خلل الأكل المفرط binge eating disorder مرض يمكن تعريفه بأنه نوبات من هوس الأكل يتناول فيه المريض كمية كبيرة من الطعام خلال وقت قصير، ولا يتمكن من السيطرة على كمية الطعام المتناول، ولا على وقت إنهاء الوجبات، حيث يمكنه تناول جميع محتويات الثلاجة على مرة واحدة.
يصاب بالمرض حوالي 2 % من السكان، وهو بذلك أكثر اضطرابات تناول الطعام انتشارا. يعاني حوالي 5 % من مفرطين السمنة من خلل الأكل المفرط.
بخلاف أمراض الأكل الأخرى تبلغ نسبة الرجال المصابين بهذا المرض حوالي 35 – 40 % من المرضى.
تشخيص اضطراب نهم الطعام
يمكن تمييزه جيدا عن السلوك الطبيعي للأكل. لابد من تواجد ثلاثة من النقاط الستة التالية لتشخيص المرض:
- أكل سريع جداً
- الأكل حتى الشعور بالامتلاء المزعج
- الأكل بدون الشعور بالجوع
- الأكل على إنفراد بسبب الشعور بالذنب أو الخزي أو الضيق
- شعور بالقرف والذنب والاكتئاب بعد نوبات الأكل
- الشعور بأن نوبات الأكل تشكل حملا متزايدا
الأعراض
- نوبات من هوس الجوع التي لا يمكن السيطرة عليها (مرتين في الأسبوع على الأقل على مدى ستة أشهر)
- يلتهم المريض كميات كبيرة من الطعام في فترة وجيزة
- بعد الإفراط في الأكل يتطور شعور بالقرف ضد الذات، والشعور بالذنب، واكتئاب المزاج.
- يعاني المرضي غالبا من السمنة المفرطة نظرا إلى أنهم لا يمارسون وسائل مضادة مثل القيء والصوم، والنشاط البدني
المقارنة بالإدمان على الكحول
خلل الأكل المفرط يشابه الإدمان على الكحول. المرضى بنوبات الأكل يعانون من الخزي من عادتهم. بعد تسكين هوس الجوع يتولد الشعور بالإكتئاب.
يحاول المريض غالبا كبت نوبات الأكل للوصول إلى السيطرة على سلوك الأكل. عند فشل هذه المحاولات يلجأ المريض إلى الانعزال، وتناول الطعام في الخفاء. يبرع البعض في هذا السلوك لدرجة أن أقرب الناس والأصدقاء لا يعلمون أي شيء عن هذا الاضطراب من الأكل.
المدمن على الكحول يلفت النظر بتناوله للكحول، أما في خلل الأكل المفرط فيحاول دائما إخفاء إدمانه عن الناس.
أسباب المرض
لم يتمكن حتى الآن التعرف على أسباب المرض. لوحظ أن حوالي نصف المصابين عانوا في الماضي مرة من الاكتئاب. ليس من المعروف إذا كان المرض ناتجا عن الاكتئاب أو مؤديا إليه. أشار المصابون أن الانزعاج، والكبت، والملل يؤدون إلى نوبات من هوس الأكل.
من المعتقد أن الإحساس الغير طيب يستبدل بالشعور الطيب بواسطة الأكل. فالأكل هنا عبارة عن رمز للحب والحنان.
أثبت الدراسات أن البشر في حالات المشاكل النفسية لا يقدرون أحيانا التفرقة بين الجوع وبين الشعور بالتوعك. لم يتضح بعد العلاقة بين محاولات انقاص الوزن وبين نوبات هوس الأكل.
علاج اضطراب نهم الطعام
خلل الأكل المفرط سهل العلاج وذو نتائج طيبة:
- تغيير سلوك الأكل، وتنظيم نظم الأكل، وتسجيل كمية الطعام المتناول ووقته
- التعرف على المشاكل النفسية وعلاج المشاكل المسؤولة عن هذا المرض
- تعديل المزاج والمشاعر والعادات المؤدية إلى نوبات الأكل
- وضع خطة لمساعدة المريض على السيطرة على الأكل
محاولات علاجية أخرى
- يجب البحث عن المصاعب التي لم يتمكن من التغلب عليها وأهميتها في مسار الحياة
- مضادات الاكتئاب قد تساعد في علاج المرض
- الشعور بعدم الرضا بوزن الجسم من أحد العوامل المساعدة على تطور المرض، ولهذا يجب تفادي جميع محاولات تخسيس الوزن. تراعي طرق العلاج التقييم الذاتي السلبي لوزن الجسم، ومظهره الخارجي الموجود عند أكثر المرضى. يجب مساعدتهم على تقبل وزن الجسم كما هو.
- لا بد من العلم بأن وزن الجسم سيصبح طبيعيا بتصحيح السلوك الغذائي الطبيعي، وسيحدث تبعا لذلك تلقائيا
- يستكمل العلاج بدروس في التغذية الصحية السليمة وطلب ممارسة الرياضة المناسبة
- طمئنة الشخص الذي يعاني من خلل الأكل المفرط أنه ليس وحيدا في مشاكله
مضاعفات اضطراب نهم الطعام
يلتهم في حالات المرض كميات كبيرة من الأطعمة الغنية بالنشويات والدهنيات الفقيرة بالفيتامينات والأملاح المعدنية. مريض خلل الأكل المفرط معرض لخطر بعض الأمراض مثل:
- مرض السكر
- ارتفاع ضغط الدم ومعدل الدهنيات في الدم
- أمراض القلب وأمراض المرارة
- أنواع معينة من السرطان
الوقاية
- البيئة الاجتماعية المحيطة بالفرد التي تعلّم الأطفال والشباب التقييم الايجابي لأجسامهم، ورفع تقييمهم الذاتي
- يجب تعلم الشعور بالجوع، والشعور بالشبع.
- التعلم على التغلب على المشاكل منذ الطفولة: يمرّن الفرد على التفاعل مع المشاكل والمتطلبات النفسية