استشارة طبية: تقول لي الجليسة إن سلوك طفلي معها رائع، ولكنه دائما يبدأ في إساءة السلوك لحظة دخولي من باب المنزل بعد عودتي من العمل. أشعر أنني لابد أن أكون أما عنيفة “.
لا تكوني أما مثبطة لعزيمة طفلها. بل أطري عليه. إن سوء سلوك معظم الرضع والأطفال في مرحلة المشي، وحتى الأطفال الأكبر سنا مع أبويهم أكثر من أي شخص ممن يتولون رعايتهم يعد علامة على شعورهم بمزيد من الارتياح والأمان مع أبويهم. فكري فيها على هذا النحو: إنك تؤدين عملا جيدا كأم لدرجة أن طفلك واثق من أن حبك له غير مشروط، لذا يستطيع إظهار شخصيته الحقيقية دون المجازفة بفقدان هذا الحب.
قد يكون للتوقيت أيضا علاقة بالانهيار الليلي للطفل. فقد يتصادف موعد عودتك إلى المنزل مع الفترة التي يصل فيها قلق الطفل وتململه إلى درجة الذروة عادة – أي فترة بداية المساء، حين يتمكن الإجهاد والتحفيز الزائد والجوع من النيل حتى من أكثر الأطفال مرحا وبهجة، وبعد يوم شاق في العمل وربما رحلة شاقة في الانتقال من العمل إلى المنزل، قد تكونين أنت أيضا مرهقة عصبيا عند عودتك. وهو الشيء الذي يستطيع رادار طفلك النفسي القوى التقاطه بلا شك. وارتفاع مستوى الضغوط النفسية يرفع مستوى ضغوطه النفسية، ومستوى ضغوطه النفسية يعزز مستوى ضغوطك النفسية وسرعان ما ينخرط كلاكما في حالة مزاجية رديئة جدا، وإذا كنت تتشتتين عادة إلى حد ما حين تدخلين من باب المنزل (إذ تكونين مضطرة لتغيير ثيابك، أو لابد من فرز البريد، أو بدء العشاء)، فقد يكون ” سوء سلوك ” طفلك أيضا بمثابة طلب للانتباه الذي يتوق إليه والذي عادة ما يكون قليلا في تلك الفترة من اليوم، وبالنسبة للرضع الذين يواجهون مشكلة مع التغيير والمزيد منهم يواجهون هذه المشكلة مع اقترابهم من نهاية عامهم الأول)، قد يكون تغيير الأشخاص الذين يقومون رعايته في حد ذاته باعثا على عدم الاستقرار، مما يثير لديه عاصفة من الانفعال.
نصائح لتيسير الانتقال عند عودتك للمنزل كل ليلة
● لا تعودي إلى المنزل لتجدي طفلك جائعاً ومرهقاً
اجعلي الجليسة تطعم طفلك وجبة من الأطعمة الصلبة قبل ساعة من عودتك. (ولكن إذا كنت ستحتاجين لإرضاعه طبيعيا بعد وصولك بفترة قصيرة، فتأكدي من أن طفلك لم يأخذ زجاجة إرضاع لتوه).
كما قد تساعد غفوة في وقت متأخر من فترة ما بعد الظهيرة على التصدي للتململ والقلق ؛ ولكن احرصي على ألا يغفو طفلك في وقت متأخر جدا بحيث يعجز عن النوم ليلا في ساعة معقولة. اقترحي على الجليسة حجز الفترة التي تسبق عودتك للمنزل للأنشطة الهادئة حتى لا يكون مستثارا بشكل مفرط لدى عودتك إلى المنزل.
● استرخي قبل العودة
إذا كنت قد وقفت في إشارة مرور لمدة ساعة، اجلسي في سيارتك ومارسي بعض تمارين الاسترخاء قبل دخولك إلى المنزل، وبدلاً من قضاء رحلة عودتك في الحافلة أو القطار في التفكير في الأعمال التي لم تنهيها وتركتها على مكتبك، استغلي هذا الوقت لإفراغ عقلك من القلق والمخاوف واملئيه بالأفكار التي تبث الهدوء داخلك.
● استرخي عندما تعودين
لا تهرعي لتحضير العشاء أو تفحص البريد الإلكتروني أو طي الغسيل لحظة وضع حقيبتك. بدلاً من ذلك خذي خمس عشرة دقيقة للاسترخاء مع طفلك، مانحة إياه انتباها كاملاً لا يقطعه شیء إذا أمكن. وإذا كان طفلك من النوع الذي يكره التحولات السريعة، لا تسرعي بصرف الجليسة من المنزل. أعيدي إقحام نفسك داخل يوم نفسك تدريجيا حتى تتمكنى من التعود على فكرة أن التغيير على وشك الحدوث؛ وحين يشعر بمزيد من الارتياح، يمكن للجليسة حينئذ الانصراف.
● أشركي طفلك في مهامك المنزلية بمجرد أن تشعرا بمزيد من الاسترخاء
أمضي في أداء مهام ما بعد العودة إلى المنزل ولكن أشركي طفلك في فعاليتها. ضعيه في منتصف فراشك مع مراقبته أو على الأرض بينما تقومين بتغيير ملابسك. ضعيه على حجرك بينما تتفحصين البريد الإلكتروني. أجلسيه في كرسيه العالي ومعه بعض اللعب بينما تبدئين في إعداد العشاء، وتحدثي إليه وأنت تقطعين الخضراوات.
● لا تأخذي الأمر على محمل شخصي
فجميع الآباء والأمهات الذين يعملون يواجهون مشكلة الانهيار لدى عودتهم إلى المنزل. فهؤلاء الذين يتركون أطفالهم في مركز للرعاية قد يواجهونها عند استلامهم من المركز، أو في الطريق إلى المنزل، أو عند الوصول للمنزل.