التصنيفات
صحة ورعاية الطفل

صعوبات تعلم الكتابة عند الطفل

المحتويات إخفاء

الكتابة هي تراث البشرية التي تضفي على الإنسان إنسانيته، وتجعل منه كائناً له تاريخ وحضارة، تنتقل من جيل إلى جيل، فيستفيد الخلف من خبرة السلف، وينتشر نور المعرفة والعلم، وترتقي البشرية جمعاء. لذلك نجد الشعوب تبدأ تعليمها لأطفالها بتدريس القراءة والكتابة منذ نعومة أظفارهم. ويشمل نشاط الكتابة ثلاثة أنشطة فرعية، هي: الكتابة بخط اليد، والهجاء، والتعبير اللغوي.

إن الكتابة تلعب دوراً رئيسياً في الأنشطة الدراسية في مهام الحياة العملية. وتعتبر صعوبات تعلم الكتابة من المشكلات الشائعة عند الأطفال في سن المرحلة الابتدائية. وقد تستمر إلى كبرهم. ولذلك يجب إدراك المشكلة في أولها وقبل استفحالها عند الطفل، وذلك بتدارك العوامل التي سببت هذه الصعوبة.

العوامل التي تسهم في صعوبات الكتابة عند الأطفال

أولاً. العوامل الفردية

هي خاصة بالتلميذ الذي يتهيأ لتعلم الكتابة، وتشمل:

  • اكتمال نمو المخ والجهاز العصبي الذي يؤدي إلى النضج العقلي.
  • وجود دافعية كافية نحو التعلم، وميل لها أكثر من الميل إلى اللعب.
  • القدرة على التركيز، والبعد عن النشاط الزائد.
  • القدرة على التمييز البصري والإدراك البصري للحروف والأرقام والأشكال.
  • التناسق البصري الحركي والتوجه المكاني البصري السليم.
  • الضبط الحركي للجسم، واتجاهه من اليمين إلى اليسار عند الكتابة بالعربية، والعكس عند الكتابة بالإنكليزية أو الفرنسية.
  • الذاكرة البصرية التي تجعل الطفل يستطيع أن يسترجع أشكال الحروف والأرقام والأشكال الهندسية التي سبق له تعلمها.

ثانياً. العوامل البيئية

  • التدريس الجيد من جانب المعلم، وذلك بتهيئة وضع الكتابة داخل الصف الدراسي، من حيث توافر الكتابة وتدريب التلميذ على الجلسة الصحية أثناء الكتابة وكيفية مسك القلم وتتبع كتابة الحروف ومراجعتها، وحبذا لو وجدت دفاتر الخط للتدريب.
  • الإشراف والمتابعة من قبل المنزل، خاصة فيما يتعلق بقيام التلميذ بأداء الواجبات المدرسية المطلوبة منه.

هناك صعوبات تتعلق بالطفل أهمها

أ. التخلف العقلي والتأخر الدراسي

أما التخلف العقلي فينتج عن نقص نسبة الذكاء التي تنتج بدورها عن قصور في نمو المخ أو إصابة مخية. في حين ينتج التأخر الدراسي عن عوامل عقلية، أهمها قصور في مستوى القدرات والعمليات العقلية، أو عوامل جسمية مثل المرض أو الإعاقة، وعوامل بيئية من مشكلات الأسرة والمدرسة والحي، بالإضافة إلى الحرمان الثقافي. ورغم ذلك فإن الكثير يميلون إلى اعتبار فئة صعوبات التعلم فئة متميزة، وأن العوامل العقلية والصحية والبيئية تلعب دوراً في حدوثها.

ب. اضطراب الضبط الحركي

يقصد به العجز عن ضبط الجسم والتحكم في حركة الرأس والذراعين واليدين والأصابع. ويؤثر هذا سلبياً في تعلم أداء الأنشطة الحركية اللازمة لنسخ الحروف والكلمات والأعداد وكتابتها وتتبعها. وغالباً ما يرجع هذا إلى عجز وتلف في وظائف المخ المسؤولة عن الحركة والحاسة اللمسية، لدرجة أن الطفل يستطيع التعرف على الكلمة أو الحرف أو العدد وقراءته، إلا أنه لا يستطيع كتابته.

ج. اضطراب الإدراك البصري

يقصد به عدم قدرة الطفل على التمييز بين أشكال الحروف والكلمات والأعداد. ومن مظاهره صعوبة تمييز اليسار من اليمين، أو تمييز الخط الرأسي من الخط الأفقي. وهذا يؤدي إلى صعوبات في كل من القراءة والكتابة.

د. اضطراب الذاكرة البصرية

حيث يصعب على الطفل تذكر أشكال الحروف والكلمات والتعرف عليها بصرياً، رغم أن بصره سليم، ورغم أنه يستطيع تذكرها بالتتبع عن طريق اللمس. ويسمى هذا بفقدان الذاكرة البصرية. وهناك أيضاً نقص الدافعية لدى الطفل لتعلم الكتابة. وقد يرجع هذا إلى دور كل من المعلمين والوالدين في تشجيعه واستثارته ومكافأته، فضلاً عن ميله للحركة الزائدة واللهو واللعب.

هناك صعوبات تتعلق بالبيئة المحيطة بالطفل وهي

أ. طرق التدريس السيئة: يدخل في ذلك الجوانب التالية:

  • التدريس الجماعي لا الفردي الذي لا يراعي قدرات وميول وظروف التلاميذ الخاصة.
  • التدريس القهري الذي لا يحفز، ولا يُرغب التلميذ في الدراسة.
  • التدريب الخاطئ الذي لا يختار الوسيلة أو الطريقة المناسبة للتلميذ.
  • الانتقال من أسلوب إلى آخر في تدريس الكتابة دون مبرر.
  • الاقتصار على متابعة التلميذ وكتابته في حصص الخط فقط دون الإملاء والتطبيق والتعبير وغيرها.

ب. استخدام اليد اليسرى:

لا يثبت تفضيل إحدى اليدين في الكتابة للسنوات الأولى من عمر الطفل. ويلاحظ أن غالبية الأطفال، حوالي 90٪، يفضلون اليد اليمنى، و 9٪ يفضلون ويستعملون اليد اليسرى. أما الذين يستعملون اليدين
فلا تتعدى نسبتهم 1٪. فإذا كان الطفل يستخدم كلتا يديه فإنه يفضل توجيهه نحو استخدام اليد اليمنى، لأن هذا هو الوضع الشائع في الأغلب سواء في الأنشطة الدراسية أو الحياة أو العمل. أما إذا كان يستخدم يده اليسرى فلا ينصح بمحاولة العمل على تغيير يده المفضلة، لأنه هناك أساس في عمل النصفين الكرويين في المخ، ومن ثم فإن محاولة التغيير قد تجعله يتجه ضد مقتضيات تركيبه العضوي. وهذا غالباً ما يؤدي – في نشاط الكتابة اليدوية – إلى إعاقة نمو عن طريق عكسه للحروف والأعداد التي يكتبها.

ج. متابعة المنزل لكتابة الطفل:

الكتابة مهارة. وإن أي مهارة تتطلب التدريس المستمر والمران الدائم. ولا شك أن وقت الحصة الدراسية لا يكفي لتدريب الطفل على الكتابة الصحيحة. ولذا يستحسن أن يتابع ولي الأمر نمو قدرة ابنه على إتقان وتحسين الخط الكتابي. والإهمال في هذا غالباً ما يؤدي إلى صعوبات في إتقان الكتابة.

مظاهر خلل الكتابة وسوء الخط

تتعدد هذه المظاهر وتختلف من طفل إلى آخر، ولكن يمكن الإشارة إلى مجموعة منها كثيرة المشاهدة لدى الأطفال سيئي الخط. فمعظم كتاباتهم تحتوي على واحدة أو أكثر من الصفات التالية:

  • اختلاف أحجام الحروف وعدم تناسبها.
  • الكتابة المسننة بسبب ارتعاش اليد.
  • الكتابة المقطعية.
  • الكتابة المقلوبة أو المعكوسة.
  • تغيير الأحرف الناتج عن سوء التلفظ.
  • أخطاء الكتابة نتيجة عدم القدرة على تذكر أشكال الحروف.
  • عدم الترتيب… لا يكتب الطفل الكلمات متتالية ضمن سياق واحد فهو ينتقل في الورقة دون نظام.

الإجراءات اللازمة للتعامل مع خلل الكتابة وسوء الخط

إن الطفل المصاب بهذا النوع من المشكلات يحس مباشرة بحاجته إلى تدارك وضعه. لأن الأضرار المترتبة على تفاقم حالته يوماً بعد يوم تصيبه في الصميم بدءاً من سوء وضعه الدراسي إلى فقدانه. تشكل الكتابة الوسيلة الأولى لإنشاء المشاريع وتقديم الطلبات ونقل المشاعر وغير ذلك. إن هذا الإحساس يسهل مهمة حل هذه المشكلة بشكل كبير نظراً لوعي الطفل بفداحة الخطر، فيترتب على الوالدين البدء فوراً بالإجراءات المختلفة التي تؤدي إلى تحسين وضع الطفل، ووضعه في المسار الصحيح الذي يكفل تصحيح كتابته وتحسين خطه. ومن هذه الإجراءات.

.1 إزالة الأسباب المباشرة التي تؤدي إلى مشكلات في الكتابة

ذلك بتقصي وجود الأسباب ومعالجة ما يمكن معالجته منها. فالسبب الجسمي أو الحركي أو النفسي يعالج بالأساليب الطبيعية، والسبب العاطفي يستدرك بتوفير المحيط الإيجابي البعيد عن كل حزن أو تشويش أو اضطراب. أما السبب الثقافي فيحتاج إلى ايجاد جو من الأفق والمعرفة الثقافية في الأسرة.

.2 تعليم الطفل المهارات اللازمة لكتابة جيدة

مهارات مسك القلم والوضع الصحيح للورقة وفنون الكتابة، مثل أنواع الخط المختلفة، ووضع الحرف نزولاً أو ارتفاعاً والتهجي الصحيح.

.3 استخدام الوسائل التقنية المناسبة

مثل الدفاتر التقويمية التي تحتوي على كلمات مكتوبة بأسلوب التنقيط.

.4 المتابعة الدائمة للطفل أثناء التدريب

تكليف الطفل بتدريبات يومية. على المعلم أن يقوّم تطور وضع الطفل، ويقرر الوسيلة المناسبة للوصول إلى الهدف المنشود. الامتناع عن وصم الطفل بسوء الخط، والضغط عليه من أجل التدريب، والاستعاضة عن ذلك بالتشجيع المستمر على كل نجاح خلال هذه العملية.

.5 يجب الإشارة إلى أهمية تمرين الطفل على الكتابة

منذ نعومة أظفاره لكي يكبر عليها باعتبارها واقعاً حياتياً وضرورة للعيش، لا أن تكون شيئاً جديداً يتعلمه في المدرسة. وهذا يضمن له التدرج الطبيعي في المدرسة وممارسة الكتابة بعفوية.

علاج صعوبة الكتابة عند الطفل

  • علاج اضطراب الضبط الحركي.
  • تحسين الإدراك البصري.
  • تحسين الذاكرة البصرية.
  • علاج صعوبات مهارات تشكيل الحروف وكتابتها.
  • السرعة والتصويب في كتابة الطفل.

إرشادات لمعلم أطفال ذوي صعوبات تعلم

  • على المعلم ألا يهمل الفروق الفردية في الصف.
  • أن يعمل المعلم على تصميم البرنامج الخاص من خلال حاجات وقدرات الطفل.
  • يجب استخدام المواد التعليمية بتتابع منتظم.
  • على المعلم أن ينظم استجابات الطفل في المواقف التعليمية.
  • يجب على المعلم أن يتكلم ببطء وثبات وبوضوح وبصوتٍ عالٍ.
  • يجب الإصرار على أن يتبع الطفل التعليمات التي توجه له.
  • يجب الاستمرار بتوجيه التلاميذ خلال أداء الواجب.
  • على المعلم أن يمنح الوقت الكافي للإجابة والكتابة عند التلميذ.
  • يجب أن يكون المعلم ملماً ولديه معرفة وخبرة بأساليب تعديل السلوك.
  • على المعلم ألا يستخدم أسلوب التهديد والوعيد.
  • على المعلم أن يوفر البيئة التعليمية المناسبة لكي يظهر الطفل استعداداته الكافية، وذلك عن طريق النماذج والتعيينات الدراسية.
  • على المعلم أن يأخذ بعين الاعتبار أن التلاميذ لديهم احتياجاتهم المختلفة، وأن يراعي تلك الاحتياجات الخاصة.