التصنيفات
الباطنية

داء الأمعاء الالتهابي: الأدوية غير كافية

تغطي جدران القولون السليم طبقة مستوية واقية من المادة المخاطية. وعند رؤية هذه البطانة من الداخل، يبدو سطحها ناعما ذا لون وردي صحي. أما لدى مرضى داء الأمعاء الالتهابي Inflammatory bowel disease، فيلتهب هذا النسيج ويتهيج. كما ينزف في بعض الأحيان، مسببا إسهالا دمويا.

ويقوم العلاج التقليدي لداء الأمعاء الالتهابي، والذي يعتقد بأنه يطرأ عندما يهاجم الجهاز المناعي الأمعاء خطأ، على إعطاء المريض مضادات التهابية قوية. وفي حال لم تنفع تلك الأدوية، قد تستبدل بأدوية أقوى تشتمل على تأثيرات جانبية أكثر خطورة. وفي حال فشلت تلك العقاقير أيضا، يبقى الحل الأخير المتمثل باستئصال الجزء المريض من الأمعاء.

ويقول باتريك دونوفان، دكتور في طب المعالجة الطبيعية في سياتل: “يحتاج المريض إلى البريدنيزون وغيره من العقاقير المضادة للالتهاب حين تكون حالة التهيج خطيرة بما يكفي لذلك. ولكن عند استقرار الحالة، ثمة وسائل علاج طبيعية أكثر من شأنها تخفيف الالتهاب من دون تعريض المريض للتأثيرات الجانبية للأدوية”.

ويعتبر داء الأمعاء الالتهابي الذي يشتمل على حالتين، مرض كرون والتهاب القولون التقرحي، حالة خطيرة تحتاج دوما إلى العناية المختصة، كما يشير د. دونوفان. ولكنه يعتقد مع ذلك أن ثمة عددا من العلاجات البيتية الطبيعية التي تخفف الانزعاج وتحد من تلف الجدار المعوي إن هي استعملت تحت إشراف طبيب. ويقترح د. دونوفان استشارة الطبيب بشأن التفاصيل، كمقدار الجرعة مثلا، قبل تجربة أي من العلاجات التالية.

دليل العناية الطبية

تحذير: لا تستعمل العلاجات البديلة المذكورة إلا كجزء من برنامج علاج يراقبه ويشرف عليه طبيب مؤهل بالاشتراك مع طبيب بديل مؤهل، كلاهما خبير في العناية بحالتك. واستشر طبيبك التقليدي قبل تغيير العلاجات أو الأدوية الطبية التقليدية أو إيقافها، وأبق جميع أطبائك التقليديين و/أو البديلين مطلعين على جميع أنواع العلاج التي تتلقاها.

داء الأمعاء الالتهابي هو حالة معقدة تطرأ في مواقع مختلفة من الجهاز الهضمي وتنتج عن أسباب متعددة. وحين تطرأ الأعراض للمرة الأولى، وهي تشتمل على إسهال متكرر ونزف مستقيمي وتشنجات مؤلمة، ثمة عدد من الفحوصات الطبية التي يجب إجراؤها لضمان دقة التشخيص، كما يقول باتريك دونوفان، دكتور في طب المعالجة الطبيعية في سياتل. وتتضمن هذه الفحوصات اختبارات للبراز للتحقق من وجود إنتانات أو طفيليات، فحص دم شامل لتقويم الوضع الغذائي للمريض، تقويم معدل الالتهاب في الأمعاء، وفحص لكشف وجود الدم أو غيره من مؤشرات المرض في البراز.

وقد يأمر الطبيب بإجراء تنظير للقولون يسمح له بمعاينة القولون وجزء من المعى الدقيق. وفي حال اشتبه بالإصابة بمرض كرون، قد يرغب بإجراء عملية تدعى التنظير الباطني لمعاينة الجزء الأعلى من الجهاز المعوي. ويوصي د. دونوفان أخيرا بإجراء فحوصات دم بسيطة لمعرفة ما إذا الاعتلال الجوفي (تغوّط شحمي تلقائي) أو التحسس تجاه الأطعمة يساعدان على تفاقم الالتهاب.

وللحصول على العناية الفضلى، يرى د. دونوفان أن على مرضى داء الأمعاء الالتهابي العمل مع معالجين، طبيب للجهاز الهضمي ومزاول للطب الطبيعي، يفهمان أهمية العلاجات الغذائية.

الغلوتامين: يغذي الامعاء الدقيقة

يعتقد بأن هذا الحمض الأميني “يغذي” خلايا بطانة المعى الدقيق. وهو يساعد أيضا على تصحيح سوء امتصاص المغذيات الذي يصاحب مرض كرون كما يخفف حدة الأعراض أيضا، وفقا لما يقوله د. دونوفان.

البوتيرات BUTYRATE: مفيد للقولون

يحتوي هذا المكمل على حمض كال-بوتيريك، وهو مركب يعتقد بأنه يساعد خلايا القولون على “التجدد والبقاء سليمة”، كما يشير د. دونوفان. وهو يصفه للأشخاص الذين يعانون نم التهاب القولون. وللامتصاص الأقصى، يقترح د. دونوفان استعمال مستحضر يدعى Cal-Mag Butyrate.

العشبة البخورية BOSWELLIA والكركم: مساعدة إضافية لتخفيف الالتهاب

ويمكن تخفيف التهاب الأمعاء أيضا بواسطة العشبة البخورية boswellia وعشبة الكركم (التي تحتوي على خلاصة الكركم، كركمين). ويقول د. دونوفان أن “هاتين العشبتين تملكان مفعولا قويا مضادا للالتهاب مع تأثيرات جانبية خفيفة. وهو يوصي عادة بمستحضر يدعى Marinecare، الذي يحتوي أيضا على خلاصات من خيار البحر.

الفيتامين هـ: يكبح الجذيرات الحرة

يحرر داء الأمعاء الالتهابي تيارات من الجذيرات الحرة، وهي جزيئات غير ثابتة من الأكسجين تسبب تلفا إضافيا للخلايا المعوية. والفيتامين هـ يساعد على إبطال الجذيرات الحرة ومن شأنه أن يساعد على تقليل التلف، كما يقول د. دونوفان.

الفيتامينات والمعادن: يمنع سوء التغذية

إن أحد الأسباب الذي يجعل داء الأمعاء الالتهابي، وخاصة مرض كرون، بهذه الخطوة هو أن المعى الدقيق قد يفقد قدرته على امتصاص المغذيات الأساسية. ويعتقد د. دونوفان أن على كل من يعاني من هذه الحالة أن يستعمل مكملا معدنيا/عديد الفيتامينات يوميا.

وربما كان من الضروري أيضا استعمال مكملات فردية إضافة إلى عديد الفيتامينات، كما يضيف د. دونوفان. إذ يعتقد بأن الفيتامين أ يساعد على تجديد البطانة التالفة للأمعاء. وهذا ما ينطبق أيضا على حمض الفوليك، وتتضاعف أهمية المكمل لأن بعض الأدوية المستعملة لعلاج هذه الحالة تخفف امتصاص حمض الفوليك. ومن شأن الزنك أن يساعد على ترميم خلايا الأمعاء، كما أن كثيرا من مرضى التهاب الأمعاء يعانون من نقص بهذا المعدن. أخيرا، وبما أن المرض قد يتلف منطقة الأمعاء التي يتم فيها امتصاص الفيتامين ب12، من الواجب على كثير من المرضى استعمال مكمل من هذا الفيتامين.

الحديد: لمكافحة فقر الدم

اكتشف د. دونوفان من خلال خبرته أن بعض الأشخاص الذين يعانون من مرض كرون ومعظم مرضى التهاب القولون يعانون من فقر في الحديد. غير أن نوع الحديد الموصوف لعلاج فقر الحديد عادة (وهو سلفات الفيروس ferrous sulfate) من شأنه أن يسبب تفاقم الالتهاب لدى المصابين بداء الأمعاء الالتهابي، كما يقول.

ويصف د. دونوفان لمرضاه الذين يعانون من فقر الدم مكملا من الفيريتين، وهو شكل غير مسبب للتهيج من الحديد، فضلا عن حقن أسبوعية من مركب كبدي يحتوي على 40 ملغ من الحديد العضوي. (وتتوفر مكملات الفيريتين على شكل مستحضرات غير موصوفة، ولكن لا يمكن الحصول على الحقن إلا من الطبيب).

الأطعمة السائلة: الأفضل في حالات التهيج

يشتمل داء الأمعاء الالتهابي عادة على فترة من الهدوء وفترة من النشاط. فعندما تثور الأعراض، يوصي د. دونوفان باتباع نظام غذائي يقوم على السوائل المؤلفة من الشاي العشبي الأخضر والحساء الغني بالبروتينات (كحساء السمك أو الدجاج أو اللحم)، وعصائر الخضار الطازجة. وهذا ما يتيح للجسم امتصاص المغذيات الأساسية من دون مشقة هضم المأكولات الصلبة، كما يشير. ولكنه يحذر من اللجوء إلى الطعام السائل من دون إشراف الطبيب.

الأحماض الدهنية: تخفف الالتهاب وخطر السرطان

قد يواجه مرضى داء الأمعاء الالتهابي خطرا بسرطان القولون يفوق غير المصابين بالمرض. ويعتقد بأن الأحماض الدهنية الموجودة في زيوت السمك، والمتوفرة في مكملات تحت اسم EPA eicosapentaenoic acid وDHA docosahexaenoic acid، تساعد على كبح التفاعلات الكيميائية المسببة للالتهاب في الجسد، ومن شأنها أيضا أن تقلل خطر الإصابة بسرطان القولون.