التصنيفات
صحة المخ والجهاز العصبي

صداع التوتر Tension headache

تصور في عقلك موظف مكتب منهك بالتوتر وتائه بين كومة من الأوراق المكدسة حتى السقف أو أباً منهكاً يرافق أولاده من نشاط إلى آخر. إن هذين الوضعين يصفان صداع توتر على وشك الحدوث. تخيل نفسك أنك الشخصية الأساسية في الصورة ويمكنك الشعور تقريباً بنوع الصداع الذي سيأتي – حزام من الضغط المؤلم المطوق لرأسك.

في الواقع، إن صداع التوتر هو الصداع الأكثر شيوعاً، لكنه أحد الأنواع الأقل فهماً. بالفعل، يستمر الخبراء في مناقشة أسبابه وحتى تسميته. وعلى مرّ السنوات، ومع ظهور العديد من النظريات المختلفة بشأن أصل هذا النوع من الصداع، أطلقت عليه أسماء عدة منها صداع انقباض العضلات، والصداع النفسي، وصداع الاكتئاب، والصداع الأساسي، والصداع العادي.

ثمة نظرية سائدة تقول إن التوتر المزمن في فروة الرأس، وعضلات العنق والفكين هي السبب وراء هذا النوع من ألم الرأس. هكذا، أصبح معروفاً بصداع التوتر. لكن العديد من الباحثين بدأوا يتساءلون حول هذه الفكرة. نتيجة ذلك، استقرت الجمعية الدولية للصداع على تسمية صداع التوتر، ما يعكس حقيقة مفادها أن توتر العضلات مرتبط بهذا النوع من ألم الرأس لكنه ليس سبباً رئيسياً على ما يبدو. بالفعل، يبدو أن الألم له مسببات أخرى أو قد لا ينجم عن أي سبب ظاهري.

مشكلة شائعة

مهما كان الاسم الذي أطلقته عليه، يبقى صداع التوتر الأكثر شيوعاً بين كل أنواع الصداع الأساسية. وهو شائع عند الرجال أكثر مما هو عند النساء. فقد تبيّن أن 88 في المئة من النساء و 69 في المئة من الرجال يعانون من صداع التوتر خلال حياتهم. وصداع التوتر أكثر شيوعاً عند الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 30 و 39 عاماً. وبعد عمر 39 عاماً، يتضاءل تفشي هذا الصداع. واللافت أن أغلبية الأشخاص الذين يعانون من صداع الشقيقة يصابون أيضاً بصداع التوتر.

وبما أن صداع التوتر شائع جداً، فإن تأثيره في إنتاجية العمل والنوعية الإجمالية للحياة مهم فعلاً. حين يكون رأسك “مطوقاً في ملزمة”، مثلما يتم وصف الألم غالباً، قد تشعر أنك عاجز عن المشاركة في النشاطات العائلية والاجتماعية. وقد تضطر إلى البقاء في المنزل والتغيب عن العمل وإذا ذهبت إلى العمل، فقد تعمل بجزء بسيط من فاعليتك العادية.

إلا أن عدداً قليلاً من المصابين بهذا النوع من الصداع يسعون وراء عناية طبية. والسبب في ذلك أنه تسهل عموماً معالجة صداع التوتر بالأدوية الشائعة. وثمة أسباب أخرى قد تتمثل في الخوف من ألا يأخذك الطبيب على محمل الجد أو الاعتقاد الخاطئ بأن صداع التوتر هو نفسي بحت – ويعني ذلك الإقرار بأنك ضعيف أو مصاب بالعصاب.

وفيما تبقى معظم جوانب صداع التوتر مجهولة، لا بل مثيرة للجدل، بات معروفاً أن هذه المشكلة هي اضطراب بيولوجي. وقد يختلف الأطباء بشأن أسباب هذا النوع من الصداع، لكنهم يعرفون لحسن الحظ كيفية مساعدتك. بالفعل، هناك العديد من الأدوية التي توفر راحة سريعة وفعالة من الألم.

أعراض صداع التوتر

يولد صداع التوتر عادة ألماً كليلاً وموجعاً أو إحساساً بالضيق في جبينك أو في جانبيّ رأسك والجهة الخلفية منه. ويشبّه العديد من الأشخاص هذا الشعور بوجود حزام ضيق من الضغط يطوق الرأس. وفي الشكل الأكثر انتشاراً، يبدو الألم مثل قلنسوة تنسدل حتى الكتفين.

يتم وصف الصداع عموماً بأنه خفيف إلى معتدل الحدة. وتختلف وخامة الألم بين شخص وآخر، ومن صداع إلى آخر لدى الشخص نفسه.
قد تدوم نوبة صداع التوتر بين 30 دقيقة وأسبوع كامل. ويقول معظم الأشخاص إن الألم يبدأ مباشرة بعد الاستيقاظ في الصباح أو في وقت باكر من اليوم.

يشعر بعض المصابين بصداع التوتر بانزعاج في العنق أو الفك أو بطقطقة عند فتح الفك. قد يكون هناك ورم أيضاً في فروة الرأس وعضلات العنق والكتفين. أما العلامات والأعراض الأخرى فقد تشمل الصعوبة في النوم، والتعب، والتهيج، وفقدان الشهية وصعوبة التركيز.

وعلى عكس بعض أشكال صداع الشقيقة، لا يرتبط صداع التوتر عادة باضطرابات بصرية (بقع سوداء أو أضواء وامضة) أو غثيان أو تقيؤ أو ألم في البطن أو ضعف أو خدر في جهة واحدة من الجسم أو تلعثم في الكلام.

وفيما يفاقم النشاط الجسدي ألم صداع الشقيقة عادة، يبدو أنه لا يجعل صداع التوتر أسوأ البتة. إلا أن بعض المصابين بصداع التوتر يشهدون حساسية متزايدة للضوء أو الصوت، رغم أن هذا العارض ليس شائعاً.

أسباب صداع الوتر والعوامل المفاقمة

إن لائحة الأسباب المحتملة لصداع التوتر طويلة فعلاً. وقد لا تكشف عن سبب محدد أو ثابت أو تملك عدة أسباب واضحة في الوقت نفسه. والمسببات المحتملة تشمل:
● التوتر
● الاكتئاب والقلق
● قلة النوم أو تغيرات في روتين النوم
● حذف وجبات الطعام
● وضعية سيئة
● العمل في وضعيات غريبة أو البقاء في وضعية واحدة لوقت طويل
● قلة النشاط الجسدي
● تغيرات هرمونية أحياناً مرتبطة بالطمث، والحمل، وسن اليأس، واستعمال الهرمونات
● الأدوية المستخدمة لمشاكل أخرى، مثل الاكتئاب أو ضغط الدم المرتفع
● الاستعمال المفرط لأدوية الصداع.

والتوتر هو السبب الأكثر شيوعاً لصداع التوتر. بالفعل، تشير الدراسات إلى أنه بين مجموعات الأشخاص الذين يتشاركون أنواعاً مماثلة من أحداث الحياة المسببة للتوتر، يبدو أن الأشخاص المصابين بصداع التوتر هم أكثر ميلاً لإدراك هذه الأحداث بصورة سلبية وابتكار استراتيجيات تأقلم أقل فاعلية.

قد يصبح صداع التوتر أسوأ نتيجة ألم الفك عند الإطباق أو صرير الأسنان أو صدمة على الرأس، مثل التعرض لضربة على الرأس. كما أن الأشخاص المصابين بتصلب المفاصل والعضلات نتيجة التهاب المفاصل في العنق أو التهاب في مفاصل الكتف قد يصابون بصداع التوتر.

الأسباب

لا يزال السبب أو الأسباب الدقيقة لصداع التوتر مجهولة. وقد تم اقتراح نظريات مختلفة بشأن الآلية الكامنة وراء هذا النوع من ألم الرأس. وقبل بضعة أعوام، اعتقد العديد من الباحثين أن ألم صداع التوتر ينشأ من انقباض العضلات في الوجه والعنق وفروة الرأس نتيجة عواطف قوية أو توتر أو إجهاد.

لكن الأبحاث الحديثة تنقض هذه النظرية. فالدراسات التي استعملت اختباراً اسمه التخطيط الكهربائي للعضلات، يسجل التيارات الكهربائية الناجمة عن نشاط العضلات، لم تكشف زيادة في توتر العضلات عند المصابين بصداع التوتر. والأكثر من ذلك أن المصابين بصداع الشقيقة يكشفون عن توتر العضلات نفسه الموجود عند المصابين بصداع التوتر، إن لم يكن أكثر.

يعتقد الباحثون الآن أن صداع التوتر قد ينجم عن تغيرات في بعض المواد الكيميائية – مثل السيروتونين والأندورفين والعديد من المواد الكيميائية الأخرى – التي تساعد الأعصاب على الاتصال. وهذه التغيرات مماثلة للتغيرات الكيميائية الأحيائية المرتبطة بصداع الشقيقة. ورغم أنه لم يتضح بعد سبب تقلب مستويات المواد الكيميائية، يعتقد أن العملية تنشّط مسارات الألم في الدماغ وتعيق قدرة الدماغ على قمع الألم. وقد تسهم العضلات المشدودة في العنق وفروة الرأس في إحداث الصداع عند شخص شهد تقلباً في مستويات المواد الكيميائية. من جهة أخرى، قد تكون العضلات المشدودة نتيجة لهذه التغيرات الكيميائية.

ثمة مادة كيميائية أخرى في الجسم قد تؤدي دوراً في صداع التوتر وهي أوكسيد النتريك المسؤول عن نقل النبضات العصبية. وتم ربط الإنتاج المفرط لأوكسيد النتريك بصداع التوتر المزمن وصداع الشقيقة. كما تبيّن أن المواد التي تقمع إنتاج أوكسيد النتريك تخفف من شدّة العضلات المرتبطة بصداع التوتر.

وبما أن صداع التوتر وصداع الشقيقة يكشفان عن تغيرات مماثلة في المواد الكيميائية في الدماغ، يعتقد بعض الباحثين أن هذين النوعين من الصداع مرتبطان ببعضهما. واللافت أن أغلبية الأشخاص المصابين بصداع الشقيقة يعانون من صداع التوتر بين الحين والآخر، فيما تبيّن أن ربع المصابين بصداع التوتر يعانون من صداع الشقيقة بين الحين والآخر. ويرى بعض الخبراء أن صداع الشقيقة قد ينشأ من التواتر المنتظم لصداع التوتر. أما الخصائص المميزة لصداع الشقيقة فتبدأ حين يصبح الألم أكثر وخامة. لكن أبحاثاً أخرى تشير إلى أن صداع الشقيقة الخفيف هو في الواقع نوع من صداع التوتر.

أنواع صداع التوتر

تم تصنيف صداع التوتر في شكلين – عرضي ومزمن. ويميز هذا التصنيف بين نوبات الصداع العرضية التي تفصل بينها فترات مختلفة من الوقت ونوبات الصداع المتواترة التي تحدث بشكل يومي تقريباً في العديد من الحالات.

النوع العرضي

يحدث صداع التوتر العرضي كل 15 يوماً أو أقل في الشهر. يكون هذا الصداع وجيزاً عادة ويدوم من بضع دقائق إلى بضع ساعات. وفي استطلاع شمل مصابين بصداع التوتر العرضي، تبيّن أن 63 في المئة يعانون من تورم في فروة الرأس وعضلة العنق إضافة إلى ألم الرأس. كما أن الذين يشهدون تواتراً أكبر من النوبات العرضية قد يكونون أكثر عرضة للشكل المزمن من الصداع على مرّ السنوات.

النوع المزمن

يحدث الصداع المزمن كل 15 يوماً أو أكثر في الشهر على مدى ثلاثة أشهر على الأقل. ومقارنة مع الشكل العرضي، يتضح أن صداع التوتر المزمن أقل شيوعاً لكنه يصيب النساء مرتين أكثر من الرجال. واللافت أن هناك تشابهاً في مدة ووخامة الصداع العرضي والمزمن، رغم أن الألم يكون يومياً وشبه مستمر عند العديد من المصابين بالشكل المزمن. وتماماً مثل الشكل العرضي، قد يترافق أو لا يترافق صداع التوتر المزمن مع ورم في فروة الرأس.

تبيّن أن الأشخاص الذين يكون أهلهم أو إخوتهم أو أولادهم مصابين بصداع توتر مزمن هم عرضة ثلاث مرات أكثر للشكل المزمن من الصداع. ورغم أن هذا الأمر يوحي باستعداد وراثي، من غير المحتمل أن تكون “جينة صداع” واحدة هي المسؤولة. فهناك على الأرجح عدة عوامل مسهمة، بما في ذلك الاستعداد الوراثي.

يحيط الجدل بمسألة ما إذا كان صداع التوتر المزمن منفصلاً فعلاً عن صداع الشقيقة المزمن. ويواجه الأطباء غالباً مشكلة في التمييز بين نوعيّ الصداع. بالفعل، يعتقد أن النوعين ينشأان من صداع عرضي، بعدما تصبح مسارات الألم حساسة، ويكشف نوعا الصداع معاً عن تغيرات مماثلة في المواد الكيميائية في الدماغ.

الاكتئاب والقلق وصداع التوتر المزمن

إن الأشخاص المصابين بصداع التوتر المزمن هم أكثر عرضة للقلق أو الاكتئاب، مقارنة مع الأشخاص الذين لا يعانون من الصداع. ولم يُحسم بعد ما إذا كانت هذه الاضطرابات في المزاج تسهم في الصداع أو بالعكس – فالأمر شبيه نوعاً ما بسؤال من جاء أولاً الدجاجة أم البيضة؟
يقول العديد من المصابين بصداع التوتر إن الألم يحدث غالباً خلال فترات التوتر والقلق أو بعدها. وإذا كنت تعاني من اضطراب في المزاج، من المهم معالجة هذه المشكلة وكذلك الصداع للتوصل إلى أفضل نتيجة ممكنة. فإذا كنت تعاني مثلاً من الاكتئاب وصداع التوتر، فإن معالجة صداعك قد تكون أقل فاعلية إذا بقي الاكتئاب من دون تشخيص ومعالجة.

علاج صداع التوتر

لا يستشير معظم الأشخاص طبيباً للحصول على مساعدة في مواجهة النوبات العرضية من صداع التوتر. ويجد العديد من الأشخاص أن القليل من مسكنات الألم، وبضع لحظات من الاسترخاء، إضافة إلى نوم جيد في الليل كافية لتوفير الراحة. لكن أشخاصاً آخرين قد يطلبون المساعدة إذا حدث صداعهم على نحو متواتر أو كان الألم وخيماً.

إذا كان صداع التوتر يعيق حياتك، لا تتردد في التحدث إلى طبيبك. فالمشكلة هي اضطراب بيولوجي يمكن معالجته بفاعلية. وتبيّن أن الطريقة الشاملة، المنطوية على العلاجات بالأدوية ومن دون أدوية، فعالة لدى أكثر من 90 في المئة من المصابين بصداع التوتر الذين يطلبون المساعدة.

المعالجة من دون دواء

الراحة أو مكعبات الثلج أو الحمام الساخن والطويل هي كل ما تحتاج إليه ربما لتخفيف صداع التوتر.
هناك مجموعة منوعة من الاستراتيجيات الخالية من الأدوية التي قد تساعد على تخفيف وخامة الصداع المزمن وتواتره. وقد تكون هذه الطريقة جزءًا أساسياً من أية خطة معالجة للصداع:

أسلوب العيش الصحي
إن أنماط السلوك التي تحفز الصحة الجيدة الإجمالية قد تساعد أيضاً في الحؤول دون الصداع. وتشمل هذه الإجراءات في أسلوب العيش اتباع مواعيد منتظمة في الأكل والنوم وتفادي الكافيين المفرط. من المهم أيضاً الحفاظ على نشاط جسدي. فالتمارين الهوائية المنتظمة، مثل المشي أو السباحة أو الركوب على الدراجة الهوائية، قد تساعد في تخفيف تواتر صداع التوتر. وإذا كنت تعاني أصلاً من الصداع، يمكن للتمارين أن تخفف الألم. إحرص على إبلاغ طبيبك قبل الشروع في أي برنامج معالجة.

ضبط الإجهاد
يبدو أن الإجهاد هو السبب الأكثر شيوعاً لصداع التوتر. ثمة طريقة لتخفيف الإجهاد وهي التخطيط المسبق وتنظيم يومك. ثمة طريقة أخرى وهي تخصيص المزيد من الوقت للاسترخاء. وإذا وجدت نفسك في وضع مسبب للتوتر، فكر في الخروج منه والسماح لعواطفك بالاستقرار.
هناك مجموعة منوعة من تقنيات الاسترخاء المفيدة لمواجهة صداع التوتر، منها التنفس العميق والتلقيم الرجعي الأحيائي. وإذا كان القلق أو الاكتئاب مشكلة، قد يكون العلاج السلوكي مفيداً لمواجهة الإجهاد والألم.

إرخاء العضلات
يرتبط توتر العضلات بصداع التوتر. لذا، فإن توجيه الحرارة أو الثلج إلى العضلات المتقرحة قد يخفف التوتر. أما العلاج الواجب اعتماده فيرتبط بالتفضيل الشخصي – يجد بعض الأشخاص أن الحرارة أكثر فاعلية فيما يفضل أشخاص آخرون البرد. إذا كانت الحرارة خيارك، قد تستخدم وسادة حرارية مضبوطة على العيار المنخفض أو قارورة من الماء الساخن أو كمادة ساخنة أو منشفة ساخنة. كما أن الحمام أو الدش الساخن قد يجدي نفعاً. وإذا كان البرد خيارك، لف مكعبات الثلج بقطعة قماش قبل استعمالها وذلك لحماية بشرتك.
كما يعتبر التدليك طريقة رائعة لتخفيف توتر العضلات. وقد يوفر لبعض الأشخاص راحة أيضاً من ألم الرأس. دلّك برفق عضلات رأسك وعنقك وكتفيك بواسطة أطراف أصابعك. أو أطلب من شخص آخر إجراء التدليك لك.

حماية وضعيتك
يمكن للوضعية الجيدة أن تحمي عضلاتك من التوتر. فهي تفرض حداً أدنى من الضغط على عضلاتك، وأربطتك، وأوتارك وعظامك. كما أن الوضعية الجيدة تدعم وتحمي كل أنحاء جسمك وتتيح لك التحرك بفاعلية.

•    أثناء الوقوف، أرجع كتفيك إلى الخلف وابقِ رأسك عالياً. شدّ بطنك ومؤخرتك إلى الداخل وأقحم ذقنك إلى الداخل. وأثناء الجلوس، تأكد من أن فخذيك متوازيان مع الأرض ورأسك غير منحنٍ إلى الأمام.

•    حاول تفادي الجلوس أو الوقوف أو العمل في وضعية واحدة لفترات طويلة من الوقت.

•    كما أن انتعال أحذية غير ملائمة المقاس أو أحذية عالية الكعب قد يسبب مشاكل في الوضعية.

•    مارس بانتظام تمارين التمدد والتقوية لعنقك وكتفيك.

فيما يأتي إرشادات أخرى لتحسين وضعيتك:

● قف ووزنك على كلا القدمين.
● عند الوقوف في مكان واحد، ضع قدماً على مسند أو كرسي صغير ثم انتقل إلى القدم الأخرى على نحو دوري.
● لا تحمل حقيبة في كتفك يكون وزنها أكثر من باوندين.
● إجلس في كرسي مستقيم الظهر وادعم ظهرك.
● عند الجلوس لفترات طويلة، إرفع ساقيك بين الحين والآخر من خلال وضع قدميك على مسند صغير. إنهض عند الإمكان وتجوّل كل نصف ساعة تقريباً.

المعالجة بالأدوية

هناك مجموعة متنوعة من الأدوية، الشائعة والموصوفة من قبل الطبيب، لمعالجة صداع التوتر. ويجد العديد من الأشخاص راحة سريعة وفعالة من خلال تناول مسكنات الألم. وهذه الأدوية غير باهظة ومتوافرة بسهولة ولا تستلزم أية وصفة من طبية.

لكن الأشخاص المصابين بصداع توتر وخيم أو مزمن قد يحتاجون إلى مسكنات ألم أقوى أو إلى أدوية وقائية لتخفيف تواتر ألم الرأس ووخامته. أما العقار الأمثل فيختلف بين شخص وآخر.
سواء كنت تعاني من صداع عرضي أو مزمن، من المهم ألا تفرط في استعمال الأدوية الشائعة – إكتفِ باستعمال مسكنات الألم يومين أسبوعياً.

حاول تناول الأدوية عند الضرورة فقط، واستعمل أصغر جرعة لازمة لتخفيف ألمك. فالإفراط في استعمال أدوية الألم قد يسبب صداعاً مرتداً أو صداعاً يومياً مزمناً، ما يحفز الأعراض التي تحاول إيقافها. بالإضافة إلى ذلك، تكشف كل الأدوية المستخدمة لمعالجة الصداع عن تأثيرات جانبية، قد يكون بعضها خطيراً. وبالنسبة إلى الأدوية الموصوفة من قبل الطبيب، عليك حتماً اتباع الجرعة الموصى بها وعدم تجاوزها.

العلاج الحاد
يهدف العلاج الحاد إلى وقف أو تخفيف الألم الناجم عن نوبة صداع. ويتم استعمال العديد من الأدوية المختلفة للمعالجة الحادة لصداع التوتر:

•    مسكنات الألم
•    الأدوية المركبة: وقد تكون الأدوية المركبة على هذا النحو أكثر فاعلية من مسكنات الألم المنفردة. هناك بعض ماركات العقاقيرالتي تجمع بين المسكنات والمهدئات ومقلصات الأوعية ويتم استعمالها أحياناً لمعالجة صداع التوتر.
وعلى رغم توافر العديد من الأدوية المركبة من دون وصفة طبيب، يمكن الحصول على التركيبات المشتملة على المهدئات والمسكنات بناء على وصفة طبيب فقط لأنها قد تسبب الإدمان وقد تفضي إلى صداع يومي مزمن. لذا، يجب ألا تستخدم لأكثر من يوم واحد في الأسبوع شرط مراقبة استعمالها عن كثب من قبل طبيب.

المعالجة الوقائية

يتم تناول الأدوية الوقائية في أوقات منتظمة لتخفيف تواتر النوبات ووخامتها. وقد توصف الأدوية للأشخاص الذين يعانون من أكثر من صداعين في الأسبوع أو للذين يعانون من صداع توتر لا يتحسن مع الأدوية الحادة والمعالجة من دون العقاقير. قد يوصيك الطبيب أيضاً بالأدوية الوقائية إذا دام صداعك أكثر من ثلاث إلى أربع ساعات أو إذا أصبح الألم معيقاً أو إذا جعلك تفرط في استعمال الأدوية أو إذا كنت تعجز عن تناول الأدوية الحادة بسبب مشاكل طبية أخرى.

غالباً ما يتم استعمال مضادات الاكتئاب للحؤول دون صداع التوتر، ولاسيما الشكل المزمن. لكن هذه العقاقير ليست مسكنات للألم. فهي تعمل على تثبيت مستويات المواد الكيميائية في الدماغ مثل السيروتونين، المسؤولة ربما عن نشوء الصداع. ولا حاجة لأن تعاني من الاكتئاب حتى تستعمل هذه العقاقير.
أما التأثيرات الجانبية لمضادات الاكتئاب فقد تشمل زيادة الوزن، والدوار، وجفاف الفم، وارتجاج الرؤية والإمساك. وقد يعاني كبار السن من الارتباك أو الإغماء عند تناول مضادات الاكتئاب الثلاثية الدورة.

كما يمكن استعمال العقاقير غير الستيرودية المضادة للالتهاب (المسكنات) ومرخيات العضلات وأدوية صداع الشقيقة للحؤول دون صداع التوتر.

تحتاج الأدوية الوقائية عموماً إلى بضعة أسابيع حتى تتراكم في الجهاز العصبي قبل أن تعطي مفعولها. لذا، لا تشعر بالإحباط إذا لم تلاحظ التحسنات مباشرة بعد تناول العقار – فقد يحتاج الأمر إلى شهرين أو أكثر. وقد تبرز الحاجة إلى دمج أدوية مختلفة للحصول على فاعلية قصوى. واعلم أيضاً أن الإفراط في استعمال الكافيين أو مسكنات الألم لتخفيف الصداع الحاد قد تخفف من فاعلية العقار الوقائي.

تعتبر الأدوية الوقائية ناجحة إذا أفضت إلى خفض حدة صداع التوتر أو تواتر النوبات ومدتها بنسبة 50 في المئة. وللحصول على أقصى فائدة من الدواء الوقائي، يجدر بك الحدّ قدر الإمكان من استعمال مسكنات الألم الحادة.
يراقب طبيبك برنامج معالجتك لمعرفة كيفية عمل الدواء الوقائي. وإذا أصبح صداعك تحت السيطرة، يمكن تخفيف جرعتك من الدواء تدريجياً مع الوقت.

مسألة توازن

قد يقلل صداع التوتر من إنتاجيتك ويحرمك من حياتك الاجتماعية. إلا أن المعالجة الفعالة تتوافر لحسن الحظ في حال احتجت إليها. وغالباً ما تكون السيطرة على صداع التوتر عملية توازن بين اعتماد العادات الصحية، والعثور على علاجات فعالة من دون عقاقير، واستعمال الأدوية بالطريقة الصحيحة.