تتعدد أمراض الكلام المنتشرة بين الأطفال الصغار، نوجز أهمها: اللجلجة، التلعثم، العيّ، التأتأة، الحذف، الإبدال، التحريف، الإضافة، الحبسة الكلامية، صعوبات اللغة الشفوية. سنتحدث في هذا الموضوع عن هذه العيوب وأسبابها وكيفية معالجتها
عيوب اللجلجة في نطق الأطفال
تعتبر اللجلجة من عيوب النطق الواسعة الانتشار بين أطفال المدارس الابتدائية. وبما أن النطق هو أساس في عملية التواصل الاجتماعي، فإن العيوب الكلامية لها دور في تكوين مفهوم الذات لدى الطفل، وبالتالي في الميل الاجتماعي لديه. ومن هنا تأتي أهمية التركيز على هذه المشكلات من أجل مساعدة أطفالنا على النمو النفسي والتكيف السوي.
تعريف اللجلجة
اللجلجة في الكلام هي تكرار الحرف الواحد عدة مرات دون مبرر لذلك، مثل قول “فول” فيرددها الطفل “ف ف ف فول” أو كلمة “وردة” يرددها الطفل “و و و وردة”. وتعد اللجلجة عيباً كلامياً شائعاً بين الأطفال، وأحياناً الكبار. وأسبابها معقدة، ومتشعبة النواحي. توجد بنسب مختلفة بحسب الأعمار والبيئات. واتضح خلال الدراسات أن هناك زيادة ملحوظة في النسبة العامة للجلجة في سن الثامنة. ويعود سبب ذلك إلى أن الطفل يدخل مرحلة نمو جديدة، تتميز بخصائص انفعالية، تؤثر في نموه النفسي.
أسباب اللجلجة
هناك تفسيرات متعددة تتكهن بأسباب اللجلجة لكن أكثر التفسيرات قبولاً وصحة اعتبرت أن أسباب اللجلجة ترجع لأصول نفسية،
ويرجع هذا الاضطراب الكلامي إلى الشعور بالقلق وانعدام الأمن وظروف الحرمان في السنوات الأولى للطفولة.
.1 تظهر اللجلجة في طور الطفولة المبكرة. والقاعدة فيها قائمة على أساس أنها حالة مرض نفسية، تنشأ في الطفولة، ثم تستفحل مع الزمن.
.2 يكابد المصاب باللجلجة قلقاً وتوتراً مردها إلى صراع نفسي ناجم مما ينتابه من شعور بانعدام الأمن.
.3 إذا هدد الاتزان العقلي بأي نوع من أنواع الصراع النفسي لجأ العقل إلى الاحتماء بضرب من التنفيس. وأغلب الظن أن هذه القوة الدافعة، أي قوة الانطلاق الانفعالي قد يلجأ لها في هذا العيب “اللجلجة” ملجأ ملائماً للتنفيس.
.4 هناك أسباب تتعلق بالناحية العضوية، مثل اضطراب وظيفي في آلية الكلام. ويعدّ هذا العامل كثير التكرار.
.5 قصور وظيفي في مجالات الدماغ المسؤول عن الكلام. فالطفل الذي يعاني اللجلجة لديه شعور بتدني قيمة الذات لديه، مما يجعله ضعيف الاتصال بالآخرين وخائفاً من التحدث أمامهم.
أعراض اللجلجة
تعيق اللجلجة تدفق الكلام بالتردد، وبتكرار سريع لعناصر الكلام، وبتشنج عضلات التنفس أو النطق. وتبدو اللجلجة على شكلين مختلفين، هما:
أ. حركات ارتعاشية مكررة.
ب. تشنج موقفي يكون على شكل احتباس في الكلام يعقبه انفجار.
مثال: اللجلجة “م م م محمد”. فالطفل هنا ينطق حرف الميم أو الحاء أكثر من مرة. وإن هذا التشنج الموقفي يظهر بوضوح وجلاء بعد بداية الإصابة باللجلجة بنحو سنة، حيث يحاول الشخص المصاب تحريك عضلاته الكلامية بالضغط على شفتيه. ويبذل جهوداً ومحاولات، لكن طلاقة لسانه تبقى محبوسة. ثم يعقبه انفجار. يرافق اشتداد اللجلجة حركات أخرى لكفي اليدين، أو بالضغط على الأرض بالقدمين، ارتعاش رموش العين والجفون، وإخراج اللسان من الفم، والميل بالرأس إلى الخلف والأمام أو إلى الجانب، إن القيام بهذه الحركات قد يكون له بمثابة عون ومخرج للتخلص من هذه الحالة أثناء احتباس الكلام.
وسائل علاج اللجلجة عند الأطفال
يحتاج علاج اضطرابات وأمراض الكلام إلى صبر وتعاون الآباء والأمهات. فإن لم يتعاونوا، فشل العلاج، أو طال أمده، وينحصر العلاج في الخطوات التالية:
.1 العلاج الجسمي
التأكد من أن الطفل المضطرب لا يعاني من أسباب عضوية، خصوصاً النواحي التكوينية الجسمية في الجهاز العصبي، كذلك أجهزة السمع والكلام، وعلاج ما قد يوجد من عيوب أو أمراض سواء كان علاجاً طبياً أم جراحياً.
.2 العلاج النفسي
وذلك لتقليل الأثر الانفعالي والتوتر النفسي للطفل، كذلك لتنمية شخصيته ووضع حد لخجله وشعوره بالنقص مع تدريبه على الأخذ والعطاء حتى نقلل من ارتباكه. وعلى الآباء معاونة الطفل الذي يعاني من هذه الاضطرابات، بأن نساعده على ألا يكون متوتر الأعصاب أثناء الكلام، حساساً لعيوبه في النطق. بل عليهم أن يعودوه على الهدوء والتراخي، وذلك بجعل العلاقة مع الطفل يسودها الود والتفاهم والتقدير والثقة المتبادلة. كما يجب على الآباء والمعلمين محاولة تفهم الصعوبات التي يعاني منها الطفل نفسياً، سواء في الأسرة أم في المدرسة، وعدم توجيه اللوم والسخرية للطفل الذي يعاني من أمراض الكلام.
.3 العلاج الكلامي
هو علاج ضروري، ومكمل للعلاج النفسي، ويلازمه. ويتلخص في تدريب الطفل، عن طريق الاسترخاء الكلامي، والتمرينات الإيقاعية، وتمرينات النطق، وعلى التعلم الكلامي من جديد بالتدريج؛ من الكلمات والمواقف السهلة، إلى الكلمات والمواقف الصعبة، وتدريب جهاز النطق والسمع عن طريق استخدام المسجلات الصوتية. ثم تدريب المريض لتقوية عضلات النطق والجهاز الكلامي بوجه عام. والقصد من أن يلازم العلاج النفسي العلاج الكلامي هو أن مجرد علاج اللجلجة أو غيرها من أمراض الكلام، إنما نعالج الأعراض دون أن نمس العوامل النفسية التي هي مكمن الداء. ولذلك فإن كثيرين ممن يعالجون كلامياً دون أن يعالجوا نفسياً ينتكسون بمجرد أن يصابوا بصدمة انفعالية، أو أنهم بعد التحسن يعودون إلى اللجلجة. كما أنهم يكونون شخصيات هشة ليست لديهم القدرة على التنافس مع أقرانهم، سواء في المدرسة أم في وسطهم العائلي.
نوجه نظر الآباء والمربين بعدم التعجل في طلب سلامة مخارج الحروف والمقاطع في نطق الطفل، ذلك لأن التعجيل والإصرار على سلامة مخارج الحروف والمقاطع والكلمات من شأنه أن يزيد الطفل توتراً نفسياً وجسمياً، ويجعله ينتبه لعيوب نطقه، الأمر الذي يؤدي إلى زيادة ارتباكه وتعقيد لحالته النفسية، ويزيد اضطراب النطق. ومع مراعاة أن سلامة مخارج الألفاظ والحروف والمقاطع في نطق أي طفل يعتمد أساساً على درجة نضجه العقلي والجسمي، ومدى قدرته على السيطرة على عضلات الفم واللسان، وقدرته على التفكير، وفوق ذلك درجة شعوره بالأمن والطمأنينة، أو مدى شعوره بالقلق النفسي.
.4 العلاج البيئي
يقصد بالعلاج البيئي إدماج الطفل المريض في نشاطات اجتماعية تدريجياً، حتى يتدرب على الأخذ والعطاء، وتتاح له فرصة التفاعل الاجتماعي، وتنمو شخصيته على نحو سوي، ويعالج من خجله وانزوائه وانسحابه الاجتماعي. ومما يساعد على تنمية الطفل اجتماعياً العلاج باللعب، والاشتراك في الأنشطة الرياضية والفنية وغيرها. هذا كما يتضمن العلاج البيئي إرشادات للآباء القلقين إلى أسلوب التعامل السوي مع الطفل كي يتجنبوا إجباره على الكلام تحت ضغوط انفعالية، أو في مواقف يخشاها. إنما يتركون الأمور تتدرج من المواقف السهلة إلى المواقف الصعبة مع مراعاة المرونة لأقصى حد، حتى لا يعاني من الإحباط والخوف، وحتى تتحقق له مشاعر الأمن والطمأنينة بكل الوسائل.
إرشادات التعامل مع الطفل الذي يعاني اللجلجة
1. اجعله يوجه اهتماماً أقل لذاته بالاستماع إلى ما يقول أكثر من اهتمامه بكيفية قوله.
2. أعطه مجالاً واسعاً للثقة بالنفس.
3. مساعدة هؤلاء الأطفال أثناء حديثهم، وإعطاؤهم الفرصة الكافية للحديث ومساعدة الطفل على التكيف.
4. لا تلم أو تضايق الطفل بسبب اللجلجة، ولا تعطِ كلام الطفل كل الانتباه، وعليك عدم توجيه الانتباه إلى اللجلجة في الكلام على أنها عيباً.
5. توفير الجو له حتى في الصف أو المنزل، والصبر والتروي مع هؤلاء الأطفال، والطلب من التلاميذ عدم النظر بإمعان إلى الطفل أثناء حديثه أمامهم.
اضطرابات النطق والكلام التلعثم عند الأطفال
يعتبر الظهور التدريجي للغة لدى الكثيرين واحداً من أكثر ما يسعد الأبوين، ربما لأن تعلم الكلام هو أحد المظاهر الأكثر وضوحاً للتطور الداخلي لعالم الطفل. فالطفل سوف تتطور قدراته من المناغاة وإصدار الأصوات في الأشهر الأولى إلى الاستجابة لأصوات الأم والأب. بعض الأطفال تتطور قدراتهم بشكل بطيء وبطريقة منهجية بينما نرى بعض الأطفال الآخرين أنهم يتعلمون بسرعة ويكتسبون القدرات اللغوية. واللغة عند الطفل تبدأ بالصراخ مروراً بالحروف والتقليد الذاتي، ثم استخدام الكلمات سواءً في الكلمة المفردة أم تكوين جملة من بعض الكلمات. وهكذا تتطور لغة الطفل من استعمال الإشارة إلى اللغة الكاملة. ولتحقيق انسيابية النطق بعد التأكد من سلامة الجهاز العصبي المركزي لا بد أن نتأكد من عدم وجود مشكلة سمعية لدى الطفل.
قد أجمع علماء طب الأطفال أن العامين الأول والثاني من عمر الطفل هما الحقبة المناسبة لتخزين وتلقي المعلومات، ومع نهاية العام الثاني تبدأ مرحلة المشاركة الفعلية للطفل التي تنمي الاختلاط والتحفيز.
تعريف التعلثم
التلعثم أكثر عيوب النطق شيوعاً عند الأطفال. إذ يحاول الأطفال قول كلمة، ويترددون، ثم يحاولون مرة أخرى، وقد يكررون الحرف الأول أو الكلمة جميعاً. وقد يكون هناك صمت لبعض ثوان. فالتلعثم هو التحدث بتقطع غير طوعي، أو احتباس في النطق ترافقه إعادة متشنجة أو إطالة للمخارج الصوتية. أما التأتأة والفأفأة فكلمتان تستخدمان كمرادفين، وتعنيان اضطراباً في الإيقاع الصوتي حيث لا يكون انسياب الحديث متصلا. ً ويمكن أن يعيق استمرارية الحديث أيضاً التشنجات التي تحدث في العضلات التي تتحكم بالنطق. فبعض المتلعثمين يتحدثون بطلاقة مع الأصدقاء أو عندما يكونون لوحدهم، ولكنهم يتلعثمون بشدة عندما يكونون مع الآخرين، وخصوصاً أشخاص يمثلون السلطة. بعض أشكال التلعثم يكون شائعاً ومؤقتاً بين صغار الأطفال، وهذا ما يدعى التلعثم التصوري، ويظهر عادة ما بين سن الثانية والرابعة من العمر، ويستمر لبضعة أشهر فقط. ويبدأ التلعثم المعتدل في عمر ست وثماني سنوات، وقد يستمر لمدة سنتين أو ثلاث سنوات فقط. أما التلعثم الدائم فيبدأ بين الثالثة والثامنة من العمر، ويستمر هكذا إلا إذا عولج بأسلوب فعال. ومع أن 80٪ من المتلعثمين في مرحلة الطفولة لا يتلعثمون وهم راشدون، فإن الكثيرين منهم يطورون مشكلات شخصية مثل الخجل والانسحاب والافتقار إلى الثقة بالنفس بسبب خبرتهم السابقة.
أنواع التلعثم عند الأطفال
أولاً: التلعثم الواضح
يتحدث الأطباء المختصون بمشكلات الكلام عن التلعثم بأنه فقدان الطلاقة في الكلام. وهذا يختلف عن المعنى المتعارف عليه للطلاقة في الكلام حيث تكون اللغة عبارة عن سيل متدفق ومستمر للكلمات التي تنطق بسهولة وبسرعة. أما بالنسبة للطبيب الأخصائي بمشكلات الكلام فإن كلمة فقدان الطلاقة أو التلعثم تطلق على مشكلة ناتجة عن تعطل في تدفق الكلمات، وفي توقيت هذا التدفق، وهذا التعطيل أو التلكؤ يأخذ مجموعة من الأشكال، نذكر منها.
التكرار: في هذه الحالة يكرر المريض جزءاً معيناً من الكلام عدة مرات، مثل تكرار كلمة معينة، كقول المريض ذلك الرجل الرجل.. وقد يكرر أجزاء أخرى من الكلام، مثل أصوات معينة أو مصطلحات، مثل “أين أين ك كرتي”. ويمكن أن تكون طريقة الكلام والتكرار بهدوء وبطء، أو قد تكون بطريقة سريعة، وعبارة عن مقاطع تشبه طلقات متدفقة سريعة.
المد والإطالة: قد تصدر الأصوات مع مد أو إطالة إضافية، مثل أنني مري… ض. وهذه الإطالة للصوت يمكن أن تصدر بشكل هادئ، أو قد تكون بشكل متوتر، وكأن الطفل يدفع الصوت دفعاً ليخرج من فمه. ومرة أخرى فإن هذا الاختلاف له أهميته التي يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار، حيث يطول نطق الصوت لفترة أطول، وخصوصاً في الحروف المتحركة. كما أن الإطالات غالباً ما تكون مرتبطة بالمراحل المتقدمة من اللعثمة. أما في مراحلها المبكرة فغالباً ما ينتج الطفل تكراراً صوتياً ومقطعياً أكثر من إنتاجه للإطالات الصوتية كما أنه من الأشياء المعروفة لدى اختصاصي الكلام أن اللعثمة إذا تركت، فإنها تتطور من سيئ إلى أسوأ.
التوقفات الكلامية: تتمثل في عجز الطفل عن إصدار أي صوت على الإطلاق برغم الجهد العنيف الذي يبذله. وتحدث الإعاقة الكلامية بسبب انغلاق مكان ما في الجهاز الصوتي مما يؤدي إلى إعاقة الحركة الآلية للكلام. وقد يحدث أن يتوقف الطفل في بداية الحديث. وقد يلاحظ المستمع أن الطفل يبذل جهداً إضافياً لكي يبدأ بالتعبير عن نفسه. وكذلك قد تكون هناك فجوات بين الكلمات في الجملة الواحدة. ويشعر المستمع لبعض الأطفال الذين يعانون من هذه المشكلة بأن السبب هو عدم معرفة الطفل الكلمة الملائمة، وتردده ناتج عن محاولته إيجاد الكلمة الصحيحة. وفي حالات أطفال آخرين يشعر المستمع بأن الطفل يعرف الكلمة الصحيحة التي يريد سماعها، ولكنه يعاني صعوبة في إخراج تلك الكلمة ونطقها. وقد يحدث توقف لدى الطفل في منتصف الكلمات. وفي أحيان أخرى يبدو الطفل وكأنه يصاب بالتجمد قبل النطق بصوت أو كلمة أو حتى في وسط النطق بالكلمة. إن الحالة تشبه حالة ساعة حائط تتوقف عن الحركة بشكل مفاجئ مثل توقف عضلات الكلام، وكأنها تجمدت حتى تأتي اللحظة السحرية، حيث يحدث شيء، أو يقوم شخص بإزالة العوائق، وتعود العضلات إلى العمل.
الدفع بشدة: في بعض الأحيان يمكن سماع الطفل وهو يدفع بشدة وبمجهود بعض الأصوات للنطق بها. ويبدو الطفل وكأنه تعطلت عنده آلة الكلام ويحاول الطفل بذل جهد إضافي لإعادة عملها.
عدم الإكمال: في أحيان أخرى يترك الطفل الكلمة أو الجملة ناقصة دون إكمالها.
مشكلات تنفسية: يعاني الطفل من مشكلات في التنفس، ويشعر وكأنه لا يستطيع أن يحصل على الهواء الكافي لإنهاء جملته، أو ربما يستنشق الطفل الهواء بشكل شهقات متتابعة وقصيرة.
الحركات الإيمائية: في بعض الأحيان يقوم الطفل بحركات في وجهه وفي جسمه ترافق محاولاته في الكلام. فقد يرمش الطفل بعينه، أو يضرب الأرض بقدميه في غضب. وقد تساعد هذه الحركات في إخراج الكلمة أو إطلاقها. ويقوم الطفل بالحركة نفسها حيث يواجه صعوبة في نطق الكلمة، وبذلك تصبح عادة لديه.
حركات العين: قد لا يستطيع الطفل أن ينظر إلى محدثه. وقد يقطع الطفل حبل الاتصال مع محدثه، ويشيح بنظرته عن محدثه، حيث يشعر بصعوبة في الكلام، ويعتقد بأنه يفقد السيطرة أو يخشى أن يفقد السيطرة في أيه لحظة. وقد تكون هذه الحركة، وهي تحويل نظراته عن محدثه هي التي تنبه محدثه إلى أن الطفل يعاني من مشكلة ما. وغالباً وما تكون هذه النتيجة عكس النتيجة التي سعى إليها الطفل حيث أشاح بنظراته ليخفي مشكلاته.
ثانياً: التلعثم المخفي
تجنب الكلام، قد يعمد الطفل إلى تجنب قول كلمة أو إصدار صوت يعتقد أنه يصعب عليه قوله، وقد يحاول إيجاد كلمة تنوب عنها تعطي المعنى نفسه. وقد يغير جملاً كاملة، وذلك لتجنب تفوه كلمة معينة. ولكن قد يكون أسوأ شيء هو أن يتجنب الطفل الكلام بشكل تام. وقد يطلب إلى صديق له التكلم عنه، ويتظاهر بأنه نسي أو أنه لا يعرف الجواب. ويفضل الطفل في هذه الحالة أن يعتبره أصدقاؤه أو عائلته أو معلموه أقل ذكاءً وأقل تعاطفاً مع الآخرين من أن ينتبهوا إلى مشكلة التلعثم. قد يشعر الطفل بأنه في بعض المواقف يعاني من صعوبة الكلام والتلعثم، أو يظن أن مواقف معينة تتطلب منه طلاقة أكثر من قدرته مثل الرد على الهاتف، أو إجابة أسئلة شخص مهم. ونلاحظ هنا أن الطفل يتجنب وضع نفسه في مثل هذه المواقف، فهو لا يخرج مع أصدقائه، وهو يتأخر عن المدرسة دوماً لأنه لا يستطيع أن يقول حاضر حين تنادي المعلمة اسمه عند قراءه أسماء الحاضرين. وعادة فإن مثل هذا الطفل لديه القليل من الأصدقاء، لأنه لا يستطيع ترتيب مواعيد معهم. فالتحدث على الهاتف صعب جداً عليه، لذا فإن الجوانب المخيفة من التلعثم يمكن أن تعني أن نواحٍ معنية من حياة الطفل أو المراهق تصبح محدودة جداً لهذا السبب، والطفل الذي يعاني من التلعثم قد يشعر بالعزلة عن أقرانه. وينعكس ذلك في بعض الأحيان بالطريقة التي يشغل بها نفسه في وقت الفراغ. فبدل أن يلعب مع أقرانه يلعب وحيداً، أو يشغل نفسه بفعاليات يؤديها وحيداً، مثل القراءة أو اللعب على الكمبيوتر.
أسباب التلعثم عند الأطفال
1. أسباب عضوية
هناك سبب عضوي مباشر للتلعثم يعتقد أنه خلل في الإدراك السمعي حيث يتلقى الأفراد معلومات مرتدة خاطئة أو مضللة عن حديثهم الخاص، أو بالأحرى تأخر في وصول المعلومات المرتدة، وهي ما يعرف بنظرية التداخل السمعي.
هناك نظرية أخرى تقول بأن التلعثم هو اضطراب في الكلام له أساس عصبي ناتج عن عدم تطوير الهيمنة الدماغية المناسبة، حيث لم يطور أحد نصفي الدماغ للتأثير اللازم للحديث المناسب. وهناك سببان آخران يمكن اعتبارهما من النوع النفسي الجسمي. وذلك بسبب تأثير العوامل النفسية على الآلية العضوية لإنتاج الكلام. والنظرية الشائعة إلى حد ما هي وجود اضطراب في التوقيت، وتعني أي تشويش في توقيت حركة أي عضلة لها علاقة بالكلام، بما في ذلك الشفاه والفك.. وهناك خلل في الارتباط الدقيق بين الأصوات والمقاطع تنتج تشويهات الكلمة عن أي خلل في الدقة المتناهية في التوقيت اللازم للحديث المنساب.
2. توقعات الأبوين
إن توقعات الأبوين غير الواقعية تؤدي إلى ضغوط على الأطفال ترفع من قلقهم. فالكثير من الآباء لا يعرفون كيفية نمو الأطفال وتطورهم، ولا كيف ومتى يتطور الكلام عندهم. ولا يعرفون أن هناك مدى واسعاً من الفروق في القدرة على التحدث بانسياب بين الأطفال في الأعمار المختلفة، وأن هذا يعتبر أمراً طبيعياً. إن الأبوين الذين يجبران طفلهما الصغير جداً على الكلام قبل أن يكون على درجة كافية من النضج يسببان له التوتر والتلعثم.
3. رد فعل للضغط والتوتر
هناك مجموعة متنوعة من المواقف التي تثير القلق، والتي قد تؤدي إلى التلعثم في الطفولة. فالجدال العنيف والمستمر في الأسرة يعتبر مقلقاًَ جداً للأطفال الصغار. إن مستوى عالياً من التوتر المستمر يؤدي إلى التلعثم. فالأطفال الذين يتكلمون بشكل طبيعي سوف يتلعثمون إذا كانوا قلقين جداً أو متوترين. وفي حالة وجود ميل للتلعثم ستزداد المواقف المثيرة للقلق، وتزيد التلعثم سوءاً. لأن القلق يفقد الأشخاص المعرضين للتلعثم السيطرة على التوازن الدقيق للعضلات التي تتحكم بالكلام. كما أن التوتر المتواصل غالباً ما يؤدي إلى ما يعرف بالقلق التوقعي، حيث يخاف الأطفال ويتلعثمون، فتصدق مخاوفهم، وتصبح أقوى.
4. تعبير عن صراع
كان الاعتقاد سائداً لعدة سنوات أن التلعثم ينتج عن الصراع في التعبير عن الرغبات الجنسية أو العدوانية، حيث يفترض أن لدى الأشخاص مشاعر قوية لا يستطيعون التعبير عنها بسبب التحريمات الاجتماعية أو ردود فعل الأبوين السلبية. وإن هناك عددا ً يعتبر عدم التعبير عن مشاعر الغضب سبباً رئيسياً للتلعثم. وقد ينتج الصراع النفسي من المرور بخبرات مؤلمة. فالأطفال الذين يشاهدون حالات وفاة أو عنف أو مرض خطير قد يشعرون بصراع عنيف حول سلامتهم ومدى قدرتهم على التكيف. وقد يستمر شعورهم بأنهم ممزقون عاطفياً بسبب مشاعرهم المتناقضة. إن معاناتهم المستمرة من المشاعر المتناقضة قد تؤدي إلى التوتر والتلعثم.
5. الخوف
السبب الرئيسي للعثمة هو الخوف. فقد يكون الخوف مكبوتاً في اللاشعور بحيث يؤثر على سلوك الطفل، ويؤثر على كلامه. وهذا الخوف قد يكون بعيداً عن ذاكرة الطفل. فقد يكون سبب اللعثمة واللجلجة بين الأطفال خبرات مضت أثارت خوفاً شديداً في نفوسهم. وهذا يؤدي بالطفل إلى اللعثمة واللجلجة. ومثل هذا الوضع يجعل الطفل يخاف الكلام حتى لا يتعرض لتأنيب الوالدين الذين يفرضان عليه التكلم بأسلوب سليم.
6. أسباب أخرى
التلعثم يأخذ مجراه في بعض الأسر، ويشيع أكثر في الأطفال الذكور. وعلى سبيل المثال فإن محاولة تغيير عادة استخدام اليد اليسرى لدى بعض الأطفال تؤدي إلى التلعثم، ذلك أن الجزء من المخ المسؤول عن التحكم في الكلام يتصل اتصالاً وثيقاً بالجزء المتحكم في حركة اليد المفضلة في الاستعمال. وبناءً على ذلك يؤدي إرغام الأم لطفلها على استعمال اليد الخطأ إلى إرباك الجزء العصبي المسؤول عن التحكم في الكلام والحديث والكلمات الموجودة في المخ، وإلى ظهور التلعثم بالتبعية. وهناك بعض الأطفال لا يبدو عليهم التلعثم إلا عند الإثارة والتوتر فقط مثل غياب الأم، دخول طفل جديد إلى العائلة، الانتقال إلى بيت جديد. ويمكن أن يعود إلى المغالاة والإسراف في تدليل الطفل، أو عدم الاهتمام بالطفل بالشكل السليم المطلوب.
7. تأثير الوارثة في التلعثم
تم إجراء العديد من البحوث والدراسات لمعرفة العلاقة بين التلعثم والوراثة. وقد أثبتت النتائج وجود صلة هامة بين التلعثم والوراثة.
• ترتفع نسبة ظهور التلعثم ثلاثة أضعاف في العوائل التي كان قد ظهر فيها التلعثم بالمقارنة مع العوائل الأخرى التي لم تظهر لديها هذه المشكلة.
• ترتفع نسبة ظهور التلعثم لدى أقرباء الأشخاص الذين يعانون من التلعثم.
إرشادات في علاج التلعثم
• إن استمرار التلعثم هو الاستثناء الضئيل، أما القاعدة فهي الشفاء.
• على الأهل أن يبحثوا جيداً عن الأسباب التي تثير طفلهم، وتجعله متوتراً وقلقاً تفادياً لوجود التلعثم.
• على الأهل عدم دفع الطفل إلى الكلام، لأن ذلك لن يجدي نفعاً في العلاج، وعدم توبيخه أو لومه.
• عندما تشعر الأم بأن لدى طفلها استعداداً واضحاً وقابلية ملحوظة للعب مع سائر الأطفال فعلينا أن نتيح له الفرصة وأن تحضر له كل اللعب اللازمة.
• حين يتحدث الطفل إلى أمه فعليها أن تعطي للطفل كل انتباهها، وتشمله باهتمامها، ولا تنصرف عنه بشيء آخر لكي لا تجعل الطفل في حالة شوق وحماس عارم للحديث وهي متجاهلة حديثه، لأن ذلك من شأنه أن يصيبه بالمرارة ويسبب له حالة أليمة من الشعور بالإحباط وخيبة الأمل، مما يؤدي إلى تلعثمه.
• شغل ذهن الطفل بأن مشكلته سوف تنتهي، وسوف يتكلم بصورة طبيعية.
• استخدام بعض تقنيات معالجة صعوبات التعلم.
• محاولة تحسين الوضع النفسي للطفل.
• محاولة تشجيع كل محاولة للكلام مع عدم التصحيح المباشر، وإضفاء الثقة في نفس الطفل بأنه يمكن أن يقول وأن يتكلم بشكل أفضل.
• عدم الضغط على الطفل للتحدث أو للقيام بأداء ما، أو إظهار عيوب النطق أمام الأصدقاء أو الأقارب.
عيوب الكلام الظاهرة عند الأطفال
.1 العيّ
يقصد بالعي تلك الحالة التي يعجز الفرد فيها عن النطق بأي كلمة بسبب توتر العضلات الصوتية وجمودها. ولذلك نرى الفرد الذي يعاني من العي يبدو كأنه يبذل مجهوداً خارقاً حتى ينطق بأول كلمة في الجملة. فإذا تم له ذلك يندفع كالسيل حتى تنتهي الجملة، ثم يعود بعدها إلى نفس الصعوبة حتى يبدأ الجملة الثانية، وهكذا…
من الثابت علمياًَ أن أغلب حالات العيّ أسبابها نفسية، وإن كان بعضها عللاً جسمانية كالتنفس أو تضخم اللوزتين وكثير من حالات العي تبدأ في أول الأمر على شكل لجلجة وحركات ارتعاشية متكررة تدل على المعاناة من اضطرابات انفعالية واضحة. ثم يتطور الأمر بعد ذلك إلى العي الذي يظهر فيه حالات التشنج التوقعي. ويبدو على المريض أعراض المعاناة، والضغط على الشفتين، وتحريك الكفين أو اليدين، أو الضغط بالقدمين على الأرض، أو الإتيان بحركات في رموش وجفون العين. وكلها أعراض تدل على الصعوبة التي يعاني منها الطفل عند محاولة الكلام خصوصاً في المواقف الاجتماعية الصعبة. وواقع الأمر فإن الحركات التي يأتيها المريض إنما تهدف إلى مساعدته للتخلص من عدم القدرة على الكلام والتخلص أساساً من التوتر النفسي الذي يعوقه عن اخراج الكلام.
.2 التأتأة
يقصد بالتأتأة إبدال حرف بحرف آخر، ففي الحالات البسيطة ينطق الطفل حرف الذال بدلاً من السين، والواو أو اللام أو الياء بدلاً من الراء، وقد يكون ذلك نتيجة لتطبع الطفل بالوسط الذي يعيش فيه، وقد ينشأ ذلك نتيجة تشوهات في الفم أو الفك أو الأسنان تحول دون نطق الحروف على وجهها الصحيح.
ينطق الطفل في الحالات الشديدة بألفاظ كثيرة غير مفهومة. وهذا ينتج عن عيب في سمع الطفل يمنعه من تمييز الحروف والكلمات التي يسمعها ممن حوله. ونطق السين ثاءً من أكثر عيوب الكلام انتشاراً.
.3 الحذف
في هذا النوع من عيوب النطق يحذف الطفل صوتاً من الأصوات التي تتضمنها الكلمة. ومن ثم ينطق جزءاً من الكلمة فقط، قد يشمل الحذف أصواتاً متعددة. وبشكل ثابت يصبح كلام الطفل في هذه الحالة غير مفهوم على الإطلاق حتى بالنسبة للأشخاص الذي يألفون الاستماع إليه كالوالدين وغيرهم.
تميل عيوب الحذف لأن تحدث لدى الأطفال الصغار. تظهر عيوب في نطق الحروف الساكنة التي تقع في نهاية الكلمة أكثر مما تظهر في الحروف الساكنة في بداية الكلمة أو في وسطها.
.4 الإبدال
توجد أخطاء الإبدال في النطق عندما يتم إصدار صوت غير مناسب بدلاً من الصوت المرغوب فيه. على سبيل المثال قد يستبدل الطفل حرف “س” بحرف “ش” أو يستبدل حرف “ر” بحرف “و”. تبدو عيوب الإبدال أكثر شيوعاً في كلام الأطفال الصغار السن من الأطفال الأكبر سناً.
هذا النوع من اضطراب النطق يؤدي إلى خفض قدرة الآخرين على فهم كلام الطفل عندما يحدث بشكل متكرر.
.5 التحريف
توجد أخطاء التحريف عندما يصدر الصوت بطريقة خاطئة، إلا أن الصوت الجديد يظل قريباً من الصوت المرغوب فيه. والأصوات المحرفة لا يمكن تمييزها أو مطابقتها مع الأصوات المحددة المعروفة في اللغة، لذلك لا تصنف على أنها عيوب إبدالية. وعلى سبيل المثال قد يصدر الصوت بشكل خافت نظراً لأن الهواء يأتي من المكان غير الصحيح، أو لأن اللسان لا يكون في الوضع الصحيح أثناء النطق.
.6 الإضافة
توجد عيوب الإضافة عندما ينطق الطفل الكلمة مع زيادة صوت ما أو مقطع ما إلى النطق الصحيح، يعتبر هذا العيب أقل عيوب النطق انتشاراً.
.7 الحبسة الكلامية
هي من العيوب الشائعة جداً عند الأطفال، وهي ناتجة عن خلل في التحكم العصبي لآلية الكلام. ولها أنواع:
• الحبسة الكلامية التشنجية: هي بطء حركة الشفاه واللسان مع ثبات حدة الكلام، ويكون الصوت مخنوقاً مع زيادة في الرنين الأنفي وتسكين للحروف.
• الحبسة الرخوة: ضعف وارتخاء وضمور النطق مع تسكين الحروف وظهور الحنف العضوي، ويكون الصوت هوائياً.
• الحبسة الترنّحيّة: تتميز بتشويه المتحركات مع وقفات غير منتظمة وتشوه المتحركات وتطويل الأصوات.
• الحبسة المختلطة: تجمع بين الرخوة والتشنجية، ويظهر فيها الرنين الأنفي نتيجة لخلل في حركة الصمام البلعومي.
يمكن أن يحدث أي نوع من الأنواع الأربعة لعيوب النطق بأي درجة من التكرار وبأي نمط من الأنماط. وقد يتضمن كلام الطفل عيباً واحداً من عيوب النطق، أو قد يتضمن مجموعة من هذه العيوب. وعيوب النطق عند الأطفال كثيراً ما تكون غير ثابتة، وتتغير من مرحلة نمو إلى مرحلة أخرى. إضافة إلى ذلك فإن الطفل قد ينطق الصوت الواحد صحيحاً في بعض الأوقات أو المواقف، لكنه يحذف أو يبدل أو يحرف نفس الصوت في أوقات أو مواقف أخرى.
دور الأخصائي في تقويم النطق
يقتصر دور الأخصائي في تقويم النطق على ثلاث مسؤوليات، هي:
.1 الوقاية: التوعية واكتشاف الخلل والتنبه إليه.
.2 التقويم: إجراء الفحوص والتوصل إلى تشخيص.
.3 التدخل: إعادة التأهيل وبخاصة التأهيل المبكر وإرشاد الأهل وتأمين تكيف اجتماعي ومدرسي.
يستطيع الأخصائي بتقويم النطق أن يعمل مع مجموعة في المستشفيات ومراكز إعادة التأهيل والمدارس، وبصفة فردية في عيادة إرشادية خاصة.
دور المعلم في تقويم النطق
إن المعلمين يستطيعون القيام بأدوار بالغة الأهمية في الكشف المبكر عن الاضطرابات الكلامية واللغوية لدى الأطفال. وفي المدارس يمكن تنفيذ إجراءات كشفية منظمة ودورية على أيدي اختصاصي اضطرابات الكلام. وبما أن بعض المدارس لا يعمل فيها الاختصاصيون، فإن الكشف المبكر عن الاضطرابات الكلامية واللغوية مسؤولية المعلم. ولا يعني أن يقوم المعلم بدور التشخيص، فما هو مطلوب منه طلب مساعدة أهل الاختصاص أو تحويل الأطفال إليهم. وفيما يلي أهم المؤشرات على الاضطرابات اللغوية والكلامية:
.1 عدم وضوح الكلام أو اللغة.
.2 تكلم الطفل بطريقة مختلفة عن الأطفال الآخرين.
.3 إظهار الطفل لأنماط جسمية غير عادية عندما يتكلم، كأن يتحرك بطرق لافتة للنظر، أو ما يدل من حركة يديه أو لسانه أو رأسه عند النطق والكلام.
.4 ظهور بعض الملامح على الطفل مثل عدم الارتياح والحرج عندما يتكلم.
.5 عدم ملائمة نوعية الصوت، مثل التكلم من الأنف أو بحة الصوت أو غير ذلك.
دور الأهل في تقويم النطق
للأهل دور مهم في اكتشاف اضطرابات النطق لدى أطفالهم، والعمل على علاجها من خلال ما يلي:
.1 اكتشاف المشكلة في وقت مبكر. ويعتمد الأهل على الاهتمام بملاحظة التغييرات التي تحدث في سلوك الطفل.
.2 التعاون والاتصال مع الأخصائيين والمهنيين لزيادة التأكيد والحكم على ما إذا كان طفلهم يعاني من هذه المشكلة.
.3 الوصول إلى المعلومات، والتعرف إلى مصادر الخدمات المقدمة في المجتمع.
.4 ضرورة أن يمثل الآباء والأمهات نماذج إيجابية في حياة الطفل، حتى يتعلم منها أنماط السلوك الإيجابي.
.5 المحافظة على علاقات إيجابية بين الأهل والمعلمين وبين الطفل، والاعتراف بالأخطاء إن وجدت، وبحثها مع المعالجين، وعدم اللجوء إلى العقاب كوسيلة لتعديل سلوك الطفل، أو إهمال التعامل مع مشكلته واليأس من علاجها.
.6 يعتبر تقبل أولياء الأمور والمعلمين لما يعانيه طفلهم من اضطرابات من العوامل المهمة التي ستساعدهم على التعامل معه بفاعلية وإيجابية.
إرشادات مهمة للأسرة التي لديها طفل مصاب بمشكلات في النطق
• أنصت بصبر إلى حديث الطفل. ولا تلتفت إلى الطريقة التي يتحدث فيها. ولتكن استجابتك لمحتوى الحديث، وليس للتلعثم. واسمح للطفل أن يكمل حديثه دون مقاطعة.
• انظر إليه بطريقة طبيعية وهو يتكلم. و لا تتعمد إدارة ظهرك، أو وجهك عنه خاصة إذا كان يتلعثم.
• تجنب أن تكمل الجملة بدلاً عنه. ولا تظهر استياء لطول الحديث.
• ليكن ردك هادئاً وغير متعجل.
• استخدام في الرد بعض الكلمات التي قالها هو.
• انتظر لحظة قبل أن تبدأ بالرد.
• اقضِ بعض الوقت في الحديث مع طفلك.
• اجعل الطفل يشعر أنك تحبه وتقدّره، وتستمتع بالوقت معه.
• حاول أن توفر جواً منزلياً هادئاً.
• لا تتحدث بسرعة، قدم لطفلك نموذجاً عن الحديث الهادئ.
• لا تصحح أخطائه اللغوية دائماً وبشكل مباشر.
• لا تحثه على التكلم بسرعة، ولا تضغط عليه للتحدث أمام الآخرين.
• لا تنتقده وتحاول تغير طريقة كلامه وتصحيح أخطائه باستمرار.
• إذا تحدث طفلك وأنت منهمك في عمل ما، فيمكنك أن تفهمه أنك لا تستطيع النظر إليه بسبب عملك، لكنك تسمعه جيداً.
• الإعداد مع المدرسة للبرامج والأساليب لتحسين مهارة الكلام لدى الأطفال من خلال الأنشطة اليومية التي تقدم لهم، سواء داخل غرفة الصف أم في المنزل.
• تشجيع الطفل على التحدث شفهياً باستمرار، وفي مختلف المواقف.
• الاستجابة لمحاولات الطفل للتواصل بموضوعية خاصة بالكلام مع زملائه.
• التعاون بين الأهل والمعلم لإتاحة الفرص المناسبة لنمو الكلام لدى أطفالهم، وإسداء النصح والإرشاد الذي يدفعهم إلى اصطحاب الطفل إلى اختصاصي علاج اضطرابات النطق والكلام في وقت مبكر حتى لا تتدهور حالته.
• التحدث مع الطفل بإيجابية عن الأنشطة المتبعة معه أثناء العلاج حتى لا يشعر بالحرج من الحديث عنها.
• العمل على تغيير اتجاهات جميع الأطفال – داخل المدرسة – نحو أقرانهم الذين يعانون من اضطرابات النطق والكلام.
• للسان أهمية بالغة في عملية النطق والكلام. ولذلك فإن للتمارين المساعدة لتقوية اللسان ولزيادة التحكم بحركاته دوراً هاماً في مساعدة الأطفال الذين لديهم اضطرابات ومشكلات في النطق. هذه التمارين تساعد على عملية إخراج الأصوات والحروف بطريقة صحيحة وبدون صعوبة. كما أن الألعاب التي يستعان فيها بالنفخ مثل لعبة فقاعات الصابون أو مضغ اللبان وغيرها من الأمور تساعد بشكل عام في حركة اللسان.
توصيات العلاج الاجتماعي لصعوبات النطق
.1 الزيادة والتوسع: إحداث أكبر زيادة ممكنة في تكرار ظهور التواصل المناسب، واستخدام كل أشكال التواصل المتوفرة لدى الطفل. وهذا يعني أن التركيز يكون أولاً على اكتساب الطلاقة.
.2 الوظيفة: التركيز على الجوانب الاجتماعية، أي الاهتمام بكيفية تواصل الطفل مع الأطفال الآخرين من حوله.
.3 الفردية: هو الموضوع المركزي في كل الميادين في تعليم الأطفال ذوي الإعاقات المتعددة. ويتطلب تقويماً فردياً لكل طفل ولمتطلباته البيئية.
.4 التبادلية: يحتاج التواصل عند التقويم إلى التدخل العلاجي، ومراعاة التغييرات الاجتماعية والنفسية.
.5 التطبيع: يحدث تغييراً وتعديلاً يؤدي إلى استفادة بسيطة واضحة للفرد. فإن أنماط التواصل المألوفة بالنسبة للآخرين من المجتمع يجب أن تكون هي الأنماط التي تُعلَّم للأطفال ذوي الإعاقات المختلفة بشكل مباشر مع مبدأ التبادلية.
الصعوبات الخاصة باللغة الشفوية
ترتبط اللغة الشفوية بالعمليات النفسية النمائية ارتباطاً شديدا. ً فلا يمكن للغة أن تتطور عند الطفل بدون المتطلبات المعرفية من انتباه وتذكر وإدراك. ومعروف بشكل واضح الصلة الوثيقة ما بين التطور اللغوي والتطور العقلي والعلميات العقلية.
ركائز اللغة الشفوية
ترتكز اللغة الشفوية على وجود مداخل سليمة، كجهاز السمع المستقبل للأصوات، وعلى الجهاز العصبي المركزي الخاص بالسمع، وعلى المنطقة الخاصة بالكلام. كما ترتكز على وجود مخارج كجهاز النطق. وإذا أصيبت أي ركيزة من هذه الركائز باضطراب فإنها تؤدي إلى اضطراب النطق والكلام. لهذا فإن المتخلفين عقلياً بينهم كثيرون ممن يعانون من اضطرابات في اللغة الشفوية.
مكونات اللغة الشفوية
تتكون اللغة الشفوية من مكون استقبالي هو السمع والبصر، ومن مكون تعبيري هو جهاز النطق والحركة. وللغة الشفوية عناصر أساسية، هي:
.1 الصوتيات: يقصد بها نظام الأصوات الكلامية في اللغة. وأصغر وحدة هي “الفونيما”. وهي عبارة عن وحدة صغيرة تساعد على تمييز نطق لفظة عن لفظة أخرى.
.2 التراكيب: هي نظام خاص ببناء شكل الكلمات في اللغة لصيغ الجمع والمفرد والأفعال وغيرها.
.3 المعاني: تشير إلى المعنى في الكلام. كما أن هناك جوانب اجتماعية تفيد في تحقيق التفاهم والتواصل.
صعوبات اللغة الشفوية
يمكن تصنيف اضطرابات اللغة الشفوية في:
.1 اللغة الاستقبالية الشفهية.
.2 اللغة الداخلية أو التكاملية.
.3 اللغة التعبيرية الشفهية.
أولاً – صعوبات اللغة الشفوية الاستقبالية
يواجه الأطفال الذين يعانون من صعوبات في اللغة الاستقبالية مشكلات في فهم المعنى. فهم يتمكنون من سماع الأصوات، ولكنهم لا يتمكنون من فهم معناها، وهذا ما يدعى بالحبسة الاستقبالية، أو الحبسة الحسية، أو ما يسمى بالصمم اللفظي. وبقدر ما تكون الصعوبة أشد بقدر ما يتعذر على الطفل الاستجابة والقدرة على التعبير. والمثال التالي يبين مدى خطورة هذه المشكلة عند الأطفال: أحضر طفل يبلغ من العمر خمس سنوات إلى العيادة لمعالجة النطق والكلام. وقد اعتقد الأهل بأنه لا يستجيب للكلام الشفهي لأنه أصم. ومع أن التخطيط السمعي أشار إلى أنه قادر على السمع فإن مشكلته كانت تتمثل في عدم القدرة على فهم ما يقال. وفي الوقت نفسه فإن الطفل قد استجاب للإشارات والأوامر الحركية. وكان ينزع للاستجابة بشكل حركي، فعند سماعه لعبارة “تعال إلى هنا” لا يقوم بأي استجابة، ولكن إشارة اليد التي تحمل المعنى جعلته يقوم باستجابة فورية. وبالتالي الاستجابات الحركية تطورت لديه كنظام بسبب عدم قدرته على تفسير اللغة وفهمها. وبسبب عدم فهمه للغة لم يستطيع الكلام.
لقد أشارت الفحوص النفسية المعرفية إلى أن مستواه العقلي وفق اختبارات الذكاء يقع في المدى العادي. وبالتالي فهذا الطفل يعاني من صعوبة في اللغة الاستقبالية.
ثانياً – صعوبة اللغة التكاملية
المقصود باللغة التكاملية أنها التي تفسر الأصوات. وترابط الخبرات اللغوية بعضها ببعضها الآخر ربطاً يقوم على فهم العلاقات السببية وعلاقات التشابه والتقارب والاختلاف. تبدأ هذه اللغة في مرحلة الطفولة المبكرة على شكل لغة داخلية. ويستدل على هذه اللغة عندما يبدأ الأطفال بالوصول إلى استنتاجات منطقية خلال اللعب والنشاطات اليومية. ثم تتطور هذه المرحلة لتصبح مرحلة يأخذ الكلام فيها بالحديث عن نفسه، حيث يتم تصنيف الأشياء لفظياً، ويستخدم التشبيهات والأقوال المتناسبة مع السياق العام للنشاط.
إن الأطفال الذين يعانون من صعوبات في اللغة التكاملية قد يفهمون اللغة الاستقبالية، لكن يتعذر عليهم ربط ما سمعوه مع خبراتهم السابقة. فعندما تعرض مجموعة من الأشياء على الطفل مثل حذاء، جوارب، كرة، مضرب، فقد يربط بين هذه الأشياء بصرياً، ولكن إذا تم سؤاله ماذا يتناسب مع المضرب يتعذر عليه القول بأنها الكرة، أو ما يتناسب مع الحذاء، يتعذر عليه الاستجابة بلفظ الجوارب. فيكون الطفل بحالة لا يستطيع معها تحديد العلاقات الموجودة بين الأشياء. من الدراسات التي أجريت على صعوبات اللغة التكاملية، الدراسة التي أجراها “لوك” وآخرون حيث قاموا بتسجيل الاستجابات اللغوية ل 237 طفلٍ تم وضعهم في فصول خاصة باللغة وصعوباتها. وقد استنتج “لوك” وآخرون أن أكبر عجز يعاني منه الأطفال يتعلق بعملية الترابط والتكامل.
ثالثاً – صعوبات اللغة التعبيرية
تظهر هذه الصعوبة عدم قدرة الطفل على التعبير عن نفسه شفهياً. فهناك من الأطفال خلال نموهم لا يتمكنون من الكلام بالصورة العادية، فهم أشبه بالصم والبكم، ويتعذر عليهم إطلاق اللفظ مقروناً بالتعبيرات الانفعالية، على الرغم من أنهم يفهمون ما يقال لهم.
لقد حدد “جونسون” نمطين اثنين لصعوبات اللغة التعبيرية، هما.
النمط الأول: صعوبة اختيار واسترجاع الكلمات. وقد يعزى ذلك إلى صعوبة في الذاكرة السمعية، أو إعادة ما تم سماعه.
النمط الثاني: صعوبة في بناء الجمل وتركيبها، حيث يستطيع هؤلاء الأطفال استخدام كلمات منفردة وعبارات قصيرة، ولكنهم يواجهون صعوبة في بناء جملة كاملة. ويتصف كلامهم بحذف بعض الحروف أو إبدالها أو تشويهها.
رابعاً – صعوبات اللغة الكلية
في هذه الحالة يواجه الطفل صعوبات في كل من اللغة الاستقبالية واللغة التعبيرية واللغة المختلطة “استقبالية وتعبيرية”. وهي أشد حالات الصعوبة اللغوية. فالطفل لا يستطيع أن يستقبل الأصوات ولا يفهمها.
تشخيص صعوبات اللغة الشفهية
يمكن للمعلم القيام بعملية التشخيص من خلال استخدام وسائل وأدوات غير رسمية. ويمر ذلك بمراحل:
المرحلة الأولى: يتم فيها قياس التباين ما بين القدرة الكامنة والتحصيل اللغوي، وذلك من خلال الاختبارات النفسية التربوية التي تفحص إمكانات الطفل اللفظية الأدائية. ويمكن بالتالي للمعلم أن يعرف الكيفية التي يحل بها الطفل المشكلات ذات الطبيعة الاجتماعية. مثلاًَ هل يلعب الألعاب التي يلعب بها الأطفال الآخرون في مثل سنه؟ أو هل يتمكن من حل بعض المشكلات؟ فإذا تبين أن لدى الطفل قدرات غير لفظية تشبه القدرات الموجودة عند الأطفال الآخرين، ولكن الطفل يعاني من مشكلات خاصة في الاستماع أو الكلام فإنه يمكن أن يكون لديه تباين ما بين سلوكه اللفظي وغير اللفظي.
المرحلة الثانية: تحديد فيما إذا كان الطفل يعاني من صعوبات استقبالية، أو صعوبات تعبيرية، أو كليهما معاً. ويمكن تحديد الصعوبة في الحالات التالية:
.1 إذا لم يستطيع الطفل تسمية الأشياء الموجودة أمامه رغم فهمه لما يقال، فهذا دليل على وجود صعوبة في اللغة التعبيرية. وبالتالي فالطفل لا يتمكن من التعبير اللفظي.
.2 إذا لم يستطيع الطفل الإشارة إلى الأشياء الموجودة أمامه عندما يطلب منه ذلك، فإنه يستنتج أنه من الممكن أن تكون لديه صعوبة استقبالية.
.3 إذا لم يستطيع تسمية الأشياء ولا الإشارة إليها، فمن المتوقع أن تكون لديه صعوبة كلية “استقبالية وتعبيرية”.
المرحلة الثالثة: فيها يتم تقويم إمكانات الطفل الحسية الجسمية والنفسية البيئية التي يمكن أن يكون لها دور في صعوبات التعلم لديه. لذلك على المعلم أن يتحرى المسائل التالية:
.1 إمكانات الحس السمعي لدى الطفل: هل يعاني الطفل من مشكلات في سمعه؟ ولمعرفة ذلك يقف المعلم خلف الطفل، ويسأله بصوت خافت كما يتحرى المعلم قدرة الطفل من الناحية التميزية: هل يميز الأصوات التي يسمعها؟ بالإضافة إلى تحري الذاكرة السمعية عند الطفل. فكثير من صعوبات اللغة الشفوية لدى الأطفال ناجمة عن عجز الذاكرة السمعية لديهم.
.2 إمكانات الطفل العقلية: يتم فيها تحري التفكير لدى الطفل، القدرة على تشكيل المفاهيم، وحل المشكلات. ويمكن فحص ذلك من خلال قدرة الطفل على معرفة أوجه الصح والخطأ في مواقف معينة، وإمكانية مواجهته لمشكلات تتطلب حلولاً بسيطة.
علاج صعوبات اللغة الشفوية
يوجد مجموعة من الاعتبارات العامة في العلاج، وهي:
.1 العمل مع الطفل في حدود مستوى قدرته اللغوية دون الاعتماد على كلمات مقترحة من قوائم كلمات أو طرق تعليمية أخرى.
.2 فتح المجال أمام الطفل ليتحدث عما يجب دون تحديد، وذلك تأكيداً على العفوية في إجراء المحادثة معه، وكذلك حتى تصبح خبرة الكلام خبرة محببة بالنسبة له.
.3 إعطاء الفرصة للطفل من أجل استخدام ما يعينه على التواصل، إذا كان غير قادر على التعبير عن أفكاره لفظياً.
.4 تشجيع الطفل، وإعطاؤه الشعور بأنه محط اهتمام، وحثه على المبادرة للكلام، والكشف عن إمكاناته.