إن الملصقات التي توضع على الكثير من الأطعمة الموجودة في المتاجر مضللة للغاية، وتساعد على تكوين الكثير من المفاهيم الخاطئة لدى الجماهير عن الأطعمة الصحية وغير الصحية، فلا أهمية لما يقوله الكلام الموجود على المُلصق؛ إذ يجب عليك دائمًا أن تقرأ قائمة المكونات الموجودة في الخلف، وأن تنظر في قائمة البيانات الغذائية، فهذا من شأنه أن يمدك بتصور حقيقي عن الطعام الذي تتناوله.
وسوف تُخبرك قائمة المكونات بمحتويات المنتج الغذائي بدقة شديدة، وهي مرتبة بحسب الكمية من المقدار الأعلى إلى الأقل، كما ستزودك قائمة البيانات الغذائية بتفاصيل دقيقة عن المحتوى الغذائي للطعام، وقد يكون الأمر محيرًا؛ لأن كل شيء تم قياسه بالجرام؛ فهناك كثيرون لن يستوعبوا القياسات المكتوبة بالجرام ما لم يكونوا متخصصين في التغذية! لذا فمن من الأسهل لك أن تتذكر أن كل ملعقة صغيرة تحتوي على خمسة جرامات في المتوسط، فإذا كانت حبوب الفطور تحتوي على 10 جرامات من السكر لكل 30 جرامًا، فإنك ستعرف أن هناك كمية من السكر تقدر بملعقتين صغيرتين في الوجبة التي تحتوي على 30 جرامًا. وغالبيتنا يتناولون ما هو أكثر كثيرًا من الوجبات الصغيرة المبينة على الملصق. إن وجبة الفطور التي تحتوي على سكريات كهذه، قد تكون منخفضة الدهون بدرجة كبيرة، ولكن تناولك إياها سيجعلك بدينًا، ويزيد من خطورة تعرضك لمرض السكر وأمراض القلب بدرجة كبيرة.
قراءة ملصقات الأطعمة
سوف تجد فيما يلي بعض العبارات الشائعة التي توجد على ملصقات الأطعمة، وستعرف كيف يمكن لها أن تكون مضللة، ومنها:
خالي من الكوليسترول
من الشائع أن تجد هذه العبارة على العديد من الأطعمة المعلبة. ومنها الأطعمة السريعة المصنوعة من البطاطس، مثل رقائق البطاطس، والبطاطس المقلية، ورقائق البطاطا الهشة، ورقائق الذرة، والسمن النباتي، والزيوت النباتية، والأفوكادو.
في البداية يتم تصنيع الكوليسترول في خلايا الكبد والأمعاء الدقيقة، ويُصنع بكميات قليلة عن طريق بعض الخلايا الأخرى. ولهذا لا يوجد الكوليسترول إلا في الأطعمة الحيوانية، ولا يمكن أن يحتوي الأفوكادو على الكوليسترول؛ لأنه ليست لديه كبد! إن الكثير من الأطعمة التي يُكتب عليها عبارة خالٍ من الكوليسترول تكون مطهوة في الزيوت النباتية المكررة، مثل زيت الكانولا، أو زيت دوار الشمس، أو زيت فول الصويا، أو زيت العُصفر؛ فالزيوت المستخدمة فيها تكون قد خضعت للمعالجة بطريقة أدت إلى إتلاف محتواها من الأحماض الدهنية، وأنتجت أحماضًا دهنية متحولة، وجعلتها متزرنخة (متأكسدة). ويمكن أن تتغير هذه الزيوت، وتعمل عمل الجذور الحرة في الجسم، فهي تدمر أغشية الخلايا، والحمض النووي، والبطانة الداخلية لأوعية الدم. ولذلك فلو كانت البطاطس مطهوة كذلك في الفرن وليست مقلية، ولو تم طهوها في الزيت النباتي غير المشبع أيضًا، ولو كان موضوعًا عليها شعار مؤسسة القلب التي تفيد بأنها طعام صحي، فإنها تلحق بقلبك الكثير من الضرر، كما أن البطاطس غنية بالكربوهيدرات، وتزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب من خلال تحفيز الإصابة بمتلازمة إكس.
إن جميع أنواع السمن النباتي خالية من الكوليسترول، ومع ذلك فهي تظل مضرة بالقلب؛ لأنها مصنوعة من زيوت نباتية متزرنخة ومكررة، وتحتوي على الكثير من الأحماض الدهنية المتحولة. ولا أهمية لنوع الزيت النباتي الذي صُنع منه السمن النباتي، ولو كان مصنوعًا من زيت الزيتون، أو الكانولا، أو الصويا؛ لأن معالجة هذه الزيوت وتحويلها إلى صورة صلبة ( الهدرجة) هي ما يُتلف الدهون الموجودة بها، ويجعلها غير صحية؛ لذا من الأفضل لك أن تستخدم زيت الزيتون البكر الممتاز المعصور على البارد، أو الزبد، بدلًا من السمن النباتي. ولا تظن أنك ستحصل على أيٍّ من فوائد الصويا باستخدامك السمن النباتي المصنوع من زيتها؛ فزيت الصويا لا يحتوي على الإستروجين النباتي، كما أن كلًّا من زيت الصويا وزيت الكانولا قد خضعا للهندسة الوراثية. وعليك أن تتذكر أن الكوليسترول الموجود في نظامك الغذائي له تأثير ضئيل للغاية في مستويات الكوليسترول في الدم، وأن ارتفاع مستويات الكوليسترول في الدم لديك ليس من الضروري أن يكون سببه هو تناولك أطعمة تحتوي على الكوليسترول.
منخفض الدهون
هناك كميات كبيرة من الأطعمة منخفضة الدهون على أرفف المتاجر، بدءًا من الزبادي، مرورًا بالحساء المعلب، وانتهاءً بألواح الطاقة المخصصة للفطور. ومشكلة الأطعمة منخفضة الدهون أنها دائمًا ما تحتوي على نسب أعلى من الكربوهيدرات مقارنة بنظائرها. فبمجرد إزالة الدهون تحل محلها النشويات أو السكريات لتحسين القوام والطعم. ويمكنك أن تجد ألواح الطاقة المخصصة للفطور والخالية من الدهون بنسبة 97% في المتاجر، وتحمل شعار مؤسسة القلب، ولكنها تحتوي على 71 جرامًا من الكربوهيدرات لكل 100 جرام! فهذه الكمية من الكربوهيدرات أكبر من الكمية الموجودة في ألواح الشيكولاتة ولا تضاهيها في الطعم اللذيذ على أية حال!
إن الأطعمة منخفضة الدهون ليست مُشْبعة، وسوف تشعر بالجوع على الأرجح، أو الرغبة في تناول الحلويات بعد تناولها. والأطعمة التي تحتوي على نسب عالية من الكربوهيدرات تساعد على ارتفاع مستويات الإنسولين في الدم ما يؤدي إلى زيادة الوزن، ويساعد على الإصابة بمتلازمة إكس؛ لذا من الأفضل لك أن تتناول أطعمة كاملة الدهون، وعندما يتعلق الأمر بالفطور، يكفيك أن تتناول البيض المخفوق، أو عصير مسحوق البروتين، وهي وجبة مُشبعة، وتحتوي على نسبة عالية من البروتين.
مناسب للقلي والخبز والشواء
هذه العبارة غالبًا ما تكون موجودة على زجاجة الزيت النباتي. وهو الزيت الذي قد يُدَّعى أنه خالٍ من الكوليسترول، أو خالٍ من الدهون المشبعة. وتهاجم الجهات المسئولة عن الصحة، الدهون المشبعة، باعتبارها السبب الرئيسي لارتفاع مستويات الكوليسترول، ومع ذلك فإذا كان الزيت يحتوي على دهون أحادية اللاتشبع، أو دهون متعددة اللاتشبع فتظن أنه صحي بالضرورة. وهذا غير صحيح؛ حيث إن الدهون المشبعة تتشكل أيضًا داخل الجسم من السكريات التي نتناولها؛ فأنت لست في حاجة إلى أن تتناول أية دهون على الإطلاق كي ترتفع مستويات الدهون المشبعة في دمك.
لا تستخدم أيًّا من الزيوت النباتية ما لم يكن مكتوبًا عليها أنه قد تم عصرها على البارد، وأنها غير مكررة. وأفضل هذه الزيوت زيت الزيتون البكر الممتاز، أما غيره من الزيوت النباتية فقد خضعت لمعالجة تعرضت فيها للأكسجين والضوء والحرارة. والأحماض الدهنية ضعيفة للغاية، ومعرضة للتلف، ومن ثم فإن تعرضها لمثل هذه الطريقة في المعالجة يجعل الدهون تتزرنخ، ما يعني أنها ستسبب التهابًا شديدًا داخل الجسم. وعندما يجري تسخين هذه الزيوت النباتية كما يحدث عند القلي، تتعرض لمزيد من التلف. وعليك أن تلقي نظرة على محتوى الزيت النباتي من الأحماض الدهنية المتحولة في قائمة البيانات الغذائية؛ حيث لا يوجد مستوى آمن لتناول الدهون المتحولة.
الزيت النباتي
إن العديد من الملصقات التي توضع على الأطعمة تذكر أن “الزيت النباتي” قد دخل في تكوينها، ولكنها لا تحدد أي نوع من الزيوت النباتية قد جرى استخدامه. والإجابة هي أن أغلب الزيوت المستخدمة هي الزيوت زهيدة الثمن التي جرى تكريرها بكثافة, مثل زيت الذرة، والصويا، وبذرة القطن. واستخدام زيت بذرة القطن على وجه التحديد يدعو إلى القلق؛ لأنه يُستخدم بكثرة في مزيج الزيوت النباتية، والأطعمة المخبوزة، والأطعمة المقلية، والوجبات السريعة. ويشيع استخدامه في إعداد الكعك المحلَّى. وبالإضافة إلى احتواء زيت بذرة القطن على الدهون المتحولة، قد توجد به أيضًا نسبة كبيرة من بقايا المبيدات الحشرية؛ لأن محصول القطن هو أحد المحاصيل التي يتم رشها بغزارة بالمبيدات الحشرية. وغالبًا ما يكون زيت بذرة القطن ملوثًا بالسموم الفطرية، وهي سموم يمكنها أن تسبب السرطان. وقد يصبح هذا الزيت سامًّا للكبد والمرارة إذا ما استُهلك بكمية كبيرة، وتدرس الحكومة الأسترالية حاليًّا إمكانية السماح باستخدام زيت بذور القطن المعدلة وراثيًّا في المصادر الغذائية.