التصنيفات
القلب | جهاز الدوران | أمراض الدم

ضربات القلب غير المنتظمة | اضطرابات النظم – ج15

يمكن أن تأخذ ضربات القلب غير المنتظمة عدة أشكال؛ الإحصار الأذيني البطيني من الدرجة الثانية؛ والأنماط الأكثر شيوعا للنظم غير المنتظمة هي تلك المرتبطة بحدوث ضربات قلبية إضافية وتلك المرتبطة بالرجفان الأذيني. تذكّر أنه حتى الضربة القلبية السوية تماما قد تبدي بعضا من عدم الانتظام، لكن ذلك لا يؤدي إلى أعراض ولا يكون ذا أهمية حتى عندما يكون واضحا على مخطط كهربائية القلب.

أعراض الضربات القلبية غير المنتظمة

تؤدي هذه الحالة إلى الخفقان، إذا تسببت في حدوث أعراض أساسا؛ ونتيجة للشعور بالخفقان، يحدث لدى بعض الناس قلق وحتى تعب ناجم عن القلق؛ ويمكن أن يترافق ذلك بآلام غير مألوفة أحيانا؛ ولكنّ النظم غير المنتظمة تؤدي إلى خفقان فقط، ويبقى الكثير من المصابين بها غير مدركين لها مطلقا.

أنماط النظم غير المنتظمة

يبلغ أندريه من العمر 51 عاما، ويعمل محاميا، وقد لاحظ «أصواتا عميقة» في صدره لعدة سنوات؛ وأصبحت هذه الأصوات أكثر تواترا في الأسابيع العديدة الماضية، كما بدأ يشعر بالوقت ثقيلا خلال عمله؛ وفي الواقع، لم تزعجه هذه الأصوات، لكنه أخذ يهتم بما قد تنطوي عليه.

الضربات الخارجة أو الإضافية

قد يكون لدى أندريه أصوات إضافية، والنمط الأكثر شيوعا هو النظم غير المنتظم؛ وفي الواقع، يشكو كل شخص من ضربات إضافية حتى ولم يدركها؛ وهكذا، ربما قد لا ينبغي النظر إلى الضربات الإضافية أو الزائدة على أنها شاذة، لأنها شائعة جدا؛ وتكون شاذة عندما تحدث بشكل متواتر أو بنماذج معيّنة أو عندما تؤدي إلى أعراض (خفقان). وقد لا يدلّ الخفقان المترافق مع الضربات الإضافية (المنتبذة (Ectopy بالضرورة على شذوذ يستدعي المعالجة؛ وغالبا ما تزداد الضربات الإضافية أو تصبح واضحة أكثر تحت الظروف المكربة.

في بعض الأحيان، يمكن أن ينتج القلب ضربات مبكرة (مبتسرة)؛ وتنشأ الضربات المبتسرة Premature المبيّنة هنا في البطين؛ وتدعى الضربات المبتسرة أحيانا ‘’بالضربات الفائتة Skipped Beats’’لأنه يشعر وكأن القلب قد ‘’نسي’’ ضربة؛ وبالفعل، تؤدي الضربة المبتسرة إلى نبضة ضعيفة جدا، كما هو مبيّن بالدوائر الصغيرة، لأن القلب لا يكون لديه متسع من الوقت للامتلاء بعد الضربة السابقة؛ لكن الضربة بعد الضربة المبتسرة تكون أقوى من المألوف، لأن القلب يكون لديه مزيد من الوقت للامتلاء أكثر بعدها.

 

تدلّ الضربات الإضافية بالضبط على اسمها (أما اسمها العلمي فهو «الانقباضات الخارجة Extrasystoles»)؛ وهي ضربات تكون «متداخلة» بين الضربات السوية؛ وهي – في الواقع – تحدث باكرا جدا، ولذلك تظهر عندما تحاول الضربة السوية أن تظهر؛ وبهذا، يكون من تسمياتها الأخرى «الضربات أو التقلصات المبتسرة». ومن المستغرب أن معظم الأشخاص، رغم وجود ضربة إضافية، يشعرون بفائتة صغيرة (ومنه مصطلح «الضربات الفائتة») بين الضربات، يتلوها صوت قوي؛ والسبب في ذلك أن الضربة المبتسرة تكون باكرة جدّا بحيث تجعل القلب يتقلّص قبل أن يجد فرصة حقيقية للتمدّد والامتلاء بالدم؛ ولذلك يكون مثل إشعال بطارية فارغة، حيث لا يتولّد نبض فعال؛ وبعد الضربة المبتسرة، يكون لدى القلب قليل من الوقت الإضافي للامتلاء، لذلك تدفع الضربة السوية اللاحقة كثيرا من الدم مع صوت قوي.

يمكن أن تنشأ الضربات المبتسرة من البطينين (التقلّصات المبتسرة البطينية) أو فوق البطينين (التقلّصات المبتسرة فوق البطينية)؛ وترتبط أهميتها المباشرة فقط بالانزعاج الذي تحدثه، لا سيّما إذا كان الخفقان شائعا؛ أما إذا كانت الضربات المبتسرة البطينية متواترة جدّا أو حدثت بشكل مجموعات من الضربات، وكانت مترافقة مع أنماط معيّنة من الأمراض القلبية، يمكن أن تكون علامة منذرة بنظم سيئة في المستقبل؛ وفي مثل هذه الظروف، قد يكون المزيد من التقييم والمعالجة مناسبا.

تبلغ سارة من العمر 54 سنة، وتعمل محرّرة في مجلة، وقد حدث لديها نوبة من تسرّع القلب أمس بعد الظهر؛ وقد ذكرت أنها شعرت بتسرّع في القلب شبيه بأصوات السباق؛ ولا يبدو أن هذه الأعراض جعلتها تشعر بالسوء، لكنها قد اضطربت بسبب «القرع» المستمر في صدرها «والامتلاء» في حلقها؛ وقد قام طبيبها بقياس نبضها: فوجد أنه 128 ضربة/الدقيقة وغير منتظم؛ وقد وضع تشخيص الرجفان الأذيني، وأثبت ذلك بتخطيط كهربائية القلب ECG؛ وكانت النتائج التي ظهرت في بقية الفحص الطبي لسارة مقنعة، رغم أنها أخبرت الطبيب بأنها تتناول 12-10 كوبا من القهوة العادية يوميا.

الرجفان الأذيني

هو نبضان عشوائي للقلب؛ ويحدث عندما يتوقّف الأذينان الأيمن والأيسر عن التقلّص بشكل فعال ومنتظم، ويبدآن بالنبضان بشكل عشوائي بمعدل 400-300 مرة/الدقيقة.

وتعدّ هذه المشكلة القلبية شائعة؛ حيث يعاني أكثر من مليوني أمريكي من هذا الاضطراب في النظم، مع تسجيل 160000 حالة جديدة سنويا.

يحدث الرجفان الأذيني بشكل أكثر تواترا مع تقدّم في العمر؛ ومع أن أقل من %1 من الناس في الخمسينات من العمر مصابون بهذه المشكلة، يعاني نحو %10 منهم من هذا الاضطراب في الثمانينات من العمر؛ وقد تساهم التغيّرات التي تحدث في الخصائص الكهربائية والبنيوية للحجرتين العلويتين (الأذينين) مع تقدّم في العمر في اختلال النظم الأذيني السوي.

ويلجم نشاط العقدة الجيبية، ويسيطر الرجفان على نظم القلب؛ وبما أن الأذينين يتعرّضان لدفعة كهربائية مستمرة تسير عبرهما، لذلك تتجه هذه الدفعة نحو العقدة الأذينية البطينية.

تعمل العقدة الأذينية البطينية عمل بوّابة كهربائية أو محطة ترحيل، حيث تمنع الجريان المستمر للدفعات إلى البطينين؛ لكن الكثير من الدفعات تعبر بفترات غير منتظمة؛ ونتيجة لذلك، يظهر نظم غير منتظم مع فترات متفاوتة بين الضربات القلبية.

يتراوح النبض عادة بين 150-60 ضربة/الدقيقة، لكن قد يكون أسرع (كشكل من أشكال تسرّع القلب)؛ كما تميل ضربات القلب إلى التسرّع، بحيث يعدّ الرجفان الأذيني شكلا من أشكال التسرع القلبي؛ وتكون ضربات القلب غير منتظمة بحيث يشير الأطباء إليها باسم ‘’عدم الانتظام غير المنتظم Irregularly Irregular’’ لتمييز إيقاع النبض عن التفاوت المنتظم الناجم عن الإحصار الأذيني البطيني من الدرجة الثانية أو الضربات المبتسرة.

يبدي مخطط كهربائية القلب هذا رجفانا أذينيا؛ ويرتجف الأذينان بشكل عشوائي، لذلك لا تظهر موجات P مرئية؛ وتعبر الدفعات الكهربائية العقدة الأذينية البطينية بفترات غير منتظمة، وتؤدي إلى ضربات قلبية غير منتظمة؛ وكما هي الحال في التقلّصات المبتسرة، يكون النبض (المبيّن بالدوائر على الشكل) الناجم عن الضربات القلبية الباكرة أضعف من النبض بعد فترة أطول.

 

يعرّض الرجفان الأذيني لحدوث الخفقان، وعندما يكون سريعا جدا، يمكن أن يؤدي إلى ألم صدري أو ضيق تنفسي أو دوخة أو تعب؛ وعند غياب التقلصات الأذينية، تكون الضربات القلبية أقل كفاءة؛ وفي الأفراد المصابين بضعف العضل القلبي، قد يحدث قصور القلب الاحتقاني.

بعد فترات طويلة من تسرع ضربات القلب نتيجة الرجفان الأذيني، يمكن أن تضعف العضلة القلبية ويحدث الاعتلال القلبي العضلي التوسعي؛ وقد يكون أخطر نتائج الرجفان الأذيني خطر تشكل جلطة دموية في الأذين؛ وبما أن الأذينين لا يتقلصان بشكل نشيط، لذلك قد لا يدفع الدم بشكل سوي عبر الأذينين؛ ويؤهب هذا النقص في حركة دفع الدم لحدوث التجلط؛ فإذا ارتحلت الجلطة وانتقلت إلى الدماغ، يمكن أن تسبّب سكتة دماغية. وإذا سدت الجلطة أحد الشرايين في بعض الأعضاء الأخرى، قد يؤدي انقطاع الجريان الدموي إلى أذية في موضع آخر، مثل الكليتين.

ومن دواعي السرور أن الرجفان الأذيني لا يؤدي دائما إلى جلطات؛ فقد يكون الأفراد دون 65 سنة من العمر والمصابين بالرجفان الأذيني – من دون وجود ارتفاع في ضغط الدم أو داء السكر أو سكتة سابقة أو توسع في الأذين أو ضعف في البطيني أو غير ذلك من شذوذات الصمامات القلبية الأخرى – في خطر قليل من السكتة حتى إذا استمر الرجفان الأذيني؛ ومع ذلك، يمكن أن ينصح بمميّعات الدم (مضادات التخثر) للوقاية من السكتة والحيلولة دون تشكّل الجلطات في الأذينين.

إذا كنت مصابا بالرجفان الأذيني، يمكن أن يكون الهدف الأولي من المعالجة هو إبطاء سرعة النبض واستعادة النظم الجيبي السوي، سواء بالأدوية أو بالصدمة الكهربائية (تحويل قلبي (Cardioversion؛ وقد اتهم الكافيين والكحول بدورهما في تحريض النظم السريعة في الأذينين، وينبغي تجنّبهما فور استعادة النظم السوي؛ ولا بدّ من تجنّب التدخين أيضا. كما يقوم الطبيب بطلب اختبارات دموية لتحديد ما إذا كان الرجفان الأذيني ناجما عن فرط نشاط الغدة الدرقية الذي يتطلّب معالجة نوعية أو بعض الأساليب البديلة.

إذا لم ينجح التحويل القلبي، أو تكرّر الرجفان الأذيني رغم المعالجة الدوائية، يكون الهدف هو المحافظة على سرعة التقلصات البطينية بمعدل بطيء مقبول، رغم بقائه غير منتظم.

تجري معالجة الأشخاص المصابين بتسرّع القلب الشديد خلال الرجفان الأذيني دوائيا عادة بأدوية تنقص التوصيل الكهربائي أو مرور الدفعة عبر العقدة الأذينية البطينية إلى البطين؛ ويقوم حجر الأساس في المعالجة على الأدوية، مثل محصرات بيتا ومحصرات قنوات الكالسيوم والديجيتال؛ ويعتاد معظم الناس على عدم الانتظام القلبي ما دامت سرعة القلب غير سريعة كثيرا.

لا يستجيب بعض الناس للمداواة الدوائية المديدة أو التحويل القلبي؛ فإذا كنت مصابا بأعراض مستمرة غير مرغوبة أو تسرّع القلب رغم المعالجة، يمكن أن يوصي الطبيب بمعالجة غير دوائية.

يقوم الأسلوب غير الدوائي الأكثر شيوعا على الاجتثاث بقثطار التواتر الراديوي، وهو يحقّق انقطاع (اجتثاث) في جهاز التوصيل الأذيني البطيني؛ ويؤدي ذلك إلى لجم انتقال الدفعات الكهربائية بين الحجرتين العلويتين والحجرتين السفليتين للقلب؛ ثم تضبط سرعة القلب بناظمة مزروعة؛ ويبقى الأذينان بحالة رجفان بعد الاجتثاث، بحيث يظلّ الاستعمال المديد لدواء مميّع للدم ضروريا.

في الاجتثاث بالتواتر الراديوي، يوضع قثطار خاص التصميم قرب العقدة الأذينية البطينية، ويطبّق شكل خاص من الطاقة على النسيج القلبي؛ وبعد توقف تطبيق الطاقة يتندّب النسيج، مما يؤدي إلى حصر انتقال الدفعات الكهربائية؛ وغالبا ما يكون الاجتثاث بالقثطار فعالا؛ ولكن عندما لا يكون كذلك، تكون هناك معالجات بديلة مثل إجراء ميز Maze Procedure الذي يتطلّب جراحة القلب المفتوح اليوم، لكن يمكن في يوم من الأيام أن يصبح متاحا بطريقة القسطار.

يقوم الاجتثاث بقثطار التواتر الراديوي على وضع قثطار قرب العقدة الأذينية البطينية وإحداث ندبة صغيرة جدّا في النسيج للجم انتقال الدفعات الكهربائية (انظر الدائرة).

 

تشتمل الطرائق الأخرى الخاضعة للبحث على استعمال مزيلات الرجفان الأذينية القابلة للزرع أو الاغتراس Implantable Atrial Defibrillators ومختلف طرق الإنظام الأذيني.

معلومة

مع أنه يجب أن تحاول خفض مدخول الدهون المشبعة، لكن لا يعني ذلك أنه يجب أن تمتنع عن اللحم تماما؛ ويمكنك اتخاذ بعض الخطوات البسيطة لإنقاص هذه الدهون.

أولا، ابدأ بالحد من اللحم والدجاج والسمك حتى 6 أونصات (180 غراما) يوميا؛ واختر القطع الصغيرة الناحلة مع استبعاد الأجزاء الدهنية؛ واكشط الدهن قبل الطبخ للحيلولة دون وجوده في اللحم أو الدجاج.

علاج اضطرابات نظم القلب

اضغط هنا للتعرف على خيارات العلاج