قد تنظر إلى زيادة وزنك من منظور المشكلة الجمالية؛ ومع أن المظهر قد يكون مهمّا، لكنه ليس هو السيئة الرئيسية للسمنة؛ حيث يرتبط وزنك ارتباطا وثيقا بصحتك القلبية الوعائية؛ غير أنه مختلف عن عوامل الخطر الأخرى.
يتفاعل وزنك مع عددٍ من عوامل الخطر الأخرى التي تكون ذات تأثير مؤذٍ في صحتك؛ وهو عامل رئيسي في حدوث فرط ضغط الدم، مثلا. وفي الواقع، إذا كنت زائد الوزن، يكون خطر ظهور فرط ضغط الدم لديك أعلى بنحو 6-2 أضعاف ما يمكن أن يكون إذا حافظت على وزن صحّي. كما أنّ زيادة وزنك تحرّض ارتفاع الكولستيرول ويزيد خطر إصابتك بداء السكر. ويكون على قلبك في الحقيقة أن يعمل أكثر في كلّ مرّة تريد فيها تحريك وزنك الزائد.
إنّ الفرق بين أن تكون زائد الوزن وسمينا هي مسألة درجات؛ فمنسب كتلة الجسم Body Mass Index BMI معادلة تأخذ بالحسبان وزنك وطولك لتحديد ما إذا كانت نسبة الدهون الكلية في جسمك صحية أم غير صحية. وتعرّف التوجيهات الاتحادية فرط الوزن بأنه منسب كتلة الجسم الذي يعادل 29-25؛ أما السمنة فتشير إلى نسبة كتلة الجسم البالغ 30 أو أكثر. واستنادا إلى هذه التوجيهات الاتحادية، يكون أكثر من %50 من البالغين الأمريكيين زائدي الوزن أو سمانا – يكون تقريبا %30 منهم زائدي الوزن و%25 منهم سمانا؛ كما يكون أكثر من %25 من الأطفال الأمريكيين زائدي الوزن أو سمانا أيضا. وخلال 40 سنة، أصبحت نسبة الأمريكيين السمان مضاعفة تقريبا، أما نسبة زائدي الوزن فقد زادت قليلا.
وعندما تكون زائد الوزن، لا يعني ذلك أنك ستصاب بداء الشرايين الإكليلية، وإنما يعني أن الخطر يزداد لديك كثيرا؛ فعلى سبيل المثال، وجدت دراسة على أكثر من 82000 امرأة أن اللواتي اكتسبن 22-11 باوندا (10-5 كلغ) خلال فترة البلوغ أظهرن زيادة خطر ارتفاع ضغط الدم بنسبة %70 بالمقارنة مع النساء اللواتي لم تكتسبن هذه الزيادة بعد عمر 18 سنة؛ وقد كان الخطر أعلى بالنسبة إلى النساء اللواتي اكتسبن أكثر من 22 باوندا (10 كلغ)؛ كما أظهرت الدراسات على الرجال أن فرط الوزن يزيد خطر ارتفاع ضغط الدم.
عندما يزداد وزنك، تكون الزيادة في معظمها نسيجا دهنيّا؛ ويعتمد هذا النسيج – مثله مثل أجزاء جسمك الأخرى – على الأكسجين والعناصر المغذّية في دمك حتى يحيا؛ وعندما تزداد الحاجة إلى الأكسجين والعناصر المغذّية، يزداد مقدار الدم الدائر في جسمك أيضا؛ وتعني زيادة الدم المتجوّل عبر شرايينك زيادة الضغط الواقع على جدران هذه الشرايين. كما يؤدي كسب الوزن بشكل نموذجي إلى زيادة مستوى الأنسولين في دمك – زيادة مترافقة مع احتباس الصوديوم والماء، مما يقود إلى زيادة حجم الدم. وغالبا ما يترافق فرط الوزن مع زيادة سرعة القلب ونقص قدرة أوعيتك الدموية على نقل الدم.
لحسن الحظ أن إنقاص الوزن يخفّف عددا من عوامل الخطر التي تحيط بالإنسان؛ فالتخلّص من بضعة باوندات (كيلوغرامات) يمكن أن يعطي فوائد ملحوظة؛ فعلى سبيل المثال، أظهرت الدراسة المذكورة آنفا أن النساء اللواتي خسرن 22-11 باوندا (10-5 كلغ) من وزنهن أنقصن خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم بنسبة نزيد على %25؛ وبالمثل، يمكن أن يؤدي نقص الوزن إلى خفض الكولستيرول وخطر الإصابة بداء السكر؛ ولذلك، ليس من المستغرب أن تعلم أن خطر وفاتك باكرا (بالمقارنة مع العمر المتوسّط للوفاة بين كافة الناس في البلد) يزداد بشكل مطرّد كلما زاد وزنك.
ما هو الوزن الصحي؟
ليس هناك طريقة كاملة لتحديد زيادة الوزن لديك؛ ولذلك، ينبغي أن تكون متأكّدا من ذلك؛ فإذا لم تكن في حياتك عند البلوغ ضمن جدول الأوزان المبيّن، قد لا يكون هذا الجدول هدفا واقعيا مفيدا لك، والأهمّ من ذلك أن تسعى إلى البحث عن هدف واقعي للوزن ينقص خطر المشاكل الصحية لديك. وهناك ثلاثة أشكال من التقييم يمكن أن تساعدك على تحديد الوزن الصحي ومدى الاستفادة من خسارة بضعة كيلوغرامات.
مؤشر كتلة الجسم
يعدّ مؤشر كتلة الجسم BMI طريقة جيدة في تحديد الأخطار الصحية لديك أكثر من مجرّد استعمال ميزان الحمّام Bathroom Scale أو جداول الطول والوزن المعيارية؛ ولتحديد مؤشر كتلة جسمك، حدّد طولك على اللوحة اللاحقة وتابع حتى تصل إلى أقرب وزن لك، ثم انظر أعلى الجدول لمعرفة درجة مؤشر كتلة الجسم. وتعدّ درجة مؤشر كتلة الجسم الواقعة بين 24-19 صحية، بينما تشير الدرجة البالغة 29-25 إلى زيادة الوزن، وتدلّ الدرجة التي تساوي 30 أو أكثر على السمنة. ويستدلّ على السمنة المفرطة بدرجة مؤشر كتلة الجسم التي تزيد على 40؛ ويزداد خطر حدوث مرض مرتبط بوزنك إذا كان مؤشر كتلة الجسم 25 أو أكثر.
محيط الخصر
يشير هذا القياس إلى مكان توضّع القدر الأكبر من الدهون؛ فإذا كنت تحمل معظم الدهون حول خصرك، قد يكون منظرك مثل التفّاحة؛ وإذا كنت تحمل معظم وزنك تحت خصرك وحول وركيك وفخذيك، قد تكون مثل الإجاصة.
وعلى العموم، عندما يتعلّق الأمر بصحتك، يكون من الأفضل أن تبدو مثل الإجاصة لا مثل التفّاحة؛ فعندما تتراكم الدهون حول خصرك، يزداد خطر داء الشرايين الإكليلية لديك، بالإضافة إلى ارتفاع ضغط الدم وداء السكر والسكتة وبعض أنماط السرطان. ويعود السبب في ذلك إلى أن الدهن في بطنك أكثر ميلا إلى التحلّل والتراكم في شرايينك.
ولتحديد ما إذا كنت تحمل وزنا زائدا جدّا حول بطنك، قس محيط خصرك؛ ويكون ذلك بالبحث عن أعلى نقطة من كلا العظمين الوركيين، ثم بقياس المحيط فوق هاتين النقطتين من البطن تماما؛ فإذا كان القياس أكثر من 40 إنشا (102 سم) في الرجال و35 إنشا (89 سم) في النساء فإن ذلك يدل على مخاطر صحية زائدة، لا سيّما إذا كان مؤشر كتلة الجسم بقيمة 25 أو أكثر.
والآن، أين تقف من كل ذلك؟
إذا أبدى مؤشر كتلة جسمك أنك غير زائد الوزن ولا تحمل بين جنبيك وزنا زائدا حول بطنك وأجبت بلا عن كافة الأسئلة الخاصة بالسيرة الشخصية والعائلية، عندئذٍ قد يكون وزنك ضمن المجال الصحي؛ ولذا قد يكون لإنقاصه فائدة صحية.
لكن إذا كان مؤشر كتلة جسمك بين 29-25، وكان محيط خصرك يساوي أو يتجاوز التوجيهات الصحية أو كان الجواب نعم عن واحد على الأقل من الأسئلة الخاصة بسيرتك الشخصية والعائلية، عندئذٍ قد تستفيد من خسارة بضعة كيلوغرامات؛ لذا، ناقش موضوع وزنك مع طبيبك في الزيارة القادمة.
إذا كان مؤشر كتلة جسمك 30 أو أكثر، يؤدي إنقاص وزنك إلى تحسّنٍ في صحتك، ويقلٍّل خطر داء الشرايين الإكليلية لديك.
طراز الحياة الكسول
يعدّ نقص النشاط أو طراز الحياة الكسول أحد عوامل الخطر بالنسبة إلى داء الشرايين الإكليلية، تماما مثل التدخين ونموذج الشحوم السيئ وارتفاع ضغط الدم والسيرة العائلية لداء الشرايين الإكليلية وداء السكر؛ ويتصف معظم السكّان في الولايات المتحدة بهذا الطراز من الحياة.
فأكثر من %60 من البالغين الأمريكيين لا يقومون بالمقدار الموصى به من النشاط الفيزيائي؛ وفي الواقع، لا يقوم نحو ربع البالغين بأي نشاط أبدا؛ ويتجلّى معظم عدم النشاط الفيزيائي بين النساء والبالغين الزنوج والإسبانيين والمسنّين والفقراء؛ وأنت ربّما تقوم بنشاط فيزيائي منتظم إذا حصلت على دعم من عائلتك وأصدقائك.
وتكون كسولا:
• إذا أمضيت معظم يومك وأنت جالس.
• عندما لا تمشي إلا نادرا.
• إذا كانت أنشطتك لا تتطلّب الحركة من مكان إلى آخر.
• إذا كان لديك عمل غير نشيط.
• عندما لا تمضي 30-20 دقيقة في التمرين معظم أيام الأسبوع.
لقد فطر الله جسمك ليتحرّك، فالجلوس ليس جيدا له؛ ويقوم قلبك ورئتاك بوظائفهما بكفاءة أكثر عندما تكون نشيطا فيزيائيا بانتظام؛ وكلّما استعملت عضلاتك أكثر، زاد العمل الذي يمكنك إنجازه قبل أن تتعب. ويكون التمرين المنتظم ضروريا إذا كنت ترغب بإنجاز مستويات مثلى من الصحة والأداء والمظهر.
إذا كنت قليل الحركة، يكون خطر إصابتك بنوبة قلبية مميتة أكثر بمرتين تقريبا مما هو لدى الأشخاص النشيطين من العمر نفسه الذين لديهم عوامل الخطر الأخرى نفسها؛ فمن دون النشاط الفيزيائي، سوف تعاني من تراجعٍ تدريجي في قدرتك على القيام بالأنشطة التي تتطلّب جهدا فيزيائيا (عضليا)؛ إنك تفقد قوتك وتحمّلك ومرونتك، وتصبح الأنشطة اليومية أكثر صعوبة شيئا فشيئا.
علامات تناقص النشاط الفيزيائي Deconditioning
لا تكون في حالة من النشاط الفيزيائي الأمثل إذا كنت:
• تشعر بالتعب معظم الوقت.
• غير قادر على مجاراة الآخرين من عمرك نفسه.
• تتجنّب النشاط الفيزيائي بسبب علمك بأنك تتعب بسرعة.
• تعاني من ضيق التنفّس أو التعب عندما تمشي لمسافة قصيرة أو تصعد بضع درجات من السلّم.
كما يمكن أن تحدث هذه الأعراض بسبب مشاكل قلبية أو أمراض أخرى؛ فإذا لم يكن هناك تفسير طبّي للأعراض، عندئذٍ تساعدك زيادة النشاط على تحسين حالتك الفيزيائية.
ما الذي يقدّمه لك التمرين؟
تشتمل الفوائد القلبية الوعائية التي يوفّرها لك برنامج التمارين على:
• زيادة قدرة قلبك على ضخّ الدم.
• نقص سرعة قلبك خلال الراحة وخلال الجهد المعتدل.
• قد ينقص ضغط الدم إذا كنت مصابا بارتفاعه.
• قد يزداد مستوى كولستيرول.HDL
• قد تنقص مستويات كولستيرول LDL والكولستيرول الكلّي.
• قد ينقص مستوى ثلاثيات الغليسيريد.
• يساعد على السيطرة على الوزن.
• يساعد على إنقاص الضغوط (الكروب).
• يساعد على إنقاص المستويات المرتفعة لسكر الدم (الغلوكوز) إذا كنت مصابا بداء السكر من النمط الثاني.
كما يقدّم برنامج التمارين فوائد أخرى أيضا:
• زيادة كفاءة التمرين، مما يؤدي إلى تحسّن القدرة على القيام بالجهد الفيزيائي والعقلي.
• نقص التعب والتوتّر والقلق.
• قد يحسّن الوظيفة المفصلية.
• قد ينقص خسارة الكتلة العظمية المعدنية، ولذلك يقلّل من خطر تخلخل العظام.
• تحسين المظهر والثقة بالنفس والشعور بالصحّة.
• يساعد على المحافظة على انتظام عادات التغوّط.
فوائد النشاط الفيزيائي
إذا أصبح كافة الأشخاص غير النشيطين متوسّطي النشاط، سوف يتراجع عدد المصابين بداء إكليلي كثيرا؛ ويساعدك الحفاظ على النشاط في المحافظة على مستوى لياقتك وفي تحسينه. ويعدّ الانخراط في برنامج للتمارين الشخصية أفضل طريقة لضمان الحصول على نشاط فيزيائي كافٍ.
إن الحفاظ على مستوى النشاط الصحّي يفيد قلبك بعدة طرق. فهو يعطي قلبك قدرة كبيرة على ضخّ الدم وإنقاص خطر الوفاة باكرا نتيجة الأمراض القلبية؛ كما يحرّض نقص الوزن، حيث توحي الأدلّة الحديثة بأن النشاط الفيزيائي يبدي تأثيرا وقائيا مستقلا ضد ظهور داء السكر من النمط الثاني، وذلك بإنقاص سكر الدم لديك. وينقص التمرين أيضا مستويات كولستيرول الدم وثلاثيات الغليسيريد ويزيد كولستيرول HDL الوقائي؛ كما يقلٍّل خطر ظهور فرط ضغط الدم، أو يمكن أن ينقص ضغط الدم إذا كنت مصابا بارتفاعه.
يمكن أن تؤدي كافة هذه التأثيرات إلى تقليل خطر ظهور داء الشرايين الإكليلية؛ كما يمكن أن يكون للتمرين ميل مباشر نحو إنقاص خطر ظهور الداء الإكليلي بصرف النظر عن تأثيره في عوامل الخطر الأخرى لديك.
معلومة
تعدّ السمنة عامل خطر معروفا بالنسبة إلى الأمراض القلبية، لكن متى يكون الدهن زائدا؟
تقوم «طريقة محيط الخصر» على قياس الخصر الطبيعي للشخص (تماما فوق مستوى السرّة)؛ ويعرّف محيط الخصر المرتفع الخطر بأنه الذي يقيس 35 إنشا (نحو 88 سم) أو أكثر بالنسبة إلى النساء و40 إنشا (نحو 100 سم) أو أكثر بالنسبة إلى الرجال.