يتزايد مرض السكر على مستوى العالم. ومما يثير القلق أكثر حقيقة أنك قد تعاني من هذا المرض دون أن تدري. إليك علاقة هذا المرض بالحمية ومستويات النشاط.
إن السكر مرض مزمن لا شفاء له وينطوي على مضاعفات خطيرة مثل العمى، والفشل الكلوي، والسكتة الدماغية، وتلف الأعصاب.
والسكر ليس بالمرض الحديث؛ ففي القرن السابع عشر كان يعرف باسم “شر التبول”؛ ولكنه في زيادة مستمرة. وهناك نوعان من السكر. الأول أكثر شيوعاً لدى الأطفال والراشدين ويعالج بحمية متشددة وحقن الأنسولين. والنوع الثاني هو الذي يشهد زيادة مستمرة، ويرتبط بصلة وثيقة بالسمنة، وقصور النشاط. وهناك عوامل خطر أخرى لا حيلة لنا معها، مثل العوامل الوراثية، والكبر، والأصل العرقي؛ يشتهر عن الأسيويين والكاريبيين من أصل أفريقي زيادة نسبة الإصابة بالسكر. وعلى العكس مما هو شائع، فتناول الكثير من الحلويات لا يؤدي إلى الإصابة بالسكر، ولكنه يؤدي إلى زيادة الوزن، الأمر الذي يزيد من فرص إصابتك به. والواقع أن 80% من الأشخاص المصابين بالنوع الثاني من السكر يعانون أيضاً من زيادة الوزن عن المعدل الطبيعي. فكلما زاد وزنك وقلت لياقتك، زادت فرصة إصابتك بهذا المرض.
لقد شاع النوع الثاني من السكر أكثر في فترة منتصف العمر، ولكنه صار يصيب الأشخاص الأصغر سناً بشكل متزايد. ومرضى السكر إما لا تفرز أجسامهم الأنسولين الكافي، وإما أن الأنسولين الذي يفرز لا يحقق أثره المنشود مما يعني أن الجسم يعجز عن توظيف الجلوكوز بشكل مناسب فتظل مستوياته عالية في الدم. ومن بين أعراض السكر الذي لم يكتشف بعد العطش المتزايد، والحاجة إلى الذهاب إلى الحمام كثيراً، خاصة في المساء، والكسل والإرهاق، والرؤية المشوشة، والقلاع، وحكة الأعضاء التناسلية، ونقصان الوزن دون أن يتغير أسلوب حياتك البتة. ويقول الأطباء إن كثيراً من الناس يعانون من هذه الأعراض بين الحين والآخر لسنوات طويلة قبل أن يتم تشخيصهم على أنهم مصابون بالسكر، والذي يمكن أن يتم بسهولة عن طريق اختبار دم بسيط.
في الماضي، إذا جرى تشخيص حالتك على أنها السكر، كان أي نشاط بدني يحظر، وكانت توصف حمية عالية الدهون/منخفضة الكربوهيدرات للمريض. يا لتغير الأزمان! فالآن، ينصح بممارسة التمارين الرياضية كما الحال بالنسبة لأي شخص لتحسين الحالة الصحية والتحكم في الوزن. إذا أردت مثالاً يحتذى، فعليك بالسير ستيف ريدجريف، حيث حصل على الميدالية الذهبية في الألعاب الأوليمبية رغم أنه كان يعاني من مرض السكر! إن السبب وراء وصف حمية عالية الدهون، من وجهة نظر الحمية، هو تعويض نقص السعرات الحرارية الناجم عن اتباع حمية منخفضة الكربوهيدرات للحفاظ على ثبات مستويات السكر (فالدهون في حد ذاتها لا تزيد من مستويات السكر). ومرضى السكر أكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب نتيجة لهذه الحالة، ولكن حمية الدهون العالية بالطبع زادت من خطر الإصابة بأمراض القلب! ومن حسن الحظ أن علم التغذية شهد تقدماً ملموساً حيث ظهرت إرشادات تغذية لمرضى السكر تتسق إلى حد كبير مع التوصيات الصحية العامة لتناول الطعام. وعلاوة على تناول العقاقير الموصوفة، والإشراف الطبي المتشدد، يمكن لأغلب مرضى السكر التحكم في حالتهم وإنقاص أوزانهم أيضاً بواسطة تناول الطعام اتباعاً لأكثر السبل صحية.
تلعب إرشادات تناول الطعام دور العامل الوقائي، كما يمكن أن يتبعها أي شخص. وهي اختصاراً كالتالي:
– تناول وجبات تشتمل على الكربوهيدرات النشوية لأنواع الحبوب المختلفة؛ أي الخبز والحبوب القمحية، بدلاً من الكربوهيدرات المكررة.
– أنقص من مقادير الدهون التي تتناولها، خاصة الدهون المشبعة التي توجد في المنتجات الحيوانية. اختر الأطعمة منخفضة الدهون والأطعمة ذات الدهون أحادية التشبع مثل زيت الزيتون.
– تناول المزيد من الفواكه والخضراوات!
– أنقص من مقادير السكر والأطعمة والمشروبات المحلاة، خاصة المشروبات المحلاة التي تسبب زيادة سريعة في مستويات جلوكوز الدم.
– قلل من مقادير الملح للحفاظ على مستويات ضغط الدم.
ماذا عن الأطعمة الخاصة بمرضى السكر؟
يرى معظم الخبراء أنها غير ذات جدوى ومضيعة للمال.
أليس النوع الثاني من مرض السكر مجرد شكل حميد من المرض؟
لا، بل يجب التعامل معه بجدية. فأربعة أشخاص من بين خمسة ممن يعانون من هذا النوع من السكر يموتون مبكراً نتيجة لأمراض قلبية. وهناك خطورة متزايدة للإصابة بالسكتة الدماغية، واعتلال الشبكية السكري الذي من الممكن أن يؤدي إلى العمى، وتلف الأعصاب في الأطراف. والحركة عامل حيوي سواء تم تشخيص حالتك على أنها سكر أو كإجراء وقائي حيث تعلو أهمية استراتيجية التحكم في الوزن. أثبتت الدراسات الأخيرة أن المضاعفات تمنع من الظهور إذا تم تثبيت مستويات جلوكوز الدم عند معدلات طبيعية بالنسبة للنوع الأول من السكر. ويعتقد أغلب الخبراء أن الأمر ينطبق أيضاً على مرضى النوع الثاني من السكر.
إنها ليست مشكلة كبيرة بالتأكيد، فماذا عن كل الأوبئة إذن؟
ترى منظمة الصحة العالمية أنها مشكلة كبيرة. فهي تتوقع أن ينتشر السكر كوباء عالمي مما يعني أن هذا المرض يمثل مشكلة حقيقية فعلاً، وما من شك في أنه سيمثل مشكلة حقيقية لأطفالك، وأحفادك. اطلب من طبيبك إجراء فحص إذا كان أي من عوامل خطورة الإصابة بالسكر تنطبق عليك، وإذا كنت تعاني أيضاً من أي من الأعراض السالف ذكرها.