبصرا في ذاتك كأم أكان لديك ما تقررينه أم لا. عندما ألتقي بوالدين ينتظران إنجاب مولودهما، غالبا ما يكون هذا الموضوع الأكثر إثارة للاهتمام.

وجهة نظرك. الختان عملية جراحية حيث تقطع القلفة وهي جزء حساس في قضيب الطفل. وبطانة القلفة الداخلية عبارة عن غشاء مخاطي يساعد على إبقاء رأس القضيب (أيضا غشاء مخاطي) ناعما، رطبا وحساسا جدا.

في التفكير بهذا الموضوع، لا تأخذي بعين الاعتبار كيفية شعورك حيال الختان فحسب بل أيضا سبب شعورك حياله. إذا بدا أنه سيكون خيارا واضحا بسبب الثقافة أو الدين الذي تربيت عليه، إذا ستعرفين على الأرجح أن نقل الإرث الثقافي والديني لطفلك أمر مهم بالنسبة إليك. ابحثي عن طرق لنقل هذا الإرث وابحثي عن طرق للتواصل معه بعمق أكثر بما أنك الآن أم. أو ربما ستتفهمين أن طريقة تفكير والديك أو الآخرين في محيطك يؤثر بشكل قاطع على اختياراتك كأم.

إن أردت أن يخضع طفلك للختان أم لا ليكون مثل أبيه، فقد تكون عملية تعزيز وتعميق العلاقة بين الأب والطفل مهمة بالنسبة إليك. ستجدين طرقا عديدة في صفحات هذا الكتاب. قد تدعين الأب لوضع راحته على بطنك والشعور بابنه يتحرك فيما تناقشين موضوع الختان معه.

إذا أردت إخضاع طفلك للختان لأنك تعتقدين أن الأمر يسهل عملية تنظيف القضيب، فقد يعني ذلك أن الموضوع مهم جدا بالنسبة إليك كأم. أو قد يعني ذلك أنك موسوسة حيال أعضاء طفلك التناسلية أو أنك تجهلين كيفية تنظيف قضيب غير مختون ويصعب عليك تعلم الأمر.

بالنسبة للبعض، يتوقف قرار الختان على مسألة جمالية كثقب الأذن أو الأنف أو حلق الساقين أو الإبطين. ومثل الوشم، يكون الختان أكثر دواما (على الرغم من نجاح إعادة لصق القلفة). إن كنت تدركين ذلك وتريدين إخضاع القضيب للختان أم لا بسبب مظهره، فاعرفي أن المظاهر مهمة جدا لك كأم وقد تشكل أساس العديد من القرارات مع نمو أطفالك حتى بدون إدراكك للأمر.

وإن أردت طفلك أن يبقى غير مختون لأن الأطفال يخلقون هكذا، قد تجدين أن هذه الفلسفة تشكل أساس لمقاربتك حول الأمراض بدءا من التهابات الأذن وحتى اضطراب فرط النشاط ونقص الانتباه.

هناك عشرات الأسباب الأخرى التي تجعل المرء يؤيد فكرة الختان أو يعارضها تماما. وظفي أسبابك واجعليها مرآة لتعلم المزيد عنك كأم.

إن أردت الختان لطفلك من أجل الحفاظ على صحة سليمة، نفذي رغباتك من أجل رفاهة طفلك. وخذي بعين الاعتبار ما تعلمناه حول سيئات الختان وحسناته.

مخاطر الختان الطبية وفوائده. استنتجت الأكاديمية الأمريكية لأطباء الأطفال – قسم الختان عام 1999 وجود فوائد طبية محتملة محددة للختان بالإضافة إلى وجود سيئات ومخاطر. تشكل النقاط التالية الأمور الأكثر رسوخا من الناحية العلمية:

●  التهابات المسلك البولي. يصاب الأطفال غير المختونين بالتهابات في المسلك البولي أكثر من أندادهم وخاصة في السنة الأولى من حياتهم. إن جمعنا المعطيات من عدة دراسات أساسية، يتوقع إصابة بين 7 و14 طفلا من بين 1000 طفل غير مختون بالتهاب المسلك البولي مقارنة مع طفل واحد أو اثنين بين ألف طفل مختون. مع أن الإصابة بالالتهاب ترتفع بنسبة عشرة أضعاف في صفوف غير المختونين من الأطفال، إلا أن قرابة 99 بالمئة لا يعانون من المشكلة في كلتا الحالتين. يمكن أن تؤدي التهابات المسالك البولية في السنة الأولى إلى إدخال الطفل إلى المستشفى. يملك الطفل غير المختون فرصة 1 على 140 للدخول إلى المستشفى من جراء التهاب المسلك البولي خلال السنة الأولى من حياته؛ فيما يملك الطفل غير المختون فرصة 1 على 530. قد يؤثر على تقرح الكلية أو فشلها، ولكن لم يتم إثبات ذلك. بالمناسبة، تشير الأدلة إلى أن للرضاعة أثر وقائي مثلث الأضعاف مضاد لالتهاب المسلك البولي لدى الأطفال غير المختونين.

●  سرطان القضيب. يبدو أن ختان المولودين الجدد (على عكس الختان في وقت لاحق) يساعد فعلا في حمايتهم من السرطان المدمر. إن الرجال الذين لم يخضعوا للختان في طفولتهم معرضون بنسبة ثلاثة أضعاف على الأقل (ربما 40 ضعفا كحد أقصى) للإصابة بسرطان القضيب أكثر من نظرائهم. ولكن نوع السرطان هذا نادر في جميع الأحوال. ففي الولايات المتحدة، يصيب حوالى 9 أو 10 رجال من بين مليون رجل. هناك طريقتان للوقاية من سرطان القضيب: عبر إزالة القلفة وعبر المحافظة على نظافتها وسلامتها. يأتي الخطر الأعظم لسرطان القضيب من تضيق القلفة وهي حالة تصيب بعض الرجال غير المختونين حيث تصبح القلفة أضيق من أن تنكمش بشكل صحيح. قد تتمكن العناية الجيدة بالصحة من تجنيب معظم الحالات من تضيق القلفة وسرطان القضيب.

●  فيروس العوز المناعي HIV (الايدز). إن الدراسات تربط عدم الختان لدى الرجال بخطر متزايد للإصابة بفيروس العوز المناعي HIV. الأمر منطقي لأن الغشاء المخاطي للقضيب غير المختون يسمح بالاتصال وتبادل السوائل. تشير دراسات مختلفة إلى أن الرجال غير المختونين معرضون لخطر الإصابة بهذا الفيروس أكثر من المختونين بنسبة تتراوح بين 1.5 و8.4 ضعفا. ولكن تبقى العلاقات الجنسية أكثر أهمية من الختان في حالة الإصابة بفيروس HIV.

أقرت منظمة الصحة العالمية في عام 2007 اعتبار ختان الذكور وسيلة ناجحة لمقاومة مرض الإيدز ويقلل من خطر اصابتهم بالفيروس بنسبة 50%.

●  الأمراض الأخرى المنتقلة جنسيا. في الطريقة نفسها، من المنطقي أن الرجال غير المختونين سيتعرضون لخطر متزايد للإصابة بالأمراض الأخرى المنتقلة جنسيا. إن المعطيات العلمية غير متساوقة ولكن يبدو أن هناك خطر كبير للإصابة بامرض الإفرنجي (الزهري). وتشير المعطيات إلى معدلات مرتفعة من الحلأ والثآليل. إن سرطان العنق (المنتقل عبر فيروس الثآليل التناسلية) أقل شيوعا في صفوف النساء اليهوديات والمسلمات. قد يتعلق الأمر بالختان الذي خضع له أزواجهن. إن ممارسة الجنس بشكل آمن أمر مهم لنا جميعا وخاصة للذين لديهم أغشية مخاطية حساسة بسبب عدم خضوعهم للختان.

●  المضاعفات الإجرائية. يعاني ما بين 0.2 و0.6 بالمئة من الأطفال الخاضعين للختان من مضاعفات من جراء العملية. والحالة الأكثر شيوعا هي النزيف يليها الالتهاب. تكون هذه المضاعفات ثانوية في معظم الأوقات، ولكن يمكن أن تصبح حادة. أما المشاكل البنيوية للقضيب فهي أقل شيوعا ومعظمها ثانوي كذلك. إن مضاعفات الختان الحادة أو المهددة للحياة نادرة جدا، ولكنها تحدث.

الختان حدث مرهق يغير سلوك الطفل خلال العملية وبعدها. بعد الختان، عادة ما ينام فترة طويلة ولا يكون قادرا على التفاعل الاجتماعي لمدة 24 ساعة إضافية. لكن المشكلة محدودة ذاتيا، وبعد 24 ساعة، لا يمكن تمييز سلوكه عن سلوك الأطفال غير المختونين.

القرار. يسهل التعرف إلى وجهة نظرك: قرار مؤيد، معارض أو متضارب. يمكننا تعلم المزيد من كل هذه الحالات. من الصعب التكهن بوجهة نظر طفلك. قد يود الخضوع للختان من أجل استمرارية التقاليد الدينية، الثقافية أو العائلية. وقد تختلف آراؤه عن آرائك. يتوق بعض الفتيان الذين لم يخضعوا للختان في طفولتهم إلى إجراء العملية فيما يكبرون. فيما يتوق البعض الآخر الذين خضعوا للختان إلى إعادة لصق القلفة أو بنائها. ومعظمهم سعداء بما هم عليه وبكيفية تربيتهم. لا أستطيع إخبارك إلى أي مجموعة ينتمي طفلك. ما أستطيع قوله هو أن الخضوع للختان في وقت لاحق، بحسب الرغبة، أسهل بكثير من إعادة تركيب القلفة. ويمكنني القول أيضا إنه متى خضع الطفل للختان، فهو يستحق تلقي تخدير مناسب حتى لو حاول أحدهم إقناعك بأن الأمر غير ضروري أو غير ملائم.