“دعوات الغضب” هو المصطلح الذي نطلقه على كل ما يمكن أن يُثير غضبك (سواء أكان له علاقة بعقلك وجسدك أو بالعالم الخارجي). كل يوم يأتي ومعه دعوات لإثارة غضبك: كأن يتوقف سائق ما فجأة في الطريق دون إعطاء إشارة، أو أن تستيقظ بسبب آلام في المعدة، أو أن يترك أحدهم هاتفه مفتوحا غير مبالٍ فيرن الهاتف في أوقات سيئة، أو أن يطلب منك رفيقك شراء البقالة وأنت عائد إلى المنزل، أو نسيان اسم شخص ما، أو تعطل الرافعة أو آلة نسخ المستندات، ومثل تلك الأمور.
لكن البراعة في أن تقول “لا شكرا” لأغلب هذه الدعوات. فإذا لم تتعلم القيام بذلك، فسيُثار غضبك عدة مرات في اليوم. بالتأكيد، سيكون لديك دائما مبرر للغضب. لكن، فكر في الوقت والطاقة المهدرة على كل تلك الدعوات. عندما تواجه دعوات الغضب التي تبغضها، عليك أن تكون انتقائيا للغاية في قبول تلك الدعوات.
برأيك كم عدد الدعوات التي تلقيتها للغضب خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية؟ وكم عدد الدعوات التي قبلتها من بين ما واجهته؟ وهل ترى اختلاف بين الدعوات التي رفضتها وتلك التي قبلتها؟
تمرين. إليك هذا السؤال: برأيك كم عدد الدعوات التي ترى أنك ستتلقاها خلال الأربع والعشرين ساعة المقبلة؟
تأتي العديد من دعوات الغضب من بعض الأشخاص الموجودين في حياتك. تخيل هؤلاء الأشخاص وهم يعدون أدوات الصيد ويستخدمون تلك الدعوات كطُعم، ثم يُلقون الصنارة، والطُعم بطرفها، في نهر عواطفك.
أنت السمكة. ونأمل أنك لا ترغب في التقاط طُعم الغضب هذا. تصرف كسمكة ذكية. كن انتقائيا جدا في اختيار ما ستأكله. اسبح بهدوء وسط أعشاب النهر حتى يصعب تحديد مكانك. والأهم من ذلك، تذكر: السمكة الذكية لا تلتقط الطُعم.
وعندما نقول “السمكة الذكية لا تلتقط الطُعم”، فإننا نعني الأمور التالية:
• تصبح ردود أفعالك تجاه الآخرين أقل عدوانية: اضحك على تلك الأمور ولا تجعلها تزعجك.
• لا تهدر طاقتك في محاولة أن تجعل النهر يسبح معك: بل اسبح أنت مع التيار.
• اختر معاركك بحذر: تذكر أن السمكة تخسر معظم الوقت.
• تعلم كيف ومتى يحاول الآخرون الإيقاع بك: لا تعطهم متعة إيقاعك بالفخ.
• تحكم دائما في اختياراتك: اغضب عندما تجد الأمر يستحق القتال لأجله، وليس لأن أحدهم ألقى الصنارة بالماء.
تمرين. هل تذكر ثلاث مرات أوقع بك أحدهم في فخ الغضب مؤخرا؟ ماذا حدث؟
هل ستتذكر أن السمكة الذكية لا تأكل الطُعم في المرات القادمة التي تحدث فيها تلك المواقف؟