التصنيفات
صحة المرأة

صغر حجم الجنين، تعوق نمو الجنين داخل الرحم

تعوق نمو الجنين داخل الرحم Intrauterine growth restriction هو مصطلح يستخدم حين يكون حجم الجنين أصغر من الحجم الطبيعي خلال الحمل، ويتم تشخيص هذه الحالة إن كان وزن طفلك أصغر من النسبة المئوية العاشرة للعمر الحملي بناءً على قياسات جلسات السونار. قد يحدث هذا التعوق إن كان هناك خلل في صحة المشيمة أو إمدادها من الدم أو إن كانت تغذية الأم أو صحتها أو أسلوبها الحياتي يمنع النمو الصحي لجنينها.

كثيرًا ما يكون وزن الأطفال المصابين بتعوق النمو داخل الرحم منخفضًا عند الولادة – حيث يكونون أصغر من حجمهم مقارنة بسن الحمل. لكن ليس كل الأطفال الصغار مصابين بهذا التعوق؛ فبعضهم أصحاء ويولدون فقط بوزن أصغر من المتوسط لأنه مقدر لهم هذا جينيًّا.

الأنواع

هناك نوعان من تعوق النمو داخل الرحم:

  1. تعوق النمو المتماثل داخل الرحم، الذي تكون فيه جميع أجزاء جسم الطفل صغيرة بشكل متناسب
  2. تعوق النمو غير المتماثل داخل الرحم، وهذا يحدث حين يكون وزن رأس ودماغ الطفل طبيعيًّا ولكن بقية الجسم أقل من الوزن المطلوب.

ما مدى شيوعه؟

يحدث تعوق النمو داخل الرحم بنسبة 10٪ تقريبًا من جميع حالات الحمل. وهو أكثر شيوعًا في حالات الحمل الأولى أو الخامسة فأكثر، وعند النساء الأصغر من 17 عامًا أو أكبر من 35 عامًا، وعند النساء اللاتي ولدن أطفالًا سابقين بوزن ضئيل عند الولادة، وعند النساء اللاتي يعانين مشكلات في المشيمة أو اختلالات في الرحم.

كما أن الحمل المتعدد (توأم) يمثل عامل خطورة أيضًا، لكن التعوق في هذه الحالة يحدث غالبًا بسبب ظروف الاكتظاظ (من الصعب ملاءمة أكثر من طفل في رحم واحد).

العلامات والأعراض

من المفاجئ أن الحمل في طفل صغير عادة ما لا يكون إنذارًا بتعوق نموه داخل الرحم. في الحقيقة، نادرًا ما تكون هناك أية علامات خارجية واضحة تشير إلى أن الطفل لا ينمو في الرحم كما هو مطلوب. وبدلًا من هذا فإنه عادة ما يتم كشف تعوق النمو داخل الرحم خلال الفحص الروتيني قبل الولادة حين يقيس الطبيب الممارس ارتفاع قاع الرحم – المسافة من عظمة العانة إلى قمة الرحم– ويجد أن قياسها صغير للغاية بالنسبة للعمر الحملي للطفل، أو خلال جلسة السونار، التي يمكن أن تحدد الطفل الذي ينمو أبطأ من المتوقع بالنسبة لعمره الحملي.

ما الذي يمكنك فعله أنت وطبيبك الممارس؟

إن أحد أفضل العوامل المنبئة بصحة الطفل الجيدة هي وزن الولادة؛ لذا فإن الإصابة بتعوق نمو الجنين داخل الرحم يمكن أن تؤدي إلى بعض المشكلات الصحية عند الطفل حديث الولادة، بما في هذا صعوبة الحفاظ على درجة الحرارة الطبيعية للطفل أو مكافحة العدوى؛ ولهذا السبب من المهم جدًّا أن نشخص ونبدأ في معالجة المشكلة في أبكر وقت ممكن خلال الحمل لتعزيز فرص الطفل في التمتع بصحة جيدة عند الولادة. وقد تتم تجربة مجموعة متنوعة من الطرق بناء على أي سبب محتمل، بما في هذا الراحة السريرية والتغذية الوريدية إن لزم الأمر والأدوية لتحسين تدفق الدم إلى المشيمة أو لتصحيح مشكلة تشخيصية قد تساهم في الإصابة بتعوق نمو الجنين داخل الرحم.

إن كانت بيئة الرحم فقيرة ولا يمكن تحسينها، ورئتا الجنين ناضجتين. فعادة ما ستكون الولادة الفورية – التي تسمح للجنين بالبدء في العيش تحت ظروف أكثر صحة – هي الطريقة المثلى للمضي قدمًا.

هل يمكن الوقاية منه؟

قد تحسن التغذية المثلى والرعاية الجيدة قبل الولادة والوزن المكتسب المناسب للأم بشكل كبير من فرص الأم في نمو وتطور وازدهار الطفل كما يجب – هذا ما يمكن أن تقوم به إزالة العوامل الحياتية التي قد تسهم في الإصابة بتعوق نمو الجنين داخل الرحم (كتدخين الأم أو شربها للكحوليات أو استخدامها للمخدرات الترويحية) وعلاج اضطرابات التغذية وتقليل التوتر النفسي والجسدي الزائد (كالتوتر الناتج عن الاكتئاب) والتحكم في ارتفاع ضغط الدم المزمن.

ولحسن الحظ، حتى حين تكون الوقاية والعلاج غير ناجحين (أو مستحيلين) والطفل يولد أصغر وزنًا من المعتاد، فستزيد فرص تحسنه، ويرجع الفضل إلى التقدم التكنولوجي الهائل في رعاية الولدان (حديثي الولادة).