أنت تشتعل غضبا. ولا تريد أن تفقد السيطرة أو تتفوه بالحماقات أو ترتكبها. تحتاج أن تبتعد. إليك ما تفعله: اتبع التعليمات الأربع التالية، حتى تستطيع أخذ استراحة جيدة. الصفات الأربع للاستراحة الجيدة هي: الادراك، الانسحاب، الاسترخاء، العودة.
• الإدراك: أنت بحاجة إلى التعرف على العلامات المبكرة الدالة على بداية فقدانك للسيطرة، حتى تتمكن من أخذ وقت استراحة. عادة ما تتمثل تلك العلامات في ارتفاع نبرة صوتك، أو زيادة سرعتك، أو الشعور بالحر مع ارتفاع ضغط الدم، أو أن تجد نفسك عاجزا عن الإنصات لما يقوله الطرف الآخر، أو أن تدور ببالك أفكار عدوانية يصعب عليك تنفيذها، أو قبض راحتي يديك، أو الشعور بأنك عرضة للهجوم، وما شابه ذلك. والرسالة حينها هي “من الأفضل لي أن أرحل من هنا الآن، قبل أن أفقد السيطرة”.
• الانسحاب: اخرج الآن. اذهب إلى مكان آمن وهادئ، سيُهدئ ذلك من روعك ويجعلك تُفكر بطريقة أفضل. تحذير: لا تذهب إلى مكان يعمل من فيه على استثارة غضبك، فالهدف من الانسحاب هو تهدئتك وليس شحن غضبك.
• الاسترخاء: أخرج الغضب من عقلك وجسدك. وكي يحدث ذلك، ربما تود القيام ببعض التمرينات الرياضية، أو قراءة كتاب ما، أو الذهاب للصيد. لكن لا تتناول الكحوليات أو المخدرات، فلن يؤدى ذلك إلا إلى زيادة الأمر سوءا وليس تحسين الأمر.
• العودة: لا يكفي أن تهدأ فقط. بعد أن تستعيد توازنك، أنت بحاجة إلى العودة مرة أخرى حتى تتمكن من حل ما أثار حنقك. ملحوظة: إذا وجدت نفسك “تهرب” بدلا من “العودة”، فهذا يعني أنك لم تأخذ فترة استراحة جيدة.
يأتي وقت التخطيط لأخذ فترة استراحة قبل أن تشعر أنك بحاجة إليها. فبمجرد أن يثير غضبك، ربما لن تستطيع التفكير بوضوح تام حتى تتصرف بطريقة سليمة.
تمرين. استخدم الأمور الأربعة السابقة، لتحسين خطتك للاستراحة:
• الإدراك: اكتب خمس علامات دالة على فقدانك السيطرة على غضبك، وإذا لم تتمكن من ذكر خمس علامات، فاطلب مساعدة رفيقك، أو عائلتك، أو حتى أصدقائك.
• الانسحاب: لتفترض أنك غاضب الآن، وأنك بحاجة إلى ثلاثين دقيقة حتى تهدأ. إلى أين يمكنك الذهاب؟ كيف ستصل إلى هناك؟ ما الخطة البديلة في حال لم تتمكن من الوصول إلى هناك؟
• الاسترخاء: كيف ستتمكن من إخماد نيران غضبك؟ هل ستذهب للتمشية؟ أم ستقوم ببعض تمارين التنفس؟ أم ستحاول أن تشغل نفسك بالعمل أو بأي أمر آخر؟ أم ستتحدث إلى شخص لن يلقي المزيد من الوقود فوق غضبك؟
• العودة: ستكون بحاجة للحديث عما جرى دون أن تنفجر غضبا مرة ثانية. كيف ستعرف أنك مستعد للقيام بذلك؟
إليك طريقة للتفكير في فترات الراحة ستساعدك إن كنت من محبي الألعاب الرياضية. فكّر في الاستراحة وكأنها خط الدفاع في مباراة لكرة القدم، فأنت لا تجد كل المدافعين في خط المناوشات بجانب المهاجمين. بل يتراجع بعضهم قليلا للخلف كحائط للصد وبعضهم يتراجع تماما لخط الأمان.
تخيل غضبك وكأنه نجم الهجوم في الفريق الآخر، وأنه يأخذ الكرة ويخترق بها خط الدفاع الأمامي، ويُفادي حائط الصد. والآن ليس على هذا الغضب سوى أن يرميها في المرمى ليُحرز هدفا. وإحراز الهدف، يعني أن غضبك سيؤدي بك إلى انهيار تام.
الأمان في فترة الاستراحة. وبعدها يحين دورك للإمساك بالكرة، وهذا يعني أن تعود مرة أخرى إلى لعبة العلاقات بأسلوب هادئ.
تحتاج فرق اللعب إلى خطوط الأمان، لكن هذا لا يعني أنهم سيعتمدون عليها في كل لعبة. وهذا نفس ما يحدث معك، لا تفرط في استخدام فترة الاستراحة. وتأكد ألا تأخذ فترة الاستراحة إلا حينما تكون بحاجة إليها. فإذا أفرطت في استخدامها، فستفقد مصداقيتك.