التصنيفات
صحة المرأة

سكر في البول | اختبار فحص الجلوكوز للحامل

سكر في بول الحامل

أنا حامل في الشهر الرابع. في زيارتي الأخيرة لطبيبي، أخبرني بوجود سكر في البول، وأنه أمر ليس عليَّ القلق بشأنه. ألا تعد هذه إشارة على إصابتي بالسكري؟

اسمعي نصيحة طبيبك، ولا تقلقي؛ فجسدك يعمل كما ينبغي في الغالب: وهو التأكد من أن جنينك الذي يعتمد عليك في إمداده بكل ما يحتاج إليه يحصل على الجلوكوز (السكر) بالقدر الكافي.

يقوم هرمون الأنسولين بضبط مستوى السكر في دمك ويتأكد من حصول خلايا جسدك على ما يكفي من السكر لتغذيتها. ويحفز الحمل آليات مكافحة الأنسولين لضمان بقاء ما يكفي من السكر في مجرى دمك لتغذية جنينك. إنها فكرة مثالية وإن كانت لا تعمل دائمًا على النحو المثالي. فأحيانًا يكون تأثير آليات مكافحة الأنسولين قويًّا لدرجة أنها تخلف وراءها فائضًا من السكر في دمك بحيث يزيد على حاجتك وحاجة جنينك، حيث يصعب على الكلى التعامل مع كل هذه الكمية، فيتم “إخراج” الكمية الفائضة في البول. لذا فإن وجود “سكر في البول” هو أمر شائع في الحمل خصوصًا في الثلث الثاني من الحمل عندما يزيد تأثير الأنسولين. وفي الواقع فإن نصف عدد الحوامل تقريبًا يظهر لديهن سكر في البول خلال حملهن.

عند زيادة مستوى السكر في الدم يستجيب جسد معظم النساء عبر زيادة إنتاج الأنسولين، الذي يزيل عادة السكر الزائد بحلول موعد الزيارة القادمة للطبيب. وقد تكون هذه هي حالتك؛ ولكن هناك بعض الحوامل – خاصة من يعانين السكري أو يملن للإصابة به (بسبب تاريخ العائلة أو بسبب عمرهن أو وزنهن)- ممن لا يتمكنَّ من إنتاج ما يكفي من الأنسولين في المرة الواحدة بحيث تستطيع أجسادهن التعامل مع هذه الزيادة في نسبة السكر في الدم، أو قد لا يستطعن استخدام الأنسولين الذي تنتجه أجسادهن بكفاءة. إذا كانت هذه حالتك، فسيستمر ارتفاع نسبة السكر في دمك وبولك مع تقدم حملك. إذا لم تصابي من قبل بالسكري، فقد تصابين في هذه الحالة بـ سكري الحمل.

سيتم إخضاعك – مثل جميع الحوامل – إلى اختبار فحص الجلوكوز في الأسبوع 28 تقريبًا (يمكن اختبار من يكنَّ في خطر أكبر في وقت مبكر جدًّا). وإلى ذلك الحين، لا تفكري مطلقًا بشأن السكر في البول.

اختبار فحص السكر للحامل

يقول طبيبي إن عليَّ الخضوع لاختبار فحص الجلوكوز. لماذا أحتاج لذلك، وما الذي يحدث خلال هذا الاختبار بالضبط؟

لا تنزعجي كثيرًا. فمعظم الأطباء يخضعون الحوامل إلى اختبار فحص سكري الحمل في الأسابيع ما بين 24 : 28. والأمهات المعرضات لخطر الإصابة بسكري الحمل (وهن الأكبر سنًّا أو المصابات بالبدانة أو ممن لديهن تاريخ عائلي من الإصابة بالسكري) يتم فحصهن في وقت مبكر من الحمل؛ لذا فإن الاحتمال الأكبر هو أن هذا الإجراء الذي يخضعك له طبيبك هو روتيني لا أكثر.

وهو إجراء بسيط كذلك، خصوصًا إن كنت تحبين الحلوى. فإنك ستشربين شرابًا من الجلوكوز حلو المذاق يشبه مذاقه صودا البرتقال وذلك قبل أن تؤخذ منك عينة دم بساعة، ولحسن الحظ ليس عليك أن تصومي قبل هذا التحليل. إن الشراب ليس لذيذا بالتأكيد ولكن معظم النساء يشربنه دون امتعاض وليست له آثار جانبية. ولكن بعضهن – خاصة ممن لا يحببن طعم الحلوى – سيجدن أنفسهن يشعرن ببعض الغثيان بعد تناوله.

إن كانت الأرقام مرتفعة في نتيجة الفحص، والتي غالبا ما تشير إلى أن جسدك لا ينتج ما يكفي من أنسولين لمعالجة الجلوكوز الإضافي، يأتي دور المرحلة الثانية من الفحص، وهو اختبار فحص الجلوكوز. وهو اختبار يستغرق 3 ساعات ويتطلب منك الصوم ثم تناول كوب كبير من الجلوكوز عالي الكثافة؛ وهو يستخدم لتشخيص ما إذا كنت مصابة بسكري الحمل.

تصاب نسبة تتراوح بين 7٪ إلى 9٪ من الحوامل بسكري الحمل؛ ما يجعله من أكثر مضاعفات الحمل شيوعًا، ولحسن الحظ فهو يعتبر من أسهل الأمراض في علاجه. عند الاهتمام بتوازن مستوى السكر في الدم عبر السير على نظام غذائي مناسب وممارسة التمارين – وبالأدوية عند الضرورة – تحظى معظم الحوامل المصابات به بحمل طبيعي تمامًا وأطفال أصحاء.