يعتبر سرطان البروستات أكثر الأمراض السرطانية شيوعا بين الرجال في الولايات المتحدة. ويتم اليوم تشخيص أعداد أكبر من سرطان الجلد القاعدي والحرشفي، إلا أنهما لا يهددان حياة المريض. وتشير التقديرات إلى أنه ببلوغ سن الخمسين، واحد من بين كل أربعة رجال يحملون بعض الخلايا السرطانية في غدة البروستات. وبسن الثمانين، يرتفع المعدل إلى واحد من كل رجلين. فمع التقدم في السن يتضاعف احتمال الإصابة بسرطان البروستات، ويبلغ متوسط سن الإصابة عند التشخيص 72 عاما.
ويمثل سرطان البروستات المسؤول الثاني عن الوفيات بين الرجال الأميركيين، ليس نتيجة لخطورته بل بسبب شيوعه. فخلافا للأمراض السرطانية الأخرى، يعتبر الرجل أكثر عرضة للوفاة وهو مصاب بسرطان البروستات من الوفاة نتيجة له. ويواجه الرجل الأميركي خطرا بنسبة 30 بالمئة بالإصابة بسرطان البروستات، وخطرا بنسبة 3 بالمئة فقط بالوفاة نتيجة للمرض.
ما هو السرطان بالتحديد
السرطان هو ببساطة عبارة عن مجموعة من الخلايا غير الطبيعية التي تنمو بسرعة تفوق سرعة الخلايا الطبيعية وترفض أن تموت. إذ ينتج الجسد خلايا جديدة باستمرار، وهي لا تعيش سوى لفترة قصيرة قبل أن تستبدل بخلايا جديدة أخرى. فخلايا الجلد مثلا لا تعيش سوى لبضعة أسابيع. أما خلايا السرطان المجهرية فهي تنمو على شكل عقيدات صغيرة أو مجموعات بحجم حبة البازلاّء تستمر بالنمو لتصبح أكثر امتلاء وصلابة.
وينمو سرطان البروستات عادة ببطء، ويبقى محصورا في الغدة حيث لا يشكل خطرا على صحة المصاب. إلا أنّ الخلايا السرطانية لا تتبع جميعها السلوك نفسه. فمن شأن بعض أورام البروستات الخبيثة أن تكون شديدة الخطورة وأن تنتشر بسرعة إلى أعضاء أخرى من الجسد.
والواقع أنّ أسباب ظهور سرطان البروستات واختلاف سلوك المرض بين حالة وأخرى لا تزال غير معروفة. وتشير الأبحاث إلى أنّ مجموعة من العوامل من شأنها أن تؤدي دورا في ذلك منها التاريخ الصحي للعائلة والعرق والهرمونات إضافة إلى الغذاء والبيئة.
وفي جميع الأحوال، فإن الواضح حاليا أنّ معظم الرجال المصابين بسرطان البروستات الذي تم اكتشافه وهو ما زال محصورا في الغدة يمكن شفاؤهم. ولا يصبح الشفاء صعبا – ولكن ليس مستحيلا – إلا بعد انتشار المرض إلى الأعضاء المجاورة.
أعراض قد تدل على الإصابة بسرطان البروستات
إنّ المشكلة التي يواجهها الأطباء مع سرطان البروستات هي أنه لا يسبب أية أعراض في مراحله المبكرة التي يسهل علاجه فيها. لهذا السبب فإن حوالي 40 بالمئة من الحالات لا يتم تشخيصها إلا بعد انتشار المرض إلى خارج البروستات.
وتبدو الأعراض عند ظهورها أشبه بأعراض تضخم البروستات الحميد. كما يشعر المصاب بألم مستمر غير واضح في أسفل الحوض. وقد تشمل الأعراض:
● حاجة مفاجئة للتبول.
● صعوبة في بدء التبول.
● ألم أثناء التبول.
● ضعف في جريان البول وخروجه على شكل نقاط.
● تبوّل متقطع.
● شعور بعدم فراغ المثانة.
● تبول متكرر أثناء الليل.
● ظهور دم في البول.
● ألم أثناء القذف.
● ألم عام في أسفل الظهر أو الوركين أو أعلى الفخذين.
● فقدان الشهية ونقصان الوزن.
كيف يتم تشخيص سرطان البروستات
تتمثل الخطوة الأولى لتشخيص المرض في فحص المستقيم بالإصبع وتحليل مستضد البروستات النوعي. وفي حال كانت نتائج أحدهما أو كليهما غير طبيعية، يشك الطبيب باحتمال الإصابة بسرطان البروستات ويعمد إلى إجراء عملية اختزاع. فتحليل عينات صغيرة من نسيج الغدة يمثل الطريقة الأكثر فاعلية للكشف عن السرطان.
ولأخذ الخزعة يعمد الطبيب إلى إدخال مسبار ما فوق صوتي في المستقيم. ثم يستعين بالصور التي تأتيه من المسبار وتوضح له الأماكن المشبوهة لإدخال إبرة دقيقة ومجوفة في وسط البروستات. وتسمى هذه الإبرة مسدس الاختزاع، وهي مزودة بزنبرك (Spring) ينطلق ويسحب قطعة صغيرة جدا من نسيج الغدة.
وفي بعض الأحيان يتم غرز إبرة الاختزاع في البروستات عبر العجان، وهي المنطقة الفاصلة بين الشرج والصفن (وعاء الخصيتين). إلا أنه في أغلب الحالات، يمرر الطبيب الإبرة على طول المسبار ما فوق الصوتي عبر المستقيم.
ويتم عادة أخذ ست أجزاء من النسيج وذلك من مواضع مختلفة من الغدة، وهذا ما يسمى بالاختزاع السداسي. وتؤخذ معظم العينات من المناطق الخارجية من الغدة (المنطقة السطحية)، التي يبدأ فيها الورم السرطاني في أكثر الأحيان. وفي بعض الحالات تؤخذ العينات من القسم الداخلي للغدة (المنطقة الانتقالية).
أثناء عملية الاختزاع، يتم إدخال إبرة في المنطقة المشبوهة لأخذ أجزاء صغيرة من النسيج وتحليلها.
من شأن عملية الاختزاع أن تكون مؤلمة، إلا أنها لا تسبب غالبا سوى بعض الانزعاج نظرا لكون الإبرة دقيقة جدا. ومعظم الناس لا يحتاجون لمخدر أو مهدئات أثناء العملية أو مسكن للألم بعدها. ولكن يعطى المريض حقنة شرجية لتقليص خطر الإصابة بالإنتان نتيجة لدخول البكتيريا الهضمية في الشق الذي تصنعه الإبرة. كما أنّ المضادات الحيوية التي توصف قبل العملية أو بعدها تخفف أكثر من احتمال الإصابة بإنتان.
ومن الآثار الجانبية الشائعة للاختزاع حدوث نزف مستقيمي طفيف وظهور دم في البول ليوم أو يومين. وقد يظهر الدم أيضا في السائل المنوي ليعطيه لونا ورديا وذلك لعدة أسابيع أو شهور بعد الاختزاع.
وترسل العينات المأخوذة من البروستات إلى خبير بعلم الأمراض مختص بتشخيص السرطان وغيره من الظواهر النسيجية غير الطبيعية. وبعد تحليل العينات، يمكن للخبير أن يحدد وجود الورم السرطاني ومدى خطورته.
ويمكن للاختزاع أيضا أن يكشف خلايا معينة تعرض حاملها لإحتمال كبير بأن يصاب بالسرطان في المستقبل. وتعرف هذه الخلايا بالخلايا البروستاتية المولدة للورم داخل الظّهارة وهي عبارة عن خلايا شاذة تشكل مرحلة مبكرة للسرطان. وفي حال اكتشاف وجود هذه الخلايا لدى الرجل، قد يطلب الطبيب إجراء عمليات اختزاع إضافية كل 3 إلى 6 أشهر لسنتين على الأقل، اعتمادا على مدى شذوذ هذه الخلايا.
والواقع أنّ حوالي نصف الرجال الذين يحملون خلايا بروستاتية مولدة للورم بدرجة شذوذ مرتفعة يكتشفون إصابتهم بسرطان البروستات في المرة الثانية من إجراء عملية الاختزاع. أما في حال كانت درجة شذوذ هذه الخلايا منخفضة ولم تتغير بعد سنتين، فقد يقترح الطبيب إجراء الاختزاع مرة واحدة في السنة.
تحديد درجة السرطان
عندما تؤكد نتائج الاختزاع وجود السرطان، تقوم الخطوة التالية على تحديد درجة الورم أي سرعة نموه. فيعمد خبير بعلم الأمراض إلى دراسة عينات من نسيج البروستات مجهريا ومقارنتها بخلايا أخرى سليمة. وكلما ازداد الاختلاف بين الخلايا الخبيثة والخلايا الصحيحة، كان السرطان أكثر خطورة وازداد احتمال امتداده بسرعة أكبر.
وتتفاوت خلايا السرطان شكلا وحجما بين عينة وأخرى. ويكون بعضها شديد الخبث وبعضها الآخر أقل خطورة. فيحدد الخبير بعلم الأمراض النوعين الأكثر تواجدا من الخلايا السرطانية عند إعطاء الدرجة.
وتحدد درجة الورم وفق عدة أنواع من المعايير. وأكثر هذه المعايير شيوعا هو الذي تتفاوت درجاته بين 1 و5، بحيث تشير الدرجة واحد إلى النوع الأقل خبثا من السرطان والدرجة 5 إلى أكثرها خطورة. وقد قام خبير الأمراض دونالد غليسون بوضع هذا المقياس الذي سمي باسمه.
الدرجة 1. تكون الخلايا السرطانية صغيرة الحجم، متشابهة الشكل بمعظمها والمسافة الفاصلة بينها متساوية، كما تكون شبيهة بالخلايا الطبيعية.
الدرجة 2. تكون الخلايا أكثر تفاوتا في الحجم والشكل ومبعثرة من دون انتظام.
الدرجة 3. تكون فيها الخلايا أكثر تفاوتا في الحجم والشكل من الدرجة الثانية، هذا وبعضها مندمج في كتل كبيرة غريبة الشكل ومبعثرة.
الدرجة 4. تكون معظم الخلايا مندمجة في كتل غريبة الشكل ومبعثرة عشوائيا وقد بدأت تجتاح الأنسجة المجاورة.
الدرجة 5. تجتمع فيها معظم الخلايا في كتل كبيرة ومبعثرة اجتاحت الأنسجة والأعضاء المجاورة.
وتعطى الحالة درجة الخلايا الموجودة بأعداد أكبر في العينات المختزعة. كما تعطى درجة الخلايا الثانية في العدد. فعلى سبيل المثال، إن كانت درجة السرطان الأولى واحد، ودرجة المرض الثانية 2، يتم جمع العددين للحصول على مجموع عام 3.
وكلما انخفض المجموع، كان أفضل. فالمجموع الذي يتراوح بين 2 و4 يعني بأن السرطان ينمو ببطء. بينما يشير المجموع الوسطي، بين 5 و7 إلى أنّ المرض بطيء أو سريع النمو، اعتمادا على مجموعة من العوامل، بما في ذلك مدة وجود الورم. أما المجموع الذي يجاور نهاية المقياس، أي بين 8 و10، فيشير إلى أنّ السرطان سريع النمو.
هل انتشر السرطان؟
إنّ الإجابة على هذا السؤال غاية في الأهمية، ذلك أنّ حظوظ شفاء السرطان تتضاعف كثيرا حين يكون محصورا داخل الغدة. ولكن فور امتداده إلى خارج البروستات تنخفض احتمالات بقاء المصاب على قيد الحياة. ولاكتشاف ذلك على المريض أن يجري فحوصات إضافية. ويتوقف نوع الفحص على الطبيب المعالج ونوع الإصابة السرطانية. ومن هذه الفحوصات:
تصوير بالموجات الصوتية فوق السمعية
إضافة إلى المساعدة على كشف وجود الورم الخبيث، يمكن للصورة الصوتية ما فوق السمعية أن تظهر ما إذا كان المرض قد اجتاح الأنسجة المجاورة.
المسح الضوئي للعظم (Bone scan)
وهي من الفحوصات الأكثر استعمالا لأنها قادرة على كشف امتداد المرض إلى العظم بشكل افضل من أي فحص آخر. إذ يتم أولا حقن المريض بمحلول مشع بدرجة خفيفة غير مؤذية في مجرى الدم. وهذا المحلول هو عبارة عن مادة متتبعة تلتقطها آلة المسح الضوئي لإظهار الهيكل العظمي في الصورة بوضوح. ويسبح المحلول في الجسم مثل الصاروخ المتتبع للحرارة، ثم يتوضع في المناطق التي تشتمل على عظام حديثة النمو والتي قد تنشأ عن سرطان أو كسور أو التهاب في المفاصل أو إنتان.
وأثناء هذه العملية يتمدد المريض على طاولة فحص تحت آلة المسح الضوئي. فيما يظهر الهيكل العظمي على شاشة المراقبة، وتبدو في الصورة الأنسجة السريعة النمو والمسماة “البؤر الحارة” على شكل بقع داكنة.
ومن شأن تحليل صورة المسح الضوئي أن يكون صعبا لدى البعض لأن الصورة تلتقط أمراضا أخرى غير السرطان. ولكن الأطباء يعلمون بأن سرطان البروستات يميل إلى الامتداد أولا إلى العظام القريبة من الغدة، كالوركين وأسفل العمود الفقري. أضف إلى أنّ البؤر الحارة المعزولة هي أكثر دلالة إلى الإصابات السرطانية من البؤر المتقابلة في جانبي الجسد، كالتهاب المفاصل في الوركين الأيمن والأيسر.
صورة أشعة سينية للصدر
تظهر أشعة إكس ما إذا كان السرطان قد انتشر إلى الرئتين. وبالرغم من أنّ المرض قد امتد إلى هذا الحد لدى أقل من 5 بالمئة من حالات سرطان البروستات، إلا أنّ سرطان الرئتين يتكون لدى حوالي 25 بالمئة من حالات سرطان البروستات المتقدم.
التصوير الطبقي بالحاسوب CT
يمكن لهذه التقنية أن تعطينا صورا مقطعية ثلاثية الأبعاد لأنسجة الجسم المتكدسة على بعضها وذلك على شاشة الحاسوب. وهذا ما يتيح للطبيب رؤية أجزاء معينة من الجسم من عدة زوايا.
وقبل إجراء الصورة، يتم حقن محلول مرتكز على اليود في مجرى الدم، مما يسمح برؤية المقاطع الشعاعية بشكل أوضح. وقد يشعر المريض بحرارة مؤقتة مع انتشار المحلول في جسده، ولكنه لن يحس بأي ألم. ومن الممكن إجراء الصورة من دون استعمال حقنة اليود إن كان المريض يعاني من تحسس تجاه هذه المادة، ولكن الصورة لن تكون بنفس الوضوح.
ولإجراء الصورة، يتمدد المريض على طاولة تنزلق ببطء إلى وسط آلة تصوير مجوفة. ثم تبدأ الآلة بأخذ سلسلة من الصور التي تظهر شرائح مختلفة من الأنسجة في منطقة البروستات. وقد تستغرق هذه العملية مدة تصل إلى 30 دقيقة.
بعد ذلك يقوم الحاسوب بجمع الشرائح معا لتكوين صورة مفصلة للبروستات والمنطقة المحيطة بها. وإضافة إلى السرطان، تظهر الصور العقد اللمفاوية المتضخمة. فعندما يبدأ السرطان بالانتشار، فإن أول ما يطاله هو العقد اللمفاوية التي تحاول تدمير الخلايا الشاذة، مما يؤدي إلى تورمها وتسرطنها.
ولكن لسوء الحظ، لا تظهر الصورة الطبقية سوى العقد اللمفاوية التي تبدو غير طبيعية، ولا تظهر تلك المحتوية على سرطان طفيف. ناهيك عن أنّ العقد اللمفاوية قد تتورم لأسباب أخرى. بالتالي لا تعتبر الصورة الطبقية مفيدة ما لم تقترن بفحوصات أخرى.
صورة الرنين المغناطيسي MRI
على غرار التصوير الطبقي، يعطي التصوير بالرنين المغناطيسي صورة مفصلة ثلاثية الأبعاد للجسد. وتتمثل أهميته في تشخيص الأورام الخبيثة في أنه يكشف امتداد السرطان إلى العقد اللمفاوية والعظم.
وعوضا عن استعمال الأشعة السينية والأصباغ لإعطاء الصور، تستعمل هذه التقنية الموجات المغناطيسية والشعاعية. فتخترق ذبذبات شعاعية التواتر جسد المريض وتولد تيارا يلتقطه مستقبل للتواتر الشعاعي ثم تتم ترجمته في صورة شبيهة جدا بالصورة الطبقية.
وأثناء هذه العملية يستلقي المريض في آلة صغيرة أنبوبية الشكل لمدة 30 إلى 45 دقيقة. وهي غير مؤلمة، إلا أنّ الآلة تصدر ضجيجا شبيها بصوت نقار الخشب، كما أنّ بعض الأشخاص يشعرون بالتوتر بسبب انحباسهم في مجال ضيق. وفي حال كان الأمر يمثل مشكلة بالنسبة إلى المريض، يمكن استعمال مهدئ قبل بدء التصوير.
ونظرا لتطور أجهزة التصوير بالرنين المغناطيسي، فإن هذه العملية هي أكثر كلفة من التصوير الطبقي، وبالتالي أقل استعمالا منه.
اختزاع العقد اللمفاوية
إنّ أفضل الطرق لتحديد ما إذا كان المرض قد امتد إلى العقد اللمفاوية المجاورة للبروستات هو إجراء عملية استئصال للعقد اللمفاوية. حيث يقوم الطبيب باستئصال بعض العقد اللمفاوية القريبة من البروستات لفحصها مجهريا.
وفي حال أظهرت الفحوصات الأخرى، كالصورة الطبقية، انتشار السرطان، لا تعتبر عملية الاستئصال ضرورية. فهي غالبا ما تستعمل لتأكيد نتائج الفحوصات التي تشير إلى أنّ السرطان لا يزال محصورا في الغدة.
وثمة طريقتين لاستئصال العقد اللمفاوية:
الجراحة التنظيرية للبطن. بعد التخدير العام، يصنع الجراح شقين صغيرين في البطن. ثم يقوم باستئصال عقد لمفاوية من منطقة الحوض بواسطة جهاز جراحي طويل مجهز بكاميرا من الألياف البصرية (منظار البطن) ويرسل العقد إلى خبير الأمراض لتحليلها.
الجراحة التقليدية. بعد تخدير المريض، يصنع الجراح شقا بطول 7.50 سنتمتر تقريبا بين السرة والعانة، ثم يحدد موقع العقد اللمفاوية ويستأصلها عبر الشق. وغالبا ما تستعمل هذه الطريقة إن كان الطبيب يخطط لاستئصال البروستات ولكنه يرغب أولا بالتأكد من عدم امتداد السرطان إلى خارج الغدة.
تحديد مرحلة السرطان
فور إجراء جميع فحوصات التشخيص، يستعمل الطبيب نتائج الفحوصات لتحديد مرحلة نمو الورم، وتعطى النتيجة فورا لباقي المكلفين بالعناية بصحة المريض ليطلعوا على مدى تقدم الورم.
وتساعد هذه المعلومات بعض الرجال على فهم مدى خطورة حالتهم وعلى مناقشة خيارات العلاج المتوفرة مع الطبيب. بينما يجدها البعض الآخر محبطة قليلا. والمهم أنه إن كان لديك أي تساؤل حول التشخيص ناقشه مع الطبيب.
ويستعمل معظم الأطباء نظامين لتحديد مرحلة السرطان:
نظام TNM
وهو النظام الأكثر استعمالا في الولايات المتحدة. فعندما يرسل خبير الأمراض تقريرا عن المرحلة التي بلغها المرض إلى الطبيب، يتضمن التقرير ثلاثة حروف كبيرة هي T وN وM.
● T هو الحرف الأول من كلمة Tumor أي الورم، وهو يشير إلى امتداد السرطان في غدة البروستات وبمحاذاتها.
● N هو الحرف الأول من كلمة Nodes أي الغدد اللمفاوية، وهو يعني ما إذا كان الورم قد انتشر في الغدد اللمفاوية المجاورة للبروستات أم لا.
● M هو الحرف الأول من كلمة Metastasis أي إنبثاث السرطان، ويقصد به امتداد السرطان إلى أنسجة أو أعضاء أخرى، كالعظم أو الرئتين.
ويتبع الأحرف الثلاثة رقم وربما حرف آخر صغير. أما الرقم فيتراوح بين 0 و4، ويمثل مدى امتداد الورم. وأما الحروف الصغيرة فتتراوح بين a وc وتشير إلى موضع الورم الخبيث.
وفور معرفة نتائج TNM، تصنف الحالة وفقا لأربعة مراحل وذلك استنادا على النتائج (أنظر ” تصنيف مراحل السرطان حسب نظام TNM” أدناه).
المرحلة الأولى: تشير إلى سرطان مبكر جدا لا يزال محصورا في أجزاء مجهرية ولا يمكن الشعور به.
المرحلة الثانية: تدل على سرطان يمكن الشعور به ولكنه لا يزال محصورا في غدة البروستات.
المرحلة الثالثة: هي الحالة التي يكون فيها السرطان قد امتد إلى خارج البروستات، سواء إلى الحويصلات المنوية أو أنسجة المثانة المجاورة.
المرحلة الرابعة: تمثل حالة متقدمة امتد فيها السرطان إلى العقد اللمفاوية أو العظم أو الرئتين أو أعضاء أخرى.
نظام A B C D
لا يزال بعض الأطباء يستعملون هذا النظام القديم والتقليدي في تصنيف مراحل السرطان، بحيث تشير المرحلتان A وB إلى ورم سرطاني محصور في غدة البروستات، بينما تدل المرحلتان D وC إلى أنّ السرطان قد امتد إلى أجزاء أخرى من الجسد.
وعلى غرار النظام السابق، يلي كل من الحروف الأربعة رقم يدل على تفاصيل أكثر. فالمرحلة B1 مثلا تناسب T2a في نظام TNM، وتعني بأن السرطان يغطي أقل من نصف الجهة اليمنى أو اليسرى من البروستات. وبما أنّ نظام A B C D يشتمل على فئات أقل، فهو يعتبر أقل دقة.
إحصاءات عن نسب البقاء على قيد الحياة
الواقع أنّ معدلات البقاء على قيد الحياة قد تحسنت بشكل ملحوظ خلال العقدين الفائتين. ففي أوائل الثمانينات، كان تشخيص الإصابة بسرطان البروستات يعني بأن للمريض حظ بنسبة 63 بالمئة للعيش لخمس سنوات. أما اليوم، فقد ارتفعت هذه النسبة لتبلغ 93 بالمئة. كما أنّ حوالي 68 بالمئة من المصابين بالمرض يعيشون لعشر سنوات، و52 بالمئة يظلون على قيد الحياة لمدة 15 سنة وما فوق.
ويؤمل بأن تستمر هذه النسب بالارتفاع مع خضوع أعداد أكبر من الرجال دوريا لفحص المستقيم بالإصبع ولتحليل مستضد البروستات النوعي لكشف السرطان في مراحله المبكرة التي يمكن شفاؤه فيها. ففي حال اكتشاف السرطان باكرا وكان لا يزال محصورا في البروستات فإن معدل الشفاء يبلغ 100 بالمئة.
ما هي علامات وجود الورم؟
هي عبارة عن مواد مكونة من الخلايا السرطانية موجودة في الدم. وحين تتواجد بمستويات مرتفعة فهي تشير إلى وجود السرطان. وأثناء العلاج وزيارات المراجعة يتم التحقق روتينيا من احتواء الدم على علامات الأورام الخبيثة. ويعتبر مستضد البروستات النوعي علامة على الإصابة بسرطان البروستات.
هل يشكل الاختزاع الطريقة الوحيدة للتأكد من الإصابة بسرطان البروستات؟
نعم، فالفحوصات الأخرى كفحص المستقيم أو تحليل مستضد البروستات النوعي تشير إلى احتمال كبير بوجود سرطان البروستات، ولا يمكن التأكد من ذلك إلا بواسطة الخزعة.
هل يمكن للاختزاع أن يعطي نتيجة خاطئة؟
عند أخذ الأنسجة من الغدة من الممكن إخطاء الخلايا السرطانية، وهذا ما يدعى باختبار العينات الخاطئ. بالتالي فإن نتائج الخزع الطبيعية لا تؤكد عدم الإصابة بالسرطان. إلا أنّ اختبار العينات نادرا ما يخطئ.
هل يمكن للاختزاع أن يبعثر خلايا السرطان ويساعدها على الانتشار؟
ما من دليل يؤكد هذا الاحتمال. فخلايا السرطان التي لا يتم استئصالها في الخزعة تبقى على حالها في الورم حيث كانت تنمو.
لماذا يترتب عليّ التوقف عن تناول الأسبيرين قبل إجراء عملية الاختزاع؟
يؤدي الأسبيرين وبعض مسكنات الألم الأخرى إلى “تخفيف” الدم وزيادة احتمال النزف. بالتالي فإن التوقف عن تعاطيها لمدة قصيرة قبل الاختزاع وبعده يقلص من خطر النزف الناتج عن العملية. وينطبق ذلك على مخفّفات الدم الموصوفة لتقليل التخثر، كدواء وارفارين (Coumadin).
هل يمكن للاختزاع أن يسبب العنانة؟
لا، فالعنانة التي تعقب عمليات الخزع تنجم على الأرجح عن التوتر الذي يصاحب عادة تشخيص الورم الخبيث والعلاج. وقد تنجم في بعض الحالات عن التهاب مؤقت.
هل يمكن للسرطان أن ينتقل إلى الزوجة أثناء الجماع؟
لا، فخلايا السرطان لا تخرج من الجسم أثناء الجماع. وحتى ولو حدث ذلك لا يمكنها أن تنمو في جسم آخر لأنها مبرمجة وراثيا لتنمو في جسم الشخص المصاب بها.