إننا شديدو الخجل من وظائف أجسادنا لدرجة أن سرطان الأمعاء ينهي حياة آلاف الناس كل عام.
لا ينبغي أن نخجل. فإذا تم اكتشاف سرطان القولون مبكراً، فمن الممكن جداً علاجه.
بعض الناس لا يستمتعون بشيء أكثر من بعض الدعابة والمرح في الحمام، ولكن جعل أي شخص يتحدث عن عادات التبرز في الحمام أمر مختلف تماماً. في تلك الأيام التي انتشرت فيها الأفلام الوثائقية التي ينسى الناس فيها أنه يتم تصويرهم وبرامج الواقع التليفزيونية، من السهل أن تعتقد أنه لم تعد هناك أي محظورات. ولكن أحد أكبر المحظورات التي لا تزال باقية على الإطلاق هو ما يحدث خلف باب الحمام.
إن مجرد ذكر كلمة مؤخرة أو حمام يمكن أن يولد ضحكة مكبوتة تصدر من مكان ما. ولكن الأمر الكاشف حقاً هو أنه على الرغم من أن سرطان القولون هو ثالث أكثر أنواع السرطان شيوعاً لدى الرجال، وثاني أكثر أنواع السرطان شيوعاً لدى النساء، فإن أحداً لا ينظم عروضاً للموضة، أو يبيع أوشحة ملونة جميلة، لمساعدة وتمويل أبحاث سرطان القولون. إنه فقط ليس بالشيء الجميل.
لذا إليك بعض المعلومات الأساسية. يحدث سرطان الأمعاء نتيجة تلف جينات النمو والبقاء للخلايا التي تبطن الأمعاء. معظم حالات سرطان الأمعاء تبدأ كورم صغير في بطانة الأمعاء يسمى “السليلة”. والسلائل (أورام الأغشية) غير مؤذية بطبيعتها، ولكنها يمكن أن تتحول إلى أورام سرطانية.
أحد أكبر عوامل الخطر هو أن تعاني من مشاكل معوية مزمنة، مثل القولون كثير الإصابة بالقرح، أو داء كرون، وهو حالة التهاب وتقرح في الأمعاء الدقيقة. وتحدث حالة واحدة من بين كل عشرين حالة تقريباً لشخص لديه تاريخ عائلي قوي لسرطان الأمعاء.
إذا لم تكن تعاني من أي من هذه الحالات، ولكنك تتناول شرائح اللحم الأحمر والهامبرجر بكثافة، فإنك عرضة للخطر أيضاً. إن النظام الغذائي الذي يحتوي على قدر كبير من اللحوم الحمراء والمعالجة يعتقد أنه أحد أكبر عوامل الخطر. والاعتماد على وجبات غنية بالألياف، والفواكه، والخضراوات هو أفضل بداية لتقليل الخطر، ولكن إذا كنت معتاداً على ذلك النوع من الأكل الذي يعتمد بشدة على اللحم وقليل من الخضراوات، فإن تغيير عادات استمرت طوال العمر لن يكون بالأمر السهل.
إلا أن لديك بالفعل الكثير من الخيارات، وهي خيارات تستحق منك أن تستكشفها. لمَ لا تستبدل بعض أطباق لحم الضأن، أو اللحم البقري التي اعتدت على تناولها بأطباق الدواجن أو السمك، أو حتى أطباق البقول أو العدس؟ إن تناول قشر البطاطا المحمصة ليس نوعاً من الحرمان، وهذا القشر غني بالألياف، تماماً مثل خبز القمح الكامل؛ استخدم هذا بدلاً من الخبز الأبيض. قم بإجراء بعض التغييرات الصغيرة مثل هذه، وحاول أن تتعود عليها تدريجياً، وقريباً لن تشعر بافتقاد اللحم الأحمر بنفس القدر الذي كنت تتصوره.
وإذا كان لديك تاريخ عائلي لسرطان الأمعاء، فقم بزيارة طبيبك من أجل إجراء مسح. وقبل أن تقول: “لا أريد أن يقوم أي طبيب بإدخال يده في مؤخرتي”، اعلم أن ذلك لن يحدث. فالتشخيص هذه الأيام لا يتطلب أكثر من دفع أنبوب طويل رفيع يحتوي على كاميرا فيديو دقيقة داخل المستقيم والقولون لرؤية ما يحدث. وعلى الرغم من أن هذا لا يمثل متعة بالنسبة لمعظم الناس، فإنه غير مؤلم.
تذكر أن سرطان القولون قابل للعلاج بنسبة 90%، إذا تم اكتشافه مبكراً. لذا لا تخجل. إذا لاحظت أي تغيرات مفاجئة في عادات التبرز، مثل إخراج فضلات أكثر ليناً أو بتواتر أكبر، أو النزف لسبب غير البواسير، أو الأنيميا، فقم بزيارة طبيبك. الأمر بسيط. وكلما تقدمت في السن، زاد الاهتمام الذي ينبغي عليك أن توليه لفضلاتك!
يقولون إنك لا ينبغي أبداً أن تنظر لفضلاتك، ولكن إليك الوقت الذي يجب عليك أن تفعل فيه ذلك.
في المرة القادمة التي تذهب فيها إلى الحمام، ألِق نظرة جيدة على فضلاتك قبل أن تفيض عليها الماء.
إن الفضلات السوداء القطرانية تعني وجود دم متسرب؛ وهو ما قد يكون علامة على قرحة المعدة أو سرطان الأمعاء.
ويجب أن تنتبه أيضاً للنقاط الحمراء الواضحة. لا تشعر بالذعر إذا وجدت هذا؛ فهناك أسباب أخرى للنزف بخلاف السرطان. ولكن قم دائماً بزيارة طبيبك.
أحياناً لا أتبرز لأيام عديدة. هل هذا طبيعي؟
معظم الناس يفترضون أن التبرز مرة واحدة يومياً أمر “طبيعي”، على الرغم من أن جهازنا الهضمي، مثل جهاز جميع الرئيسات، مصمم للتخلص من الفضلات الصلبة بضع مرات يومياً. فإذا كنت لا تتبرز لعدة أيام، فجرب شرب المزيد من الماء. إن الجفاف هو أحد أكثر أسباب الإمساك شيوعاً. حاول شرب ثمانية أكواب من الماء يومياً. اجعل القدر الأكبر من نظامك الغذائي مكوناً من الخضراوات والفواكه الطازجة، وذلك عن طريق تناول خمس حصص منها يومياً، كما يجب أن تتناول خبز ومكرونة الحبوب الكاملة، والأرز البني. هناك أيضاً عامل نفسي يلعب دوراً في حالات الإمساك: فإذا كنت لا تشعر بالراحة مع أدوات الحمام المتاحة، في العمل مثلاً، أو عندما تكون بالخارج، فإنك قد “تمسك نفسك” بدون وعي. حاول الاسترخاء واذهب إلى الحمام بمجرد أن تشعر بالحاجة لذلك. تذكر أن الجميع يفعلون هذا!
لم أشعر بالارتياح أبداً أثناء وجودي في الحمام للتبرز. هل يعني هذا أن إصابتي بسرطان الأمعاء حتمية؟
ليس بالضرورة. ربما كنت تعاني من متلازمة الأمعاء سريعة التهيج، وهي عبارة عن اضطراب هضمي يُعتقد أنه يصيب واحداً من كل عشرة أشخاص. وفي حالة متلازمة الأمعاء سريعة التهيج، تكون الأمعاء حساسة بصورة غير طبيعية، لذا فإن مرور الطعام فيها يمكن أن يسبب الألم وعدم الارتياح. وتشتمل الأعراض المصاحبة لذلك على الإمساك، والإسهال، وإخراج الريح، والانتفاخ، وألم البطن، والغثيان. إذا بدت لك تلك الأعراض مألوفة، فقم بزيارة طبيبك. وعلى الرغم من عدم وجود علاج لمتلازمة الأمعاء سريعة التهيج بعد، فإن العلاج يكمن في اتباع نظام غذائي خاص، وعلاجات الاسترخاء مثل التنويم المغناطيسي لتقليل الضغوط، وعقاقير التحكم في الإسهال، وعقاقير تسهيل الإمساك، ومضادات التشنج لآلام البطن. وقد وجد بعض الناس أن العلاجات التكميلية تفيدهم.