التصنيفات
صحة المرأة

خطر الإصابة بسرطان الثدي

سوف نعرض العوامل التي ينتج عنها احتمال أن تصبح المرأة معّرضة أكثر من غيرها للإصابة بسرطان الثدي، وكذلك سوف نعرض النصائح التي يجب الانتباه إليها للتخفيف من خطر احتمال حدوث تلك الإصابة.

ملخص: عوامل زيادة احتمال الإصابة بسرطان الثدي

1 – التقدم بالعمر
2 – السيرة الذاتية والعائلية المرضية
3 – العوامل الوراثية
4 – كثافة ثدي زائدة على الصورة الشعاعية
5 – التعرض الزائد لتأثير الهرمونات النسائية
6 – العوامل الغذائية وقلة الرياضة البدنية
7 – العوامل البيئية والتلوث والشعاع

ما هي عوامل زيادة احتمال الإصابة بسرطان الثدي؟

1 – التقدم بالعمر:

كلما تقدمت المرأة في السن وطال عمرها كلما ازداد احتمال إصابتها بسرطان الثدي. وتشير الإحصائيات إلى أن كل سيدة من ثماني معرضة لأن تصاب بسرطان الثدي في وقت ما في عمرها كله.

إن الدراسات الميدانية الإحصائية في أوروبا وأميركا أثبتت خطورة الإصابة بسرطان الثدي حسب العمر، وكلما ازداد العمر كلما ازداد خطر الإصابة. اما في بلادنا فالإحصائيات ونسبة السيدات الصغيرات بالسن أعلى.

2 – السيرة الذاتية والعائلية المرضية:

أ – إصابة قديمة:

أثبتت الدراسات انه إذا كان لدى المرأة إصابة قديمة بسرطان ثدي فهناك بعض الاحتمال أو نسبة أكثر من غيرها لاصابتها مرة ثانية. لذلك يجب أن تخضع هذه المرأة للمراقبة الدورية من قبل طبيبها.

ب – قصة إصابة في العائلة القريبة:

يزيد احتمال الإصابة إذا كانت هنالك حالات سرطان ثدي في العائلة في عمر مبكر، خاصة إذا كانت عند أخت أو أم، (أقل إذا كانت عند عمة أو خالة). أما إذا كان السرطان في العائلة في عمر متأخر فهذا لا يزيد من الخطر. إن نسبة الخطورة تزيد فقط بين 2 أو 3 مرات أكثر من أي إمرأة ليس عندها أي قصة عائلية سرطانية للثدي.

تجدر الإشارة إلى ملاحظة طبية أن خطورة الموت ليست أعلى عند النساء ذوات القصة العائلية لانهن بشكل عام تصبحن مثقفات أكثر وتراقبن انفسهن دائماً وتقمن بزيارات دورية للطبيب أكثر فتصبح نسبة الشفاء من السرطان عندهن أعلى من النساء الأخريات.

ج – إصابة حميدة مع تغييرات ما – قبل سرطانية:

إذا كان قد ظهر لدى المرأة ورم حميد في السابق استدعى أن يتم أخذ خزعة منه وتبين أنه يحتوي على بعض التغيرات النسيجية التي تسمى ديسبلازيا (dysplasia) أو على تغيرات نسميها “ما قبل السرطان: in-situ” فهذه المرأة تكون معرضة إلى احتمال أكبر للإصابة بسرطان الثدي فيما بعد، وقد يتم إعطاء السيدة علاج وقائي مثل مضادات للهرمونات مثل دواء تاموكسيفين أو رالوكسيفين.

د – التعرض للعلاج بالأشعة:

يمكن القول بأن السيدات اللواتي يخضعن لعلاجات أمراض أخرى بواسطة الأشعة إلى منطقة الثدي تكون معرضة في عمر لاحق للإصابة بسرطان الثدي أكثر من غيرها. مثال على هذا هن النساء اللواتي خضعن بسبب ليمفوما (ورم ليمفي) لعلاج بالأشعة ضم منطقة الثدي في عمر باكر فتكون عرضة لاحقاً للإصابة بسرطان الثدي وتجب متابعتها وإجراء الفحوصات الدورية لها بطريقة مماثلة للسيدات اللواتي بحملن تغيرات جينات بي-ار-سي-أي حسب دراسة حديثة.

3 – إصابة عائلية وراثية:

عندما يكون هناك حالات عديدة من سرطان الثدي أو الثديين أو سرطان المبيض عند أفراد من نفس العائلة، خاصة إذا كانوا صغاراً في السن، قد يكون نوع السرطان وراثياً ينتقل بواسطة كروموزومات الحامض النووي والجينات. هذه الخطورة العائلية (Familial Hereditary Risk Factor) يوجد منها عدة أنواع أهمها التغيرات في طفرات جينيات BRCA1, BRCA2 (ب رث أ-1، وب رث 2، أو برثا – 1 وبرثا – 2). في حالات أخرى يكون هناك تغيرات في جينات وكروموزومات غير برثا – 1 وبرثا 2 مثل P53 التي لها علاقة أصلاً بالحماية من سرطان الثدي.

أما تغيرات جينات BRCA1، BRCA2 فهي قد تتسبب باحتمال أكبر لحدوث سرطان الثدي وهي بشكل عام تشكل أقل من 10% من مجموع السرطانات ككل، وتتراوح وتختلف بين الشعوب والفئات الاثنية المختلفة. توجد نسبة أكبر منها عند بعض الفئات في أوروبا الشرقية وأميركا خاصة اليهود الاشكنازيون. أما في لبنان والبلاد العربية فلا توجد معلومات كافية عن هذا الموضوع ولكن هناك دراسات جديدة عن هذا الموضوع نأمل أن تظهر نتائجها قريباً.

تتسبب متغيرات طفرات “برثا” بسرطان الثدي، الذي قد يحدث في سن مبكر، ويمكن الكشف عن هذه المتغيرات عبر فحص الكروموزومات الخاص ب “برثا”.

تتم متابعة هؤلاء السيدات وفحص افراد العائلة ونصحهن بالكشف المبكر ابتداء من سن مبكر (مثلاً عندما يصبح العمر أقل من عشر سنوات عمر أول إصابة بالعائلة) واتباع التصوير المغناطيسي للثدي، أو بعلاجات وقائية بواسطة الأدوية مثل التاموكسيفين، أو العمليات الجراحية لإستئصال الثدي أو الثديين معاً مع عمليات ترميم، أو عمليات إستئصال المبيضين لتخفيف خطر الإصابة بسرطان الثدي والمبيض معاً. كل هذا يجب أن يتم مع استشارة الأطباء المتخصصين بالأمراض الوراثية والعناية النفسية.

يوجد في الدول المتقدمة قوانين عامة وقضاء متطور لحماية العائلات والأسماء لجهة عدم التشهير بها وعدم لصق الإشارة عليها وعدم التمييز ضدها في ميادين العمل وفي مجالات التأمين وهذا ما تحتاج إليه أيضاً الدول العربية والدول النامية.

يجدر التركيز على أن معظم حالات سرطان الثدي ليس لها علاقة بالوراثة والتغيرات الجينية.

4 – كثافة ثدي زائدة على الصورة الشعاعية:

لقد أثبتت درتاسات عديدة حديثة أن كثافة نسيج الثدي الزائدة على صورة الماموغرافي Dense Breasts تزيد قليلاً من خطورة الإصابة لاحقاً بسرطان الثدي.

5 – التعرض الزائدة لتأثير الهرمونات النسائية:

إن احتمال حدوث سرطان الثدي يزيد قليلاً عندما تكون هنالك فترات طويلة من آثار الهرمونات النسائية على الثدي، مثلاً:

أ-   عند ابتداء العادة الشهرية بعمر مبكر (Early Menarche).

ب- عند تأخر سن انقطاع الحيض (Late Menopause).

ج- عند النساء اللواتي لم ينجبن أطفالاً مما يعني عدم انقطاع العادة الشهرية واستمرارية أثار الهرمونات النسائية.

د-  عند النساء اللواتي لم ينجبن أطفالاً بعمر مبكر: السيدة التي تنجب الطفل الأول بعد سن الثلاثين من عمرها لديها احتمال أكبر قليلاً للإصابة بسرطان الثدي من السيدة التي تنجب أول طفل قبل سن العشرين.

ه- استعمال أدوية الهرمونات النسائية البديلة: إن استعمال حبوب الهرمونات النسائية البديلة بعد توقف العادة الشهرية قد يزيد من احتمال الإصابة بسرطان الثدي. أما الاستعمال الزائد والطويل لحبوب منع الحمل فهو موضوع متشعب وهناك دراسات كثيرة حول الموضوع ويمكن ان نقول إن السيدات اللواتي يستعملن الهرمونات فترة أكثر من 5 إلى 15 سنة، وخاصة بشكل متواصل، تزيد قليلاً عندهن الخطورة أكثر من اللواتي لم يستعملنها ابداً. وكما ذكرنا أعلاه أثبتت دراسة جديدة نشرت عام 2002 دراسة WHI ودراسة بريطانية نشرت عام 2003 وجود زيادة احتمال الإصابة بسرطان الثدي وأمراض القلب والجلطات عند النساء اللواتي يستعملن الهرمونات بعد سن انقطاع الحيض (المينوبوز). ولا بأس بالإشارة إلى أن السرطان في هذه الحالات قد يكون بحجم صغير ويتم اكتشافه مبكراً وقد يتم الشفاء منه بنسبة عالية. تجدر الإشارة إلى أن فترة الاستعمال القليلة لا تضر خاصة إذا كانت كمية الاستروجين المستعملة قليلة جداً ويجب أن تعلم المرأة أن إضافة ال Progestrone بروجيستيرون لا تعود بالفائدة كما يعتقد الكثيرون لأنها ان كانت مفيدة للرحم وبتبدل غشائه فهي قد تعود بضرر أكبر على الثدي كما أثبتت الدراسة البريطانية التي نشرت سنة 2003 (Study UK).

6 – العوامل الغذائية وقلة الرياضة البدنية:

أما المواضيع الأخرى مثل السمنة وقلة الرياضة وزيادة أكل اللحوم والشحوم والدهون الكثيرة وشرب الكحول الزائد والتدخين، فهي من الأسباب التي أثبتت علاقاتها بسرطان الثدي بواسطة دراسات إحصائية كثيرة، خاصة عند السيدات اللواتي هاجرن من البلاد الاسيوية مثل اليابان والصين إلى الولايات المتحدة الأميركية وازدادت نسبة الإصابة عندهن، وكذلك مؤخرا في عدة دراسات ميدانية. وأصبحنا نعرف أن هناك علاقة بين السكري والسرطان حيث أن مرضى السكري عندهن زيادة باحتمال الإصابة بسرطان الثدي، وأن علاج السكري وأدويته تخفف من احتمال الإصابة بسرطان الثدي.

7 – العوامل البيئية والتلوث والشعاع:

هي من الأسباب العاملة التي تزيد من جميع أنواع السرطان.

سؤال: هل تطورات الحياة العصرية هي سبب زيادة سرطان الثدي؟

إن السيدات اللواتي هاجرن من مناطق آسيا إلى أميركا ازدادت عندهن احتمالات الإصابة بسرطان الثدي والرحم والامعاء أكثر بخمس مرات على الأقل، يعود ذلك للتغيير في نظام الأكل والاكثار من الشحوم والدهون والتقليل من الخضار والفواكه؛ وكذلك أيضاً قلة الحركة وقلة الرياضة وقلة حرق الكالوريهات أو السعرات الحرارية الزائدة في الجسم.

سؤال: هل تتسبب الهرمونات البديلة وحبوب منع الحمل بسرطان الثدي؟

إن السيدات اللواتي يتناولن هرمونات بعد سن الخمسين عندهن ازدياد بنسبة الإصابة بسرطان الثدي. ونشير إلى أهمية هذا الأمر في بلادنا لأن النساء يستطعن الذهاب إلى الصيدليات وشراء الدواء بدون وصفة طبية بدون رقابة وبدون نصائح الطبيب المختص المطلع على التطورات الطبية.

أما حبوب منع الحمل فهنالك دراسات تقول ان تناولها لفترات من الزمن طويلة ومتواصلة قد تزيد من احتمال الإصابة بسرطان الثدي.

أدوية للوقاية من سرطان الثدي في حالات ازدياد خطر حدوثه:

تاموكسيفين، رالوكسيفين، ايكزيميسين:

هناك أدوية جديدة بديلة تتفاعل مع متلقيات الاستروجين (Steroid Estrogen Receptor Modulators (SERM) مثل رالوكسيفين تمت دراستها واستعمالها لتقوية العظام وتبين انها انها تخفف من احتمال الإصابة بسرطان الثدي عند السيدات فوق سن المينوبوز. لقد أثبتت عدة دراسات وأهمها MORE, STAR, and NSABP- P1، للوقاية ان تاموكسيفين يستطيع تأمين للوقاية من سرطان الثدي عند كل السيدات ذوات خطورة التعرض الزائدة للإصابة بالمرض. أما سيدات ما بعد انقطاع الحيض فيمكن عندهن أستعمال تاموكسيفين أو رالوكسيفين للوقاية من سرطان الثدي. ونشير إلى أن الاستعمال الاساسي لدواء رالوكسفين (ايفيستا) كان لتقوية العظام ضد الترقق.

هناك أيضاً دراسة جديدة أثبتت أن دواء ايكزيميستين، الموقف للاروماتاز، يخفف من احتمال الإصابة بسرطان الثدي عند السيدات فوق سن الخمسين بعد انقطاع الحيض بنتيجة أفضل من تاموكسيفين.

لهذا كله، نحن ننصح كل سيدة معرضة أكثر من غيرها وعندها أقرباء مصابات بسرطان الثدي ان تناقش الموضوع مع طبيبها لدراسة نواحي الاستفادة ونواحي المضاعفات الجانبية واتخاذ القرار المناسب لاستعمال الوقاية الكيمياوية واختيار الدواء أو العلاج الأنسب لها.