التصنيفات
رشاقة ورياضة | برامج حمية | نظام غذائي

صحة العظام – التغذية ج21

لا يوجد الكثير من الأشخاص الذين يفكرون بتغذية الهيكل العظمي. وهناك شبه اعتقاد أنه متى ما تشكلت العظام فإنها تتواجد لمصلحتك – إلى أن تبدأ بالتحطم، كما في حالة التهاب المفاصل أو تخلخل العظام. غير أن العظام، وكأي جزء آخر من الجسم، تتم إعادة بناؤها بشكل مستمر. إنها تركيبة من البروتين ومولد الغراء (نوع من الغراء الواقع بين الخلايا Collagen) الذي يجمع بشكل رئيسي الكالسيوم، بالإضافة إلى الفوسفور والمغنيزيوم. حتى أننا نخزن معادن ثقيلة مثل الرصاص في العظام عندما يكون الجسد غير قادر على التخلص منها.

هناك نوعان من خلايا العظام: خلية عظيمة Osteoblasts تنشئ عظماً جديداً، في حين أن خلية كبيرة متعددة النوى Osteoclasts تتحطم وتتخلص من العظام القديمة. إن أطراف العظام مكونة من الغضروف اللين بحيث أن المفاصل تستطيع العمل بسلاسة. في حين أن العظام تستعمل الكالسيوم، الفوسفور والمغنيزيوم كمواد بناء إن القدرة على امتصاص الكالسيوم داخل العظام تتوقف على الفيتامين D وتتم مساعدته من قبل المعدن المتبقي البورون (عنصر غير معدني موجود في حامض البورق). الفيتامين C يصنع مولد الغراء، ويساعد الزنك على صناعة خلايا عظمية جديدة. إن هذه الأوركسترا من المغذيات غالباً ما تتواجد في المكملات «المؤلفة للعظام».

تخلخل العظام Osteoporosis

إن وباء تخلخل العظام جعل العديد من النساء يفكرن بجدية حول صحة العظام. هذا الوباء هو اللص الصامت الذي يسلب أكثر من 25% من الهيكل العظمي مع الوقت الذي تصبح فيه في الخمسين من عمرك. أنه واسع الانتشار خصوصاً لدى النساء بعد انقطاع الطمث، وهو يزيد من خطر تحطم العظام الذي يحدث لدى امرأة من بين ثلاثة ورجال من بين اثني عشر في عمر السبعين.

إن التفسير المتعارف عليه هو أنه متى ما توقفت المرأة عن الحيض فهي تنتج القليل من الإستروجين، الذين يساعد على إبقاء الكالسيوم في العظام، ومن هنا جاءت التوصية للنساء بالخضوع لعلاج إبدال الهرمون (HRT). إلا أن هذا الأمر بعيد عن الحقيقة. أولاً، لأن التحاليل التي أجريت على الرفات الهيكلية لأسلافنا، وعبر العديد من الثقافات، أظهرت أن النساء في فترة ما بعد الحيض لا تعانين بشكل اعتيادي من تناقص كثافة العظام. إنها ظاهرة أكثر حداثة، خاصة في المجتمع الغربي. ثانياً، لأن الإستروجين الذي ينشط الخلايا الكبيرة متعددة النوى، لا يساعد على بناء عظم جديد أنما فقط يوقف فقدان العظم القديم. أما البروجسترون، من ناحية أخرى، فهو ينشط الخلايا العظمية التي تبني العظم الجديد. إن تناول بروجسترون طبيعي يزيد من كثافة العظام 4 مرات أكثر من الاستروجين.

في الفترة التمهيدية لانقطاع الطمث، وفيما بعد، تتوقف المرأة عن الإباضة. في حال عدم إطلاق أي بيضة فإنه لا يتم إنتاج البروجسترون، علماً أن الجسم يستمر في إنتاج كميات طفيفة من الإستروجين. وقد عاد العلماء حالياً يفكرون في أن الزيادة النسبية في الإستروجين إزاء البروجسترون، التي تعد في الواقع نقصاً في البروجسترون، هي حالياً تعجل من مرض تخلخل العظام، وليس نقص الإستروجين.

بالطبع إن هذا لا يشكل العامل الوحيد. فالتغييرات في النظام الغذائي شديدة الارتباط بازدياد خطر تخلخل العظام وهذا ما يفسر لماذا أن العديد من المجتمعات الثقافية لا تعاني أبداً من تخلخل العظام. لكن مع العلم أن الأشخاص الذين يملكون كميات قليلة جداً من الكالسيوم قد يستفيدون من تناول الأكثر، إلا أنه ليس هنالك من ترابط متين بين تخلخل العظام ومستويات الكالسيوم. إن قبائل Bantu الزنجية في أفريقيا مثلاً، لديها معدل كمية كالسيوم من 400 ملغ يومياً، أقل بكثير من الكمية الموصى بها للنساء ما بعد انقطاع الطمث، رغم عدم وجود تخلخل في العظام إجمالاً. بالمقابل فإن شعب الأسكيمو، الذي يستهلك كميات هائلة من الكالسيوم، يعاني من انتشار هائل فوق الحد لتخلخل العظام. لماذا هذا الاختلاف! ما هو الشيء المشترك لدى الدول والثقافات التي تسجل انتشاراً واسعاً لهذا الوباء، الإجابة قد تكون في الكثير من البروتين الغذائي.

إن الأطعمة الغنية بالبروتين هي مكونة للأحماض. والجسد لا يستطيع تحمل التغييرات الكبيرة في مستوى الحامض بالدم. وهو يقوم بتعطيل هذا الأثر من خلال عاملين قلويين رئيسيين هما الصوديوم والكالسيوم. عندما يتم استنفاد احتياطي الجسم من الصوديوم، يؤخذ الكالسيوم من العظام. ولذلك فكلما أكثرت من تناول البروتين كلما ازدادت حاجتك إلى الكالسيوم. إن الفرق بين قبائل البنتو وسكان الأسكيمو هو مستوى استهلاك البروتين.

إن الفكرة التي تقضي بأن الأنظمة الغذائية الغنية بالبروتين تقود إلى نقص الكالسيوم ليست شيئاً جديداً. لكن ما بدأت الأبحاث تعمل على إظهاره هو أنه في حال اتبعت نظاماً غذائياً غنياً بالبروتين فإن أي كمية من الكالسيوم لن تكون قادرة على تصحيح الخلل. في جزء من إحدى الدراسات التي نشرت في المجلة الأميركية للتغذية السريرية، هناك مجموعة من الأشخاص الذين جرت دراستهم تم إعطاؤها إما نظاماً غذائياً غنياً باعتدال بالبروتين (80 غرام من البروتين يومياً) أو نظاماً غذائياً غنياً جداً بالبروتين (240 غرام من البروتين) زائد 1400 ملغ من الكالسيوم. إن الخسارة الكلية للكالسيوم كانت 37 ملغ يومياً في المجموعة الأولى التي تتناول 80 غراماً من البروتين و137 ملغ يومياً في المجموعة الثانية التي تتناول 240 غرام من البروتين. وقد استنتج المؤلفون أن «الأنظمة الغذائية الغنية بالكالسيوم من غير المحتمل أن تحمي فقدان العظام المحتمل الذي تسببه الأنظمة الغذائية الغنية بالبروتين». في دراسة أخرى فإن كمية بروتين من 95 غراماً يومياً قد تسببت في معدل فقدان كالسيوم يساوي 58 ملغ يومياً، مما يعني خسارة 2% من الكالسيوم الهيكلي الكلي سنوياً، أو 20% كل عقد. لقد تم إثبات الآثار السلبية الناتجة عن تناول الكثير من البروتين بوضوح من خلال مرض تخلخل العظام. بعض العلماء الطبيين يعتقد الآن أن اتباع نظام غذائي لمدى الحياة يكون غنياً بالفتيامينات، مكون للحامض، قد يكون السبب المبدئي لتخلخل العظام.

قل لا لالتهاب المفاصل

وفقاً للدكتور روبرت بنغام، اختصاصي في علاج التهاب المفاصل، «ما من أحد يكون في صحة غذائية جيدة التهاب المفاصل المزمن». رغم ذلك، وفي عمر الستين، فإن 9 أشخاص من بين كل 10 يصابون به. بالنسبة إلى البعض إنه جحيم الحياة الذي قد يكون حتى مهدداً لها. وبالنسبة إليهم جميعاً، فإن التهاب المفاصل يعني العيش في الألم والتصلب. مع ذلك، فإن التهاب المفاصل ليس نتيجة حتمية للتقدم بالسن وبالإمكان الوقاية منه، على شرط إزالة الأسباب الأساسية.

في البحث عن سبب التهاب المفاصل تم اعتبار العديد من الأشياء، من بينها النظام الغذائي، التمارين البدنية، وضعية الجسم، المناخ، الهرمونات، الالتهابات، علم الوراثة، الشيخوخة والإجهاد. معظم هذه العوامل ثبت أن لها صلة ببعض المصابين بالتهاب المفاصل. أنا أعتقد بأن وقوع أعراض هذا المرض، أو أي نمط مرض متعلق بالتهاب المفاصل، هو نتيجة لتراكم الضغوطات التي تسبب انحطاطاً في المفاصل، العظام والعضلات.

العوامل التي يحتمل أن تؤدي إلى نمو هذه الحالة الصحية المؤلمة:

تزييت ضعيف للمفاصل: بين المفاصل توجد مادة تسمى سائل سينوفيال (الزالوق). إن التغذية السليمة هي ضرورية للتأكد من أن هذا السائل يبقى سائلاً وقادراً على التزييت. إن الغضروف والزالوق يحتويان على متعدد سكريات مخاطية يمكن تأمينها بواسطة بعض الأطعمة.

خلل هرموني: تتحكم الهرمونات بتوازن الكالسيوم في الجسم. إذا كان توازن الكالسيوم خارجاً عن السيطرة، فإن العظام والمفاصل قد تتخلخل وتصبح مادة للنهك والإنهاك، والكالسيوم قد يوضع في مكان خاطئ مسبباً «ركبة» في التهاب المفاصل. الخطأ ليس في تناول كمية كبيرة من الكالسيوم، إنما هو في فقدان توازن الكالسيوم في الجسم. إن نقص القيام بالتمارين، وتناول الكثير من الشاي، القهوة أو الشوكولا، والتعرض للمعادن السامة كالرصاص، إلى جانب الإجهاد المفرط أو عدم توازن السكر الأصلي بالدم أو خلل الغدة الدرقية، يمكن لكل هذه العوامل أن تخل بضبط الكالسيوم. في حين أن التحكم به قد يكون أسوأ بعد انقطاع الطمث الذي يعود على الأرجح إلى فقدان الإستروجين، إن الكثير من الإستروجين أيضاً يجعل التهاب المفاصل أسوأ. إن كل ذلك هو مسألة توازن. هناك هرمون آخر، يسمى الأنسولين، يعمل على تنشيط بناء متعدد السكريات المخاطية التي يصنع منها الغضروف. إن الأشخاص المصابين بتقصير في عمل الغدد الدرقية هم على الأرجح أكثر عرضة للإصابة بالتهاب المفاصل.

الحساسية وسرعة التأثر: تقريباً كل شخص يعاني من التهاب المفاصل الرئوي والعديد من الأشخاص المصابين برئية المفاصل لديهم حساسية أو شدة تأثير من الأطعمة والمواد الكيميائية تجعل الأعراض لديهم أكثر احتداماً. إن حساسيات الطعام الأوسع إنتشاراً سببها القمح ومنتجات اللبن. أما التأثر من الكيميائيات والبيئة فقد يشمل الغاز ودخان مخارجة. هذه العوامل ينبغي تجنبها بشدة طيلة شهر كامل لمعرفة ما إذا كانت تساهم في المشكلة.

الجذور الحرة: داخل كل المفاصل الملتهبة هناك معركة تجري، مع الجسم الذي يحاول أن يتعامل مع الضرر ويعالجه. إحدى الأسلحة الحربية الأساسية في الجسم هي الجذور الحرة. في حال لم يكن جهاز المناعة يعمل كما ينبغي، كما في حالة التهاب المفاصل الرئوي، فسوف ينتج الكثير من الجذور الحرة التي يمكنها أن تؤذي النسيج الموجود حول المفصل. إن تناول كمية قليلة من المغذيات المانعة للتأكسد يمكن أن تجعل التهاب المفاصل أشد.

الالتهابات: إن وجود أي التهاب، سواء كان فيروسياً أو بكتيرياً، يؤدي إلى إضعاف جهاز المناعة الذي يضبط الالتهاب. إلا أن بعض أنواع الفيروسات والبكتيريا يؤثر بشكل خاص على المفاصل من خلال الاستقرار فيها والعودة من جديد عندما تكون دفاعات المناعة ضعيفة. غالباً ما يستطيع جهاز المناعة إيذاء النسيج المحيط في محاولته لمكافحة الالتهاب، كالجيش الذي يمحي بلده من الوجود في محاولة للتخلص من الغازي. إن بناء دفاعات المناعة من خلال اتباع التغذية المثلى يعتبر الحل الطبيعي.

إنهاك العظام والتشوهات: إن الضرر أو الإجهاد، الذي غالباً ما تسببه وضعية الجسم السيئة، يزيد من خطر نمو التهاب المفاصل. وأفضل وقاية تكمن في إجراء فحص سنوي مع طبيب معالجة يدوية عن طريق تحريك المفاصل، مع التمرين المنتظم الذي يساعد على رفع مرونة المفصل وقوته. متى ما تمت معالجة التهاب المفاصل، فإن التمارين المخصصة تساعد على تقليل الألم والتصلب.

الحالة الفكرية: إن الأبحاث التي أجريت في مؤسسة التهاب المفاصل والروماتيزم، وفي المدرسة الطبية بجامعة كاليفورنيا، أظهرت وجود صلة بين التهاب المفاصل والإجهاد الانفعالي. يقول د. أوستن من جامعة جنوب كاليفورنيا «الغضب، الخوف أو القلق المخفي غالباً ما تصاحب بداية التهاب المفاصل».

فقر النظام الغذائي: إن غالبية المصابين بالتهاب المفاصل لديهم ماضٍ من فقر النظام الغذائي، الذي يمهد الطريق للعديد من عوامل الخطر المذكورة أعلاه. إن تناول الكثير من السكر المكرر، والعديد من المنبهات، والإفراط في تناول الدهون والبروتين كلها متصلة بشدة بمشاكل التهاب المفاصل. إن نقص أي واحد من الفيتامينات الحيوية الكبيرة العدد، والمعادن والأحماض الدهنية الأساسية، يمكنه، بحد ذاته، التعجيل من وجود مشاكل في المفاصل.

كيفية نمو التهاب المفاصل

1 – المفصل السليم صحياً يتكون من عظام قوية، هي من حيث الجوهر معادن في قالب مولد الغراء (بروتين). تتم حماية الغضروف في طرف العظام من العظم المقابل والغضروف، بواسطة حويصلة تتضمن سائل سينوفيال الذي يزييت المفصل ويجعله أسلس فعلياً.

2 – إن كثرة الاستعمال ووجود خلل غذائي قد يقودان إلى تحطم الغضروف وتعطيل عمله. ويصبح سائل سينوفيال أقل تزييتاً. إن فقدان الغضروف يقود أيضاً إلى توقف عناصر مولد الغراء في كل من الغضروف والعظم. فتصبح أطراف العظام غير متساوية وتتكون زائدة عظيمة أو نامية صغيرة غير طبيعية (رُكب عظمية ضخمة). إن الالتهاب يقيد الحركة.

3 – إن فقدان توازن الكالسيوم يؤدي إلى إفراغ الكالسيوم بكميات كبيرة في الأنسجة اللدنة، مما يسبب آلام العضلات. خلال التهاب المفاصل الرئوي (المطوق) قد تصبح أطراف العظام ملتحمة جميعها.

إذا أردت المحافظة على العظام والمفاصل بصحة سليمة:

●    إبق لائق القوام ولين الجسم، وقابل طبيب (يداوي الأمراض برياضة العظام والعضلات وتكبيسها) أو طبيب يعالج عن طريق تحريك المفاصل، مرة في السنة.

●    قلل من استهلاك اللحوم من أجل تفادي البروتين الزائد.

●    أخراج من «دائرة الضغط» وخفف من استعمال المنبهات قدر الإمكان.

●    تأكد من أن نظامك الغذائي غني بالمعادن من البذور، المكسرات والخضار والبذور.

●    إذا كنت مصاباً بالتهاب مفاصل، تحقيق من حساسيات الطعام المحتملة.

●    إذا كنت مصاباً بتخلخل العظام، إلجأ إلى البروجسترون الطبيعي (كخلاصة، وليس كـ HRT).

●    إذا كنت تعاني من التهاب المفاصل، خذ مكملاً يومياً من 300 غرام من GLA (زيت أساسي أوميغا 6) وزيت بذر الكتان أو 1000 ملغ من زيت السمك DHA/EPA.