التصنيفات
صحة ورعاية الطفل

صحة الأطفال على أبواب العودة أو الدخول إلى المدارس

مع إطلالة شهر أيلول من كل عام، وبعد انقضاء عطلة الصيف، يبدأ أهالي الطلاب والتلاميذ التحضير للعام الدراسي الجديد، مع هاجس الهم الاقتصادي الدائم والذي يزداد تفاقماً، لتأمين متطلبات أولادهم من الكتب المدرسية والقرطاسية والزي المدرسي، وأهم من ذلك تسديد أعباء الأقساط المتوجبة للمدرسة.

إلى جانب ذلك من المهم لفت الأهل إلى مجموعة من النصائح والإرشادات الصحية والعامة، غير المكلفة نسبياً، والتي تحمي أولادهم على أبواب الدخول إلى المدارس، لاسيما تلامذة الصفوف الابتدائية والروضات وأطفال دور الحضانة:

1. محاولة التحضير النفسي والمعنوي للطفل، في سنوات الروضة تحديداً؛ إنه سوف يكون بعيداً عن الجو العائلي، لاسيما الأم، خلال فترة الدوام المدرسي كي لا يصاب بالخوف أو الهلع وتنتابه نوبات البكاء والمطالبة بوجود الأم وخصوصاً في اليوم الأول للدخول إلى المدرسة، عندما يفاجأ الطفل بهذا الكم الهائل من الطلاب والتلاميذ من مختلف الأعمار. وفي سبيل التخفيف من هذه الأجواء غير المريحة للأطفال، عمدت بعض المدارس إلى تأجيل استقبال صفوف الروضات إلى الأيام الأخيرة من الدخول المقرر، كما اتخذت إجراءات من شأنها التخفيض من شعور الطفل وكأنه فُصل عن أُمه من خلال قيام الأم بالدوام لفترة وجيزة مع الطفل في الصف ولأيام معدودة فقط! وقد لاقت هذه الإجراءات نتيجة جيدة في التهدئة من روع الأطفال ومساعدتهم على اجتياز هذه المرحلة الصعبة.

2. التأكد من تلقيح الطفل باللقاحات المتوجبة، أو إعطائه الجرعات التذكيرية (تحصين) وذلك بمراجعة طبيب الأطفال المتابع أو طبيب العائلة للقيام بما هو لازم في هذا المجال قبل الدخول إلى المدرسة. وأهم هذه اللقاحات: اللقاح الخماسي، وهو يحتوي لقاحات ضد: شلل الأطفال، السعال الديكي، الخانوق أو الدفتيري، الكزاز وسحايا مستدمية الأنفلونزا، ويعاد تحصين الطفل بهذا اللقاح بعد مرور سنة على الدفعة الثالثة ليعاد التحصين بالرباعي كل 5 سنوات؛ ثم لقاح الكبد من فئة B ومناعته مديدة. وحسب الإحصاءات الطبية العالمية لا حاجة إلى إعادة التذكير بهذا اللقاح حالياً؛ اللقاح الثلاثي الفيروسي، ويشتمل على لقاحات: الحصبة، الحصبة الألمانية وأبو كعب، وعلى الطفل الحصول على هذا اللقاح بين 12 و15 شهراً ليعاد التحصين بين 5 إلى 7 سنوات. تكمن أهمية هذه اللقاحات أنها تحمي الأطفال والأولاد ضد أمراض خطيرة، معيقة وقاتلة في بعض الحالات وتمنع بالتالي انتقال العدوى لاسيما في أماكن التجمعات البشرية وأهمها المدارس ودور الحضانة. كما وضع في التداول منذ سنوات، لقاح فعال ضد جدري الماء (الحُماق) الذي يعطى على دفعتين الأولى بين 12 و18 شهراً والثانية بين 3 و5 سنوات، هو لقاح هام يحمي الأطفال ضمن العائلة الواحدة ثم داخل المدرسة، ويوفر للأم العاملة الوقت لمزاولة وظيفتها خارج المنزل نظراً لطول فترة النقاهة في حال الإصابة وتفادياً لحصول اشتراكات في بعض الحالات. كما ينصح بإعطاء لقاح شلل الأطفال (وهذا ما توصي به منظمة الصحة العالمية) لجميع الأطفال حتى الخامسة من العمر مرة كل سنة كجرعات تحصينية؛ مع عدم إهمال اللقاح ضد الكزاز، حيث ينبغي على الطفل الحصول عليه كلقاح تذكيري (تحصين) مرة كل خمس سنوات للوقاية من هذا المرض الخطير الذي يدخل جسم الإنسان عن طريق الجروح الملوثة التي يمكن أن يتعرض لها التلاميذ داخل المدرسة والناتجة عن السقوط على أرض الملاعب أو التعثر خلال النزول على الدرج أو غيرها.

3. تزويد إدارة المدرسة بتقرير طبي يشرح الوضع الصحي للتلميذ عموماً، وإشعارها بالحالات الصحية الخاصة المتوجب متابعة علاجها خلال الدوام المدرسي من قبل الممرضة في مستوصف المدرسة.

4. التحقق من سلامة حاستي النظر والسمع من خلال فحص طبي يسبق الدخول إلى المدرسة، لا سيما إذا وجدت إصابات أو عاهات عائلية أو وراثية، ليصار إلى تصحيح العاهة أو الخلل قبل تفاقمها، حفاظاً على نسبة عالية من الاستيعاب والعطاء المدرسي الطبيعي للتلميذ.

5. تزويد التلاميذ بطعام أو سندويشات محضرة من مواد غذائية غير قابلة للفساد السريع (الأجبان واللحوم الباردة مثلاً، وتحديداً في أيام الحر)، للوقاية من حدوث حالات تسمم غذائي أو الإصابة بالجراثيم من خلال فساد الأطعمة أو تحللها.

6. الحرص على عدم إلباس التلاميذ، لاسيما الصغار منهم، كمية زائدة من الثياب في فصل الشتاء، والأخذ في الاعتبار أن الطفل لن يكون وحده في الصف، وأن كثرة الثياب وتحديداً تلك المصنوعة من الأصواف الطبيعية أو الاصطناعية تؤدي إلى التعرق الزائد للطفل وخسارة كمية من المياه من جسمه والتحسس الجلدي، وتعرضه لمجاري الهواء الباردة وإمكانية التقاط الفيروسات المسببة للرشح وغيرها.

7. الاهتمام بمطارة (حافظة) الماء للشرب، والتي هي بحوزة التلميذ والتأكد من أنها تحتوي الماء الصالح للشرب، والامتناع عن تزويده بالمشروبات الغازية تفادياً لإغراء التلاميذ بتبادل الشرب بين بعضهم بعضاً بحيث يصبحون عرضة لانتقال الجراثيم وتفشيها داخل الصف الواحد، لا سيما عندما نعلم أن هناك حاملي جراثيم أصحاء، أي أن يحمل الإنسان جرثومة لا تفتك به نظراً لقوة جهازه المناعي، لكنه قادر على نقلها إلى غيره عن طريق العدوى.

8. الانتباه إلى وزن الحقيبة المدرسية كي لا ترهق التلميذ وتثقل حركته، فتضطره إلى الانحناء يمنة ويسرى فيصبح عندها معرضاً ومع الوقت للإصابة باعوجاج العمود الفقري، وما لهذا الخلل من مضاعفات لاحقة سلبية على وظائف الرئتين والقلب.

9. لذا ينصح الالتزام بأن تحوي الحقيبة، الكتب والقرطاسية اللازمة بحسب الجدول اليومي للدراسة، بهدف التخفيف عن عاتق التلميذ، أو بتقسيم الكتب إلى أجزاء فصلية، لاسيما أن آخر الدراسات الأوروبية أكدت ضرورة ألا يتجاوز وزن الحقيبة عُشر وزن الجسم تفادياً لهذه المضاعفات السلبية على العمود الفقري ومن ثم صحة التلميذ عموماً.

10. لا بد من الإشارة في الختام إلى رحلة الطفل بين البيت والمدرسة بواسطة وسائل النقل المتعددة الأشكال، على أن تكون الرحلة آمنة وسليمة إن من خلال وجود شخص يرافق التلاميذ مع إعطاء العناية الزائدة للصغار منهم، مراقبة صعودهم ونزولهم من الأوتوكار، أو لوضعية جلوسهم داخله مع الانتباه للشبابيك الجانبية أو الفتحات الخلفية لأي وسيلة نقل، خصوصاً عندما تكون هنالك مجموعة من التلاميذ من أعمار مختلفة ما يثير جوّاً من الفوضى والهرج أو محاولة التسلية وخصوصاً إذا ما استغرقت الرحلة وقتاً طويلاً نسبياً.