منذ لحظة ولادة الطفل، يظهر والداه حبهما له بإطعامهما إياه. وغالباً ما يعملان على إسكاته إذا بكى بالطعام (أو اللبن)، وكلما كبر الطفل، شعر والداه بالسعادة حينما يأكل جيداً وينهي ما في طبقه من طعام. وفي كثير من الثقافات، ينظر للطفل الممتلئ على أنه طفل سليم، بل ويعتبر امتلاء جسمه علامة على ما تتمتع به عائلته من صحة طيبة ورفاهية!
ولكن عند نقطة غير محددة بوضوح، يتحول الطفل الممتلئ الذي كان يعتبر لطيفاً بهيئته تلك إلى طفل زائد الوزن ويعتبر بديناً بالفعل. وبالنسبة لطفل كهذا، قد يكون هذا التحول أمراً مربكاً. فبشكل مفاجئ يجد الوالدان اللذان كانا دائماً يطعمانه ويظهران الفرح بأكله المفرط، قد صارا حزينين لثقل وزنه ويقولان له إنه لابد أن ينقص وزنه! وهذا يجعله يتساءل: هل يجب عليه أن يأكل أم لا؟ وإذا كان الأمر كذلك، فماذا يجب أن يأكل وبأي كمية؟
وفي الواقع، فإن تلك تعتبر قضايا معقدة جداً بالنسبة للكبار، ناهيك عن الصغار. فلا تدعي طفلك يصب بالارتباك لهذه القضايا المتعلقة بالوزن. وعليك تحديد إرشادات واضحة عن الأكل لتقدميها في وقت مبكر لطفلك، ولتساعديه على التقدم تجاه الصحة المثلى بدلاً من التفكير في مسائل الوزن!
زيادة الوزن
أصبحت مسألة زيادة الوزن والبدانة بين الأطفال والمراهقين سبباً للقلق. فوفقاً لبحث أجري مؤخراً في منطقة شرق البحر المتوسط، تم تسجيل معدل انتشار لزيادة الوزن والبدانة يتراوح بين 3% إلى 9% بين الأطفال في سن ما قبل المدرسة، بينما كان المعدل بين الأطفال في سن المدرسة يتراوح بين 12% إلى 25%. وقد لوحظ -بصفة عامة- حدوث زيادة ملحوظة في البدانة بين المراهقين تتراوح بين 15% إلى 45%.
وفي نفس الوقت، مع تزايد معدلات البدانة، يحدث انحدار سريع جداً في عادات الأكل الصحية. أضيفي هذا إلى وجود أسلوب معيشي خامل واحتمال وجود عوامل وراثية مسببة وستجدين بين يديك قنبلة موقوتة على وشك الانفجار!
إن الأطفال الذين يعانون زيادة الوزن أو البدانة هم أكثر قابلية لأن يصيروا كباراً بدناء ليواجهوا المزيد من المشكلات الصحية مثل أمراض القلب، وارتفاع الكوليسترول، وارتفاع ضغط الدم، والالتهاب المفصلي العظمي، والمشكلات الهضمية. وفضلاً عن هذا، فإنهم يكونون أيضاً أكثر قابلية للمشكلات النفسية من نقص تقدير الذات ومعاناة الاكتئاب بسبب أوزانهم المفرطة.
وإذا لم تكوني تعرفين ما إذا كان وزن طفلك مناسباً لفئته العمرية، فعليك أن تستشيري طبيب الأطفال أو تبحثي على الإنترنت عن جداول مؤشر كتلة الجسم Body Mass Index (BMI) للأطفال (جداول مؤشر كتلة الجسم الخاصة بالكبار لا تناسب الأطفال). وضعي في اعتبارك أن هذه الجداول هي مجرد مؤشرات تدل على الاتجاه الذي ربما كان طفلك يسلكه.
يجب أن يكون تركيزك، كوالد أو والدة، منصباً على جعل أطفالك أفضل صحة مع تقدمهم في مراحل النمو، أكثر من إلزامهم بنظم غذائية أو قيود للسعرات الحرارية.
ما الذي يجعل الأطفال يزيدون في الوزن
• السكر والأطعمة السكرية
• الأطعمة البيضاء المكررة، مثل الأرز الأبيض، والخبز الأبيض، وما شابه ذلك
• الأطعمة التافهة قليلة القيمة الغذائية
• المأكولات المقلية
• مشروبات الصودا والمشروبات الفوارة
• عصائر الفاكهة
• الإفراط في الأكل
• قلة النشاط وقلة ممارسة الرياضة
• المشكلات النفسية مثل الاكتئاب وقلة تقدير الذات
• الراحة الزائدة والإفراط في الأكل في المناسبات الاجتماعية
• الجينات الوراثية
ما يمكنك فعله
• تظهر الدراسات أن واحداً فقط من كل 20 والداً لأطفال زائدي الوزن يعتبر أطفاله زائدي الوزن. فكثير من الآباء يرفضون الاعتراف بزيادة أوزانهم وأوزان أطفالهم. فإذا كنت أنت، أو أي فرد آخر من أفراد عائلتك، تشتبهين في أن طفلك زائد الوزن، فاستشيري طبيب الأطفال، وابدئي في اتخاذ إجراء إيجابي الآن!
• ركزي على الطعام الصحي، وليس على السعرات الحرارية. إنني لا أوصي بفرض نظام غذائي صارم، أو إحصاء السعرات التي يتناولها الأطفال. فإذا كان طفلك يأكل أطعمة مغذية ويمارس الرياضة بنشاط كبير، فإن وزنه لابد وأن يتعدل بشكل طبيعي أثناء نموه. ملحوظة: لا تجبري طفلك على اتباع نظام غذائي دون إشراف الطبيب أو أخصائي التغذية المؤهل.
• لا تحرجي طفلك بموضوع الطعام والوزن. وقللي فترات مشاهدته للتليفزيون واستعماله للأجهزة الإلكترونية، وركزي أكثر على جعله يأكل بشكل صحي ويصبح أكثر نشاطاً.
• كوني قدوة حسنة لأطفالك. الآباء الأصحاء = أطفال أصحاء.
• تجنبي التعلل بحجة الجينات الوراثية كما يفعل الكثيرون. فعلى الرغم من أن الجينات تلعب في بعض الحالات دوراً في ميل الأطفال لزيادة الوزن أو في نمط توزيع الدهن في الجسم، فإن معدلات البدانة المفرطة للغاية لدى الأطفال لا يمكن أن تعزى إلى العوامل الوراثية وحدها. ففي معظم الحالات، “تنتشر البدانة في العائلة كلها” لأن أفرادها يميلون للاشتراك في نفس عادات الأكل ومستويات النشاط
• قومي بإجراء تغييرات طفيفة في النظام الغذائي لطفلك. يمكن أن تكون بعض الوسائل البسيطة، مثل إعطاء طحينة الحمص بدلاً من المايونيز، أو مخفوقات الفاكهة بدلاً من مخفوقات اللبن، فعالة للغاية.
• زيدي استهلاك طفلك من البروتين للتحكم في شهيته وكبح توقه للأطعمة غير الصحية، ومن الألياف للتخلص من الدهون والسموم المعوية ومنع المشكلات الهضمية.
• تخلصي من جميع السكريات المضافة. ابدئي باستبعاد الأطعمة المسببة لزيادة الوزن بشكل واضح مثل الحلويات، والشيكولاتة، والأطباق الحلوة، والمشروبات الغازية، ثم ابحثي عن مصادر أخرى لزيادة الوزن وتخلصي منها.
• قدمي لطفلك وجبات رئيسية ووجبات خفيفة منتظمة واحرصي على أن يتناول إفطاره.
• احذري الأطعمة “قليلة الدهون” أو “الدايت”، واتخذي موقفاً حازماً من الأطعمة التافهة قليلة القيمة الغذائية. فهذه في الحقيقة أطعمة مليئة بالسكر وغيره من المضافات الضارة، كما أنها فقيرة في العناصر الغذائية المهمة.
• قللي منتجات الألبان، وامنعي الأطعمة الرديئة والسريعة، ولا تقدمي الأطعمة المقلية.
• خصصي وقتاً للوجبات العائلية، وخططي مقدماً للأكل الصحي. إن إعداد خيارات للوجبات الخفيفة الصحية مقدماً يساعدك على منع أطفالك من تناول الوجبات الخفيفة غير الصحية.
• انتبهي للحالات التي قد تؤدي إلى مشكلات تتعلق بالوزن. وهذه الحالات تتضمن نقص التغذية، وحالات الحساسية للطعام، واختلال توازن سكر الدم.
• كوني مفوضة جيدة. إذا لم تكوني موجودة بالمنزل، فاحرصي على أن يكون من ينوب عنك في رعاية الأطفال على دراية بما تقومين به، وما تريدين وما لا تريدين أن يأكله أطفالك.
• عالجي الجوانب النفسية للإفراط في الأكل. فمثلاً، إذا كان الطفل مكتئباً أو يعاني من نقص تقدير الذات، فإنه يكون أكثر قابلية للإفراط في تناول الأطعمة غير الصحية والإقلال من ممارسة الرياضة؛ عليك أن تعززي احترامه وتقديره لذاته بالكثير من المديح والتشجيع!
• قومي بتوعية الطفل بطريقة لطيفة ولا تجعلي حديثك معه في صورة محاضرة. فإذا كان الطفل واعياً مدركاً، فإنه يتخذ الاختيارات السليمة تلقائياً حينما يكون خارج المنزل.
• أعطي الطفل الهدايا التي تشجعه على ممارسة النشاط البدني. حينما تأتي مناسبات تقديم الهدايا، امنحي أطفالك الهدايا المتعلقة بالألعاب الرياضية أو الأنشطة البدنية الأخرى بدلاً من اسطوانات الفيديو الرقمية وألعاب الكمبيوتر، وشجعي الأقارب والأصدقاء الحميمين على فعل نفس الشيء.
• إذا أخفقت كل هذه الوسائل، فاستشيري طبيب الأطفال، الذي يمكن أن يفحص الطفل بحثاً عن أي اضطرابات خطيرة قد تسهم في زيادة الوزن، مثل انخفاض نشاط الغدة الدرقية أو المشكلات الهرمونية الأخرى.
نقص الوزن
موضوع نقص الوزن يلقى قدراً من الاهتمام أقل كثيراً من موضوع زيادة الوزن. وربما كان السبب الأرجح هو أن الثقافات المعاصرة تحبذ النحافة، مما زاد من صعوبة تحديد الطفل ناقص الوزن. وغالباً ما يفكر الآباء بعقلية: “أن يكون نحيفاً أفضل من أن يكون بديناً”.
وتتعرض البنات الصغيرات (وعدد متزايد من الأولاد) لضغط كبير حتى يبقين نحيفات. ولا تتوافق الرسائل التي يتلقينها من وسائل الإعلام والأسرة والأصدقاء والمدرسة، عما هو “جميل” أو “جذاب”، دائماً مع ما يرونه أمامهن في المرآة. من خلال أحاديثي مع البنات، علمت أن معظمهن يرغبن في إنقاص أوزانهن؛ ولكن المفارقة أن كثيرات منهن لم يكن زائدات الوزن في المقام الأول، ولم ترد أي منهن إنقاص وزنها لأسباب صحية (كانت الأسباب هي المشاركة في حفل، أو ارتداء ملابس الجينز الضيقة، أو ما شابه ذلك)، وما يثير الحزن أنه لم تكن هناك واحدة منهن راضية عن مظهرها. بل إن الكثيرات منهن لا يعرفن السبب في أنهن أردن إنقاص أوزانهن في المقام الأول، وإنما اعتقدن فحسب أن “النحافة هي الجمال، والجمال هو السعادة”!
وهذا الاعتقاد للأسف الشديد لم يكن في صالح الصحة المثلى للأطفال؛ بل في الواقع إنه يمكن أن يؤدي فيما بعد إلى مشكلات بالوزن واضطرابات الأكل مثل فقد الشهية والشره المرضي.
الأطفال ناقصو الوزن يحتاجون إلى قدر من العناية والإرشاد الغذائي الصحي مثلما يحتاجه زائدو الوزن. إذا عرفت أن طفلك ناقص الوزن (من وجهة نظر الطبيب، وليس من وجهة نظرك)، فقد يفيد أن تتبعي بعض النصائح التالية.
ما يمكنك فعله
• يجب التأكد من عدم وجود أي حالة مرضية. توجهي إلى طبيب الأطفال لتتأكدي من أن نقص وزن طفلك ليس راجعاً إلى حالة مرضية معينة تتطلب تدخلاً طبياً (مثل مرض السكر، أو الديدان المعوية).
• تجنبي إعطاء طفلك عوامل غذائية كابحة للشهية. وهذه تشمل اللبن، والمشروبات الغازية، والعصائر، وتناول وجبات خفيفة قليلة القيمة الغذائية من المقرمشات والطعام المريح باستمرار. فهي تجعل الأطفال يشعرون بالشبع السريع وتمنعهم من أكل وجبة صحية حينما يحين وقتها.
• شجعي أطفالك على تناول وجبات صغيرة كثيرة بدلاً من الوجبات الكبيرة. فالأطفال ناقصو الوزن غالباً ما تكون بطونهم صغيرة، مما يجعلهم يأكلون أقل. فبدلاً من التركيز على كمية الطعام، ركزي على عدد الوجبات ونوعيتها. واجعليهم يأكلوا وجبات خفيفة صغيرة موزعة على مدار اليوم.
• اكتشفي حالات نقص التغذية. ففي بعض الأحيان، إذا كان الأطفال يعانون نقصاً في عناصر غذائية مهمة مثل الحديد، أو البروتين، فسيبدون نحفاء وشاحبين وقد تنقص أوزانهم أيضاً.
• تحققي من وجود بقع الزنك. فإذا وجدت أن لدى طفلك بقعاً بيضاء على أظافره، فهذه علامة على وجود نقص في عنصر الزنك. فانخفاض هذا المعدن المهم في الجسم يمكن أن يضعف حاستي الذوق والشم، مما يضعف شهية طفلك أكثر. وعادة ما يساعد تصحيح هذا النقص على جعل الطفل يستعيد اهتمامه بالطعام.
• ابحثي عن العوامل المثيرة للعواطف في نفس الطفل. تحدثي مع طفلك وحاولي أن تكتشفي ما إذا كان يحاول بشكل واعٍ أن ينقص وزنه (هذا أكثر شيوعاً في الأطفال الأكبر سناً). ومن العوامل الأخرى التي يجب البحث عنها التعرض للتنمر من جانب الزملاء، الاكتئاب، وجود مشكلات بالمنزل أو المدرسة، وغير ذلك من العوامل المسببة للضغط والتوتر.
لعبة وسائل الإعلام
لكي تتحرى تأثيرات الصور التي تظهر في وسائل الإعلام على طفلك، قصي عدة صور فوتوغرافية لأشخاص مختلفين من بعض المجلات وضعيها على الأرض. اجعلي طفلك يقيم كل صورة منها على أنها “جذابة جداً”، أو “جذابة بعض الشيء”، أو “غير جذابة”.
سيكون من المثير بالنسبة لك أن تجدي مؤشراً لطريقة تعريف طفلك للجمال ولصورة الجسم “المثالية” (هذا التمرين يصلح بشكل أفضل للبنات، بدءاً من سن سبع أو ثماني سنوات).
صورة الجسم
يبدأ وعي الأطفال بذاتهم في سن مبكرة جداً، حيث يرون أنفسهم ويقارنون ما يرونه بالناس من حولهم. ولطالما كنا نعلم أن المخاوف المتعلقة بصورة الجسم تعاني منها البنات، ولكننا اليوم نجد الأولاد بدءوا ينجذبون ببطء شيئاً فشيئاً للوقوع في نفس الدوامة. وقد يضيف الأبوان المزيد إلى هذه الهموم والمخاوف دون قصد عن طريق تصنيف أطفالهم -بصوت مرتفع أحياناً- إلى “نحيف” أو “بدين”، بينما قد يكون أطفالهم جميعاً طبيعيين في الحقيقة.
إن صورة الجسم عند الأطفال لها تأثير مباشر على ثقتهم بأنفسهم، وتقديرهم لذواتهم، وأدائهم المدرسي، وعلاقاتهم بالآخرين. لذا فمن المهم أن يعمل الأبوان وجميع مقدمي الرعاية الآخرين بشكل مستمر على تعزيز صورة جسم واقعية صحية في نفوس الأطفال لمساعدتهم على النمو بشكل صحي حتى يصيروا كباراً سعداء واثقين بأنفسهم.
رسم صورة الجسم
أحضري بعض أقلام الطباشير، وخذي أطفالك للخارج إلى رصيف الشارع، أو إلى ملعب للأطفال، أو منتزه قريب. اجعليهم يرقدوا ممددين على الأرض ويستخدموا الطباشير في رسم الحدود الخارجية لأجسامهم، مع مراعاة أن تكون أذرعهم وسيقانهم مفرودة ومتباعدة (ويمكنك استخدام الورق لرسم تلك الخطوط الخارجية). وعند الانتهاء من رسم الحدود الخارجية للجسم، اجعلي الأطفال يرسموا التفاصيل الأخرى: ملامح الوجه، والملابس، واليدين، والقدمين، وغير ذلك. هل يحبون أجسامهم وملامحهم؟ هل يقارنون أنفسهم بأصدقائهم أو أخواتهم؟ وضحي لهم أن مظهر كل إنسان متفرد ومتميز تماماً، وأنه ليس هناك شيء اسمه مظهر مثالي للجسم يجب الوصول إليه.
ما يمكنك فعله
• لا تستخفي بتأثير النظراء. إن الأطفال يمكن أن يكونوا قساة في بعض الأحيان، وتحرشهم يمكن أن يسبب جروحاً في نفوس الأطفال الآخرين تبقى طول حياتهم. ساعدي صغارك على بناء الثقة بأنفسهم بالقدر الكافي لمجابهة ما يتعرضون له من مضايقات وضغوط من زملائهم.
• تعاملي مع مخاوف أطفالك بشكل جاد. فما قد ترين أنه مجرد دهون طفولة ستختفي مع السن ولا تستحق الاهتمام ربما كانت تسبب حزناً عميقاً في نفسه. اجلسي مع طفلك وضعي معه خطة عمل. بالنسبة للكثيرين من الأطفال الذين يعانون مشكلات تتعلق بصورة أجسامهم أو أوزانهم، يعني لهم الكثير أن يعرفوا أنهم يتلقون دعماً نفسياً من آبائهم.
• شجعي الوعي الصحي لدى أطفالك. ناقشي تأثيرات الطعام على أجسامهم، ونظمي لهم دروساً في الطهو الصحي، وشجعيهم على النشاط البدني واجعليهم مسئولين عن صحتهم. وليس من المفيد كثيراً استخدام الكلمات المخيفة، مثل “تسوس الأسنان” أو “السرطان” أو “مرض السكر”، أو تصنيف الطعام ببساطة على أنه “جيد” أو “سيئ”.
• أبقي خطوط الاتصال مفتوحة دائماً بينك وبين أطفالك. فغالباً ما يكون الأطفال غير واثقين فيما يجب أن تكون عليه أشكالهم، ومن الأفضل أن يتلقوا إجابات منك عن أن يتلقوها من وسائل الإعلام أو من الأصدقاء. حدثيهم عن حقائق الحياة، وعلميهم كيف يبتكرون عبارات ذاتية إيجابية؛ فمثلاً: إذا سمعت طفلك يقول: “لا يمكنني القيام بأي شيء بشكل صحيح”، فساعديه في العثور على كلمات أكثر إيجابية كأن يقول: “في المرة القادمة سوف أفعل ما هو أفضل”.
• قومي بمدح أفعالهم. أكدي لهم أن ما يفعلونه أهم بكثير من هيئة أجسامهم! أشيري إلى سماتهم ونقاط قوتهم الإيجابية بأن تقولي لهم عبارات مثل: “إنك بارع في الحديث أمام الناس”. هذا النوع من تعريفهم بسماتهم يبني فيهم الثقة بأنفسهم ويقوي شخصياتهم.
• لا تجعلي من وزن الجسم مشكلة. فبعض الآباء الذين كانوا يعانون هم أنفسهم بسبب أوزانهم يحاولون حماية أطفالهم من هذه الصراعات بدفعهم إلى إنقاص أوزانهم. وحتى التعليقات حسنة النية مثل “لماذا تأكل كثيراً؟” أو “إنك تبدو بديناً هذه الأيام” يمكن أن تكون لها تأثيرات سيئة. اجعلي ألفاظك إيجابية، في جميع الأوقات، ولا تخاطبي طفلك مستخدمةً ألفاظاً مثل “بدين”، “كسول”، “كثير الشحم”، “ضخم الجثة”، حتى إذا كنت تظنين أنه لا يسمعك. وإذا كنت أنت نفسك تحاولين إنقاص (أو زيادة) وزنك، فتجنبي مناقشة مشكلات وزنك أمام طفلك، وحاولي كذلك ألا تعلقي على مشكلات الآخرين المتعلقة بأوزانهم من زيادة أو نقص.
• راقبي وسائل الإعلام. ألقي نظرة فاحصة على ما تقدمه وسائل الإعلام من صور إلى طفلك. شاهدي مع طفلك البرنامج التليفزيوني أو تصفحي المجلة معه حتى يمكنك أن تناقشي بعض الصور وتأثيراتها المحتملة على تقدير الناس لذواتهم. وضحي لطفلك أن الكثير من الصور تكون مصطنعة أو محسنة، ونادراً ما تصور الشخص العادي.
• حسني صورة جسمك أنت شخصياً. الأطفال يكونون أكثر قابلية لأن يعانوا من قلة تقدير الذات وسوء صورة الجسم إذا كان آباؤهم كذلك. ومن ثم قد يتعين عليك أن تقيمي صورة جسمك والرسائل التي تبعثين بها إلى من هم حولك.
• استعدي لدخول طفلك سن البلوغ. أثناء مرحلة البلوغ والمراهقة، تبدو الحياة أكثر درامية بكثير، وتكون صورة الذات في أكثر لحظات الحساسية والضعف. وفضلاً عن احتياج المراهق للغذاء الصحي، فإنه يحتاج أيضاً إلى تواصل واضح، وصريح، ومتكرر. قدمي لابنك تفسيرات صادقة (مخصصة حسب سنه) عن مرحلة البلوغ، والتغيرات الجسدية، والجنس. كما توجد بعض الكتب الرائعة التي تقدم تفسيرات أساسية ورسوماً توضيحية تناسب كل فئة عمرية.