الإصابة بسرطان الثدي، الذي يشتمل على احتمال الوفاة، هو أمر مخيف كفاية. ولكن على المريضة مع ذلك أن تفكر بجميع خيارات العلاج لاستئصال الورم ومنعه من الظهور ثانية، بما في ذلك استئصال الثدي واستئصال الورم وتشريح العقدة الإبطية، فضلا عن العلاج بالأشعة والعلاج الكيميائي والعلاج الهورموني.
ولكن ما الذي يجعل نمط الحياة بهذه الأهمية؟ يقول د. سايمون أن “تغيير نمط الحياة يوقف وصول “الغذاء” إلى الورم ويعزز الجهاز المناعي بحيث يحارب السرطان بفاعلية أكبر. والتغيير الأهم برأيه يتمثل في تجنب الأطعمة التي تسهم في 40 إلى 60 في المئة من جميع حالات سرطان الثدي.
دليل العناية الطبية
تحذير: السرطان هو مرض معقد يهدد حياة المريض ويحتاج إلى عناية طبية مختصة. والواقع أن بعض العلاجات البديلة قد تتسبب في تفاقم المرض إن لم تستعمل بصورة صحيحة. بالتالي، لا تستعمل العلاجات البديلة المذكورة إلا كجزء من برنامج علاج يقوده ويشرف عليه طبيب مؤهل ذو خبرة بالعناية بالسرطان والطب البديل. وإذا عالجك طبيب تقليدي، استشره قبل تغيير العلاجات الطبية أو الأدوية التقليدية أو إيقافها، وأبق جميع أطبائك التقليديين و/أو البديلين مطلعين على جميع أنواع العلاج التي تتلقاها.
غالبا ما يلجأ الأطباء في المرحلتين الأولى والثانية من العناية بسرطان الثدي (وهما المرحلتان المبكرتان من المرض) إلى استئصال الورم، أي إزالته جراحيا، متبوعا بعلاج بالأشعة والأدوية الكيميائية.
ويوافق د. سكاشتر على أن الجراحة هي عموما حل مناسب للنساء في المرحلة الأولى أو الثانية من سرطان الثدي، ويضيف: “ولكن بعدما عالجت مريضات بسرطان الثدي، أعتقد بأن النساء اللواتي اكتفين بالعلاج البديل بعد الجراحة، عوضا عن الجمع بين العلاج البديل والعلاج بالأشعة والأدوية الكيميائية، عشن لفترة أطول”.
ولا شك بأن الاختيار بين استعمال العلاج التقليدي أو البديل (أو كليهما) بعد الجراحة يقع على عاتق المريضة بسرطان الثدي.
ويشتمل البرنامج البديل الذي يستعمله د. سكاشتر على عدد من التغييرات الحياتية، بما في ذلك توصيات غذائية توصف وفقا لطريقة أيض المريضة؛ مكملات غذائية فموية كالفيتامينات والمعادن والأنزيمات والأحماض الأمينية والأحماض الدهنية والأعشاب والأطعمة المركزة؛ برنامج حقن من المواد الطبيعية المضادة للسرطان، كالجرعات المرتفعة من الفيتامين ج؛ عمليات إزالة لسموم الجسد؛ برنامج رياضي؛ تخفيف الإجهاد؛ تقنيات لتنشيط طاقة الجسد كالوخز بالإبر؛ علاجات يدوية؛ علاج مثلي؛ وغيرها.
الطعام: توقفي عن استهلاك اللحم الأحمر ومشتقات الألبان
أثبتت أكثر من 100 دراسة علمية أن الدهون المشبعة – أي تلك الموجودة في اللحم الأحمر ومشتقات الألبان – من شأنها أن تزيد من خطر الإصابة بالسرطان.
وهو يعتقد أن “الدهون المشبعة الموجودة في اللحم الأحمر ومشتقات الألبان – تغذي الورم. وفي حال أبعدت هذه الدهون من غذائك – وتتمكن من إبعاد النسبة الأكبر منها بالتوقف عن استهلاك لحم البقر والحمل والعجل ومشتقات الألبان – ستبطئ وتيرة نمو الورم وقد تتمكن حتى من إيقاف نموه”.
وتحتوي جميع مشتقات الألبان، حتى الأنواع الخالية من الدهون، على هورمونات يحتمل أن تساعد على نمو الأورام السرطانية، والتي تعطى للأبقار لتحسين إنتاجها من الحليب، استنادا إلى إليزابيث آن لوينذال، دكتورة في طب العظم، طبيبة عظم واختصاصية في الأمراض السرطانية في ألاباستر، ألاباما. وتقول: “تستعمل صناعة الألبان كثيرا من هذه الهورمونات التي تساعد على نمو سرطان الثدي في التجارب المخبرية”.
إضافة إلى ما سبق، من المحتمل، نظريا على الأقل، أن يكون لجرثومة الورم الحليمي البقرية الموجودة على ضرع البقر الحلوب تأثير يساعد على نمو الأورام في الثدي البشري. وهذه الجرثومة منتشرة بين الأبقار، وهي ترتبط ارتباطا وثيقا بجرثومة الورم الحليمي البشرية المقترنة بسرطان الدماغ لدى الإنسان.
وللدكتور لوينذال في الواقع نظرية تقول بأن سبب الارتفاع السريع في نسبة الإصابة بسرطان الثدي في الدول الغربية قد يكون ناجما عن الاستهلاك المتعاظم لمشتقات الألبان. لهذا السبب، فإنها تنصح جميع مريضاتها بسرطان الثدي بالتوقف عن استهلاك مشتقات الألبان والاستعاضة عنها بجرعة يومية بمقدار 1.500 ملغ من مكمل الكالسيوم المحتوي على الفيتامين د.
الحلويات: الورم يحبها فتجنبيها
أكنت تتناول سكرا على شكل سكروز (السكر الأبيض المكرر) أو فروكتوز، مالتوز، أو دكسترون (أنواع سكر طبيعي تستعمل أيضا في المحليات التجارية)، جميعها تتحول إلى سكر في الدم، أو غلوكوز. ويعتقد بعض الأطباء البديلين أن الخلايا السرطانية تعتمد في نموها على عملية أيضية يقودها الغلوكوز.
وتقول: “أول ما أطلبه من مريضاتي المصابات بسرطان الثدي التوقف عن استهلاك السكر”. ويمكنك ذلك بتجنب جميع أنواع الحلويات وعدم إضافة السكر إلى أي طعام وتناول كمية محدودة من الفواكه وشرب عصير الفاكهة مرة أو مرتين فقط في الأسبوع.
الماء: استعملي الماء المقطر
يطلب د. سايمون من مريضاته استعمال أداة منزلية لتقطير المياه، تبلغ كلفتها حوالى $200. ويشرح السبب قائلا بأن عملية التكرير تزيل جميع المواد المولدة للسرطان المحتملة من مياه الشرب – وهو أمر ضروري لكل من أثبت التشخيص إصابته بالسرطان.
الكحول: يجب تجنبه
الكحول هو مادة مسببة للسرطان. فتناول كأسين أو ثلاث في الأسبوع (ويعادل الكأس قطرة واحدة من المشروبات الروحية المقطرة، 4 أونصات (113.6 سم3) من النبيذ، أو 12 أونصة (340.8 سم3) من البيرة) يضاعف خطر الإصابة بسرطان الثدي، استنادا إلى د. سايمون. ومن شأن كمية الكحول نفسها أن تضاعف من وتيرة نمو الورم، برأيه. بالتالي، على المصابة بسرطان الثدي أن تتوقف عن شرب الكحول.
التبغ: تجنب التدخين – والمدخنين
تشير الإحصاءات إلى أن 30 بالمئة من حالات السرطان ناجمة عن تنشق دخان التبغ المحمل بالمواد المولدة للسرطان. فهو يولد جذيرات حرة، وهي عبارة عن ذرات غير ثابتة من شأنها أن تتلف الحمض النووي وتحفز تكون الأورام السرطانية. كما يحرق الدخان الفيتامينات المضادة للتأكسد، كالفيتامين ج، التي تقي من السرطان، ويتسبب في تآكل الجهاز المناعي، الدفاع الرئيسي ضد السرطان.
فإن كنت من المدخنات وأثبت التشخيص إصابتك بسرطان الثدي، أقلعي عن التدخين. فالتدخين يساعد السرطان على الانتشار. تجنبي أيضا الدخان من الدرجة الثانية.
الرياضة: امشي أربع مرات في الأسبوع
ينمو السرطان في بيئة قليلة الأكسجين. ويرى د. سايمون أن التمارين الهوائية البسيطة تحارب السرطان عبر تنشيط الجهاز المناعي وإدخال الأكسجين في سائر الجسم.
ويعتبر المشي التمرين الأقل كلفة والأكثر سهولة بين التمارين الهوائية. وهو يخضع مريضاته بسرطان الثدي اللواتي تجاوزن الأربعين من العمر ولا يمارسن الرياضة بانتظام لفحص لاستبعاد عوامل الخطر المرتبطة بالقلب والشرايين. وإن أثبت الفحص سلامة أجهزتهن الدموية، يطلب إليهن مباشرة برنامج مشي، وزيادة سرعة التمرين والمسافة تدريجيا، حتى يتمكن من المشي بسرعة لمسافة ميلين أربع مرات في الأسبوع.
تخفيف الإجهاد: يهدئ الذهن
يضعف الإجهاد الذهني (الذهن القلق والمهموم) الجهاز المناعي. أما الراحة الذهنية (أي الذهن الهادئ والمرتاح) فيقوي الجهاز المناعي. وقوة الجهاز المناعي تعني مقاومة أكبر للسرطان. ويقترح د. سايمون أربع طرق لتخفيف الإجهاد الذهني على مريضاته.
• خذي حماما دافئا.
• استمعي إلى موسيقى هادئة.
• قومي بتلاوة الأدعية أو مارسي التأمل، مكررة فكرة أو عملية واحدة (كمراقبة النفس) تكرارا.
• كوني حميمة جنسيا، إما بالممارسة أو بمجرد الضم والعناق.
مكافحة السرطان بالمكملات الغذائية
ثمة مغذيات خاصة أثبتت قدرتها على إبطاء نمو سرطان الثدي. وإليك توصيات لمرضى سرطان الثدي. ولكن نشدد على عدم استعمال المكملات التالية إلا بموافقة طبيبك وإشرافه.
حمض اللينوليك المقترن: يساعد الجهاز المناعي
حمض اللينوليك المقترن هو مركّب في الدهون يتواجد بكثرة لدى الحيوانات، كالمواشي أو الماعز أو الدجاج التي يسمح لها بالتجول والرعي بحرية. واستنادا إلى نظرية العلماء، فإن هذا الحمض هو جزء من مستقبل موجود على سطح الخلايا يخبر الجهاز المناعي ما إذا كانت الخلية طبيعية أو سرطانية. وفي حال افتقر هذا المستقبل إلى حمض اللينوليك المقترن، وتوقف عن العمل بصورة طبيعية، لا يتم التعرف على السرطان، ولا يتم القضاء عليه.
لذا يوصي د. كيلين المصابات بسرطان الثدي بتناول 3.000 ملغ في اليوم من مكمل حمض اللينوليك المقترن.
الجينيستاين: استعمل قوة الصويا المضادة للسرطان
تظهر الدراسات أن الإكثار من أكل مشتقات الصويا، كالتوفو (خثارة فول الصويا)، من شأنه أن يقلص خطر الإصابة بالسرطان. وقد يكون الجينيستاين (genistein)، وهو مادة كيميائية غذائية، المادة المضادة للسرطان الأكثر فاعلية في منتجات الصويا.
فقد أثبتت الأبحاث أن الجينيستاين قادر على قتل الخلايا السرطانية ومنع الورم من الانتشار في الجسم ومن النمو في الأوعية الدموية.
والواقع أن بعض الأطباء منعوا مريضاتهم بسرطان الثدي من زيادة مأخوذهن من الصويا أو مكملات الصويا، كالجينيستاين، بسبب احتوائها على إستروجين نباتي، وهو إستروجين طبيعي يعادل نصف قوة الهورمون الذي يصنعه الجسد. ولكن، أثبتت الدراسات، واحدة تلو الأخرى، أن الإستروجين النباتي لا يزيد من خطر الإصابة بسرطان الثدي ولا يسرع نمو الورم. والحقيقة أن للجينيستاين مفعولا عكسيا تماما، إذ إنه يبطئ نمو الورم، استنادا إلى د. كيلين. وهو يوصي النساء المصابات بسرطان الثدي بتناول 6 ملغ من مكمل الجينيستاين يوميا أو بزيادة مأخوذهن من الصويا.
الأنزيم المساعد COENZYME Q10: يساعد على إيقاف نمو الورم
يساعد هذا المكمل على توليد الطاقة الخلوية التي يعتمد عليها الجسم ليعمل. فحين يكون الجسد شابا ومتمتعا بالصحة، يصنع عادة الأنزيم المساعد Q10 (coQ10) الذي يحتاج إليه. غير أن التقدم في السن أو المرض، قد يسببان نقصا في coQ10، ويؤدي ذلك إلى بيئة خلوية تساعد على نمو الأورام.
وفي دراسة أجريت على مفعول الأنزيم coQ10 في محاربة السرطان،أعطى العلماء 90 ملغ في اليوم من المكمل إلى 32 مريضة بسرطان الثدي. فتراجع حجم الورم جزئيا لدى ست نساء – حوالى 20 بالمئة من اللواتي يتعاطين المكمل. وحين ضاعف الباحثون الجرعة إلى 390 ملغ لإحدى المريضات الست، شفيت تماما.
ويقول د. كيلين: “لو أن هذه النتائج صدرت عن استعمال دواء طبي، لتعالت التهليلات وارتفعت مبيعات شركة الأدوية التي تنتجه. ولكن، بما أن هذه الدراسة أجريت على مغذّ، فإن نتائجها لم تحظ بكثير من الانتباه”.
ويوصي د. كيلين النساء اللواتي يعانين من سرطان الثدي بتناول 100 ملغ من coQ10 يوميا. ولا ضرر من استعمال المكمل على فترات طويلة.