التصنيفات
صحة ورعاية الطفل

كيف تتصرف مع الطفل الذي لا يدع أخاه يشاهد برنامجه التلفزيوني

يمكن للمعارك والصراعات بشأن جهاز التحكّم بالتلفزيون عن بعد أن تبدأ في سنٍّ مبكّرة. لذا، وبما أن ابن الخمس سنوات يدرك إجمالاً السلطة المرتبطة بهذا الجهاز الصغير، فينبغي على الأهل إذن أن يضعوا له أنظمة محددة وصارمة بشأن البرامج التلفزيونيّة التي يمكنه وتلك التي لا يمكنه مشاهدتها – ومتى.

بعض النصائح المفيدة

●    ينبغي على الأهل أن ينتبهوا إلى سلوكهم وهم يستخدمون جهاز التحكّم بالتلفزيون عن بعد أو سواه من الأجهزة الترفيهيّة، إذ إن أولادهم غالباً ما يراقبونهم ويقلّدونهم في تصرفاتهم السلوكيّة تلك لأنهم يعتبرونهم مثالهم الأعلى.

●    ينبغي على الأهل ألا يُكثروا من مشاهدة التلفزيون فلا يظنّ بالتالي ولدهم أن لا بأس به إن شاهد هو أيضاً الكثير منه.

حديث الأهل لأنفسهم

ينبغي على الأهل ألاّ يقولوا لأنفسهم:

“أنا لا أرغب سوى بالصياح عندما أرى أولادي يتشاجرون بسبب التلفزيون”.

إن الأهل وبقولهم إن الكيل قد طفح معهم قد لا يتمكّنون من حلّ الصراعات التي غالباً ما تنشأ بين الإخوة.

إنما يفترض بهم أن يقولوا لأنفسهم عوضاً عن ذلك:

“إن هذه اللحظة مفيدة بالنسبة إلى أولادي إذ إنهم سيتعلّمون من خلالها كيف يفلحون في تدبّر أمورهم بأنفسهم”.

إن الأهل وبلجوئهم إلى النزاعات بهدف تعليم أولادهم على العادات الصالحة والحميدة سيظلّون بالتالي يركّزون على دورهم التربوي الأساسي والضروري بالنسبة إلى أولادهم.

ينبغي على الأهل ألا يقولوا لأنفسهم:

“لماذا لا يمكنهم أن يتشاركوا الأشياء؟ ما كان يفترض بي انجاب ولدين”.

ينبغي على الأهل ألا يلقوا اللوم على أنفسهم في نزاعات أولادهم وخلافاتهم على أماكنهم ومقتنياتهم المشتركة.

إنما يفترض بهم أن يقولوا لأنفسهم عوضاً عن ذلك:

“من المستحيل أن يظلّ أولادي دائماً على وفاق”.

من الطبيعي جداً أن يختلف الأخوة في ما بينهم. لذا وعندما يتقبّل الأهل هذه الحقيقة، يصبح بالتالي بإمكانهم التجاوب مع سلوك أولادهم من دون أن يعتبروه موجّهاً ضدّهم. لذا ينبغي على الأهل في هذه الحالة أن يعلّموا أولادهم كيف يحلّون مشاكلهم وخلافاتهم بطريقة سلميّة وصالحة بحيث يظلّ كل واحد منهم يحترم الآخر ويقدّره.

ينبغي على الأهل ألا يقولوا لأنفسهم:

“إنها في غايّة الأنانيّة، لا يمكنني أن أحتمل الأولاد الأنانيّين”.

إن تصنيف الأهل ولدهم ونعته بالأناني من شأنه أن يتحوّل إلى حقيقة، الأمر الذي قد يثنيهم عن تعليمه كيفيّة التعاون معهم.

إنما يفترض بهم أن يقولوا لأنفسهم عوضاً عن ذلك:

“من واجبي أن أساعد ولدي على تعلّم كيفيّة اللعب مع الآخرين”.

إن الدروس التي قد يعطيها الأهل لولدهم في كيفيّة التعاون مع الآخرين وتسويّة نزاعاته معهم من شأنها أن تنمّي فيه قدرته الطبيعيّة على التعاطف والمشاركة.

حديث الأهل إلى أولادهم

ينبغي على الأهل ألاّ يستسلموا لولدهم بقولهم:

“حسناً، أظنّ أنه دورك الآن. هيّا غيّر القناة إن كنت تريد ذلك”.

إن الإستسلام لن يعلّم الولد على التعاون مع الآخرين ومشاركتهم أغراضه أو ألعابه، إنما سيعلّمه عوضاً عن ذلك أن بإمكانه الحصول على أيّ شيء يريده في حال ناضل وكافح من أجله. أما في حال كان أحد الأولاد ينافس أهله على التلفزيون، فلن يؤدي بالتالي استسلام الأهل له سوى إلى إغضاب الولد الآخر الذي سيظنّ عندئذٍ أن أهله يعاملونه بطريقة غير منصفة ويفضّلون أخاه عليه.

إنما يفترض بهم أن يعقدوا معهما إتفاقيّة بقولهم:

يمكنكما أن تستمرّا بمشاهدة التلفزيون في حال راح كل منكما يشاهد بدوره برنامجه المفضّل. وإلا فقد أضطرّ إلى إطفائه”.

إن الأهل وبلجوئهم إلى قاعدة الجدة التي تعلّم الولد أن الواجب يأتي قبل المتعة سيتمكنون من حثّ أولادهم على المشاركة، إذ لا شكّ في أن هؤلاء يسعيان وراء فوائد التسويّة البعيدة الأمد.

ينبغي على الأهل ألا يجعلوا ولدهم يشعر بالخجل من نفسه بقولهم مثلاً:

“أنت في غايّة الأنانيّة. لماذا لا يمكنك مشاركة الآخرين أغراضك؟”

إن الأهل، وبقولهم لولدهم إنه في غايّة الأنانيّة، قد يلمّحون له أن أنانيّته هذه كنايّة عن عيب في شخصيّته من الصعب التغلّب عليه، الأمر الذي قد يسمح له باتّخاذ هذا التفسير كحرفة لكي يستمرّ في سلوكه الأناني هذا.

إنما يفترض بهم أن يذكّروه بالنظام بقولهم:

“ما الذي تقوله قاعدة مشاركة جهاز التحكّم بالتلفزيون عن بعد؟”

عندما يطلب الأهل من ولدهم أن يقول لهم علامَ تنصّ القاعدة، يتحققون بذلك من كونه على علم بها ويذكّرونه بضرورة تطبيقها. والجدير بالذكر هنا هو أنّ الأهل وبوضعهم القاعدة موضع السلطة يمكنهم بالتالي أن يقفوا إلى جانب ولدهم ويحثّوه على تطبيقها.

ينبغي على الأهل عدم رشوة ولدهم بقولهم:

“إن تشاركت جهاز التحكّم بالتلفزيون عن بعد معنا فسأعطيك بعض السكاكر”.

إن الأهل وبرشوة ولدهم يعلمونه بذلك أنه بإمكانه الحصول على مكافأة ما لقاء تعاونه معهم- وأنه يفترض به بالتالي أن يستمرّ في مقاومتهم إلى أن يحصل على عرضٍ مغرٍ من قبلهم.

إنما يفترض بهم أن يكونوا مثاله الأعلى بقولهم مثلاً:

“أرأيتَ كيف أننا أنا وأباك نتشارك التلفزيون؟ كلّ منا يشاهد التلفزيون بدوره! آمل أن تكون أنتَ أيضاً قادراً على المشاركة بهذه الطريقة عندما تكون في منزل أصدقائك”.

إن الأهل وبسلوكهم الحميد هذا يعلّمون ولدهم على المشاركة. وأيضاً فإنهم وباستخدامهم الكلمات والإشارات المرتبطة بالمشاركة(كالإبتسامة وعبارات من فضلك وشكراً وهلمّا جراً) قد يحثون ولدهم على تقليد تصرّفاتهم تلك.

ينبغي على الأهل ألا يلقوا على ولدهم المحاضرات بقولهم مثلاً:

“سأشرح لك الآن وللمرة الأولى والأخيرة لماذا يفترض بنا مشاركة التلفزيون مع بعضنا البعض. فاصغِ إليّ جيداً”.

في الواقع، إن أسلوب المحاضرات هذا لا يشجّع الولد على طاعة أهله. فمن المحتمل أن يكون هذا الأخير على علم بالنظام، ولكن وبما أن أهله لم يفعلوا أيّ شيء من أجل وضعه موضع التنفيذ فهو لن يضطرّ بالتالي إلى أخذه على محمل الجَدّ.

إنما يفترض بهم أن يعرضوا عليه العواقب بقولهم:

“أنا آسفة لكونك اخترت عدم مشاركتنا جهاز التحكّم بالتلفزيون عن بعد. لذا سأضطرّ الآن إلى إقفاله”.

صحيح أنه ينبغي على الأهل أن يتعاطفوا مع ولدهم من جهة، إلا أنه يفترض بهم من جهة أخرى أن ينفّذوا عواقب اختياراته، سيّما وإن كانت هذه الأخيرة مخالفة للنظام أو القانون. لذا ينبغي على الأهل في هكذا حالة أن يظهروا لولدهم أنهم آسفون حقاً من أجله لاتخاذه قرارات غير ملائمة، إلا أنهم كانوا يعنون فعلاً كل كلمة قالوها له؛ الأمر الذي قد يزيد من مصداقيتهم ويعزّز فرص اختيار ولدهم التعاون معهم في المرة التاليّة.

تأليف: جيري وايكوف و باربرا أونيل