قد يحدث أن تتعثري في أثناء الحمل، وقد تقلقين من أن ذلك قد يؤذي طفلك؛ ولكن، مع أنه من الطبيعي أن تشعري بالذعر عندما تسقطين في أثناء الحمل، إلا أن جسمك – ولله الحمد – مهيأ لحماية طفلك المتزايد في الحجم؛ ويجب أن تكون الإصابة شديدة بدرجة كافية لإيذائك قبل أن تؤذي طفلك بصورة مباشرة.
ومما يساعد في المحافظة على أمان طفلك سماكة جدران الرحم وقوة عضلاته, كما أن السائل السلوي (الأمنيوسي) يعمل كوسادة؛ هذا، بالإضافة إلى أن الرحم يحشر خلف عظام الحوض في الأسابيع المبكرة من الحمل مما يؤمن حماية أكبر؛ ومن المطمئن العلم بأنه من المرجح ألا يتأذى الطفل حتى عند سقوطك.
ولكن لابد من التنويه إلى أن الضربة المباشرة على البطن في وقت متأخر من الحمل قد تؤدي إلى حدوث انفصال المشيمة placental abruption – تلك الحالة التي تنفصل فيها المشيمة عن جدار الرحم – إلا أن تلك المضاعفة غير مرجحة على الإطلاق ما دام أن الحامل لم تتأذ؛ ولكن عند حدوث كسر في عظم ما، فإن احتمال حدوث تلك المضاعفة تستلزم تقييم الحامل.
الوقاية والرعاية الذاتية عند التعرض للسقوط
تتضاءل حاسة التوازن مع نمو الرحم في وقت الحمل؛ وبأخذ ذلك بعين الاعتبار، يجب اتخاذ مجموعة من الاحتياطات الإضافية لتجنب التعثر أو السقوط في أثناء الحمل، ومن ذلك:
● استعمال الأحذية الثابتة والمستوية ذات النعل الذي يوفر احتكاكا جيدا, وتجنب الكعب المرتفع أو الخف في أثناء فترة الحمل.
● تجنب الوضعيات التي تتطلب توازنا جيدا، مثل صعود السلالم أو الوقوف على الكرسي.
● قضاء وقت أطول نوعا ما عند صعود أو نزول الدرج, أو في أثناء القيام بالوظائف التي تحتاج إلى تغييرات عديدة في الوضعية, أو في تلك المواقف التي تحمل خطر السقوط، مثل المشي على ممر جليدي أو سطح رطب.
متى تحتاجين إلى المساعدة الطبية في حال السقوط
استشيري مقدم الرعاية الصحية إذا كنت قلقة بشأن سلامة طفلك بعد حادث سقوط ما، إذ إن غالبية الأطباء يرغبون في أن تخبرهم الحوامل بأي حادث سقوط يحدث لهن بعد الأسبوع الرابع والعشرين من الحمل, وذلك بسبب احتمال حدوث انفصال المشيمة.
وعموما، لابد من طلب الرعاية الطبية فورا في الحالات التالية:
● عندما يؤدي السقوط إلى حدوث ألم أو نزف أو ضربة مباشرة على البطن.
● عند حدوث نزف مهبلي أو تسرب للسائل السلوي (الأمنيوسي).
● عند الشعور بألم أو مضض شديدين في البطن أو الرحم أو الحوض.
● عند حدوث تقلصات رحمية – تضيق مؤلم أو وغير مؤلم في البطن.
● عند ملاحظة تناقص في حركة الجنين.
ويكون الطفل – ولله الحمد – سليما في غالبية الأحيان، ولكن قد يرغب مقدم الرعاية الصحية في مراقبة سرعة قلب الجنين أو القيام ببعض اختبارات الدم، وذلك للتأكد من عدم حدوث أذية في المشيمة.