سرطان الدم هو سرطان ينشأ في النسيج المكون للدم. كل عام يتم تشخيص عشرات الألوف من البالغين والأطفال بأنهم مصابون بهذا المرض. إن إلمامك بالرعاية الطبية الخاصة بسرطان الدم يمكنه أن يساعدك على القيام بدور فعال في اتخاذ القرارات المتعلقة بالرعاية الطبية التي ستتلقاها. ولتفهم هذا السرطان، من المفيد أن تعرف كيف تتكون خلايا الدم الطبيعية.
خلايا الدم الطبيعية
تنمو أغلب خلايا الدم من خلايا توجد في النخاع العظمي (Bone Marrow) تسمى الخلايا الجذعية (Stem Cells). ويعد النخاع العظمي هو المادة الرخوة التي توجد في مركز أغلب العظام.
تنضج الخلايا الجذعية لتكوّن أنواعا مختلفة من خلايا الدم، ولكل منها وظيفة محددة:
– خلايا الدم البيضاء (White Blood Cells): وهي تساعد على محاربة العدوى (Infection). وهناك أنواع عديدة من خلايا الدم البيضاء.
– خلايا الدم الحمراء (Red Blood Cells): وهي تحمل الأكسجين إلى الأنسجة في مختلف أنحاء الجسم.
– الصفائح الدموية (Platelets): وهي تساعد على تكوين جلطات الدم التي توقف أي نزيف.
تنشأ خلايا الدم البيضاء، وخلايا الدم الحمراء والصفائح الدموية من الخلايا الجذعية نظرا لحاجة الجسم إليها، وعندما تشيخ الخلايا أو تتعرض للتلف، فإنها تموت، وتحل محلها خلايا جديدة.
وتختلف خلايا الدم البيضاء التي تنتج عن الأرومات النخاعية عن خلايا الدم البيضاء التي تنتج عن الأرومات الليمفاوية.
أغلب خلايا الدم تنضج في النخاع العظمي ثم تنتقل إلى الأوعية الدموية (Blood Vessels). ويسمى الدم الذي يتدفق في الأوعية الدموية وفي القلب الدم المحيطي (Peripheral Blood).
تظهر الصورة التالية كيف تنمو الخلايا الجذعية إلى أنواع مختلفة من خلايا الدم البيضاء. في البداية، تنضج الخلية الجذعية فتتحول إلى خلية جذعية نخاعية أو خلية جذعية ليمفاوية:
– تتحول الخلية الجذعية النخاعية (Myeloid) إلى أرومة (Blast) نخاعية. وقد تكون الأرومة خلية دم حمراء، أو صفائح دموية أو شكلا من الأشكال العديدة لخلايا الدم البيضاء.
– تتحول الخلية الجذعية الليمفاوية (Lymphoid) إلى أرومة ليمفاوية. وقد تكون الأرومة شكلا من الأشكال العديدة لخلايا الدم البيضاء، مثل الخلايا البائية (B Cells) أو الخلايا التائية (T Cells).
خلايا سرطان الدم
في الشخص المصاب بسرطان الدم، ينتج النخاع العظمي خلايا دم بيضاء غير طبيعية، وهذه الخلايا غير الطبيعية هي خلايا سرطان الدم.
على العكس من خلايا الدم الطبيعية، لا تموت خلايا سرطان الدم في الوقت المحدد لموتها، وقد تحيط هذه الخلايا بخلايا الدم البيضاء الطبيعية، وخلايا الدم الحمراء، والصفائح الدموية، وهو الأمر الذي يصعب على خلايا الدم الطبيعية أداء عملها.
أنواع سرطان الدم
يمكن تصنيف أنواع سرطان الدم وفقا لمدى السرعة التي يتطور بها المرض وتزداد حالته سوءا. وسرطان الدم إما أن يكون مزمنا (عادة ما تسوء الحالة فيه ببطء) أو حادّا (عادة ما تسوء الحالة فيه بسرعة):
– سرطان الدم المزمن (Chronic Leukemia): في مرحلة مبكرة من المرض، تكون خلايا سرطان الدم لا تزال قادرة على أداء بعض مهام خلايا الدم البيضاء الطبيعية. وقد لا تظهر أية أعراض على المصابين في البداية، وفي كثير من الأحيان، يكتشف الأطباء سرطان الدم المزمن خلال الفحص الروتيني؛ أي قبل ظهور أية أعراض.
وببطء، تسوء حالة سرطان الدم المزمن. ومع ازدياد أعداد خلايا سرطان الدم في الدم، تظهر الأعراض على المريض، مثل تورم العقد الليمفاوية (Lymph Nodes) أو الإصابة بالعدوى. وعند ظهور الأعراض، عادة ما تكون خفيفة في البداية ثم تزداد سوءا بشكل تدريجي.
– سرطان الدم الحاد (Acute Leukemia): تعجز خلايا سرطان الدم عن أداء مهام خلايا الدم البيضاء الطبيعية تماما. وتتزايد أعداد خلايا سرطان الدم بسرعة كبيرة. وعادة ما تسوء حالة سرطان الدم الحاد بسرعة.
من الممكن أيضا تصنيف أنواع سرطان الدم طبقا لنوع خلية الدم البيضاء المصابة، فقد يبدأ سرطان الدم في الخلايا الليمفاوية أو الخلايا النخاعية. انظر لصورة هذه الخلايا الواردة في هذا الكتيب ويسمى سرطان الدم الذي يصيب الخلايا الليمفاوية سرطان دم ليمفاويّا (Lymphoid) أو ابيضاضا ليمفاويّا (Lymphocytic) أو ابيضاض الأرومات الليمفاوية (Lymphoblastic Leukemia). أما سرطان الدم الذي يصيب الخلايا النخاعية فيسمى سرطان دم نخاعيّا (Myeloid) أو ابيضاضا نخاعيّا (Myelogenous)، أو ابيضاض الأرومات النخاعية (Myeloblastic Leukemia).
أربعة أنواع شائعة من سرطان الدم:
– سرطان الدم الليمفاوي المزمن (Chronic Lymphocytic Leukemia): يصيب سرطان الدم الليمفاوي المزمن كل الخلايا الليمفاوية، وعادة ما ينمو ببطء. وفي أغلب الحالات، تكون أعمار المرضى المصابين بسرطان الدم قد تجاوزت الخامسة والخمسين. وهو لا يكاد يصيب الأطفال على الإطلاق.
– سرطان الدم النخاعي المزمن (Chronic Myeloid Leukemia): يصيب سرطان الدم النخاعي المزمن الخلايا النخاعية، وعادة ما ينمو ببطء في البداية. ويصيب هذا النوع من سرطان الدم حوالي 5000 حالة جديدة كل عام. وهو يصيب الأشخاص البالغين بشكل أساسي.
– سرطان الدم الليمفاوي الحاد (Acute Lymphocytic Leukemia): يصيب سرطان الدم الليمفاوي الحاد الخلايا الليمفاوية، وعادة ما ينمو بسرعة. ويصيب هذا النوع من سرطان الدم أكثر من 5000 حالة جديدة كل عام. ويعد سرطان الدم الليمفاوي الحاد أكثر سرطانات الدم شيوعا بين الأطفال الصغار، علاوة على أنه يصيب الأشخاص البالغين أيضا.
– سرطان الدم النخاعي الحاد (Acute Myeloid Leukemia): يصيب سرطان الدم النخاعي الحاد الخلايا النخاعية وعادة ما ينمو بسرعة. ويصيب هذا النوع من سرطان الدم حوالي 13000حالة جديدة كل عام. وهو يصيب الأطفال والأشخاص البالغين.
عوامل الخطورة
عندما يقال لك إنك مصاب بسرطان، من الطبيعي أن تتساءل عما تسبب في إصابتك بهذا المرض. ولا أحد يعرف بالضبط الأسباب الحقيقية وراء الإصابة بسرطان الدم، فنادرا ما يعرف الأطباء لماذا يصاب شخص ما بسرطان الدم، ولا يصاب به شخص آخر. ولكن الأبحاث تظهر أن هناك عوامل خطورة (Risk Factors) تزيد احتمالات إصابة شخص ما بهذا المرض.
قد تختلف عوامل الخطر وفقا لاختلاف نوع سرطان الدم:
– الإشعاع (Radiation): فالأشخاص الذين يتعرضون لنسب عالية من الإشعاع تزداد احتمالات إصابتهم بسرطان الدم النخاعي الحاد، أو سرطان الدم النخاعي المزمن، أو سرطان الدم الليمفاوي الحاد مقارنة بغيرهم من الناس.
– انفجارات القنابل الذرية: حيث ينجم عن انفجارات القنابل الذرية نسب عالية من الإشعاع (كالتي انفجرت في اليابان في أثناء الحرب العالمية الثانية)، فالأشخاص، وبخاصة الأطفال، الذين نجوا من القنبلة الذرية، يكونون في خطر متزايد للإصابة بسرطان الدم.
– العلاج الإشعاعي (Radiation Therapy): مصدر آخر للتعرض لنسب عالية من الإشعاع هو العلاج الطبي للسرطان وغيره من الأمراض، فالعلاج الإشعاعي قد يزيد خطر الإصابة بسرطان الدم.
– استخدام الأشعة السينية (X Rays) في التشخيص: فاستخدام أطباء الأسنان وغيرهم للأشعة السينية في تشخيص الحالة (مثل الأشعة المقطعية بالكمبيوتر (CT Scan) يعرض الأشخاص لنسب أقل بكثير من الإشعاع، ولا يزال من غير المعروف ما إذا كان تعرض الأطفال أو البالغين لنسب الإشعاع القليلة تلك ترتبط بإصابتهم بسرطان الدم أم لا، ولا يزال الباحثون يدرسون ما إذا كان التعرض للأشعة السينية يزيد خطر الإصابة بسرطان الدم. كما أنهم يدرسون ما إذا كان التعرض للأشعة المقطعية بالكمبيوتر في أثناء الطفولة يرتبط بزيادة خطر الإصابة بسرطان الدم.
– التدخين: فتدخين السجائر يزيد خطر الإصابة بسرطان الدم النخاعي الحاد.
– البنزين (Benzene): فالتعرض للبنزين في مكان العمل قد يسبب سرطان الدم النخاعي الحاد، كما أنه قد يسبب سرطان الدم النخاعي المزمن، أو سرطان الدم الليمفاوي الحاد، ويستخدم البنزين على نطاق واسع في الصناعات الكيميائية، كما يتواجد أيضا في دخان السجائر والجازولين.
– العلاج الكيميائي (Chemotherapy): فمرضى السرطان الذين يعالجون بأنواع معينة من العقاقير المقاومة للسرطان يصابون في بعض الأحيان في وقت لاحق بسرطان الدم النخاعي الحاد أو سرطان الدم الليمفاوي الحاد. على سبيل المثال، يرتبط العلاج ببعض العقاقير مثل العوامل المؤلكلة (Alkylating Agents) أو مثبطات التوبويزوميراس (Topo isomerase Inhibitors) باحتمال ضعيف للإصابة بسرطان الدم الحاد في وقت لاحق.
– متلازمة داون (Down Syndrome) وبعض الأمراض الوراثية (Inherited) الأخرى: فمتلازمة داون وبعض الأمراض الوراثية الأخرى تزيد خطر الإصابة بسرطان الدم الحاد.
– متلازمة خلل التنسج النخاعي (Myelodysplastic Syndrome) وبعض اضطرابات الدم الأخرى: فالأشخاص المصابون باضطرابات معينة في الدم يزداد خطر إصابتهم بسرطان الدم النخاعي الحاد.
– فيروس سرطان دم الخلايا التائية من النوع الأول (Human T-cell Leukemia virus type I) فالأشخاص المصابون بهذا المرض يرتفع خطر إصابتهم بنوع نادر من سرطان الدم ويعرف بسرطان دم الخلايا التائية لدى البالغين، ورغم أن هذا الفيروس قد يسبب هذا المرض النادر، فإن سرطان دم الخلايا التائية لدى البالغين وغيرها من أنواع سرطان الدم ليست معدية.
– تاريخ العائلة مع سرطان الدم: من النادر أن يتواجد أكثر من مريض واحد بسرطان الدم داخل أية أسرة. وعندما يحدث ذلك، فإنه يصاب على الأرجح بسرطان الدم الليمفاوي المزمن. ورغم ذلك، نجد عددا قليلا من مرضى سرطان الدم الليمفاوي المزمن لديهم والد أو والدة أو شقيق أو شقيقة أو ابن مصاب بالمرض نفسه.
إن وجود عامل أو أكثر من عوامل الخطورة لا يعني أن الشخص سيصاب بسرطان الدم حتما، فأغلب الأشخاص الذين تتواجد لديهم عوامل الخطورة لا يصابون بسرطان الدم مطلقا.
أعراض سرطان الدم
مثل كل خلايا الدم، تنتقل خلايا سرطان الدم لكل أنحاء الجسم. وتتوقف أعراض المرض على عدد خلايا سرطان الدم في الجسم، وأيضا المكان الذي تتراكم فيه.
قد لا تظهر أية أعراض على الأشخاص المصابين بسرطان الدم الحاد، وقد يكتشف الطبيب المرض عند إجراء فحص روتيني للدم.
عادة ما يذهب مرضى سرطان الدم الحاد إلى الأطباء لشعورهم بالتعب. فإذا كان المخ مصابا، فقد يشعرون بصداع، ورغبة في القيء وتشوش، ويفقدون سيطرتهم على عضلاتهم، أو ما يعرف باختلاج العضلات (seizures). وقد يؤثر سرطان الدم أيضا على أجزاء أخرى من الجسم مثل الجهاز الهضمي (Digestive tract) أو الكليتين أو الرئتين أو القلب أو الخصيتين (testes).
الأعراض الشائعة لسرطان الدم المزمن أو الحاد
– تورم العقد الليمفاوية وهو أمر لا يكون مؤلما في العادة (خاصة العقد الليمفاوية الموجودة في الرقبة أو الإبط)
– تكرر الإصابة بالحمى أو تصبب العرق في أثناء النوم
– تكرار العدوى
– الشعور بالضعف أو الإرهاق
– النزيف والإصابة بكدمات بسهولة (نزيف اللثة، وظهور بقع قرمزية على الجلد، أو أية بقع حمراء تحت الجلد)
– انتفاخ المعدة أو شعور بعدم الراحة فيها (من انتفاخ الطحال أو الكبد)
– فقد الوزن دون سبب واضح
– آلام في العظام أو المفاصل
في كثير من الأحيان، لا ترجع هذه الأعراض إلى الإصابة بسرطان، فأي عدوى أو مشكلة صحية أخرى قد تسبب هذه الأعراض أيضا. والطبيب وحده هو القادر على حسم هذه المسألة.
على أي مريض يشعر بهذه الأعراض أن يخبر طبيبه حتى يتسنى له تشخيص الحالة وعلاجها في وقت مبكر قدر الإمكان.
تشخيص سرطان الدم
أحيانا يكتشف الأطباء إصابة شخص بسرطان الدم بعد إجراء فحص روتيني للدم. فإذا ظهرت عليك أعراض تشير لوجود سرطان في الدم، فسوف يحاول طبيبك أن يحدد سبب مشكلاتك. وقد يسألك الطبيب عن تاريخك الشخصي والعائلي.
وقد تخضع لاختبار أو عدة اختبارات مما يلي:
– فحص سريري: يفحص الطبيب العقد الليمفاوية المنتفخة، أو الطحال، أو الكبد.
– فحوصات دم: يقوم المعمل بإجراء تحليل دم كامل (Complete blood count) لمعرفة أعداد خلايا الدم البيضاء والحمراء والصفائح الدموية لديك، فسرطان الدم يسبب ارتفاعا كبيرا في عدد خلايا الدم البيضاء. كما أنه قد يسبب انخفاضا شديدا في عدد الصفائح الدموية والهيموجلوبين (Hemoglobin) الذي يوجد داخل خلايا الدم الحمراء.
– أخذ عينة (Biopsy): ينتزع الطبيب عينة نسيج للكشف عن الخلايا السرطانية. ويعتبر أخذ العينة هو الطريقة الوحيدة المضمونة لمعرفة ما إذا كانت خلايا سرطان الدم توجد في النخاع العظمي أم لا. وقبل أخذ العينة، يتم استخدام مخدر موضعي (Local Anesthesia) لتخدير المنطقة التي يتم الحصول على عينة منها، مما يساعد على تقليل الألم. كما يزيل الطبيب جزءا من النخاع العظمى لعظمة الورك أو أية عظمة أخرى كبيرة. ويستخدم أخصائي علم الأمراض (Pathologist) المجهر للتأكد من وجود خلايا سرطان الدم في النسيج.
وهناك طريقتان يمكن لطبيبك من خلالهما الحصول على النخاع العظمي. وبعض الناس يخضعون للاثنين خلال الجلسة العلاجية نفسها.
– شفط النخاع العظمي (Bone marrow aspiration): يستخدم الطبيب إبرة مفرغة لأخذ عينة من نسيج النخاع العظمي.
– خزعة النخاع العظمي (Bone marrow biopsy): يستخدم الطبيب إبرة سميكة ومفرغة لإزالة قطعة صغيرة من العظم والنخاع العظمي.
اختبارات أخرى لسرطان الدم
تتوقف الاختبارات التي يطلبها منك الطبيب على الأعراض التي تشعر بها، ونوع سرطان الدم الذي تعانيه. وقد تخضع لاختبارات أخرى مثل:
– خريطة الصبغيات (Cytogenetics): يفحص المعمل صبغيات (Chromosomes) الخلايا من عينات الدم، أو النخاع العظمي، أو العقد الليمفاوية. وفي حالة وجود صبغ غير طبيعي، سوف يظهر الاختبار أي نوع من سرطان الدم تعاني. على سبيل المثال، عند الكشف على مرضى سرطان الدم النخاعي المزمن نجد صبغا غير طبيعي يسمى صبغ فيلادلفيا (Philadelphia chromosome).
– البزل القطني (Spinal tap): قد يزيل الطبيب جزءا من السائل النخاعي (Cerebrospinal fluid) وهو السائل الذي يملأ الفراغات والمساحة المحيطة بالمخ والنخاع العظمي – ويستخدم الطبيب إبرة طويلة رفيعة لإزالة السائل من الجزء السفلي للعمود الفقري. وتحتاج هذه العملية حوالي 30 دقيقة ويتم إجراؤها تحت تأثير مخدر موضعي. ويجب أن تستلقي لساعات طويلة بعد هذا الإجراء حتى لا تصاب بأي صداع. ويفحص المعمل السائل ليتأكد من وجود خلايا سرطان الدم أو أية علامات أخرى للمرض.
– تصوير الصدر بالأشعة السينية (Chest X-Ray): قد تظهر الأشعة السينية العقد الليمفاوية المتورمة أو أية علامات أخرى للمرض في منطقة الصدر.
علاج سرطان الدم
هناك عدة خيارات للعلاج بالنسبة لمرضى سرطان الدم. فهناك الانتظار اليقظ (Watchful waiting)، والعلاج الكيميائي (Chemothe rapy) والعلاج الموجه (Targeted therapy)، والعلاج البيولوجي (Biological ther apy)، والعلاج الإشعاعي (Radiation therapy)، وزرع الخلايا الجذعية (Stem cell transplant). فإذا كان الطحال متضخما، فقد يقترح الطبيب إجراء جراحة لاستئصاله. وفي بعض الأحيان، يتم استخدام مزيج من طرق العلاج.
ويتوقف اختيار طريقة العلاج في الأساس على ما يلي:
– نوع سرطان الدم (حاد أم مزمن)
– سن المريض
– تواجد خلايا سرطان الدم في السائل النخاعي
وقد يتوقف أيضا على سمات معينة لخلايا سرطان الدم. كما أن الطبيب يضع في اعتباره الأعراض التي يعانيها المريض، فضلا عن صحته العامة.
يحتاج مرضى سرطان الدم الحاد لتلقي علاج في الحال. والهدف من العلاج هو تدمير علامات سرطان الدم الموجودة في الجسم والتخلص من الأعراض. ويسمى ذلك تخفيف حالة المرض (Remission). وبعد خضوع المريض لهذا الإجراء، قد يتلقى مزيدا من العلاج لمنع حدوث أي انتكاس (Relapse). وهذا النوع من العلاج يسمى العلاج الترسيخي (Consolidation therapy) أو المعالجة الوقائية (maintenance therapy). وكثير من مرضى سرطان الدم الحاد يمكن شفاؤهم بفضل الله.
إذا كنت تعاني سرطان الدم المزمن دون أن تظهر عليك أية أعراض، فقد تحتاج للخضوع للعلاج في الحال، وسوف يتابع الطبيب حالتك الصحية عن كثب حتى يبدأ العلاج عند ظهور أية أعراض عليك، أما عدم تلقي أي علاج في الحال فيسمى الانتظار اليقظ.
عندما تكون هناك حاجة لتلقي علاج سرطان الدم المزمن، عادة ما يتحكم ذلك في المرض وأعراضه. وقد يتلقى المريض معالجة وقائية لمساعدته على تخفيف حالة المرض، ولكن نادرا ما يتم علاج سرطان الدم المزمن بالعلاج الكيميائي. وإنما يتمثل العلاج في زراعة خلايا جذعية لبعض مرضى سرطان الدم المزمن.
قد يصف الطبيب لك خيارات العلاج، والنتائج المحتملة، والأعراض الجانبية (Side effects) محتملة الظهور. وقد تعمل مع الطبيب على تطوير خطة علاج توفي احتياجاتك الطبية وأيضا الشخصية.
قد ترغب في التحدث مع طبيبك عن المشاركة في تجربة سريرية (Clinical trial)، وهي دراسة بحثية لطرق العلاج الجديدة. انظر إلى الجزء الوارد تحت عنوان المشاركة في الأبحاث السرطانية.
قد يحولك الطبيب إلى متخصص، وبإمكانك أن تطلب ذلك من الطبيب بنفسك. ومن متخصصي علاج سرطان الدم أخصائي الدم (Hematologist)، وأخصائي علاج الأورام بالعقاقير ((Medical Oncologist، وأخصائي علاج الأورام بالإشعاع (Radiation Oncologist). ويعالج أخصائي علاج أورام الأطفال بالإشعاع (Pediatric oncologist)، وأخصائي الدم سرطان الدم لدى الأطفال. وقد يتضمن الفريق القائم على رعايتك الصحية ممرضة متخصصة في علاج الأورام (Oncology nurse)، وأخصائي تغذية علاجية (Registered dietitian).
متى كان ذلك ممكنا، يجب أن يتلقى المريض العلاج في مركز طبي يضم أطباء متخصصين في علاج سرطان الدم، فإن لم يكن ذلك متاحا، فقد يناقش الطبيب مع المريض خطة العلاج مع المتخصص الموجود في مثل هذا المركز.
قبل بدء العلاج، اطلب من الفريق القائم على رعايتك الصحية أن يشرح لك الأعراض الجانبية المحتملة وكيف يمكن للعلاج أن يغير أنشطتك المعتادة، فنظرا لأن علاج الأمراض السرطانية يدمر في كثير من الأحيان الخلايا والأنسجة السليمة، من الشائع أن تظهر أعراض جانبية. وقد تختلف الأعراض الجانبية من شخص لآخر، وقد تتغير من جلسة علاج إلى أخرى.
الانتظار اليقظ
من الممكن لمرضى سرطان الدم الليمفاوي المزمن الذين لم تظهر عليهم أية أعراض تأجيل تلقي أي علاج. وبتأخير تلقي العلاج، فإنهم يتجنبون الأعراض الجانبية له حتى تظهر عليهم أعراض المرض.
إذا اتفقت أنت وطبيبك على أن الانتظار اليقظ فكرة جيدة، فسوف تخضع لفحوصات دورية منتظمة (كل ثلاثة أشهر مثلا). وقد تبدأ العلاج عند ظهور الأعراض عليك.
رغم أن الانتظار اليقظ يجنبك الأعراض الجانبية المصاحبة لعلاج السرطان أو يؤخر ظهورها، فإن لهذا الخيار مخاطره، فقد يقلل فرص التحكم في سرطان الدم قبل أن تزداد الحالة سوء.
قد ترفض فكرة الانتظار اليقظ إذا كنت لا تحبذ فكرة العيش دون تلقي علاج لسرطان الدم، فبعض الناس يفضلون علاج السرطان على الفور.
إذا اخترت العلاج اليقظ، ولكن المخاوف تزايدت بداخلك، فإنه يجب أن تناقش ما تشعر به مع طبيبك، فدائما ما يكون هناك حل آخر متاح.
العلاج الكيميائي
يعالج عدد كبير من مرضى سرطان الدم بواسطة الكيميائي، ويستخدم العلاج الكيميائي عقاقير لتدمير خلايا سرطان الدم.
بناء على نوع سرطان الدم، قد تحصل على عقار واحد أو اثنين أو أكثر.
وقد تتلقى العلاج الكيميائي بعدة طرق مختلفة:
– عن طريق الفم: بعض العقاقير عبارة عن حبوب يمكنك بلعها.
– في الوريد IV (intravenous): يتم الحصول على هذا العقار من خلال إبرة أو أنبوبة تحقن في الوريد.
– من خلال قثطار (Catheter) (أنبوب رفيع ومرن): يوضع الأنبوب في وريد ضخم، عاد في الجزء العلوي من الصدر. ويعد الأنبوب الذي يظل في مكانه مفيدا بالنسبة للمرضى الذين يحتاجون كثيرا إلى حقن الوريد. ويحقن أخصائي الرعاية الصحية العقاقير في القثطار، بدلا من حقنه في الوريد مباشرة. وهذه الطريقة تجنب المريض الحاجة لحقنه عدة مرات، الأمر الذي يسبب شعورا بعدم الراحة ويجرح الأوردة والجلد.
– في السائل النخاعي: إذا وجد أخصائي علم المرض خلايا سرطان الدم في السائل الذي يحيط بالمخ والنخاع، فقد يأمر الطبيب بعلاج كيميائي نخاعي (Intrathecal chemotherapy). ويحقن الطبيب العقاقير مباشرة في السائل النخاعي. ويتم الحصول على العلاج الكيميائي النخاعي بطريقتين:
– في السائل النخاعي: يحقن الطبيب العقاقير في السائل النخاعي.
– أسفل فرو الرأس: يتلقى بعض المرضى من الأطفال والبالغين العلاج الكيميائي من خلال قثطار مخصص يسمى مستودع أومايا (Ommaya reservoir)، فيضع الطبيب القثطار أسفل فروة الرأس، ويحقن العقاقير في القثطار. وهذه الطريقة تجنب المريض ألم الحقن في السائل النخاعي.
ويستخدم العلاج الكيميائي النخاعي لأن الكثير من العقاقير التي تحقن في الوريد أو تؤخذ عن طريق الفم تعجز عن المرور في جدران الأوعية الدموية الضيقة التي توجد في المخ والنخاع العظمي. وهذه الشبكة من الأوعية الدموية تعرف بالحائل الدموي الدماغي (Blood brain barrier).
عادة ما يتم تلقي العلاج الكيميائي على مراحل، ولكل مرحلة فترة علاج تتبعها فترة راحة.
قد تتلقى علاجك في مركز طبي، أو في عيادة الطبيب، أو في المنزل. وقد يحتاج بعض الناس إلى البقاء في مستشفى لتلقي العلاج.
الأعراض الجانبية
تتوقف الأعراض الجانبية في الأساس على العقاقير التي يتم تعاطيها وكميتها. والعلاج الكيميائي يقتل خلايا سرطان الدم سريعة النمو، ولكن العقار قد يضر أيضا بالخلايا الطبيعية التي تنقسم بسرعة كبيرة:
– خلايا الدم: عندما يقلل العلاج الكيميائي مستويات خلايا الدم السليمة، فإنك تميل للإصابة بالعدوى، أو الكدمات أو النزيف بسرعة، كما أنك تشعر بالتعب والإرهاق الشديدين. وسوف تخضع لفحوصات دم للتأكد من انخفاض عدد خلايا الدم، فإذا كانت خلايا الدم لديك منخفضة، فإن الفريق القائم على رعايتك سوف يوقف العلاج الكيميائي لبعض الوقت أو يقلل الجرعة المستخدمة. كما أن هناك أدوية قد تساعد جسمك على تصنيع خلايا دم جديدة. أو قد تحتاج لنقل دم (Transfusion).
– خلايا جذور الشعر: قد يتسبب العلاج الكيميائي في تساقط الشعر. فإذا تساقط شعرك، فسوف ينمو من جديد، ولكنه قد يكون مختلفا بعض الشيء من حيث اللون والملمس.
– الخلايا التي تبطن الجهاز الهضمي: قد يسبب العلاج الكيميائي ضعف الشهية، والشعور بدوار والقيء والإسهال، أو قرح الفم أو الشفتين. اسأل الفريق القائم على رعايتك عن أدوية أو أية طرق أخرى من شأنها أن تساعدك على التأقلم مع هذه المشكلات.
– الحيوانات المنوية أو البويضات: بعض أنواع العلاج الكيميائي قد تسبب العقم (Infertility).
– الأطفال: أغلب الأطفال الذين يتلقون علاجا لسرطان الدم يتمتعون بخصوبة طبيعية عند كبرهم، إلا أن بعض الأولاد والبنات قد يصابون بالعقم عند البلوغ وهو ما يتوقف على العقاقير وجرعات العلاج وأيضا سن المريض.
– الرجال البالغين: قد يضر العلاج الكيميائي بالحيوانات المنوية، وقد يتوقف الرجال عن تصنيع حيوانات منوية من الأساس. ولأن هذه التغيرات التي تطرأ على الحيوانات المنوية قد تكون دائما، يجمد بعض الرجال حيواناتهم المنوية ويودعونها في بنوك قبل خضوعهم للعلاج (Sperm Banking).
– السيدات البالغات: قد يضر العلاج الكيميائي بالمبيض، وقد تصبح الدورة الشهرية غير منتظمة وقد تنقطع تماما، وقد تشعر السيدات بأعراض انقطاع الطمس (Menopause)؛ مثل حدوث الهبّات الساخنة وجفاف المهبل. ويجب أن تطلب السيدات اللاتي يردن الحمل في المستقبل من الفريق القائم على رعايتهن حفظ بويضاتهن قبل بدء العلاج.
العلاج الموجه
قد يحصل مرضى سرطان الدم النخاعي المزمن وبعض مرضى سرطان الدم الليمفاوي الحاد على عقاقير تسمى العلاج الموجه. وقد كانت أقراص الإماتينيب (Imatinib) أو الجليفيك (Gleevec) أول العقاقير الموجهة التي اعتُمدت لعلاج سرطان الدم النخاعي المزمن. وهناك عقاقير أخرى موجهة تستخدم الآن.
تستخدم طرق العلاج الموجه عقاقير تمنع نمو خلايا سرطان الدم. على سبيل المثال، قد يمنع العلاج الموجه عمل البروتين غير الطبيعي الذي يحفز نمو خلايا سرطان الدم.
وتشمل أعراضه الجانبية التورم، والانتفاخ، وزيادة مفاجئة في الوزن. وقد يسبب العلاج الموجه أيضا فقر الدم (Anemia)، أو الدوخة أو القيء أو الإسهال، أو تشنج العضلات، أو الطفح الجلدي. وسوف يتابع الفريق القائم على رعايتك الصحية العلامات المصاحبة للعلاج الموجه.
العلاج البيولوجي
يحصل بعض مرضى سرطان الدم على عقاقير تسمى العلاج البيولوجي. والعلاج البيولوجي لسرطان الدم هو علاج يحسن أجهزة تحصين الجسم الطبيعية من المرض.
وأحد أنواع العلاج البيولوجي مادة تسمى الأجسام المضادة وحيدة النسيلة (monoclonal antibody). ويتم الحصول على هذه المادة من خلال الحقن الوريدي (Infusion)، وهذه المادة ترتبط بخلايا سرطان الدم. وتحمل أحد أنواع الأجسام المضادة وحيدة النسيلة مادة سامة تقتل خلايا سرطان الدم. وهناك نوع آخر يساعد الجهاز المناعي (Immune system) على تدمير خلايا سرطان الدم.
بالنسبة لبعض مرضى سرطان الدم النخاعي المزمن، يتمثل العلاج البيولوجي في عقار يسمى الإنترفيرون (Interferon). ويتم حقنه أسفل الجلد أو في أية عضلة، وقد يبطئ العقار نمو خلايا سرطان الدم.
بإمكانك أن تتلقى علاجك في عيادة، أو في مكتب الطبيب أو في المستشفى. وهناك عقاقير تعطى للمريض في الوقت نفسه لتمنع الأعراض الجانبية.
تختلف الأعراض الجانبية للعلاج البيولوجي حسب المواد المستخدمة، كما تختلف من شخص لآخر. ومن الشائع أن يسبب العلاج البيولوجي طفحا جلديّا أو تورم الموضع الذي يتم حقن العقار فيه. وقد تسبب أيضا صداعا أو آلاما في العضلات، أو الحمى أو ضعفا عامّا. وقد يفحص الفريق القائم على رعايتك دمك للتأكد من عدم إصابتك بفقر الدم أو أية مشكلات أخرى.
العلاج الإشعاعي
يستخدم العلاج الإشعاعي (ويسمى أيضا المعالجة بالإشعاع) أشعة عالية الطاقة لقتل خلايا سرطان الدم. ويتلقى مرضى سرطان الدم العلاج الإشعاعي في أي مستشفى أو عيادة.
يتلقى بعض الناس الإشعاع من جهاز كبير يوجه إلى الطحال أو المخ أو أية أجزاء أخرى من الجسم تجتمع فيها خلايا سرطان الدم. وهذا النوع من العلاج يستمر خمسة أيام في الأسبوع طوال أسابيع عديدة. والبعض يتلقى العلاج الإشعاعي مرة أو مرتين كل يوم لبضعة أيام، الأمر الذي عادة ما يتم قبل زراعة خلايا جذعية.
وتتوقف الأعراض الجانبية للعلاج الإشعاعي في الأساس على جرعة الإشعاع والجزء المستهدف من الجسم. على سبيل المثال، قد يسبب تلقي علاج إشعاعي على المعدة دوارا، وقيئا وإسهالا. كما أن المنطقة من الجلد التي تلقى العلاج قد تصبح حمراء وجافة ولينة. وقد يتساقط أيضا شعر المنطقة التي تخضع للعلاج.
من المحتمل أن تشعر بتعب شديد في أثناء تلقي العلاج الإشعاعي، خاصة بعد أسابيع عديدة من العلاج. ومن ثم، تصبح الراحة أمرا مهمّا، ولكن عادة ما ينصح الأطباء المرضى بمحاولة ممارسة أنشطتهم مثلما اعتادوا.
رغم أن الأعراض الجانبية للعلاج الإشعاعي قد تكون مزعجة، فعادة ما يكون من الممكن علاجها أو التحكم فيها. بإمكانك أن تتحدث مع طبيبك عن الطرق التي من شأنها تخفيف هذه المشكلات.
قد يكون من المفيد أيضا أن تعرف أنه في أغلب الحالات، لا تكون الأعراض الجانبية دائمة، ولكنك قد ترغب في مناقشة طبيبك في الأعراض الجانبية للعلاج الإشعاعي على المدى الطويل.
زراعة الخلايا الجذعية
بعض مرضى سرطان الدم يخضعون لعملية زراعة خلايا جذعية. وتمكنك زراعة الخلايا الجذعية من تلقي العلاج بجرعات كبيرة من العقاقير أو الإشعاع أو كليهما، فالتعرض لجرعات كبيرة يدمر خلايا سرطان الدم وأيضا خلايا الدم الطبيعية الموجودة في النخاع العظمي. وبعدما تخضع لعلاج كيميائي بجرعات كبيرة، أو علاج إشعاعي أو كليهما، فإنك تحصل على خلايا جذعية سليمة من خلال وريد كبير (الأمر أشبه بنقل الدم). وتنمو خلايا دم جديدة من الخلايا الجذعية المزروعة. وتحل خلايا الدم الجديدة محل الخلايا التي تم تدميرها بسبب العلاج.
تتم زراعة الخلايا الجذعية في المستشفى، وقد يتم الحصول على الخلايا الجذعية من المريض نفسه أو من شخص يتبرع له بالخلايا الجذعية:
– في حالة الحصول على الخلايا الجذعية من المريض: تستخدم خلايا جذعية ذاتية المنشأ (Autologous stem cell transplant) عند زراعة خلايا جذعية خاصة بالمريض. وقبل أن يخضع المريض لجرعات كبيرة من العلاج الكيميائي أو الإشعاعي، تتم إزالة الخلايا الجذعية من الجسم. وقد تتم معالجة الخلايا الجذعية لتقتل أية خلايا لسرطان الدم. ويتم حفظ خلاياك الجذعية وتجميدها، وبعدما تخضع لجرعات كبيرة من العلاج الكيميائي أو الإشعاعي، تتم إذابة خلاياك الجذعية وإعادتها للمريض من جديد.
– في حالة الحصول على الخلايا الجذعية من أحد أفراد العائلة أو أي متبرع آخر: تستخدم الخلايا الجذعية الخيفية (allogeneic stem cell transplant) عند زراعة خلايا جذعية سليمة من أي متبرع. وقد يكون أخوك أو أختك أو أحد الوالدين هو المتبرع، وفي أحيان أخرى تأتي الخلايا الجذعية من متبرع من غير الأقارب. ويجري الأطباء فحوصات دم لتحديد مدى تناسب الخلايا الجذعية للمتبرع مع خلاياك.
– من توأم متماثل: إذا كان لدى المريض توأم متماثل، تستخدم خلايا جذعية مسانجة (Syngeneic stem cell transplant) من التوأم السليم.
وتأتي الخلايا الجذعية من مصادر قليلة. وعادة ما تأتي الخلايا الجذعية من الدم (زراعة خلايا جذعية محيطية Peripheral stem cell transplant). أو تأتي من النخاع العظمي (زراعة خلايا نخاعية Bone marrow transplant). ومن المصادر الأخرى للخلايا الجذعية دم الحبل السري (Umbilical cord blood)؛ حيث يتم الحصول على دم الحبل السري من طفل حديث الولادة وتخزينه في مجمد. وعندما يتلقى شخص ما خلايا جذعية من دم الحبل السري يسمى زراعة دم الحبل السري (Umbilical cord blood transplant).
بعد زراعة الخلايا الجذعية، قد تظل في المستشفى لأسابيع عديدة أو حتى أشهر. كما أنك تكون معرضا للإصابة بالعدوى والنزيف نظرا لجرعات العلاج الكيميائي أو الإشعاعي الكبيرة التي تتعرض لها. وفي الوقت المحدد، سوف تبدأ الخلايا الجذعية المزروعة في توليد خلايا دم سليمة.
من المشكلات التي تنشأ عن زراعة خلايا جذعية من متبرع مشكلة رفض الخلايا المزروعة أو ما يعرف داء الطعم حيال الثوي (graft-versus-host-disease)؛ حيث تهاجم خلايا الدم البيضاء الموجودة في الخلايا الجذعية المزروعة الأنسجة الطبيعية للمريض. وفي كثير من الأحيان، تتأثر الكبد أو الجلد أو الجهاز الهضمي بهذه المشكلة. وقد يكون رفض الخلايا المزروعة متوسطا أو حادّا للغاية. وقد يحدث في أي وقت بعد الزراعة، ربما بعد سنوات منها. وقد تفيد بعض العقاقير مثل الستيرودات (Steroids) في هذه الحالة.
استشارة طبيب آخر
قبل بدء العلاج، قد ترغب في أخذ رأي طبيب آخر عن تشخيص حالتك وخطة العلاج. ويخشى بعض الناس أن يشعر الطبيب بإساءة إذا ما أخذوا رأي طبيب آخر. ولكن عادة ما يكون العكس هو الصحيح، فأغلب الأطباء يرحبون بأي رأي آخر. كما أن العديد من شركات التأمين الصحي تسدد تكلفة الرأي الثاني إذا طلبته أنت وطبيبك.
إذا حصلت على رأي آخر، فقد يوافق الطبيب على تشخيص طبيبك الأول وخطته في العلاج، أو قد يقترح الطبيب الثاني خطة أخرى. أيّا كان الوضع، فإنك تحصل على مزيد من المعلومات، وربما إحساسا أكبر بسيطرتك على الوضع. وقد تشعر بثقة أكبر في القرارات التي تتخذها، لمعرفتك أنك اطلعت على كل الخيارات المتاحة أمامك.
قد تحتاج إلى بعض الوقت والجهد حتى تجمع تقاريرك الطبية وترى طبيبا آخر. في أغلب الحالات، لا تكون هناك مشكلة في التأخر أسابيع عديدة حتى تحصل على رأي طبيب آخر، فتأجيل بدء العلاج عادة ما لا يجعل العلاج أقل كفاءة. ولتتأكد من ذلك، يجب أن تناقش مسألة التأجيل مع طبيبك، فبعض مرضى سرطان الدم يحتاجون لبدء العلاج على الفور.
هناك طرق عديدة لتعثر على طبيب يعطيك رأيا آخر. بإمكانك أن تسأل طبيبك، أو أية جمعية طبيبة محلية أو دولية، أو أي مستشفى قريب منك، أو أية مدرسة طبيبة عن أسماء متخصصين.
كما أن المجموعات الخيرية غير الربحية المهتمة بسرطان الدم قد تفيدك كثيرا.
الرعاية الداعمة
قد يؤدي سرطان الدم وعلاجه إلى مشكلات صحية أخرى. ويمكنك أن تحصل على الرعاية الداعمة قبل تلقي علاج السرطان أو في أثنائه أو بعده.
والرعاية الداعمة هي علاج لمنع العدوى أو محاربتها، والتحكم في الألم وغيره من الأعراض، وتخفيف الأعراض الجانبية للعلاج، ومساعدتك على التأقلم مع المشاعر التي تعتريك عندما تعرف بمرضك. كما يمكنك أن تتلقى الرعاية الداعمة لتمنع هذه المشكلات أو تقللها لتحسن إحساسك بالراحة وجودة حياتك في أثناء العلاج.
– العدوى: نظرا لأن مرضى سرطان الدم يصابون بالعدوى بسهولة شديدة، فقد تحصل على مضادات حيوية أو أية عقاقير أخرى. وبعض الناس يتلقون لقاحات (Vaccine) مضادة للبرد والالتهاب الرئوي. وقد ينصحك الفريق الطبي القائم على رعايتك بالابتعاد عن الازدحام وعن الناس المصابين بالبرد أو أية أمراض أخرى معدية. وفي حالة إصابتك بالعدوى، قد يكون الأمر خطيرا ويجب علاجك على الفور. وقد تحتاج للبقاء في المستشفى لتلقي العلاج.
– فقر الدم والنزيف: يعد فقر الدم والنزيف من المشكلات الأخرى التي كثيرا ما تستلزم رعاية صحية. وقد تحتاج لنقل خلايا دم حمراء أو صفائح دموية. ونقل الدم يساعد على علاج فقر الدم وتقليل خطر التعرض لنزيف حاد.
– مشكلات الأسنان: قد يجعل سرطان الدم والعلاج الكيميائي الأسنان حساسة، سهلة الإصابة وعرضة للنزف. وكثيرا ما ينصح الأطباء المرضى بإجراء فحص كامل للأسنان والخضوع للرعاية اللازمة للأسنان قبل بدء العلاج الكيميائي إن أمكن ذلك. ويوضح طبيب الأسنان للمرضى كيفية الحفاظ على نظافة الفم وصحته في أثناء العلاج.
التغذية والنشاط البدني
من المهم بالنسبة لك أن تعتني بنفسك من خلال التغذية السليمة والحفاظ على نشاطك قدر استطاعتك.
أنت تحتاج للكمية اللازمة من السعرات الحرارية لتحافظ على وزن جيد. كما أنك تحتاج للقدر الكافي من البروتين لتحافظ على قوتك. وقد تساعدك التغذية السليمة على الشعور بأنك أفضل وتتمتع بالقوة والطاقة.
في بعض الأحيان، خاصة في أثناء العلاج أو بعده مباشرة، قد لا تشعر برغبة في تناول الطعام. وقد تشعر بعدم الراحة أو التعب. وقد تجد أن الطعام غير مستساغ وأن طعمه مختلف عما اعتدته. كما أن الأعراض الجانبية للعلاج (مثل ضعف الشهية أو الدوار أو القيء أو قرح الفم قد تصعب عليك تناول الطعام. وقد يقترح عليك طبيبك أو أي أخصائي نظم غذائية مسجل، أو القائم على رعايتك طرقا للتعامل مع هذه المشكلات. كما أن الكتيب الصادر عن المعهد القومي للسرطان Eating Hints for Cancer Patients، يضم الكثير من الأفكار والوصفات المفيدة.
تظهر الأبحاث أن مرضى السرطان يشعرون بتحسن عندما يمارسون أنشطة، فالمشي وممارسة اليوجا وغيرهما من الأنشطة قد تحافظ على قوتك وتزيد طاقتك وحيويتك. كما أن ممارسة التمارين قد تقلل شعورك بالدوخة والألم، كما تجعل التعامل مع العلاج أمرا أسهل. كما أنه يفيد في تخفيف الضغط. أيّا كان النشاط البدني الذي تختاره، احرص أن تتحدث مع طبيبك قبل أن تبدأ فيه. وإذا كان النشاط الذي تمارسه يسبب لك شعورا بالألم أو أية مشكلات أخرى، فاحرص أن تطلع طبيبك أو الممرضة به.
المتابعة الدورية
سوف تحتاج لإجراء فحوص دورية بانتظام بعد تلقي علاج لسرطان الدم. فالفحوصات الدورية تساعد على متابعة أي تغيرات في حالتك الصحية وعلاجها إن لزم الأمر. إذا كنت تعاني أية مشكلات صحية بين الفحوصات الدورية، فإنه يجب أن تطلع طبيبك عليه.
سوف يتأكد الطبيب من عدم إصابتك بالسرطان مرة أخرى، فحتى عندما يبدو السرطان كأنه انتهى تماما، قد يعود المرض في بعض الأحيان، لأن خلايا سرطان الدم التي لا يتم الكشف عنها تظل في مكان ما في جسمك بعد العلاج. كما أن الفحوصات الدورية تساعد على الكشف عن أية مشكلات صحية قد تنتج عن علاج السرطان.
وقد تتضمن الفحوصات الدورية الفحص السريري الجيد، وفحوصات الدم، وفحص الوراثيات الخلوية، والأشعة السينية وشفط النخاع العظمي أو البزل القطني.
مصادر الدعم
إن معرفتك أنك مصاب بسرطان الدم قد تغير حياتك وحياة من حولك من المقربين لك. وقد يكون من الصعب التأقلم مع هذه التغيرات. ومن الطبيعي أن تساورك وأفراد عائلتك وأصدقاءك مشاعر جديدة مربكة تعمل عليه.
من الشائع أن تقلق بشأن طرق العلاج والتعامل مع الأعراض الجانبية، وفترات بقائك في المستشفى، وتكاليف العلاج. وقد يساورك القلق أيضا حيال الاعتناء بعائلتك، والحفاظ على وظيفتك، أو استمرارك في ممارسة أنشطتك اليومية.
إليك بعض المصادر التي يمكن أن تستعين بها من أجل الدعم:
– الأطباء والممرضون وغيرهم من أعضاء الفريق القائم على رعايتك يمكن أن يجيبوا عن أسئلتك حول العلاج والعمل والأنشطة الأخرى.
– الأخصائيون الاجتماعيون، أو مقدمو الاستشارات، أو رجال الدين يمكنهم مساعدتك إذا أردت التحدث عما تشعر به أو ما يقلقك. وغالبا ما يقترح الأخصائيون الاجتماعيون موارد للمساعدة المالية والمواصلات والعناية المنزلية والدعم المعنوي.
– يمكن للمريض أيضا أن يجد الدعم لدى مجموعات الدعم. في تلك المجموعات، يلتقي المرضى أو أفراد عائلاته مع غيره من المرضى أو عائلاتهم لمشاركة ما تعلموه حول التأقلم والتعامل مع مرض السرطان والأعراض الجانبية للعلاج. ربما تعرض المجموعات دعما وجها لوجه أو عبر الهاتف أو عبر الإنترنت. وقد ترغب في التحدث مع أحد أفراد الفريق القائم على رعايتك الصحية حول العثور على مجموعة دعم.
المصدر: الجمعية السعودية الخيرية لمكافحة السرطان