التصنيفات
صحة ورعاية الطفل

شق الشفة و شق الحنك أحد أهم عيوب الولادة اليوم

أوسع العيوب انتشاراً في العالم ويصيب واحدا من كل 600 مولود وتكثر في آسيا

الرياض: «االشرق الأوسط»
يعتبر شق الشفة والحنك واحدا من أهم عيوب الولادة اليوم. وبالرغم من أن العلاج
الجراحي يتمكن غالباً من تعديل الوضع في نهاية المطاف، غير أن المشكلة هي كيفية
تعامل الوالدين مع هذا الوضع من حين الولادة الى حين إتمام ذلك.
وهناك جملة من الصعوبات بالنسبة لمعظم الآباء أو الأمهات تبدأ من تقبلهم أن يكون
وليدهم مختلفا عن باقي الأطفال وهو ما يحصل عند كل أنواع عيوب الولادة، والإحساس
بالذنب والمعاناة جراءه من أن أمراً ما حصل منهما كان يمكن منعه أدى الى ظهور هذه
الحالة في المولود، وخوفهم من معاناة الطفل النفسية نظراً الى اختلاف شكل الوجه أو
طريقة النطق، والاهتمام بالتغذية من حين الولادة وخاصة الرضاعة في أول الأيام،
ومحاولة منع حصول الالتهابات في الجهاز التنفسي بسبب شق الحنك الذي قد يدفع الحليب
الى الرئتين أو الأذنين، والتعامل السليم مع تعلمه نطق الكلام وتواصله مع الأطفال
وباقي أفراد المجتمع حوله، إضافة الى متابعة نمو الأسنان، وغني عن الذكر رعاية
الطفل قبل وأثناء وبعد العمليات الجراحية التي ربما تتكرر.

إن مساعدة الوالدين على تقبل كل هذا الوضع بتفاصيله اليومية تحتاج الى استعداد نفسي
وعون الأخصائية الاجتماعية والنفسية، وتواصلهم مع الآباء أو الأمهات ممن يعاني
أطفالهم نفس المشكلة، إضافة الى تفهم الأطباء وتقبلهم الإجابة على كافة
الاستفسارات. إن هناك فريق عمل متكاملا يشمل من الأطباء جراح الأطفال وجراح التجميل
وجراح الفم وطبيب الأنف والأذن والحنجرة وطبيب الأسنان وأخصائية النطق وأخصائية
السمع والأخصائية الاجتماعية والنفسية. هذا الفريق يعمل بشكل مترابط ومتكامل، كل
منهم يخدم الطفل من جهة في فترة زمنية حتى تكتمل مراحل العلاج ويتم النمو البدني
والنفسي والنطق بشكل سليم أثناء مراحله.

أسباب مجهولة

* كغالب عيوب الولادة فإن منها ما يمكن منع حصوله مما يدركه الوالدان بداهة كآثار
التدخين والإدمان بأنواعه والفيروسات أو الأمراض الوراثية المعلومة التي ينبه
الأطباء عليها، لكن من المهم إدراك أن الكثير من الأنواع لا توجد له أسباب واضحة
فلا طائلة من الحديث مجدداً مع الوالدين بعد حصول الأمر ولا جدوى من لومهم أنفسهم
بلا داع. وحول ما نتحدث فيه من شق الشفة والحنك فبالرغم من ذكر المصادر الطبية لدور
الوراثة أو التعرض لاحدى المواد المسببة لعيوب الولادة كسبب في ارتفاع نسبته، إلا
أن المصادر الحديثة تؤكد أن معظم من أصيبوا لا يوجد في أقاربهم من لديه نفس
الإصابة، كما أنه لا يوجد ما يدل على تعرض الأم لمادة مؤدية لظهوره. المهم من
الوالدين التنبه اليه أن في بعض الأحيان لا يحصل هذا العيب منفرداً بل قد تصاحبه
عيوب في أعضاء أخرى من الجسم وهو ما يتفحص وجوده طبيب الأطفال. فالشق يحصل لأسباب
مجهولة حتى اليوم كما تقول رابطة أطباء الأسرة الأميركية، إذْ لو تتبعنا نمو الجنين
نجد أن التحام نصفي الوجه من جهة الشفة والحنك يحصل بالتدرج الى أن يكتمل التحام
كلا النصفين، ما الذي يوقف عملية التقارب الطبيعية هذه؟ لا نعلم وإن كانت هناك
الكثير من النظريات التعليلية ما يطول شرحه وتقل فائدة عرضه فيما نحن فيه.

العلاج الجراحي

* من الخير الذي يجب أن لا يغيب عن بالنا أن جميع الحالات يمكن علاجها جراحياً
بكفاءة، لا يمكن نتيجته تميز شكل الطفل في نهاية الأمر عن شكل باقي الأطفال وذلك
إذا ما تمت المعالجة وفق مراحل مدروسة وعلى أيدي جراحي أطفال مهرة. العلاج الجراحي
يأخذ مراحل يناقشها الجراح مع الوالدين يتم خلالها إعادة بناء الفجوة التي تظهر على
هيئة الشق بمختلف درجاته ومقدار عمقه، ويرتب لهما تلك المراحل الجراحية العلاجية
ويجيب على الاستفسارات لكل مرحلة خاصة منها ما يتعلق بالنمو ويساعده مجموعة من
العاملين في المستشفيات.

شق الشفة يأخذ شكلين إما شق واحد في أحد الجانبين أو أن هناك شقين واحدا في كل جانب
من جانبي الشفة العليا. وعندما يكون هناك شقان فإن الجراحة تتم في وقت مبكر أي في
أول شهرين من العمر حيث يتم إصلاح جانب والآخر بعد ستة أشهر. ولو كان شق واحد تتم
العملية في أول سنة من العمر. وربما لا يحتاج الى جراحة بعد ذلك أو يحتاج جراحة
تجميل عند نهاية سن المراهقة واكتمال نمو أجزاء الوجه، وهذا هو النوع الغالب. شق
الشفة والحنك يحتاج ترتيبات أخرى تشمل مراحل عدة من العمليات الجراحية حتى سن
الثأمنة عشرة من العمر، أهمها العملية الجراحية الأولى لبناء غشاء الحنك أي سد ما
بين الأنف والفم من الداخل عبر التحام طرفي الشق داخل الفم وتجرى في سن ما بين 6 و
12 شهرا حتى يتمكن الطفل من البلع والنطق وتقل فرصة تكون سوائل داخل الأذن الوسطى
وتساعد على النمو الطبيعي للأسنان وعظام الوجه إضافة الى إعطاء فرصة لتطور النطق
بشكل سليم وتمكين الطفل من التغذية دون متاعب. وربما احتاج الطفل جراحة تالية إن
كانت هناك صعوبة في النطق أو حاجة تتعلق بالأسنان وعظام سقف الحنك، وغالب الأطفال
لا يحتاج الى عمليات أخرى. ثم تجرى العملية الأخيرة قبل بلوغ الثأمنة عشرة للتجميل.
الاهتمام بها يبدأ من حين ولادة الطفل ويستمر بعد ذلك، وأهم مشكلة هي كيفية تيسير
الرضاعة الطبيعية قبل إتمام أي من العمليات الجراحية، والحقيقة أن الرضاعة الطبيعية
ممكنة لكن تحتاج الى وسائل تسهل البلع على الطفل وتجنبه دخول الحليب الى الأنف أو
الرئتين عبر أنبوب قصير يتجاوز الحنك. وتساعد الممرضة الأم في مثل هذه الحالات.
وكذلك حال المتابعة بعد الفطام وبدء تناول الطعام الى المضغ وغيرها. فهذه الحالة
وإن كانت ستنتهي المعاناة بالعمليات الجراحية لا محالة لكنها مرهقة ما لم تتم
مساعدة الأم على حسن تعاملها مع الطفل تغذية وتنشيءة وتربية.

أسنان الطفل في هذه الحالات تحتاج عناية خاصة ومستمرة، ففرشة الأسنان يجب أن تكون
ناعمة أو من النوع الأسفنجي في المراحل الأولى من العمر بعدها يستطيع استخدام فرشة
الأسنان العادية للأطفال، المهم هو المداومة على فرش الأسنان وتنظيفها للمحافظة
عليها إذْ أنه يحتاجها سليمة لتسهيل النطق وسلامته.

النطق

* العناية بسلامة النطق غاية في الأهمية عند هؤلاء الأطفال ذلك أن الصوت لديهم يخرج
من الأنف مما يجعل النطق ضعيفاً والحروف غير مميزة المخارج، وتتدخل أخصائية النطق
مبكراً قبل سن الثانية من العمر وإن كان البعض يفضل البدء في وقت أبكر حيث تزود
الأخصائية الوالدين محفزات نطقية ولغوية خاصة يستخدمها الوالدان مبكراً أثناء اللعب
مع الطفل، وتجري الأخصائية تقويماً شاملاً للطفل في مرحلة ما قبل تطور اللغة
والحديث لدى الطفل وتلاحظ تطور التواصل لديه وطريقة تفاعله ولعبه والأصوات التي
يصدرها تلك الأثناء. وبعدها تتوالى مراحل متابعة النطق لدى الطفل حتى أثناء سنين
الدراسة في المدرسة