التصنيفات
صحة ورعاية الطفل

ضربة الحرارة خطر على الاطفال

 تنتج ضربة الحرارة عادة من وجود قدر من عدم التوازن بين إنتاج الجسم
للطاقة الحرارية وفقدها في صور مختلفة وينتج ذلك إما من إنتاج الجسم لكميات كبيرة
من الطاقة وتخزينها دون حدوث فقد أو استهلاك لهذه الطاقة ويحدث ذلك عادة مع ارتفاع
درجات الحرارة وقلة فقد الجسم للطاقة عن طريق الإشعاع أو التوصيل أو التبخر أو وجود
عوامل طبية تساعد على ذلك أو قلة إنتاج الجسم للعرق، وفي واقع الأمر فإن هذه الحالة
تقع ضمن مجموعة أخرى من الأمراض ذات الصلة. أما العوامل التي تساعد على إصابة الطفل
بالحالة المرضية المشار إليها فتتمثل فيما يلي:

عوامل بيئية

1ـ وجود مناخ حار ورطب يفتقر لوجود الرياح وتيارات الهواء حدوث موجات من ارتفاع
درجة الحرارة وإقامة الطفل داخل أماكن مغلقة مرتفعة الحرارة مع عدم استخدام أجهزة
تكييف الهواء.

2ـ صغر عمر الطفل. وذلك لأن الأطفال يفقدون الحرارة بشكل أكبر من الأشخاص البالغين
كما أن أجسامهم تفرز كميات أقل من العرق هذا بالإضافة إلى تمتع أجسامهم بمساحات
أكبر نسبيا مقارنة بأوزانهم بجانب عدم قدرتهم على تنظيم تعاطي السوائل بطريقة
تتناسب مع ما ينبغي تناوله.

3ـ الأدوية: مدرات البول، الأسبرين، مضادات الهستامين الإيثانول، إدمان بعض الأدوية
مثل الكوكايين وعقار الهلوسة في المراهقين، بعض الأدوية المستخدمة في علاج
الإضطرابات العصبية.

السلوكيات

النشاط الزائد، ممارسة الرياضات العنيفة، عدم ارتداء الملابس المناسبة حيث إن
ارتداء الملابس الثقيلة الداكنة الضيقة بشكل متكرر من شأنه أن يمثل سلوكا خاطئا قد
يترتب عليه إصابة الطفل بهذه الحالة المرضية، عدم التأقلم مع الطقس السائد، عدم
قدرة الطفل على التكيف مع الأجواء التي يعيش فيها، قلة تناول الطفل للسوائل، بقاء
الطفل داخل وسائل المواصلات وبصفة خاصة أثناء السفر لمسافات طويلة.

نقاط أساسية

1ـ عندما ترتفع درجات الحرارة بمعدلات أكبر من درجة حرارة الجسم فإن الجسم يكتسب
الحرارة عن طريق التوصيل والإشعاع بينما يفقدها عن طريق التبخر.

2ـ يزداد إنتاج الجسم للطاقة الحرارية بين 20:10 ضعفا عند بذل مجهود عضلي عنيف.

3ـ فقد الجسم للحرارة حيث إن الجسم يفقد الحرارة إما عن طريق التوصيل أو الإشعاع أو
التبخر أو تَصَعُّد الحرارة ولذا فإن ارتفاع معدلات الرطوبة في الجو أو قلة
التيارات الهوائية من شأنه أن يؤثر على فاعلية فقد الجسم للحرارة عن طريق التبخر.

4ـ فقد الوعي المؤقت الناتج عن ارتفاع الحرارة، إغماء الحرارة وينتج ذلك من إعادة
انتشار الدم داخل الدورة الدموية في صورة تجمع الدم بكميات كبيرة داخل الأوردة
أثناء بذل المجهود العضلي أو الوقوف لفترات طويلة مع انخفاض الارتجاع الوريدي
المركزي وقلة الناتج القلبي أو انخفاض الضغط الدماغي.

5ـ الإجهاد الناتج عن ارتفاع الحرارة وينتج من العوامل التالية:

أ ـ فقد الجسم لكميات كبيرة من الماء مع عدم تناول كميات تعويضية مناسبة عند ارتفاع
حرارة الجو.

ب ـ فقد الجسم للأملاح في صورة عرق زائد مع عدم تناول كميات تعويضية من الملح

جـ ـ قد تتطور هذه الحالة لتعطي الصورة المرضية التي يطلق عليها ضربة الحرارة

6ـ ضربة الحرارة نتيجة حدوث خلل في تنظيم الجسم لفقد الحرارة ويصاحبه عادة حدوث
ارتفاع شديد في درجة حرارة الجسم حيث أن ارتفاع درجة حرارة الجسم لأكثر من 42 درجة
مئوية من شأنه أن يشل قدرة الجسم على الاستمرار في تنظيم درجة الحرارة بصورة طبيعية
ويترتب على ذلك فقد جدران الخلايا للعديد من المميزات التي تنعم بها والتي تجعل من
الخلايا ما يشبة البنيان المرصوص الذي يشد بعضه بعضا ويترتب على ذلك بدء حدوث تدمير
للبروتين الخلوي ويعقب ذلك سلسلة من النتائج التي تنتهي بموت الخلايا مما يترتب
عليه تدهور وظائف العديد من الأعضاء مما قد يؤدي إلى توقف هذه الأعضاء عن العمل
تماما وتتميز هذه الحالة عند حدوثها بالأعراض الآتية:

ـ ارتفاع شديد في درجة الحرارة وجفاف في الجلد وعدم إفراز الجسم للعرق وغالبا ما
يكون الطفل صغير السن كما تكون درجة حرارة الجو مرتفعة للغاية وكذا نسبة الرطوبة
وقد يكون هناك تاريخ مرضي دال على تناول الطفل لبعض الأدوية التي سبق وتحدثنا عنها.

مظاهر مختلفة

يعتمد التسلسل التالي في سرد هذه الأعراض على مستوى خطورتها بمعنى أن الأعراض
المرضية التي سيتم ذكرها أولا ستكون أقل خطورة ويزداد مستوى خطورة هذه الأعراض حتى
تصل إلى الصورة الكاملة للمرض

1ـ تقلصات عضلية: (المَعَص) ويرتبط حدوث هذه التقلصات العضلية ببذل الطفل لمجهود
بدني زائد أو فقده لكميات كبيرة من السوائل أو عدم تناوله لكميات تعويضية مناسبة من
الصوديوم وتكون درجة حرارة الجسم خلال هذه المرحلة طبيعية.

2ـ التكزز الحراري: ويظهر ذلك في صورة قلة في النشاط وتشنج الكف والقدم.

3ـ إغماء أو غشي الحرارة: وتتميز هذه الحالة بحدوث تغيرات ملحوظة في مستوى الوعي
بدءاً من الدوار والنعاس وانتهاء بالإغماء وغالبا ما يحدث هذا عند بذل مجهود عضلي
عنيف أو الوقوف لفترات طويلة وبخاصة عند التعرض لمناخ قائظ.

4ـ إجهاد الحرارة: الإعياء وتحدث هذه الحالة بشكل بطيء نسبياً حيث يصاب الطفل بصداع
وغثيان مع احتمال حدوث قيء كما يبدو الطفل متوعكاً بصورة ملحوظة وقد يشكو من آلام
في العضلات أو دوار أو اضطرابات بصرية كما يبدو الجسم شاحبا وترتفع درجة الحرارة
بين 40-38 درجة مئوية ويكون ذلك مصحوبا بحدوث جفاف مع عدم التوازن في مستوى الأملاح
بالدم بالإضافة إلى زيادة تركيز الدم.

6ـ ضربة الحرارة: وتتصف بأعراض عصبية ناتجة من تأثر الجهاز العصبي المركزي وتظهر
هذه الأعراض على هيئة هذيان اختلاجات غيبوبة وتظهر هذه الأعراض عادة بشكل مفاجئ في
حوالي 80 من الحالات إلا إن قلة من الحالات تأخذ صورة أكثر بطئاً تتراوح مدتها
الزمنية بين دقائق إلى ساعات وتتراوح درجة حرارة الجسم عادة بين 41-40 درجة مئوية
ويكون ذلك مصحوبا بانخفاض في ضغط الدم وزيادة في ضربات القلب بالإضافة إلى حدوث
زيادة معدل فرط التنفس.

المضاعفات

من أهم المضاعفات الناجمة عن ضربة الحرارة:

1ـ عدم التوازن في مستوى الأملاح بالدم.

2ـ حدوث اختلاجات.

3ـ متلازمة الضائقة التنفسية التي تماثل نظيراتها في الكبار حدوث فشل كلوي حاد.

4ـ قصور كبدي.

5ـ فشل قلبي.

6ـ أزمة ربوية.

7ـ انحلال العضل المخطط

8ـ حدوث تخثر منتثر داخل الأوعية الدموية وقد يستمر ذلك حتى وفاة الطفل.

أما المضاعفات الأخرى فتكون عادة في صورة جفاف وخيم وبصفة خاصة إذا كانت الحالة
مصحوبة بإفراز كميات كبيرة من العرق كما قد يترتب على هذه الحالة حدوث قصور وظيفي
عصبي مستديم على هيئة قصور في وظائف المخيخ أو الشلل النصفي.

ان المرض الحراري قد يأخذ صوراً مختلفة كما ذكرنا مثل الطفح الجلدي والوذمة
والتقلصات العصبية والتكزز والإغماء والإجهاد ويتماثل المريض في هذه الحالة إلى
الشفاء السريع إذا ما توفرت وسائل الرعاية المناسبة.

أما ضربة الحرارة بصورتها الكاملة فتحمل نظرة مستقبلية بالغة السوء في حالة عدم
التعرف عليها وتشخيصها والتعامل معها عن طريق اتخاذ التدابير العلاجية المناسبة.

يجب أن تكون هناك قدرة على التمييز بين الأعراض المرضية التالية المصاحبة للمرض
الحراري وبين أعراض أخرى مشابهة تكون مصاحبة لأمراض أخرى:

أولا: التقلصات العضلية مَعَص الحر: يجب التأكد من عدم وجود انحلال العضل المخطط.

ثانيا: وذمة الحرارة حيث ينبغي التأكد من عدم وجود التهاب وريدي خثاري أو وذمة
لمفية أو فشل قلبي احتقاني.

ثالثا: ضربة الحرارة: حيث ينبغي تمييز الأعراض العصبية المصاحبة للحالة من الأمراض
الأخرى التي تُحدث أعراضاً متشابهة مثل التهاب السحايا أو التهاب خلايا المخ أو
أنواع العدوى الأخرى أو حالات التسمم بواسطة الأدوية التي تحمل تأثيرا مضادا لإفراز
الكولين حيث تتسع حدقتا الطفل بشكل ملحوظ في حالة التسمم الناتج عن هذه الأدوية كما
أن إصابة الطفل بالجفاف الوخيم الناتج عن النزلات المعوية قد يحدث بدوره أعراضا
عصبية مصحوبة بارتفاع في درجات الحرارة بحيث تتشابه الصورة الإكلينيكية للحالة مع
ما يحدث عند تعرض الطفل لضربة الحرارة.

التاريخ المرضي

أولاً: درجة حرارة الطفل: لابد من العمل على قياس درجة الحرارة قبل البدء في
استخدام وسائل خفض درجة الحرارة لأن قياس درجة الحرارة بشكل متأخر بعد استخدام
كمادات الماء البارد أو الأدوية الخافضة للحرارة من شأنه أن يؤثر في القدرة على
تحديد درجة وخامة الحالة مما يحول دون البدء في استخدام التدابير العلاجية في الوقت
المناسب.

ثانياً: لابد من الاستفسار عن الوسائل التي تم اتباعها

للعمل على خفض درجة حرارة الطفل وهو في طريقه إلى المستشفى لابد من العمل على
استخدام الوسائل الخافضة للحرارة فورا عند حدوث ضربة الحرارة أو أحد الأعراض
المرضية المرتبطة بها لأن من شأن ذلك أن يساعد على منع حدوث قصور إكلينيكي إلا أن
قياس درجة حرارة الطفل بعد بدء استخدام هذه الوسائل من شأنه أن يطمئن من يتولى
رعاية الطفل بطريقة مضللة لا تساعد على وضع تصور صحيح لما آلت إليه الحالة.

ثالثاً: وجود تاريخ مرضي دال على حدوث عُسر وظيفي عصبي مركزي وتكمن أهمية ذلك في أن
حدوث عسر وظيفي عصبي جنبا إلى جنب مع وجود عوامل بيئية من شأنها أن تساعد على حدوث
المرض الحراري لابد أن تؤدي بنا إلى وضع تشخيص مبدئي لما يطلق عليه ضربة الحرارة.

إلا أنه لابد من وضع الأسباب المرضية الأخرى التي قد تؤدي إلى تغير درجة الوعي
والتي قد تكون مصحوبة بارتفاع ملموس في درجة الحرارة في الحسبان والعمل على التفرقة
بينها وبين أعراض العسر الوظيفي العصبي الناتجة عن ضربة الحرارة.

رابعاً: لابد من الاستفسار عن تناول الطفل لأية أدوية أو وجود أسباب طبية أو توافر
عوامل بيئية غير مواتية أو ممارسة الطفل لأنشطة معينة لأنها جميعا قد تلعب دورا
بارزا من شأنه أن يهيئ الفرصة لظهور الأعراض المرضية السابقة.

الفحص الفيزيائي

أولاً: العلامات المرضية الدالة على حدوث إجهاد إعياء حراري: إحساس الطفل بالضعف أو
النوام، العطش، الدوار، انخفاض قدرة الطفل على ممارسة أي مجهود عضلي، الصداع،
الغثيان، القيء، آلام العضلات، شحوب الجلد، الاضطرابات البصرية، الإغماء، حدوث عسر
وظيفي عصبي مركزي بسيط، تقلص العضلات، انخفاض ضغط الدم، زيادة نبضات القلب، فرط
التنفس، عدم التناسق، ارتفاع درجة الحرارة لمعدلات أقل من 40 درجة مئوية مع استمرار
إفراز الجسم للعرق هذا إلى جانب توافر العوامل البيئية المساعدة أو مزاولة الطفل
للنشاط العضلي الزائد.

ثانياً: العوامل المرضية الدالة على حدوث ضربة الحرارة: ارتفاع درجة الحرارة لأكثر
من 5,40 درجة مئوية مع حدوث جفاف في الجلد وهي الصفة الغالبة أو وجود درجة ما من
الرطوبة في الجلد وذلك في الحالات التي تكون فيها الضربة الحرارية مصاحبة لمجهود
عضلي عنيف كما أن الجلد قد يتحول إلى اللون القرمزي بالإضافة إلى إصابة الطفل بحالة
من الضعف الشديد والغثيان والقيء وفقدان الشهية والصداع والدوار النوام والهيوجية
مع حدوث عسر وظيفي عصبي نتيجة تأثر الجهاز العصبي المركزي

وقد يصاحب ذلك حدوث تأثر مفاجئ في درجة الوعي مع زيادة نبضات القلب وانخفاض ضغط
الدم إلا أن ضغط الدم قد يكون طبيعياً في بعض الحالات كما أن ضغط النبض قد يتسع
بدرجة ملحوظة كما أنه قد تحدث زيادة في معدل التنفس واضطرابات في المشي وسَلَس
البول واختلاجات وفرفرة وآفات حبرية كما أن انقباض العضلات المصحوب باختلاف التوتر
العضلي من شأنه أن يعطي انطباعا كاذبا بوجود اختلاجات.

قياس درجة الحرارة

يعتبر قياس درجة الحرارة عن طريق المريء أفضل الوسائل كما أن قياس درجة الحرارة عن
طريق المستقيم من شأنه أن يعطى تقديرا مناسباً أقرب ما يكون من الصواب لدرجة
الحرارة الجوفية أما درجة الحرارة التي يتم قياسها عن طريق الأذن فإنها تمثل تقديرا
مناسبا لدرجة حرارة الجهاز العصبي المركزي أما قياس درجة الحرارة عن طريق الفم فلا
يمثل بديلا مناسبا إذا ما قورن بالوسائل الأخرى لأن درجة الحرارة التي يتم الحصول
عليها في هذه الحالة تتأثر بالتنفس عن طريق الفم.

الاستقصاءات المختبرية

تعمل الاختبارات المعملية على تأكيد التشخيص وتقييم مدى الإصابة أو استبعاد الحالات
المرضية الأخرى المصاحبة لها:

1ـ يمكن إيجاز أهم التغيرات المصاحبة للأعراض المرضية الناتجة من الإصابة بالضربة
الحرارية في انخفاض مستوى الصوديوم والكلوريد في المصل والبول تكون نسبة اليوريا في
الدم طبيعية أو مرتفعة قليلا.

2ـ الإجهاد العضلي من الممكن أن يكون مصحوبا إما بانخفاض نسبة الصوديوم في الدم
نتيجة فقد الملح أو ارتفاع مستوى الصوديوم في الدم نتيجة فقد كميات كبيرة من الماء
بالإضافة إلى انخفاض مستوى الكلوريد في الدم كما أن حالات الإجهاد الحراري قد تكون
مصحوبة بحدوث تركز في الدم ويمكن تمييز حالات الإجهاد الحراري عن الإصابة المعروفة
باسم الضربة الحرارية بعدم حدوث شذوذات وظيفية كبدية ملموسة مُعْتدَّة في حالات
الإجهاد الحراري على العكس مما يحدث فى حالات الضربة الحرارية.

ثالثاً: التغيرات المعملية المصاحبة لحالات الضربة الحرارية:

1ـ التغيرات المرتبطة بكيمياء الدم تشمل ارتفاعا في مستوى كلوريد الصوديوم فى الدم
إلا أن هذا لا يمنع وجود مستويات طبيعية من كلوريد الصوديوم في الدم فى بعض الحالات
كما أن ذلك قد يكون مصحوبا بارتفاع مستوى اليوريا والكرياتينين فى الدم مع انخفاض
نسبة البوتاسيوم والماغنسيوم والكالسيوم والسكر إلا أن حمض اللاكتيك قد يرتفع.

2ـ تغيرات في صورة الدم الكاملة وتشمل زيادة في عدد كريات الدم الحمر وزيادة في
الصفيحات الدموية إلى جانب ما يطلق عليه اسم تركز الدم.

3ـ كما أن انحلال العضل المخطط من شأنه أن يزيد من مستوى إنزيم فوسفوكيناز
الكرياتينين كما أن غازات الدم الشرياني تظهر وجود قلاء تنفسي وانخفاض فى مستوى
البوتاسيوم وذلك خلال المراحل المبكرة للحالة أما الحماض اللاكتيكي الذي يتسبب فى
حدوث حماض استقلابي فإنه لا يحدث إلا فى المراحل المتأخرة.

4ـ تحليل البول قد يظهر وجود ارتفاع فى نسبة البروتينات أو زيادة فى كريات الدم
الحمر.

التدابير العلاجية

أولاً: التشخيص المبكر للحالة والتعجيل بخفض درجة الحرارة.

ثانياً: العلاج النوعي ويعتمد على طبيعة الأعراض المرضية كالتالي:

1ـ التقلصات العضلية الحرارية الراحة التامة واستخدام المحاليل التعويضية لتعويض
الجسم عن فقد الملح والماء.

2ـ الإغماء الحراري وذلك بالعمل على إعادة الطفل إلى الوضع الطبيعي وتوفير قدر كاف
من الراحة واستخدام المحاليل التعويضية اللازمة.

3ـ الإجهاد الحراري تختلف التدابير العلاجية التي يتم اللجوء إليها باختلاف الأعراض
الإكلينيكية المصاحبة للحالة إلا أن معظم الحالات يتم علاجها دون الحاجة إلى إدخال
الطفل إلى المستشفى حيث يتماثل الطفل عادة للشفاء بصورة سريعة ويتركز العلاج فى
الراحة التامة والإرواء الجيد مع العمل على خفض درجة الحرارة

وتجدر الإشارة إلى أن الحالات الأقل وخامة تستجيب للإرواء الفموي باستخدام المحاليل
التي تعطى عن طريق الفم أما الحالات الأكثر وخامة والتي تعاني من حدوث عسر وظيفي
عصبي أو عسر وظيفي معوي في صورة غثيان أو قيء أو عدم قدرة الطفل على تناول السوائل
عن طريق الفم فإنها تكون بحاجة إلى استخدام المحاليل التعويضية الوريدية إلا أنه
ينبغي العمل على عدم إحداث تغيير سريع في نسبة الصوديوم في الدم لأن ذلك قد يتسبب
في حدوث انخفاض في مستوى الصوديوم مما يحدث بعض الاختلاجات التي قد تستجيب للعلاج
باستخدام محلول الملح عالي التركيز 3 جرعات لا تزيد عادة على 5 مللي كيلو غرام.

4ـ الضربة الحرارية تعتمد التدابير العلاجية النوعية فى هذه الحالة على التدخل
الفوري واستخدام كافة الوسائل للعمل على خفض درجة حرارة الطفل بالإضافة إلى نزع
ملابسه وعدم السماح بتواجده داخل بيئة حارة وذلك عن طريق استخدام أجهزة تكييف
الهواء ـ وكذا استخدام وسيلة مواصلات مكشوفة عند نقل الطفل لاستكمال بقية العلاج

وتجدر الإشارة إلى أن قياس درجة الحرارة يتم إما عن طريق المريء أو عن طريق فتحة
الشرج وينبغى العمل على خفض درجة الحرارة بمعدلات تتعدى 2-1 درجة مئويةدقيقة على أن
تنخفض درجة الحرارة إلى ما بين 38 و5,39 درجة مئوية كحد أدنى ويمكن استخدام حمامات
الثلج أو حمام الماء البارد باستخدام ماء تتراوح درجة حرارته بين 16-15 درجة مئوية
وتكون فعالية حمام الماء البارد مماثلة لحمام الثلج بالإضافة إلى تجنب إصابة الطفل
بالضيق أو الرعشة أو حدوث ضيق فى الأوعية الدموية

كما يمكن تدليك جسم الطفل باستخدام الثلج المجروش أو وضع مكعبات الثلج على رقبة
الطفل أو الإبطين مع استخدام قطعة رقيقة من القماش المبتل بوضعها فوق الأطراف كما
يمكن ترطيب الجلد باستخدام زجاجة مليئة بالماء على أن يتم رش الجلد بالماء حيث تعمل
قطرات الماء على ترطيب الجلد ويمكن استخدام المراوح لزيادة البَخْر الذي يلي مرحلة
خفض درجة الحرارة

كما أن عمل غسيل للمستقيم أو المعدة باستخدام الماء البارد من شأنه أن يساعد على
تحسين هذه الحالات كما أن المحاليل الوريدية التي يتم إعطاؤها باستخدام محاليل
تتراوح درجة حرارتها بين درجة حرارة الغرفة أو أقل من ذلك من شأنه أن يعمل على خفض
درجة الحرارة مما يساهم فى تحسين النظرة المستقبلية للحالة.

التدابير العلاجية غير النوعية فى حالات الضربة الحرارية وتشمل:

1ـ ضمان سالكية الشعب الهوائية

2ـ الحفاظ على تنفس منتظم

3ـ مراقبة الدورة الدموية للطفل

4ـ استخدام المحاليل التعويضية على الرغم من أن كمية السوائل داخل الجسم لا تتأثر
بشكل ملحوظ إلا أن إصابة الطفل بالصدمة الناتجة عن إعادة توزيع السوائل داخل الجسم
نتيجة توسع الأوعية الدموية قد يجعل من الضروري اللجوء إلى استخدام أساليب مؤثرة
لخفض درجة الحرارة بهدف إعادة توزيع كمية السوائل من الأطراف إلى الجوف فيتم اللجوء
إلى استخدام كمية كبيرة من السوائل مما قد يتسبب فى مخاطر عديدة ولعل من أهمها
الوذمة الرئوية أما الإرواء عن طريق الفم فيتم اللجوء إليه فقط في حالة اكتمال درجة
الوعي

5ـ توفير مضادات الاختلاج واتخاذ التدابير اللازمة لمواجهة أي ارتفاع في الضغط داخل
القحف كما قد يلزم استخدام المضادات الحيوية لعلاج العدوى التي قد تصيب الجهاز
العصبي المركزي

6ـ استخدام بعض الوسائل العلاجية المتنوعة

أـ استخدام الأنبوب الأنفي المعدي.

ب ـ استخدام الكلوربرومازين بهدف إحداث اتساع فى الأوعية الدموية الطرفية الجرعة
5-1 مليغرام لكل كيلو غرام عن طريق الحقن في الوريد أو العضل وقد يتسبب
الكلوربرومازين فى انخفاض ضغط الدم.

جـ ـ يمكن استخدام البنزوديازيبين بهدف تهدئة الطفل.

د ـ يمكن استخدام البلازما الطازجة لعلاج التخثر المنتثر داخل الأوعية الذي قد
يحدث.

هـ ـ ينبغي العمل على تحاشي استخدام الأدوية الخافضة للحرارة حتى يمكن لهذه الأدوية
أن تعمل على خفض درجة الحرارة كما يجب عدم استخدام الأدوية المضادة للكولين مثل
الأتروبين لأن هذه الأدوية تعمل على منع إفراز العرق.

الدكتور حاتم موسى أبو ضيف