التصنيفات
صحة كبار السن

صحة البشرة والشعر في مرحلة الشيخوخة ج10

عندما تشيخ البشرة، تفقد بعضا من مرونتها وهذا ما يؤدي إلى ترهلها. فمن الممكن إبقاء العضلات المبطنة للجلد مرنة ومشدودة ولكن لا مفر من ترهل الجلد في بعض المناطق، كالوجه مثلا وظهور التجاعيد فيه. كما أن الجلد يرق بعض الشيء مما يسمح برؤية أوردة أو تغيرات في اللون بوضوح أكثر من ذي قبل وتأخذ البشرة بفقدان لون الشباب ونضارته. من ناحية أخرى، يؤدي تناقص إنتاج الزيوت الطبيعية إلى جفاف البشرة وإلى تعرق أقل على الأرجح.

وبالنسبة إلى بيض البشرة، من المرجح أن يلاحظوا ظهور بقع الشيخوخة، المعروفة أيضا ببقع الكبد، على بشرتهم. وتبدو هذه البقع الصغيرة المسطحة أشبه بالنمش. وبالرغم من كونها غير مؤذية، يستحسن استشارة الطبيب عند رصد أي تغير في شكل الشامات الموجودة سابقا أو وجود جرح لا يشفى، لاستبعاد سرطان الجلد.

ومن شأن الأوعية الدموية الدقيقة الموجودة تحت سطح الجلد أن تصبح أكثر هشاشة، فتنفجر وتنزف، مما يسبب رضات سطحية تعرف باسم فرفرية الشيخوخة. وهي أكثر ما تصيب الساعدين.

ويمكن لنقص الزيوت الطبيعية أن يسبب حكة حادة في الظهر أو أسفل الساقين أو اليدين أو غيرها. تعرف هذه الحالة باللازهمية أو نقصان المواد الدهنية وتؤدي إلى تقشر الجلد وتشققه بعمق أحيانا.

وتعتمد سرعة شيخوخة البشرة على عدة عوامل، أهمها مدى تعرضها للشمس من دون حماية على مدى السنوات. فكلما ازداد التعرض للشمس كلما كان التلف المتوقع أكثر عمقا. ومن جهة ثانية، يعد التدخين عدو البشرة اللدود. فهو يبطئ قدرة البشرة على الشفاء ويضفي عليها شحوبا واصفرارا كما يسبب ظهور التجاعيد العميقة حول الشفتين.

سرطان الجلد

لا يمكن إبطال مفعول التعرض الطويل للشمس بعد بلوغ سن الشيخوخة. ولكن، من الممكن تعلم كيفية التعرف على العلامات المبكرة لسرطان الجلد لمباشرة العلاج باكرا.

يعتبر ورم الجلد القتامي أكثر أشكال سرطان الجلد خطورة وتسبيبا للوفاة. غير أن النصائح التالية تساعدك على التفريق بين الشامة الطبيعية وتلك الناجمة عن ورم الجلد القتامي:

أ   عدم تناسق الشكل. إبحث عن الشامات غير المتناسقة الأطراف. فالشامة ذات المحيط المتماثل أو البيضاوي تكون في العادة غير سرطانية.

ب عدم انتظام حدود الشامة. فالشامة ذات الحدود غير المنتظمة أو المثلمة أو المقشرة أو غير الواضحة تحتاج إلى فحص أكثر دقة.

ج  اللون. ابحث عن الشامات التي تشتمل على عدة ألوان أو التي يتوزع فيها اللون بشكل غير متساو.

د  القطر. اطلب من الطبيب فحص أية شامة يزيد قطرها عن قطر ممحاة قلم الرصاص، أي عن ربع إنش.

واحرص على أن تفحص بانتظام الشامات الموجودة حول الأظافر أو الأعضاء التناسلية وتلك الموجودة منذ الولادة. أضف إلى أن القروح السريعة النمو والنازفة والتي لا تلتئم قد تكون أعراضا لسرطان الجلد.

العناية الذاتية للبشرة

إن العناية الجيدة بالبشرة طيلة الحياة هي السلاح الأفضل لمقاومة التجاعيد والجفاف وسرطان الجلد. تجنب التعرض للشمس قدر الإمكان واستعمل واقيا جلديا من الأشعة فوق البنفسجية. أقلع عن التدخين، فالنيكوتين الموجود في دخان السجائر يقلص الأوعية الدموية المسؤولة عن تغذية الجلد. وعلى غرار باقي أعضاء الجسد، فإن الجلد يزداد صحة عند تزويده جيدا بالدم الذي يعززه الغذاء الصحي والرياضة المنتظمة.

ولتخفيف الجفاف والحكة، قلل من الاستحمام واستخدام الدوش وتجنب الصابون المضاد للبكتيريا، من جهة ثانية، لا ترتد الملابس الصوفية وضاعف نسبة الرطوبة في المنزل في الشتاء واستعمل الزيوت لتليين البشرة. وتجدر الإشارة إلى أن كريمات الترطيب التي تستعمل بعد الاستحمام لا يمكنها أن تمنع التجاعيد، إلا أنها تخفي مؤقتا الخطوط والثنايا الدقيقة التي تقلل من جمال البشرة. أما المستحضرات الغالية الثمن التي توحي بأنها مركبة علميا فهي لا تضمن فاعلية حقيقية.

وبالرغم من الدعاية الواسعة التي تحظى بها الكريمات المضادة للتأكسد والفيتامينات الموضعية، فالدلائل على أنها تعيد إلى البشرة بعض رونقها ضعيفة. والمستحضر الوحيد الذي برهن عن فاعليته فهو ريتين-A (Retin-A) وهو عبارة عن كريم طبي يحتوي على الحمض الشبكاني وهو مشتق صناعي للفيتامين A. وليس للعقار مفعول سحري ولكن تبين أنه يخفف من التجاعيد الدقيقة ومن خشونة الجلد وتغيرات الصباغ في الحالات الطفيفة إلى المعتدلة.

الشعر

يتغير الشعر مع التقدم بالسن ولكن بتفاوت كبير بين الأشخاص. فبالإجمال، يشيب نصفنا بنسبة 50 بالمئة ببلوغ سن الخمسين. ويبدأ الشيب عادة من السالفين ثم يتجه صعودا ببطء ليغمر فروة الرأس. وغالبا ما يبدو الشعر الأشيب مختلفا عن الشعر الأسود من حيث النوعية. أما شعر الإبطين والعانة فقد لا يجتاحه الشيب.

ومن الممكن أن يرق الشعر أيضا لدى الرجال والنساء على السواء. ولكن الرجال هم أكثر عرضة لتساقط الشعر والإصابة بالصلع مع تقدمهم بالسن. وتشير الإحصاءات إلى أن 60 بالمئة من الرجال يعانون من تساقط الشعر أو رقته مع بلوغهم العقد الخامس من عمرهم. ويتمثل النموذج الذكري للصلع في تراجع خط الشعر وتساقط الشعر عند قمة الرأس. ويعتبر السن والتغيرات الهرمونية والوراثة من العوامل المسؤولة عن تساقط الشعر لدى بعض الأشخاص أكثر من غيرهم.

ويعاني عدد أقل من النساء من نموذج أنثوي للصلع مع تقدمهن بالسن. وفي حالات نادرة، تتكون بقع صلعاء في رأس المرأة. وقد تأخذ البقعة بالتوسع أو يبدو شكل الشعر وملمسه أرق مما كان عليه. وفي بعض الأحيان، تؤدي التغييرات الهرمونية التي تطرأ بعد سن اليأس إلى نمو شعر الوجه أو زيادة خشونته.

العناية الذاتية للشعر

إن أزعجك تساقط شعرك، يمكنك اللجوء إلى عدة طرق لعلاج الحالة. فثمة عقاقير تحفز نمو الشعر. كما يمكن زرع جريبات الشعر جراحيا من مناطق أخرى من الرأس. والشعر المستعار هو واحد من الخيارات المتوفرة. أما إن كان شعر الوجه هو المشكلة، فيمكن إزالته بالنتف أو الشمع أو العلاج الكهربائي أو مزيل الشعر. علما أن إزالة الشعر لا تحفز نموه بغزارة أكبر.