صحة الحامل في رمضان
الدكتورة / صابرين جبارة المدرس بكلية الطب – جامعة الزقازيق، وعضو الجمعية
الملكية لصحة المرأة
إن شهر رمضان هو الشهر الذي يشغل ذهن المرأة الحامل، ويطرأ السؤال في عقلها كيف
تقضى الشهر خاصة مع انتشار مقولة أن المرأة الحامل تأكل لفردين – لها وللجنين
الموجود في أحشائها
وكانت أكثر الأسئلة على دار الفتوى تخص المرأة الحامل، وأنا أطمئن المرأة الحامل
أنه ثبت طبيا أن الصيام لا يشكل خطراً على صحة الأم الحامل أو الجنين، بل هو رياضة
روحية ونفسية،
ومن خلال الشهر الأول حتى موعد الولادة فإن الصيام لا يؤثر على ثبات الجنين أو نموه
داخل الرحم.
وكل ذلك يتوقف على المرأة الحامل وعلى رغبتها وقدرتها على الصيام
وتكون استشارة الطبيب هي الفيصل في حالة إذا ما كانت تستطيع الصيام أم لا
ويضع الطبيب في اعتباره بجواز الصيام والإفطار صحة الأم والجنين معا، وفى حالة
تصريح الطبيب لها بالإفطار فإنه يجوز لها ذلك لأن إفطارها كان بناء على رأى طبي
خوفا على صحتها وصحة جنينها، واتفق الأئمة على منح الحامل رخصة الإفطار إذا كان
ذلك بناء على مانع طبي.
وتضيف: وإذا عزمت المرأة الحامل على الصيام فإنه يجب عليها أن تتناول إفطارا جيدا
غنيا بالمواد الغذائية والسعرات الحرارية، والإكثار من تناول الأطعمة الغنية
بالكالسيوم – البيض – الألبان – وشراب كمية كبيرة من السوائل لا تقل عن 2 لتر
لتعويضها السوائل التي تفقدها خلال ساعات الصيام.
وفى وجبة السحور والتي يصوم بعدها الإنسان لمدة أكثر من 12 ساعة عن الأطعمة،
فإن الوجبة يجب أن تأكل فيها جيدا حتى لا يتأثر الجنين الموجود داخل أحشائها “.
الحلويات مطلوبة: من الأشياء التي يكثر الإقبال عليها في رمضان الحلويات فإن
الحلويات للأم الحامل ضرورية لأنها غنية بالسعرات الحرارية اللازمة لطاقة الجسم.
وفى حالة شعور الأم الحامل بإجهاد فإن الذهاب إلى الطبيب أمر ضروري جدا ولكن بصفة
عامة فإن الصيام لا يؤثر على صحة الأم الحامل.
أما إذا كانت الأم الحامل حامل في توأم فإنها تحتاج إلى طعام مضاعف لنمو الأجنة
داخل أحشائها ويعتبر الصيام مرهق على صحتها
وعليها مراجعة الطبيب لأن الصوم ممكن أن تكون له أخطار عليها وعلى الضيف القادم.
وتضيف د. صابرين أن الأم إذا ما أحسنت في تناول طعامها في الإفطار والسحور فإنه لا
خطورة على حملها من الصيام – بل يساعد الصيام على أن تكون في صحة جيدة.
د. خالد سويدان أستاذ أمراض النساء والتوليد بجامعة عين شمس
ينتاب القلق بعض النساء من الصيام في رمضان أثناء شهور حملهن خوفا من تأثير ذلك على
صحة الجنين، بينما نجد، في المقابل، نساء يصررن على الصيام رغم تحذير الأطباء لهن
من ذلك.
وحسب رأي الأطباء، فإن الاعتدال والأخذ بالأسباب هو الموقف الصحيح، فهم لا يرون
مانعا في صيام المرأة الحامل إن هي اتبعت بعض الإرشادات المهمة، على أن تراجع
الطبيب إذا ما تعرضت لأية مضاعفات.
د. خالد سويدان أكد الأمر بقوله إن
المرأة الحامل «تستطيع الصيام في شهر رمضان لان الصيام مفيد للجسم بشكل عام، إضافة
إلى أنه ينظم عمليات حرق الدهون والسعرات الحرارية.
لكن عليها أن تهتم بوجبة السحور وتؤخرها قدر الإمكان.
أما أثناء نهار رمضان فيمكن للحامل أن تمارس حياتها الطبيعية على شرط ألا تجهد
نفسها، وعند الإفطار يجب عليها عدم تناول الطعام مرة واحدة، بل من الأفضل أن تقسم
وجبة الإفطار إلى عدة وجبات صغيرة ومتفرقة.
كما عليها تجنب الأطعمة التي تحتوي على البهارات والتوابل الحارة، والتقليل من
تناول المياه الغازية والشاي والقهوة وعدم الإكثار من الحلويات في رمضان حتى لو
كانت معتادة على ذلك، حتى لا يزداد وزنها إلى أكثر من 13 كيلوغراما على مدار شهور
الحمل التسعة».
ويحذر الدكتور خالد سويدان المرأة الحامل من إهمال بعض أعراض إرهاق الصيام التي
تتمثل في انخفاض الضغط، والشعور ببرودة الأطراف، والغثيان وعدم القدرة على القيام
بأي مجهود، ولهذا إذا شعرت الحامل بهذه الأعراض فعليها بالإفطار وعدم إكمال صيامها.
ويؤكد خبراء التغذية أن احتياجات المرأة الحامل تزيد بشكل لافت، فهي تحتاج مثلا إلى
نسبة 30% من البروتينات أكثر من المرأة العادية، كما ترتفع حاجتها للسعرات الحرارية
لتوليد الطاقة التي يحتاجها الجنين، ولهذا يؤكدون ضرورة تركيزها في شهر رمضان،
بالذات، على الأغذية التي تحتوي على البروتين مثل اللحوم، سواء البيضاء أو الحمراء،
والأسماك والبيض إلى جانب تناول الخضروات الطازجة والتقليل من النشويات.
وقد حدد خبراء التغذية مجموع السعرات الحرارية التي تحتاجها المرأة الحامل في اليوم
الواحد ب 2750 سعرة تقريبا، كما حددوا كمية البروتين التي يحتاجها جسدها ب 76 غراما
تقريبا كل يوم.