التصنيفات
انف اذن و حنجرة

زراعة قوقعة الأذن الالكترونية Cochlear Implants

يشمل نقص السمع الإستقبالي (ضعف السمع الحسي العصبي sensorineural hearing loss) تضررا في الأذن الداخلية وخللا في نقل المعلومات السمعية إلى الدماغ. وهو في أغلب الأحيان دائم وغير قابل للشفاء. ويعتبر جهاز زراعة القوقعة أحد أبرز العلاجات الواعدة للمصابين بنقص سمع إستقبالي شديد إلى عميق من أطفال وكبار. وهو جهاز إلكتروني يمنح الإحساس بالسمع للذين لا يمكن أن يستفيدوا من السماعات.

يتم وضع جهاز زراعة القوقعة جراحيا ويتم تشغيله عبر جهاز خارجي. يعمل وكأنه أذن داخلية إصطناعية ويحل محل الحلزون الذي يحول الصوت إلى إشارات كهربائية ويبعث بها إلى الدماغ ليحللها. يستثير جهاز زراعة القوقعة العصب السمعي مباشرة كي يرسل بالمعلومات إلى الدماغ.

رغم أن جهاز زراعة القوقعة لا يعيد السمع إلى طبيعته فإنه يحسن بشكل هائل القدرة على السماع وفهم الكلام. تختلف النتائج من شخص لآخر، إلا أن معظم المستخدمين يرون أن جهاز زراعة القوقعة يساعدهم على القيام بأعمال كانت مستحيلة كالتحدث على الهاتف. وبعد مرور بضعة أشهر على استعمال جهاز زراعة القوقعة الجديد يشعر المستخدم أن الأصوات بدأت تقترب رويدا من الأصوات الطبيعية. يساعد جهاز زراعة القوقعة الأطفال المصابين بنقص سمع خلقي أو مبكر على تعلم الكلام واللغة والمهارات التنموية والإجتماعية الضرورية.

كما يساعد على التخفيف من الشعور بالعزلة ويسمح للأشخاص باكتساب فوائد إجتماعية وعاطفية. كذلك فإنّ العديد من الناس الذين يضعون جهاز زراعة القوقعة يشعرون بتحسن نوعية حياتهم. يصبح بإمكانهم الإستمتاع بالأصوات الجميلة كحفيف الأشجار ومناغاة الأطفال وإيقاعات الألحان. يشعرون بالأمان لقدرتهم على سماع إنذار الحريق والصفارات وضجيج السير. وتراهم يمارسون أشغال حياتهم اليومية بشكل أفضل بفضل قدرتهم على سماع إشارات مثل المايكروويف أو نشافة الملابس.

مقاررنة ما بين جهاز زراعة القوقعة والسماعات الطبية لضعاف السمع

يختلف جهاز زراعة القوقعة كثيرا عن السماعة. فالسماعة تضخم الأصوات وتجعلها مرتفعة وتوصلها إلى مجرى الأذن. أما جهاز زراعة القوقعة فهو لا يضخم الأصوات بل يعوض عن الأجزاء المتضررة أو التي لا تعمل في الأذن الداخلية ويحدد المعلومات الصوتية المفيدة ويترجمها إلى ما يمكن للدماغ فهمه.

تحول الأذن الداخلية عادة الإهتزازات الآتية من الأذن الوسطى إلى إشارات كهربائية. تستثير الخلايا الهدبية الدقيقة العصب السمعي ليرسل هذه الإشارات الكهربائية إلى الدماغ. يتعرف الدماغ على هذه الإشارات كصوت. إلا أن بعض الخلايا الهدبية عند معظم المصابين بنقص سمع إستقبالي تتلف وتفقد وظيفتها، فتعجز عن استثارة العصب السمعي رغم أن العديد من الألياف العصبية قد تكون سليمة وقادرة على نقل الإشارات الكهربائية.

تتحول الأصوات المضخمة عبر السماعة عند المصابين بنقص سمع خفيف إلى متوسط إلى إشارات كهربائية بواسطة الخلايا الهدبية السليمة تماما كما يحصل مع الأذن الطبيعية. يمنع التضرر البالغ للخلايا الهدبية في حالة نقص السمع الإستقبالي العميق الأذنين من معالجة المعلومات الصوتية مهما كانت قدرة السماعة على تضخيم الأصوات. يتجاوز جهاز زراعة القوقعة الخلايا الهدبية ويستثير الألياف العصبية الحية في الحلزون. تبعث هذه الألياف إشارات كهربائية عبر العصب السمعي إلى الدماغ حيث يفهم الصوت.

كيف يعمل جهاز زراعة القوقعة؟

يوجد العديد من الأنظمة المختلفة لجهاز زراعة الحلزون الالكتروني. أقرت إدارة الغذاء والدواء بعضها وهي في طور إجراء تحقيقات طبية لمراقبة البعض الآخر. تعمل الأجهزة كلها بالتعرف على الأصوات المحيطة إلكترونيا ثم نقل الإشارات إلى الدماغ. لا يتكون جهاز زراعة القوقعة من جزء واحد ولكن من أجزاء داخلية وخارجية. أمّا الأجزاء الخارجية فتتكون من ميكروفون ومعالج كلام وباعث وسلك رابط. وأما الداخلية فتتكون من المستقبل والأقطاب الكهربائية. تعمل هذه الأجزاء معا كما يلي:

●  يلتقط الميكروفون الأصوات من المحيط الذي يكون في العلبة أو قطعة الرأس التي توضع خلف الأذن مثل السماعة من طراز خلف الأذن.

●  يحمل سلك رابط دقيق الأصوات من الميكروفون إلى معالج الكلام الذي هو كومبيوتر صغير يحول الأصوات رقميا إلى إشارات كهربائية مرمزة. تحتوي الإشارات المرمزة على معلومات عن تردد الصوت وارتفاعه. هنالك نوعان من معالج الكلام. النوع الأول يكون بحجم جهاز نداء ويوضع على الحزام أو في الجيب. أما الثاني فهو صغير إلى درجة أنه يمكن وضعه خلف الأذن. أو قد يكون جزءا من قطعة الرأس أو العلبة التي تحتوي على الميكروفون.

●  يتم إرسال الإشارات المرمزة إلى باعث يسمى أحيانا اللفيفة الباعثة. يثبت الباعث خلف الأذن بواسطة مغناطيس فوق المستقبل المزدرع تحت جلدة الرأس مباشرة.

●  يوصل الباعث الإشارات المرمزة كموجات راديو عبر الجلد إلى المستقبل. ويوصل المستقبل بدوره الإشارات إلى مجموعة من الأقطاب الكهربائية الممتدة مباشرة إلى الحلزون عبر حزمة من الأسلاك الدقيقة.

●  تستثير الأقطاب الألياف العصبية في الحلزون مما يولد إشارات كهربائية. ترسل المعلومات إلى العصب السمعي فالدماغ لتحليلها.

تبدو هذه العملية شديدة التعقيد، لكنها تتم بسرعة فائقة. يستغرق الوقت ما بين التقاط الميكروفون للصوت وإيصال المعلومات إلى الدماغ بضعة أجزاء من الألف من الثانية.

من يستفيد من زراعة قوقعة الأذن؟

ليس جهاز زراعة القوقعة بديلا للسماعة. بل هو مصمّم لمن لا يمكنه الإفادة منها. إنّه مخصص للأطفال والكبار الذين يعانون من نقص سمع إستقبالي شديد إلى عميق في الأذنين معا أو صعوبة بالغة في فهم الكلام.

لم يتم بعد الاتفاق على العمر المثالي للإزدراع عند الأطفال، إلا أنه يجرى بين عمر السنة إلى 6 سنوات في معظم الحالات. كلما كان الطفل صغيرا عند الإزدراع تقلص تأخر تطور الكلام واللغة عنده شرط أن يخضع للعلاج والتربية المناسبين بعد العملية.

أمّا عند البالغين فلا يوجد حد أعلى للعمر المناسب للإزدراع. أظهرت عدة دراسات أن الأشخاص فوق سن الـ 65 يمكن أن يحصلوا على نتائج ممتازة ويكتسبون فوائد قيمة على صعيد التواصل مع الآخرين والتنبه إلى محيطهم.

إذا، فالأشخاص الذين يناسبهم الازدراع يعانون عادة من حدّ معيّن من النقص السمع. ويجب أن:

●  تكون لديهم توقعات ممكنة التحقيق- فهم واضح لفوائد جهاز زراعة القوقعة وقصوره.

●  تكون لديهم الإرادة والقدرة عل الإلتزام بالوقت لإجراء التقييم السابق للإزدراع وخدمات المتابعة بعد الجراحة.

●  يكون عندهم الحماس بالإضافة إلى دعم العائلة والأصدقاء.

●  تكون عندهم رغبة الإنضمام إلى عالم السمع.

لا بدّ من استشارة اختصاصي تقييم سمع مختص بجهاز زراعة القوقعة أو الجراح الذي سيتولى العملية قبل اتخاذ قرار إجرائها.

توقع الممكن

لا يمكن لأحد التكهن بالفوائد المحققة من المزدرع رغم أن آلاف الناس يضعون جهاز زراعة القوقعة. فنتائجه تعتمد على عوامل عدة.

مدة نقص السمع

قد يتكيف الكبار والأطفال الذين أصيبوا لفترة زمنية قصيرة بنقص سمع شديد إلى عميق مع المزدرع أسرع من الذين أصيبوا بنقص خلقي عميق أو الذين فقدوا السمع باكرا. تعتبر مدة نقص السمع عند البالغين العامل الأهم لتوقع نجاح جهاز زراعة القوقعة. كلما كانت الفترة أقصر تحسنت النتائج.

وضع ألياف العصب السمعي

قد يستفيد من جهاز زراعة القوقعة الأشخاص الذين يمتلكون عددا أكبر من الألياف العصبية السليمة أكثر من غيرهم. رغم عدم وجود اختبار يحدد عدد الألياف الحية وموقعها يمكن للتصوير بالرنين المغناطيسي إيضاح ما إذا كان الحلزون قادرا على استيعاب الأقطاب الكهربائية أم لا.

الحماس والإلتزام

يعتمد النجاح في استعمال جهاز زراعة القوقعة بشكل كبير على حماسك والتزامك وعلى دعم العائلة والأصدقاء لك. يتطلب الإلتزام إستخدام نظام جهاز زراعة القوقعة بدوام كامل والمحافظة على التجهيزات واحترام مواعيد المراجعات والإفادة من برامج إعادة التأهيل.

لا بدّ من القيام باستشارات قبل عملية الإزدراع وبعدها. حتى تتوقع الممكن أنت والعائلة وتستوعب فوائد جهاز زراعة القوقعة وقصوره. ليس جهاز زراعة القوقعة معجزة شفائية ولكنه مجرد أداة لا يمكنها إعادة السمع الطبيعي بل تساعد عليه.

يختلف تعريف نجاح جهاز زراعة القوقعة من شخص لآخر. يستطيع معظم الصم الذين أجريت لهم عملية الإزدراع سماع الأصوات المتوسطة والمرتفعة كالكلام مثلا وتعلم التعرف على الأصوات المألوفة. في حين يشعر العديد من مستخدمي جهاز زراعة القوقعة أنه يساعدهم على التواصل بشكل أفضل – يستطيع أكثر من نصفهم فهم الكلام دون الإعتماد على إشارات بصرية. أظهرت الدراسات السريرية عند البالغين الذين أصيبوا بنقص السمع بعد تعلم الكلام أن 90% منهم قد لاحظوا تحسنا في التخاطب دون قراءة الكلام. كما أعلن ثلاثة أرباع المشاركين قدرتهم على التخاطب بشكل فعال أثناء حفلة عشاء أو أثناء القيادة مع أفراد العائلة أو عند الطلب في المطعم. أصبح من الممكن سماع نداء شخص من غرفة أخرى والتكلم على الهاتف والإستمتاع بالموسيقى.

جهاز زراعة القوقعة ومجتمع الصم

أمام دهشة الكثير من عالم السمع، يعترض العديد من الأفراد في مجتمع الصم بقوة على جهاز زراعة القوقعة. في الواقع، يكتفي الأشخاص المصابون بنقص سمع عميق بثقافتهم الفريدة التي تتضمن لغة مشتركة (لغة الإشارة الأميركية) وعاداتهم الإجتماعية وأسلوب الحياة والأدب والفن والسياسة والإقتصاد والمنظمات الترفيهية إلاّ أنّ عددا من الصم لا يشترك في هذه الثقافة.

لا ينظر العديد من الناس في مجتمع الصم إلى الصمم على أنّه اضطراب يجب معالجته. بل حتى يظهرون ردة فعل سلبية تجاه عملية الإزدراع عند الأطفال الذين يولدون صما. كما يسجل بعض الأهل سماعهم لتعليقات سيئة وردات فعل عدائية حين يختارون جهاز زراعة القوقعة لطفلهم.

إلاّ أنّه يتم التقريب بين وجهتي النظر. وبات العديد من الناس يدركون قيمة الطلاقة في العالمين معا. يمكن للصم والمصابين بنقص السمع أن يستخدموا لغة الإشارة ويستمروا كجزء من ثقافة الصم فيما يشاركون في الوقت نفسه في ثقافة السمع الأوسع.

يتوفر العديد من خيارات التواصل للمصابين بنقص السمع كاللغة المحكية ولغة الإشارة. ويستحسن التحدث إلى أشخاص من وجهات نظر مختلفة كالذين يستخدمون جهاز زراعة القوقعة والذين يتخاطبون بلغة الإشارة أو بلغة الإشارة واللغة المحكية معا والذين يعترضون على جهاز زراعة القوقعة. فمثل هذه المناقشات تساعد على فهم شتى وجهات النظر.

حين تنتهي من دراسة الخيارات المتاحة يمكنك اتخاذ قرار مدعوم بالمعلومات حول طريقة التواصل الأنسب واحتمال وضع جهاز زراعة القوقعة.

الحصول على جهاز زراعة القوقعة

يقوم بعض الأطباء الإختصاصيين بجراحة الأنف والأذن والحنجرة بإجراء عملية جهاز زراعة القوقعة وليس جميعهم. يستطيع الطبيب أن يرشدك إلى مركز لزراعة القوقعة للتقييم. تنتشر مراكز جهاز زراعة القوقعة في الولايات المتحدة وفي بلاد أخرى. قبل اتخاذ القرار بإجراء عملية الإزدراع يجب الخضوع إلى مجموعة من الإختبارات.

إجراءات ما قبل الزراعة

يقوم فريق جهاز زراعة القوقعة الذي يتضمن إختصاصي الأنف والأذن والحنجرة واختصاصي تقويم السمع بتقييم يسبق الإزدراع. يمكن إيقاف إجراءات التقييم في أي وقت يشعر فيه أحد الطرفين أنه لم يعد من المناسب متابعتها. ويتضمن التقييم الفحوصات التالية:

التقييم الطبي

يجري الطبيب الإختصاصي بالأنف والأذن والحنجرة كشفا على الأذن الخارجية والوسطى والداخلية (كشف الأذن) للتأكد من خلوها من الإلتهابات الحادة أو العيوب التي تمنع استعمال جهاز زراعة القوقعة. كما يقوم بكشف طبي شامل للتأكد من قدرتك على تحمل التخدير العام.

التقييم بواسطة التصوير

يراجع الطبيب صور الأشعة والتصوير الطبقي المحوري (سكانر) والتصوير بالرنين المغناطيسي ليتأكد من ملاءمة الحلزون لإدخال أقطاب جهاز زراعة القوقعة.

تقييم السمع

يجري إختصاصي تقويم السمع إختبارات سمع مكثفة لتحديد نسبة السمع مع السماعات أو دونها. كما تجرى اختبارات السمع والكلام واللغة في الوقت نفسه كنقطة ارتكاز تعتمد للمقارنة بعد الإزدراع.

الكشف النفسي

قد يحتاج بعض الناس إلى تقييم نفسي يهدف إلى الإستعلام عن قدرتهم على التعايش مع جهاز زراعة القوقعة ولمراقبة أمور يمكنها أن تؤثر على التكيف مع جهاز زراعة القوقعة والرضا عنه.

إذا أظهرت الفحوصات أنّك مؤهل للإزدراع، يتم تحديد موعد الجراحة. يطلعك فريق جهاز زراعة القوقعة قبل العملية على فوائد المزدرع وقصوره وكيفية الإعتناء بالجهاز واستخدامه وماهية الجراحة والمتابعة بعدها.

لا تتردد في طرح الأسئلة على الفريق إذا كنت تشعر أو أحد أفراد العائلة بالقلق تجاه العملية.

يستخدم الجراح تقييم ما قبل الجراحة لاختيار الأذن التي سيتم ازدراعها. تجرى الجراحة حاليا على أذن واحدة – تكون عادة تلك التي تعاني من نقص سمع أكبر.

عملية زراعة قوقعة الأذن الالكترونية

– حلاقة الشعر وتعقيم الجلد حول الأذن تحضيراً للعملية.
– عمل جرح بطول 5 إلى 7.5 سم للوصول إلى الأذن الوسطى من خلال عظم الخشاء.
– تثبيت الجزء المستقبل – المحفز بغرزة قوية في نقرة يتم عملها بالعظام.
– عمل فتحة في قوقعة الأذن من خلال فتحة بالعظمة الخشائية لزرع الإلكترودات الموصلة فيها والتي تكون مرتبة في وضع قريب جدًا من الخلايا العقدية لتوصيل النبضات الكهربية.
– اختبار الجهاز ثم إغلاق الجرح بغرز جراحية قابلة للامتصاص.
– تستغرق مدة العملية الجراحية للبالغين حوالي الساعتين وتجرى تحت التخدير الكلي، أما بالنسبة للأطفال فقد تستغرق أكثر من ذلك لأن أجزاء الأذن الوسطى تكون أصغر.

التفاصيل

تجرى عملية جهاز زراعة القوقعة تحت تخدير عام وتدوم من ساعة إلى ثلاث ساعات. قد يختار الطبيب القيام بها كحالة خارجية أو يطلب بقاء المريض في المستشفى إلى اليوم التالي.

بعد إعطاء التخدير يقوم الجراح بإجراء شق خلف الأذن ومنخفض صغير في الجمجمة خلف العظم الخشائي. يوضع المستقبل في هذا المنخفض. ثم يتم بضع الخشاء للوصول إلى الأذن الوسطى. يثقب الحلزون ثقبا صغيرا وتدخل الأقطاب. تجرى اختبارات إلكترونية للتأكد من صحة عمل الجهاز. ثم يغلق الجرح.

حين تصحو من التخدير، تجد ضمادة كبيرة تلف رأسك للمساعدة على تخفيف الإنتفاخ حول الجرح. قد تعاني من ألم أو غثيان فتعطيك عندها الممرضة بعض الأدوية المساعدة. يقدر معظم المرضى على مغادرة السرير والمشي قليلا منذ اليوم الأول للجراحة.

في اليوم التالي للعملية، تزال الضمادة. قد يصف الطبيب لك مضادا حيويا لمنع الإلتهابات كما يصف لك الأدوية المسكنة للألم خلال الأيام الثلاثة أو الأربعة التالية.

ومضاعفات هذه العملية نادرة. قد يتأثر جهاز التوازن في الجسم لأن الجراحة تشمل الأذن الداخلية مما يتسبب بدوخة شديدة أو دوار ثم يبدأ التحسن بعد ثلاثة أو أربعة أيام إلا أن الشعور بعدم التوازن يستمر لبضعة أسابيع. يجب أن يعود التوازن إلى طبيعته إذا قمت بزيادة نشاطك اليومي بتدرج وهدوء حتى لو كنت تشعر بالدوخة قليلا.

كما يشعرالبعض بطعم مر أو معدني أو اضطرابات أخرى في حاسة الذوق ما تلبث أن تزول.

يمر عصب الوجه الذي يتحكم بتعابير الوجه ضمن المنطقة الخاضعة للجراحة وهو قد يضعف في حالات نادرة بعد الجراحة نتيجة الإنتفاخ المؤقت. تلاحظ ذلك إذا كانت ابتسامتك غير منتظمة أو عجزت عن إغلاق عينك. تعالج هذه الحالة بواسطة الأدوية من فصيلة الكورتيزون.

يتطلب الجرح حوالى أربعة إلى ستة أسابيع ليشفى. يشعر معظم الخاضعين للإزدراع بالعودة الطبيعية إلى نشاطهم خلال هذه المدة. ولا يتم تشغيل جهاز زراعة القوقعة وبرمجته إلا بعد شفاء الجرح. حين يعود الجلد المحيط بالجرح إلى طبيعته لا ترى من أثر جهاز زراعة القوقعة إلا نتوء صغير.

المبيت في المستشفى

– للبالغين: لا حاجة إلى الإقامة.
– للأطفال: ليلة واحدة.

في فترة النقاهة

– يجب إرتداء ضمادة طبية أثناء النوم في الأيام الأولى التي تلي العملية.
– لا يتم وضع الأجزاء الخارجية للجهاز إلا بعد شفاء مكان الجراحة وقد يستغرق ذلك قرابة الشهر.
– قد يسمع المريض بعض الأصوات الإلكترونية أو الصناعية لعدة أسابيع.

أخطار ومضاعفات عملية زراعة القوقعة في الأذن

– إصابة الأعصاب مما قد يؤدي إلى شلل في عضلات الوجه أو اضطراب في حاسة التذوق
– دوار واضطراب في التوازن
– تسرب السائل الشوكي
– طنين الأذن
– تعطل الجهاز المزروع
– التهاب الأذن
– التهاب الأغشية السحائية (التهاب السحايا)

تشغيل جهاز زراعة القوقعة

بعد شفاء الجرح، تعود إلى إختصاصي تقويم السمع المسؤول عن جهاز زراعة القوقعة لبدء عملية تركيب الأجزاء الخارجية وبرمجة (وضع خريطة) معالج الكلام. يتم خلال الجلسة الأولى تزويدك بقطعة الرأس أو العلبة التي تحتوي على الميكروفون ووضع باعث على جانب الرأس. يثبت بواسطة مغناطيس يلتصق بمغناطيس آخر في اللاقط المزدرع. يتصل معالج الكلام بالميكروفون وبجهاز الكومبيوتر الخاص بإختصاصي تقويم السمع.

يجري تشغيل الأقطاب المزدرعة في الحلزون – والتي يحمل كل واحد منها نبرة أو ترددا مختلفا قليلا – الواحد تلو الآخر. يطلب منك الإستجابة في كل مرة تسمع فيها صوتا والإشارة إلى مدى ارتفاع الصوت. يستخدم إختصاصي تقويم السمع هذه المقاييس لبرمجة معالج الكلام بواسطة برنامج كومبيوتر خاص. يضبط معالج الكلام إلى المستويات المناسبة لاستثارة كل قطب.

يفصل معالج الكلام عن كومبيوتر إختصاصي تقويم السمع بعد إنتهاء البرمجة. يتم إدخال بطاريات قابلة للشحن أو نبوذ في المعالج وتصبح بعدها قادرا على أخذ النظام معك إلى المنزل.

يتفق إختصاصي تقويم السمع معك على جدول لمواعيد زيارات المراجعة لضبط معالج الكلام بدقة. من الضروري تكرار التعديلات إذ يتطلب العصب السمعي وقتا للتكيف مع الإشارات الآتية من الأقطاب المزدرعة ويتطلّب الدماغ وقتا ليتمكن من تحليل هذه الإشارات. يعاد تعديل المعالج مع تحسن السمع.

تختلف المدة المطلوبة لبرمجة المعالج بين المستخدمين وبين أنظمة جهاز زراعة القوقعة. تعاد برمجة المعالج مرارا خلال الأشهر الأولى لاستخدامه. ثمّ تخف الزيارات بعد ذلك. يزور المستخدمون المتمرسون إختصاصي تقويم السمع مرات قليلة في السنة. قم بزيارة الجراح وإختصاصي تقويم السمع مرة واحدة في السنة على الأقل.

عملية باهظة الثمن

تتراوح الكلفة الكاملة لعملية جهاز زراعة القوقعة ما بين 30000$ إلى 50000$ وتتضمن التقييم السابق للزراعة والعملية وثمن جهاز زراعة القوقعة والتركيب والمتابعة بعد العملية.
على عكس السماعة تغطي معظم شركات التأمين الخاصة جهاز زراعة القوقعة.

التكيف مع جهاز زراعة القوقعة

تختلف تجارب الناس في ما يخص استعمال جهاز زراعة القوقعة. فقد يتمكّن بعض البالغين من تقدير الأصوات التي لم يسمعوها لسنوات بسرعة فيما يحتاج البعض الآخر إلى فترة من التكيف.

قد يبدو الصوت المسمع عبر جهاز زراعة القوقعة غير طبيعي في البداية. تصبح الأصوات مألوفة مع الوقت. تمتد عملية التكيف من أسابيع إلى سنوات. غالبا ما يستطيع البالغون الذين لم يعانوا من نقص السمع لفترة طويلة فهم الكلام بسرعة دون الحاجة إلى قراءة الكلام. أما الذين لم يسمعوا من قبل فهم بحاجة إلى مدة أطول للتكيف مع الأصوات الجديدة.

يتطلب الإصغاء وفهم الأصوات جهودا كثيفة وتعرضا مستمرا للأصوات. يسهل التكيف مع جهاز زراعة القوقعة – وتكثر فائدته- إذا ما وضعت الجهاز طوال الوقت. إبدأ بمواقف السمع السهلة كالمحادثة مع شخص في مكان هادئ ثم انتقل إلى ما هو أصعب كالتخاطب مع مجموعة في أماكن صاخبة. تمرن على سماع الراديو والتلفاز وإجراء المحادثات. يمكن للمستخدمين البالغين الاستفادة من خدمات الدعم. تستطيع بالتعاون مع إختصاصي تقويم السمع أو إختصاصي أمراض الكلام واللغة أو معلم الصم أن تتدرب على التعرف إلى الأصوات والكلام واستعمال قراءة الكلام. يساعد التدريب أيضا عل التكلم بوضوح وبنوعية صوت جيدة. قد تتضمن التدريبات نشاطات إصغاء فقط وممارسة التخابر عبر الهاتف. كما يمكن إعطاء تعليمات لمتابعة التدريب في المنزل.

من الضروري جدا القيام بإعادة التأهيل وتعليم الأطفال الذين أجريت لهم عملية جهاز زراعة القوقعة. لا ينال الطفل الفائدة المرجوة من جهاز زراعة القوقعة إلا بواسطة التدريب والتعليم.

يجب على الأطفال تعلم دمج المعاني بالأصوات الجديدة غير المألوفة. يجب تعليمهم كيفية فهم الأصوات وترجمتها إلى كلام ولغة.

يحتاج ذلك إلى تضافر جهود إختصاصي أمراض الكلام واللغة والمعلمين وأفراد العائلة لتقوية المهارات التي يتعلمها الطفل. تتطلب العملية وقتا وإخلاصا وعملا مضنيا. يتابع الطفل تحسنه باستمرار مع التدريب خلال طفولته.

يزودك إختصاصي تقويم السمع أو معالج إضطرابات الكلام باستراتيجيات أخرى لتحسين التواصل ومعالجة مواقف السمع الصعبة.

المحافظة على الموقف الإيجابي

يختلف مستوى الرضا والممارسة من شخص لآخر في ما يتعلق باستخدام جهاز زراعة القوقعة. تؤثر الشخصية والعوامل النفسية إلى حد ما على النتائج. يؤثر مثلا التشاؤم والتفاؤل والتوقعات الممكنة التحقيق وشبكة الدعم الجيدة على تقدمك ورضاك عن جهاز زراعة القوقعة.

يمكنك دفع حظوظك بالنجاح عبر المحافظة على طبع إيجابي. قد يبحث الإنسان المتشائم عن كل ما هو سيء عن الجهاز بغض النظر عن حسن عمله- ويجده. أما الإنسان المتفائل فيركز اهتمامه على التحسنات الإيجابية التي أحرزها خلال فترة التكيف الطويلة. يتعلق ذلك بالتوقعات الممكنة التحقيق. سيخيب أملك حتما إذا كنت تتوقع سماع الأصوات خلال أيام من برمجة جهاز زراعة القوقعة.

من الضروري وجود نظام دعم جيد. دع الأهل والأصدقاء يدركون ما يمكنهم فعله لمساعدتك كي تنجح مع جهاز زراعة القوقعة. كما يمكنك التحدث إلى إختصاصي تقويم السمع حول المشاكل التي تصادفك أثناء فترة التكيف. لا بد من القيام بزيارة مرة في السنة على الأقل إلى المكان الذي أجريت فيه عملية جهاز زراعة القوقعة.

لا تعني المحافظة على الإيجابية عدم وجود مشاعر متنوعة حول الجهاز. يستطيع جهاز زراعة القوقعة توليد الكثير من العواطف – تكون ردة فعل كل شخص فريدة بحد ذاتها. ومهما كانت تجربتك، إمنح نفسك بعض الوقت للتكيف والإعتياد على السمع مجددا. لكل شخص طريقته في التكيف، إلاّ أنّ معظم الناس يجدون أن باب عالم السمع قد فتح من جديد.

الإستخدام والعناية

عندما تحصل على جهاز زراعة القوقعة يعطيك أعضاء فريق المزدرع تعليمات عن العناية بأجزائه الخارجية. صممت الأجزاء الداخلية لتدوم مدى الحياة. إليك بعض الإرشادات للعناية بجهاز زراعة القوقعة:

●   إحم الأجزاء الخارجية للجهاز من الكسر والرطوبة والحرارة المرتفعة جدا.

●   في الأيام الماطرة أو الشديدة الرطوبة إحفظ المعالج الذي يحمل على الجسم في كيس بلاستيكي لحمايته من البلل. تباع محفظات واقية من الماء في متاجر أدوات الغطس. إذا كان المعالج جزءا من قطعة الرأس أو العلبة ضع قبعة تحت المطر أو الثلج.

●   انزع الأجزاء الخارجية قبل المشاركة في الرياضات المائية والنشاطات التي تولد نسبة عالية من الكهرباء الراكدة كاستعمال الترامبولين والمنزلقات البلاستيكية. يمكن للكهرباء الراكدة الإضرار بجهاز زراعة القوقعة كأي جهاز إلكتروني آخر.

●   يمكنك وضع جهاز زراعة القوقعة عند المشاركة بالرياضات غير المائية. لست بحاجة إلى إحتياطات إضافية لكنه من الأفضل وضع قبعة واقية للرأس أثناء ركوب الدراجة أو مزلاج بعجلات أو أثناء ممارسة ألعاب كرة القدم. تجنب تصويب الكرة برأسك.

●   أطفئ معالج الكلام قبل تغيير البطاريات أو تبديل الأسلاك أو إدخال شيء في مقبسه.

●   لا تضع البطاريات في البراد. قد يؤدي وضع بطارية باردة في المعالج إلى مشاكل تكثف.

●   إحفظ الميكروفون والمعالج خارج الإستعمال في علبة واقية من الرطوبة.