تعتبر القراءة من أهم المهارات التي يمكن أن يمتلكها الطفل، فهي عملية التعرف على الرموز المكتوبة التي تستدعي معاني تكونت من خلال الخبرة السابقة للقارئ في صورة مفاهيم أدرك مضامينها الواقعية، وتتطلب فهم الرموز اللغوية المكتوبة. وتستهدف القراءة القيام بوظيفتين:
الأولى معرفة الرموز اللغوية من حروف وكلمات تدخل في تكوين الجمل.
والثانية فهم ما تنطوي عليه من معانٍ ومضامين ترتبط بحياتنا.
إن اللغة والتفكير يشكلان وحدة لا انفصام فيه. فلا يمكن أن توجد لغة بدون تفكير ولا تفكير بدون لغة تعبر عنه. فإن المحتوى المجرد والمعمم للتفكير هو وحده الذي يؤثر مباشرة على اللغة وقيامها بوظيفتها كأداة للاتصال، ويؤثر على قوانين تطور اللغة. لذلك فالمتعلم لا يحتاج إلى صنع الاستجابة كي يتعلمها أو يتذكرها، بل إن المتعلم يكتسب الاستجابات الباطنية الشعورية ويختزنها من خلال الصور والترميز اللفظي.
.1 اللغة: نظام حيوي رمزي ذو مضامين محدودة تتفق عليه جماعة معينة، ويستخدمه أفرادها في التفكير والتعبير والاتصال فيما بينهم.
.2 الطريقة: أسلوب في معالجة المعلومات، وتحسين الاتصال بين المعلم والطالب للوصول إلى تحسين التعلم.
.3 المحصول اللغوي عند الطفل: أو ما يسمى بقاموس الطفل اللغوي الذي يتضمن المفردات والتراكيب والأنماط التي اكتسبها من تفاعله مع البيئة المحيطة خلال سنواته الخمس أو الست الأولى، وما تعرض له من خبرات في هذه الفترة.
.4 صعوبات القراءة: هي العجز في القدرة على القراءة، أو فهم ما يقوم به الفرد في قراءته قراءة صامتة أو جهرية.
.5 مهارات القراءة: هي مقدرة الطفل على نطق الكلمات نطقاً سليماً بحيث تكون لديه سهلة وقصيرة، وأن ينسج جملاً صحيحة من السبورة أو من الكتاب، وأن يكون قادراً على لفظ الكلمات بشكلها الصحيح وفهم معانيها.
.6 المشكلات القرائية: هي عدم قدرة التلميذ على تمييز الحروف وربطها، وعدم القدرة على فهم ما يقرأ. ويمثل العسر القرائي مشكلة خطيرة للطفل والمجتمع، لأنه يعزل الفرد عن المشاركة الثقافية، ويؤدي إلى الشعور بالإحباط.
مفهوم القراءة
القراءة عمل يقصد منه الربط بين لغة الكلام والرموز المكتوبة. ولغة الكلام مؤلفة من المعاني والألفاظ التي تدل على هذه المعاني، فالقراءة إذن لها مقومات ثلاثة هي: المعنى، واللفظ الذي يدل عليه، والرمز المكتوب. فالقراءة عمل فكري.
الغرض الأساسي منها أن يفهم القارئ ما يقرؤه في سهولة ويسر، وما يتبع ذلك من اكتساب المعرفة، والتلذذ بطرائف ثمرات العقول. ثم تنمية ملكات النقد والحكم، والتمييز بين الصحيح والفاسد.
مفهوم العسر القرائي
العسر القرائي يشير إلى الأطفال الذين لديهم ضعف حاد في فك رموز الكلمة، وبالتالي ضعف في كل أوجه القراءة. وهؤلاء الأطفال عاديون في كل الجوانب الأخرى. وإن صعوباتهم في القراءة تحدث على الرغم من وجود ذكاء متوسط أو أعلى من المتوسط. وهم يتعرضون بصورة ملائمة للمادة المراد تعلمها مع وجود ظروف اقتصادية واجتماعية وثقافية ملائمة مع غياب المشكلات الحسية الحادة، أو الاضطراب العصبي الحاد، أو صعوبات جسمية خطيرة، أو اضطراب انفعالي أو اجتماعي خطير.
المراحل النمائية لتعلم القراءة
يمر الطفل حينما يتهيأ لتعلم القراءة بثلاث مراحل، هي:
1. المرحلة العشوائية: غالباً ما يبدأ الطفل بتعلم القراءة بتأمل الصور والرسومات الموجودة في الصحف والمجلات والكتب التي يقلبها بأصابعه، وقد يسأل الكبار عما تدل عليه. وهو في أثناء هذا يقوم برؤية عشوائية غير منظمة للجمل والكلمات والحروف.
2. مرحلة التمييز: فيها يقوم الطفل بتمييز الجمل والكلمات والحروف ومعرفة أشكالها المتباينة مستعيناً بالمثيرين السمعي والبصري من جانب المعلم.
3. مرحلة التكامل: فيها يتمكن الطفل من إعادة قراءة الفقرة ككل، ومعرفة مضمونها بعد أن ألم بأجزائها في المرحلة السابقة.
عوامل الاستعداد للقراءة
يقصد بالاستعداد في مجال القراءة توافر قدرات محددة لدى المبتدئين – عقلية وبصرية وسمعية ونطقية – ووجود خبرات معرفية مختلفة لديهم، كما يعني قدرة التلاميذ على التوافق والانسجام مع أقرانهم في الصف والمدرسة. وهذه القدرات والخبرات من شأنها أن تجعل عملية التعلم محببة إلى الطفل، وتقوده إلى النجاح. هناك عدد من العوامل المختلفة التي تؤثر في تحديد مدى استعداد الطفل للبدء بالقراءة، ومنها.
.1 الاستعداد العقلي: يتمثل في أن الأطفال الأسوياء يزداد نضجهم العقلي بازدياد سنوات عمرهم. ثم تزداد قدرتهم على البدء بتعلم القراءة. ولكن المقياس العمري الزمني لا يدل بالضرورة على أن القدرة العقلية لجميع الأطفال في سن السادسة متكافئة. وقد رأى بعض الباحثين أن هناك علاقة أساسية بين العمر العقلي وسهولة البدء في تعلم القراءة.
.2 الاستعداد الجسمي: تعد سلامة صحة الطفل من العوامل التي تؤثر في استعداد الطفل للقراءة وقدرته على البدء بتعلم القراءة. تتطلب القراءة قوة إبصار مناسبة ليستطيع التلميذ رؤية الأشكال المرسومة والمفردات والجمل المكتوبة، ويتعرف عليها، ويقرؤها. ومن كمال النضج التنسيق بين العينين في الرؤية، فقد يرون الشيء ككل، ويغفلون تفاصيله وعناصره. وتحتاج القراءة إلى قدرة السمع، فقدرة التلميذ على الاستماع الجيد عند قراءة المعلم تساعده على فهم إرشادات المعلم وما يطلب إليه أداؤه. إن القدرة على السمع تتيح للتلميذ التمييز بين الأصوات المتقاربة في أشكالها ومخارجها، وهي شرط من شروط القراءة الجيدة. وتحتاج القراءة إلى نضج جهاز النطق لدى التلميذ ليستطيع نطق الحروف والمفردات نطقاً صحيحاً يشعره بالثقة، ويجنّبه المشكلات. ومن المعلوم أيضاً أن التلميذ الذي يتمتع بصحة عامة جيدة يستطيع الانتباه والتركيز أكثر من الطالب المعتل الصحة.
.3 الاستعداد الانفعالي والعاطفي: إن الأطفال الذين نشؤوا في أسر تحترمهم وتلبي رغباتهم المشروعة، يجدون يسراً وسهولة في التآلف مع الأقران ومع المعلم والمدرسة، ويكون استعدادهم للبدء بالتعلم أكبر من الأطفال الذين درجوا في أسر تضطرب فيها العلائق بين الأزواج، أو الذين ربوا تربية قاسية تقوم على القمع والخوف. إذ تتفق الآراء والأبحاث التجريبية في هذا الميدان على أن المشكلات العاطفية والشخصية قد تكون سبباً في إخفاق الطفل في تعلم القراءة. ومن أمثلة هذه المشكلات عدم النضج العاطفي وانعدام الثقة بالنفس والشعور بالخوف وعدم الأمن أو الجبن أو الحياء الشديد.
.4 الاستعداد التربوي: يتضمن الاستعداد التربوي جميع المعارف والخبرات التي اكتسبها الطفل منذ ولادته حتى مجيئه إلى المدرسة. وهذا التفاوت سيؤثر في استعداده للبدء بتعلم القراءة. ويظهر التفاوت واضحاً في المجالات التالية:
أ. الخبرات السابقة: يظهر دور الأسرة واضحاً في إثراء خبرات الأطفال عن طريق ما يستمع إليه أطفالها من جمل ومعان وقصص ومفاهيم وآداب اجتماعية، وكذلك عن طريق مرافقة الأطفال للأسرة في رحلاتها وزيارتها لمعارض الكتب أو المعارض التجارية. وبسبب اختلاف الأسر في المستويات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية فإننا نجد تفاوتاً واختلافاً في خبرات الأطفال ومعارفهم وأنماط سلوكهم، يترتب عليه بالضرورة تمايز في درجات استعدادهم للقراءة.
ب. الخبرات اللغوية: يقصد بها مجموعة المفردات والتراكيب اللغوية التي اكتسبها الطفل من الأسرة والمجتمع في سن ما قبل الدراسة. وللأسرة أيضاً دور هام في تنمية معجم الطفل اللغوي، وفي تقويم لغته. إذ نلاحظ أن بعض الأسر تتساهل مع الأطفال عندما ينطقون بعض المفردات نطقاً خاطئاً أو ينطقون ببعضها، كما كانوا يفعلون في مراحل اكتساب اللغة المبكرة. وفي هذا التساهل إفساد للغة الطفل من ناحية، وفيه عناء للمعلم في تقويم لسان المتعلم من ناحية ثانية.
ج. القدرة على التمييز البصري والنطقي بين الأشكال والكلمات المتشابهة والمختلفة: تحتوي المفردات والجمل التي تعرض على الطفل في بداية تعلمه للقراءة حروفاً مختلفة. ونظراً لأن الحرف الواحد يرسم بأشكال مختلفة، فإن قدرة التلميذ على معرفة الصور المختلفة للحرف الواحد، والنطق به وتجريده هي المؤشرات على قدرة الطفل على البدء بالقراءة. ونظراً لتشابه رسم بعض الحروف في المفردة الواحدة أو في الجملة، فإن قدرة التلميذ على التمييز بين هذه الحروف المتقاربة في رسمها. وقدرته على التفريق بين أصواتها أثناء رؤيتها وقراءتها دليل آخر على قدرته على القراءة الصحيحة.
د. الإقبال على القراءة والرغبة فيها: يتوقف إقبال الطفل على القراءة على الفكرة التي كونها عن المدرسة من خلال ملاحظات وأحاديث أخوتة وأسرتة أو رفاقه، كما يتوقف ذلك على انطباعاته الشخصية وعلى فكرته التي كونها عن المدرسة منذ الأيام الأولى.
وظيفة القراءة في حياة الفرد
مما يزيد في أهمية القراءة الوظائف التي تؤديها، وهي:
.1 أصبحت القراءة وسيلة لكسب المعلومات وزيادة الخبرات. فبعد أن كانت الفكرة قديماً أن الطفل يذهب إلى المدرسة ويتعلم، ليصل إلى مرحلة القدرة على القراءة. أي أن القراءة كانت غاية مقصودة لذاتها، تطورت هذه الفكرة بعد العديد من البحوث التربوية.
وأصبح هدف التربية أن يذهب الطفل إلى المدرسة فيقرأ ليتعلم، أي أن القراءة أصبحت وسيلة بعد أن كانت غاية.
.2 القراءة عملية دائمة للفرد، يزاولها داخل المدرسة وخارجها. وهي عملية العمر. وبهذا تمتاز عن سائر المواد الدراسية. ولعلها أعظم ما لدى الإنسان من مهارات.
.3 عالم اليوم عالم قراءة واطّلاع. وعلى الرغم من تعدد الوسائل الثقافية في العصر الحديث كالتلفاز والإذاعة، إلا أن القراءة تفوق كل هذه الوسائل، لما تمتاز به من السهولة والسرعة والحرية وعدم التقيد بزمن معين أو مكان محدد.
.4 القراءة وسيلة لاتصال الفرد بغيره ممن تفصله عنهم المسافات الزمانية أو المكانية. ولولاها لظل الفرد حبيس بيئة صغيرة محدودة، وعاش في عزلة جغرافية وعقلية.
.5 القراءة أساس كل عملية تعليمية، ومفتاح لجميع المواد الدراسية. وربما كان ضعف الدارس في القراءة أساس إخفاقه في المواد الأخرى، أو إخفاقه في الحياة.
.6 القراءة تزود الفرد بالأفكار والمعلومات وتراث الجنس البشري، لأن الإنسان يستقي معلوماته من ثلاثة ينابيع. هي التجارب الشخصية، والحديث مع الناس، والقراءة؛ وهي أوسعها دائرة، وأقلها كلفة، وأبعدها عن الخطأ.
مؤشرات العسر القرائي عند الأطفال
يقرر “إيفانز” بعض المؤشرات التي تظهر على الأطفال من ذوي العسر القرائي وهي:
• قلب الحروف والكلمات.
• عدم القدرة على تذكر الكلمات.
• عدم القدرة على الاحتفاظ بالمعلومات في الذاكرة.
• صعوبة التركيز.
• صعوبة في رؤية العلامات.
• الاندفاعية.
• صعوبة في تناسق اليد والعين.
• صعوبة في التنظيم.
• القراءة البطيئة.
• حذف كلمات أو جمل.
• اضطراب الاتجاه.
• فرط النشاط والحركة والزائدة.
أداء في الرياضيات أعلى بصورة دالة على عسر الأداء في القراءة.
ويشير “ليفي وليتازيو” أن الأطفال الذين يعانون من عسر قرائي يُظهرون في القراءة مجموعة من الأنواع المختلفة من السلوك، منها:
.1 هؤلاء الأطفال غالباً ما يقرؤون الكلمات والجمل دون أن يفهموها.
.2 لدى هؤلاء الأطفال صعوبة معينة في قراءة الكلمات المجردة من الحس.
.3 غالباً ما يضع هؤلاء الأطفال نهايات للكلمات التي يقرؤونها.
.4 هؤلاء الأطفال لا يستطيعون معرفة الخطأ في الكلمات الخاطئة.
العوامل المسؤولة عن صعوبة القراءة
أولاً – العوامل الجسمية تشمل ما يلي:
أ. العجز البصري: ويتمثل في قصر النظر، أو بعده، أو خلل عضلات العين.
ب. العجز السمعي: يتمثل في ضعف السمع. ويمكن علاج ذلك عن طريق الأساليب السمعية التي تسهم في الإدراك والتمييز، والإغلاق السمعي، وربط الأصوات السمعية المرتبطة بالحروف والكلمات.
ج. اتجاه الكتابة: فقد تبين للعلماء أن إبدال اليد اليمنى باليسرى أو العكس يمكن أن يؤدي إلى عكس الحروف والكلمات عند النظر، ومحاولة قراءتها، فضلاً عن إرباك الطفل إدراكياً وانفعالياً وحركياً.
ثانياً – العوامل النفسية تشمل:
أ. اضطراب العمليات النفسية أو العقلية: لقد تبين للباحثين أن قصور نمو العمليات العقلية من قصور في الانتباه، واضطراب في الإدراك السمعي والبصري، وما يترتب عليه من قصور في تكوين المفاهيم، وقصور في الذاكرة السمعية البصرية يمكن أن يؤدي إلى صعوبات في القراءة.
ب انخفاض مستويات القدرات العقلية: يشمل:
• انخفاض نسبة الذكاء: ثبت أن الضعف العقلي يسبب صعوبات في اكتساب اللغة، نظراً لأن اللغة تتناول الرموز، وترتبط بالقدرة على التجريد والتعميم والتصنيف والمقارنة، ومرتبطة بتمييز الكلمات وإدراك دلالاتها.
• انخفاض الدافعية: لأن الطفل قد يجد صعوبة في النطق والقراءة. وهنا يتعين تشجيعه، وجعل النشاط القرائي محبباً إلى نفسه عن طريق الاستعانة بالصور الملونة والأغاني والموسيقى.
ثالثاً – العوامل الانفعالية والبيئية
إن البيئة التي يعيش فيها الطفل لها تأثير كبير على شخصيته، مفهومه لذاته، اتجاهاته، تحصيله الأكاديمي. وهناك العديد من العوامل المتداخلة في البيئة والتي يمكنها أن تسهم في سوء تكييف الطفل للقراءة؟ وعلى سبيل المثال فإن اتجاه الآباء نحو القراءة والمدرسة ومستوياتهم الاقتصادية الاجتماعية، وظائفهم وممارسات الطفل وأساليبه في التعامل. ومن بين العوامل التي تعتبر ضرورية:
أ. النضج الانفعالي: يشير عدد كبير من الدراسات إلى أهمية النضج الانفعالي بالنسبة لعملية القراءة، وأن تعلم القراءة يتطلب النظام الذاتي والجهد. فبعض الأطفال برغم تفوقهم العقلي تحدث لهم صعوبات في تعلم القراءة بسبب السلوك غير الناجح في الصف. ويضيف الباحثون أن هناك أنواعاً عديدة من ردود الأفعال الانفعالية التي يعتقدون أنها تسهم في العسر القرائي، ومنها.
• رفض شعوري للتعلم.
• عدوانية صريحة.
• استجابة انفعالية سالبة للقراءة.
• القلق العام.
• الاستغراق في عالم خاص.
• الاعتمادية.
الاعتقاد بأن النجاح في القراءة شيء مستحيل.
ب. مفهوم الذات: إن مفهوم الذات ضروري لعملية التعلم. ولسوء الحظ انه ليس كل الأطفال يدخلون المدرسة ولديهم مفاهيم ذاتٍ مرتفعة عن أنفسهم. فبعض الأطفال تتم تربيتهم في بيئات لا ينمون خلالها الشعور بالأمان الذي يأتي من الأمان الطبيعي والثقة وإشباع حاجاتهم للحب والانتماء. فإذا كانت هذه الظروف هي سمة حياة الطفل في مرحلة ما قبل المدرسة، فإنه يأتي إلى المدرسة ولديه مفهوم ذات سالب. ووفقاً لنظرية الذات فإن الأطفال الذين لديهم مشاعر الملائمة والثقة بالنفس والاعتماد على النفس يميلون لأن يكونوا قراء جيدين، أما القراء الضعاف فتكون لديهم مشاعر سالبة عن أنفسهم، وخصوصاً فيما يتعلق بالتحصيل المدرسي.
ج. البيت وتأثيره على تحصيل القراءة: إن تدني المستوى الاجتماعي الاقتصادي الثقافي للأسرة الذي يأخذ شكلاً حاداً في الحرمان التعليمي لهم وعدم متابعة الأبناء في المدرسة عوامل تساعد على صعوبة القراءة عند الطفل.
تشخيص صعوبات القراءة عند الأطفال
أولاً – أساليب تحديد مستوى القراءة
يقوم المعلم باتباع الإجراءات التالية مع التلميذ الذي يعاني من صعوبة في القراءة:
.1 تطبيق اختبار للقراءة الجهرية لقطعة يختارها المعلم من صفوف دراسية متدرجة، والصف الذي يقف عنده مستواه في القراءة.
.2 تطبيق اختبار في القراءة الصامتة حيث يطلب من التلميذ قراءة قطعة، ويسأل عنها لتحديد مستوى فهمه لها.
.3 اختبار الطفل في قراءة كلمات منفصلة من سياق معين.
.4 تطبيق اختبار تمييز الكلمات المكتوبة أمام بصر الطفل.
ثانياً – تحديد الأخطاء في القراءة، وتتمثل فيما يلي
.1 الحذف: يقصد به حذف حرف من كلمة مقروءة.
.2 الإدخال: حيث يدخل الطفل أو التلميذ كلمة غير موجودة إلى السياق المقروء.
.3 الإبدال: حيث يُحِلّ الطفل أو التلميذ كلمة محل كلمة أخرى.
.4 التكرار: حيث يكرر التلميذ كلمات أو جمل حين يصعب عليه قراءة الكلمات أو الجمل التي تليها.
.5 حذف أو إضافة أصوات: فقد يحذف التلميذ أصواتاً “حروفاً”، أو يضيف أصواتاً إلى الكلمة التي يقرأها.
.6 الأخطاء العكسية: فقد يميل التلميذ إلى قراءة الكلمة بطريقة عكسية.
.7 القراءة السريعة غير الصحيحة: حيث يقرأ التلاميذ بسرعة، ويحذفون الكلمات التي لا يستطيعون قراءتها.
.8 القراءة البطيئة: بعض التلاميذ يركزون على تفسير رموز الكلمات، ويعطون انتباهاً أقل للمعنى. ويُقصد بها القراءة كلمة كلمة.
.9 نقض الفهم: فبعض الأطفال يركزون على تفسير رموز الكلمات، ونطق حروفها، ويعطون انتباهاً أقل للمعنى.
إرشادات توجيه صعوبة القراءة
.1 يجب تشجيع الطفل على القراءة الممتعة والمسلية للترويح عن النفس جنباً إلى جنب مع القراءة التي تستدعيها الواجبات المدرسية، لأن أفضل وسيلة لتحسين القراءة هي القراءة نفسها، والاستمرار فيها.
.2 إن الطفل يتعلم بالقدر الذي تؤهله قدراته ومواهبه، وبالأسلوب الذي يناسبه، وبالموضوع الذي يهتم به ويميل إليه. لذا علينا أن نساعده ليتعرف ويستكشف أنواعاً من الاستراتيجيات الدراسية التي تناسبه والبحث للاهتداء إلى أنسب الطرق المناسبة له ولقدراته.
.3 يجب على الأسرة أن توفر للطفل جواً أسرياً يقوم على الاحترام والشعور بالأمن والطمأنينة والحنان، وأن تأخذ بيده منذ السنوات الأولى للتعلم. وذلك بتدريبه، وإثراء خبراته بالمفردات والمعارف، ومتابعته باستمرار. لأن بناء القواعد الأساسية الصحيحة للتعلم يساعده على النجاح في المراحل اللاحقة.
.4 يجب على المعلم أن يراعي الفروق الفردية بين التلاميذ في استعدادهم للقراءة، وأن يبدأ بتعليم القراءة للمجموعة التي يشعر أنها قادرة على ذلك. ويستمر في تدريب التلاميذ الآخرين على تمارين التهيئة للقراءة، ويأتي بتدريبات أخرى من شأنها تنمية استعدادهم كي يلحقوا بأقرانهم، ويبدؤوا في تعلم القراءة.
.5 يجب اختيار معلمين في الصفوف الأولى للحلقة الأولى من التعليم الأساسي بحيث يكونوا متمرسين وذوي نطق سليم وخبرة.
.6 ضرورة وجود فريق عمل متكامل يشمل الاهتمام بالناحية الصحية للتلميذ، ويضم المرشد النفسي والاجتماعي الكفء للاهتمام بالجوانب الشخصية الاجتماعية، بالإضافة إلى التخصص في النطق والكلام.
.7 ضرورة توفير المكتبات والقصص المناسبة للأطفال في كل المدارس والبيوت وفي كل المراحل، لتشجيع الأطفال على القراءة. وذلك لما للمكتبة من دور هام في تنمية مواهب الطفل وقدراته وذكائه. وذلك بأن يطلب المعلم من التلاميذ قصة ما، ومن ثم يناقشها معهم.
.8 يجب إعادة النظر في قانون الرسوب عامين، وذلك بعد نقل الطفل إلى الصف التالي. بل إيجاد صفوف خاصة بالمتأخرين والبطيئين في التعلم، والتأكد أن الطفل استطاع اجتياز مرحلة القراءة بنجاح، وأصبح مهيأً لإتمام دراسته في الصفوف الأعلى.