التصنيفات
صحة ورعاية الطفل

صعوبات مدرسية للطفل بسبب الاكتئاب

لا يصيب الاكتئاب الراشدين البالغين فقط ولكنه يصيب الأطفال أيضاً ولو على نطاق أضيق. ويظهر الاكتئاب عند الأطفال ممزوجاً بشعور ممزوج بالحزن والعجز والذنب والشعور بالنقص. ممّا يؤثر بدوره على التحصيل المدرسي خاصة في مجالي التركيز والانتباه، ممّا يقـوده إلى اليأس. وقد ارتبط الإكتئاب طبياً ونفسياً بالأرق، وانخفاض مستوى الأداء، والنشاط المنزلي والمدرسي، وضعف في الذاكرة والانعزال.

“سمير” طفل في العاشرة من عمره، يعاني اكتئاباً حاداً أدى إلى حجزه في المستشفى بسبب محاولته الانتحار. ذكاؤه متوسط، تصيبه نوبات من الغضب والعنف أحياناً.

لقد دلّ التشخيص في المستشفى بضعف قدرته على التواصل مع الآخرين بالإضافة إلى صعوبة تبادل النظر معهم، والحديث بنبرة مترددة وخافتة. يلجأ إلى تغطية وجهه بيديه كلما حاول أحدهم تبادل الحديث معه.

الخطة العلاجية

ويتم إنجازها عبر القنوات التالية:

ـ تعديل الأوضاع البدنية “لسمير” بحيث تصبح ملائمة. كأن يُطلب منه أن يكف عن الأوضاع البدنية غير الملائمة (تغطية وجهه…).

ـ تبادل النظر مع الآخرين عبر النظر في وجه المتكلم معه والمثابرة عليه.

ـ تدريبه على النطق بثقة وبصوت عال والإجابة عن الأسئلة بشكل غير موجز (جملة عوضاً عن كلمة).

ـ تدريبه على إيماءات خاصة للتعبير عن انفعالاته في أثناء الكلام من حيث الصوت والإشارات وإيماءات الرأس.

ومن الجدير ذكره أن الخطة العلاجية المذكورة أعلاه تمت عبر عشرين جلسة كل واحدة منها عشرين دقيقة. وفي كل جلسة كان المعالج يدرب الطفل على أداء معين أو محاكاة لجوانب معينة مرغوب فيها ومن ثم متابعتها عدة مرات حتى الوصول إلى إتمام السلوك الجديد المفترض أداؤه. وكان يلجأ المعالج إلى تشجيع الطفل وإطرائه كلما قام بأداء جيد، كمـا يصحح له استجاباته الخاطئة عند الضرورة. وقد لجأ المعالج إلى المكافأة (حلوى ـ مشروبات) عند تنفيذ الطفل أهداف الجلسة.

وبعد متابعة وتدريب مستمرين بدأ التحسن يأخذ مكانه حتى تمكن خلال اثنتي عشرة أسبوعاً من اكتساب المهارات الاجتماعية المناسبة ونجح بعدها في الخروج تدريجياً من صدفة الاكتئاب إلى عالم جديد رحب.