لفهم تأثير الشيخوخة على الرئتين، يجب أن نتعرف على الطريق الذي تجتازه أنفاسنا. فعند الشهيق، يدخل الهواء عبر الفم والأنف ثم يمر من خلف الحنجرة عبر علبة الصوت وصولا إلى أنبوب الهواء أو القصبة الهوائية.
وتتفرع القصبة الهوائية إلى ممرين رئيسيين للهواء، يتفرعان بدورهما تدريجيا إلى ممرات وأنابيب أصغر حجما تسمى شعبا هوائية. وتنتهي أصغر الشعب بأكياس هواء دقيقة مغلقة، بينما تقوم أوعية دموية متناهية الدقة تسمى الشعيريات الرئوية بحمل الدم إلى هذه الأكياس الهوائية لتفرغ فيها ثاني أكسيد الكربون وتمتص الأكسيجين.
وتشتمل رئتا الشخص البالغ على حوالى 300 مليون من هذه الأكياس الهوائية (أو الحويصلات الرئوية). ولكن، مع التقدم في السن يبدأ عدد هذه الحويصلات بالتراجع. فإن كنت تتمتع بصحة جيدة لن تلاحظ هذا التغيير التدريجي على الأرجح، خاصة إن كنت تعيش حياة ناشطة جسديا.
مشاكل التنفس المزمنة
يعاني بعض كبار السن من صعوبات مزمنة في التنفس تتفاقم تدريجيا، بما في ذلك التهاب القصبات (الشعب الهوائية) المزمن والأمفيزيما أو انتفاخ الحويصلات الرئوية. في الحالة الأولى، تلتهب بطانة أنابيب الشعب التهابا مزمنا. أما الأمفيزيما، التي تعرف أيضا بداء الرئة الساد المزمن، فتطرأ حين تتلف الممرات الشعبية الصغرى. ويعتبر التدخين على المدى الطويل المسؤول الأول عن هذين المرضين الرئويين اللذين قد ينشآن في بعض الحالات عن التعرض الطويل الأمد للأدخنة الكيميائية أو الغبار أو غيرها من المهيجات.
أمراض الجهاز التنفسي
يعتبر كبار السن أكثر عرضة أيضا للأمراض التنفسية كالإنفلونزا والالتهاب الرئوي والسل. وبالرغم من عدم خطورة الإصابة في جميع الحالات، إلا أن 45,000 حالة وفاة تنجم عن الإنفلونزا والالتهاب الرئوي سنويا في الولايات المتحدة. ومعظم الوفيات هم ممن تجاوزا الخامسة والستين. ويعد المصابون بمشاكل مزمنة في القلب أو الرئة أكثر عرضة للوفاة نتيجة لهذه الأمراض التنفسية.
أما داء السل فقد كان شائعا في الولايات المتحدة قبل سنة 1940. ويمكن للأشخاص الذين أصيبوا بالمرض قبل هذا التاريخ، أن يحتضنوا بكتيريا سل في حالة سبات، من شأنها أن تستعيد نشاطها لاحقا إن ضعفت مناعتهم.
العناية الذاتية
لحماية الرئتين والجهاز التنفسي عليك الإقلاع عن التدخين وتنظيف محيطك من الدخان.
وإن كنت تبلغ 65 عاما وما فوق، لقح نفسك ضد الالتهاب الرئوي والإنفلونزا، علما أن اللقاح ضد الإنفلونزا يجدد كل سنة.
ويمكن لممارسة الرياضة بانتظام والحفاظ على وزن صحي أن يخففا من الضغط على الرئتين ويساهما في الحفاظ على لياقتهما.