يحدث مرض الحويصلات المائية في الإنسان بسبب يرقات دودة شريطية مسطحة تسمى المشوكة الحبيبية. تحدث هذه الإصابة الطفيلية في جميع أنحاء العالم، وتتوطن في بعض البلاد كأستراليا، وبلدان الشرق الأوسط، خاصة في المناطق التي تربى فيها الأغنام.
وداء الحويصلات المائية هو مرض خطير، وقد يكون مميتا، وربما يظل مختبئا في الجسم لسنوات عديدة
كيف يصاب الإنسان بهذه الدودة الشريطية؟
تسبب ملامسة براز أو شعر الكلاب المصابة ببويضات الدودة الشريطية، أو الخضراوات الملوثة مرض الحويصلات المائية في الإنسان؛ فقد تعلق البويضات في شعر الحيوان، أو تلوث حديقة الخضراوات، وتقاوم البويضات البيئة بشدة، ويمكن أن تظل حية لشهور، ولا تحدث الإصابة البشرية من خلال تناول بقايا الحيوانات المصابة، ومرض الحويصلات المائية هو مرض غير معد، ولا ينتقل من خلال ملامسة شخص لشخص آخر
دورة حياة الدودة الشريطية
تتناوب دورة حياة الدودة الشريطية بين الحيوانات آكلة العشب والحيوانات آكلة اللحوم؛ (تحديدا الأغنام، والثعالب، والكلاب). والإنسان عائل وسيط عرضي، ويصبح نقطة النهاية في دورة حياة الدودة الشريطية.
تبتلع الأغنام البويضات، التي تفقس في أمعائها الدقيقة، وتنتقل إلى الكبد حيث تتكون الحويصلات المائية، وعندما يأكل الكلب أعضاء الأغنام، التي تحتوي على الحويصلات المائية، يصبح الكلب مصابا، ويخرج البويضات في برازه، فتتعرض الأبقار والأغنام للإصابة من خلال تناول الأعشاب الملوثة ببراز الكلاب، وتتضمن الحيوانات الأخرى التي قد تتعرض للإصابة الماشية، والماعز، والخيول، والجمال، والدببة الأسترالية، والكناغر، حيث تأكل الحيوانات التي تربى في المراعي الأعشاب الملوثة ببراز الكلاب، أو الثعالب، أو الكلاب الأسترالية المصابة ببويضات الدودة الشريطية. وفي النهاية، تكون أعضاء الحيوانات (مثل الكبد أو المخ أو الرئتين) أكياسا مائية تسمى حويصلات مائية، وتحتوي تلك الحويصلات على ما يقرب من 40 رأس دودة شريطية، وربما تحتوي الحويصلة الناضجة على ملايين الرءوس
أعراض مرض الحويصلات المائية
تختلف أعراض مرض الحويصلات المائية وفقا للعضو المصاب، وغالبا ما يصيب هذا المرض الكبد، ولكن أحيانا ما تتأثر أعضاء أخرى كالمخ والكليتين والرئتين، وعند البشر، تتمركز الحويصلات بطيئة النمو في الكبد (في 75% من الحالات) والرئتين (في 5 – 15% من الحالات) والأعضاء الأخرى في الجسد مثل الطحال والمخ والقلب والكليتين (في 10 – 20% من الحالات)، وعادة ما تكون الحويصلات ممتلئة بسائل شفاف يسمى السائل المائي، وتكون كروية الشكل، وعادة ما تتكون من جزء مستقل وحيد.
ويمكن أن تظهر الأعراض بعد الإصابة بوقت طويل، وأحيانا ما تظهر بعدها بسنوات عديدة؛ بل ربما لا تظهر أية أعراض على الإطلاق، وإذا ظهرت أعراض فربما تتضمن:
– نقصانا في الوزن
– انتفاخ البطن وامتلاءه بالغازات
– فقر الدم
– الإجهاد
– ربما يخرج مع السعال دم أو سائل من حويصلة ممزقة
– اليرقان؛ ربما يؤدي الضغط الناشئ عن إحدى الحويصلات النامية إلى انسداد القنوات المرارية
– أحيانا ما يكون نقص الفيتامينات نتيجة زيادة نمو الطفيليات
إذا تمزقت الحويصلات داخل الجسم في أثناء الاستئصال الجراحي للحويصلات، أو بسبب تعرض الجسم لصدمة ما؛ فمن المحتمل أن يصاب المريض بنوع من الصدمة تسمى الحساسية المفرطة؛ ما يؤدي إلى حمى شديدة، وحكة شديدة، وبثور، وتورم الشفاه (إيديما) والجفون، وضيق في التنفس، وصفير عند التنفس، وعطس.
يمكن أن يكون مرض الحويصلات المائية مميتا إذا لم يتم تدخل طبي عاجل
كيف يتم تشخيص مرض الحويصلات المائية؟
– من خلال الاطلاع على السجل المرضي الدقيق وفحص الجسم
– الفحوصات التصويرية؛ مثل تصوير الصدر بالأشعة السينية، والأشعة فوق الصوتية، والأشعة المقطعية، أو التصوير بالرنين المغناطيسي
– تحليل الدم والبول والبلغم والبراز
– تحاليل دم للأجسام المضادة للحويصلات
معالجة مرض الحويصلات المائية
الطريقة المعتادة للمعالجة هي الاستئصال الجراحي للحويصلات، بالإضافة إلى تناول عقاقير، مثل البيندازول ومبيندازول أو كليهما قبل الجراحة، ولمدة 8 أسابيع بعد الجراحة؛ لإزالة أي سائل مائي يحتوي على يرقات الدودة الشريطية الحية.
وإحدى مخاطر الجراحة هي أن الحويصلة المائية ربما تتمزق وتنشر رءوس الدودة الشريطية في جسم المريض، ويقل الخطر من خلال تناول جرعات عالية من دواء البيندازول مع الجراحة؛ ما يساعد على تحطيم أية رءوس متبقية للديدان الشريطية، وللأسف، تكون احتمالية عودة المرض مرتفعة؛ فنحو 30% من المرضى الذين تمت معالجتهم من مرض الحويصلات المائية يصابون بالمرض مجددا، ويحتاجون إلى المعالجة مجددا.
إذا كانت هناك حويصلات في أعضاء أو أنسجة متعددة، أو كانت الحويصلات في أماكن خطيرة في الجسم؛ فالجراحة ربما تكون صعبة وخطيرة جدا، وفي تلك الحالات، تصبح أدوية مثل (البيندازول أو ميبيندازول) وإجراء (الوخز الشفط الحقن إعادة الشفط)، أو كليهما، المعالجة الممكنة الوحيدة.
وإجراء (الوخز الشفط الحقن إعادة الشفط) هو إجراء جراحي بسيط يستخدم ثلاث خطوات:
– وخز الحويصلة وشفطها بالإبرة
– الحقن بمحلول قاتل لرءوس الديدان لمدة تتراوح بين 20 و30 دقيقة
– إعادة شفط الحويصلة وعملية الغسيل النهائية
عندما يتم إجراء (الوخز الشفط الحقن إعادة الشفط) يتناول المرضى البيندازول أو ميبيندازول لمدة سبعة أيام قبل الإجراء حتى 28 يوما بعد الإجراء.
وهناك بحث يجرى حاليا على معالجة حديثة تسمى الاجتثاث الحراري عن طريق الجلد للطبقة الجرثومية في الحويصلة من خلال جهاز اجتثاث بترددات لاسلكية، وهذا النوع من المعالجة لا يزال حديثا، ويتطلب المزيد من الاختبارات قبل أن يوصى به على نطاق واسع
الوقاية من الإصابة بمرض الدودة الشريطية المائية
هناك حاجة ماسة إلى برامج خاصة بالتثقيف في مجال الصحة، وتحسين مياه الصرف الصحي، ومعايير أفضل للصحة العامة.
ويمكن أن يصاب الإنسان بالبويضات الشوكية من خلال ملامسة تربة ملوثة، أو وجوه، أو شعر الحيوانات. لذا، من المهم قطع دورة حياة تلك الدودة عبر التدخل في مراحل معينة من دورة حياتها؛ لا سيما مرحلة إصابة العوائل (خاصة الكلاب الأليفة) التي تعيش مع الإنسان، أو على مقربة منه.
تتضمن التدخلات الفعالة التخلص من ديدان الكلاب بانتظام، وتطعيم الكلاب، والماشية الأخرى كالأغنام التي تعمل كعوائل للدودة الشريطية.
الاقتراحات الوقائية، تتضمن:
– التخلص الوقائي من ديدان الكلاب بشكل منتظم، ومن المهم أن تتحكم في الإصابة بالدودة الشريطية في الكلاب المنزلية، وعادة لا تظهر على الكلاب المصابة أية أعراض وتبدو بصحة جيدة.
– تخلص من فضلات كلبك بعناية، وارتد قفازات مطاطية، ثم اغسل يديك جيدا بعد التخلص من تلك الفضلات.
– اغسل يديك دائما بكمية وفيرة من الصابون والماء بعد ملامسة كلبك، واغسل يديك قبل الطعام والشراب، أو بعد أعمال البستنة، أو ملامسة الحيوانات.
– لا تطعم كلبك أحشاء الحيوانات (سواء كانت نيئة أو مطهوة).
– اذهب بكلبك إلى الطبيب البيطري ليصف له أدوية مضادة للديدان، إذا كنت تشك في إصابته بها.
– إذا كان كلبك مصابا بالفعل، فاحرق أو ادفن كل فضلاته حتى يتم شفاؤه، ثم نظف وطهر مكان تربية الكلاب ومنطقة المعيشة المحيطة.
– كن حذرا إذا كنت تمتلك مزرعة لتربية الأغنام أو الماشية، وامنع كلابك من تناول جثث الحيوانات.
– لا تسمح لكلبك بالتجول في أثناء قضاء العطلات في المناطق الريفية.
– إذا كنت تزرع خضراواتك بنفسك، فأحط حدائق خضراواتك بسياج؛ لكي تضمن عدم تغوط الحيوانات الأليفة والبرية في التربة.
وحاليا، لا توجد أية لقاحات بشرية ضد أي نوع من المشوكات. ولكن هناك دراسات تجرى من أجل التطعيم البشري الفعال ضد داء المشوكات.