التصنيفات
صحة ورعاية الطفل

طبيب الاسنان بين خوف الطفل وأهمية العلاج الصحي

الأسنان هي مرآة الطفل وجمال فمه كما يقال فتجد العناية بها من أكبر المشاكل
والمتاعب لدى الأسرة وذلك لأن الطفل يتعود على أكل الشيكولاته والحلويات منذ سن
الثانية تقريباً لدى بعض الأطفال ولعلاج حالات التسوس لابد من الذهاب لطبيب الأسنان
ذلك الشخص المتخصص في هذا المجال ولكن هل طبيب الأسنان دائماً صديق حميم لدى الطفل؟

يقول الدكتور محمد سمير القطان اخصائي الاسنان: يعتمد التقارب بين الطفل وطبيب
الأسنان على درجة النمو العمري والفكري والعاطفي للطفل فقد يستطيع الطبيب أن يتعامل
مع طفل عمره سنتان مثلا كما يتعامل مع طفل عمره عشر سنوات وكذلك يختلف الأمر إذا
كان لدى الطفل تجربة سيئة سابقة مع الطبيب.

فالمفروض على الطبيب أن يقدم للطفل عند أول زيارة تعريفاً كاملاً عن العيادة وعلى
الكادر الطبي الموجود بها ويقوم بشرح تجهيزات العيادة بأسلوب يفهمه الطفل، وأيضاً
الاطراء الموجه للطقل ضروري جدا في التعامل معه وذلك عبر ملابسه وطريقة تسريحة شعره
وأن يقوم الطبيب بسؤاله عن اسمه حتى يشعر الطفل بأنه في مكان مألوف بالنسبة له وليس
غريباً عليه ومن المفيد أيضاً تقديم هدية للطفل عند الانتهاء من العمل سواء كان
متعاوناً أم لا.

ويضيف الدكتور القطان بأنه من الواجب على الطبيب عدم الكذب على الطفل وهذه قاعدة
اساسية وجوهرية من أجل كسب ثقة الطفل فالجلسة الأولى يكتفي فيها بالتعارف بين الطفل
والعيادة فمثلا يمكن للطفل فحص أسنانه بنفسه بواسطة أجهزة التنظيف البسيطة، وحتى لا
يصبح الطبيب عقدة نفسية للطفل لابد من عمل هذه التهيئة النفسية ولو تطلب العمل أكثر
من جلسة.

وعن الوسائل الطبية التي يمكن استخدامها كمخدر دون الحاجة للإبرة أجاب الدكتور
القطان بأن استخدام المخدر الموضعي بشكل الجل أو بشكل بخاخ قبل التخدير وبخصوص
الأبرة فلابد من استخدامها في كل الاحوال وينصح هنا بألا يرى الطفل الأبرة بأن يقول
له الطبيب سأضع دواء منوماً للأسنان حتى تنظف أسنانك من السوسة بحيث أن الطفل يرتاح
نفسياً لما يحدث له من عمليات علاجية.

أما الدكتور محمد ياسر الرباط فله رأي آخر حيث يقول: هناك عاملان لتأسيس الصداقة
والتعاون بين طبيب الاسنان والطفل بحد ذاته فالعامل الأول هو الأهل حيث يقدمون
الطبيب للطفل بصورة ايجابية على أنه يعالج الأسنان لتصبح سليمة غير مؤلمة وعدم زرع
الخوف في نفسية الطفل من ناحية الإبرة والأدوات الأخرى الحادة. أما العامل الثاني
فهو الطبيب والذي يجب عليه عند الزيارة الأولى شرح أدواته للطفل بصورة بسيطة
ومألوفة لدى الطفل وتشبيه الأدوات بعناصر حياتية اعتيادية بالنسبة للطفل مثل (بخاخ
الهواء والماء على أنه ستيشوار للشعر والماص الجراحي على أنه بلاستيك لشفط المياه
والإبرة بأنها مياه حارة لتنظيف السن من التسوس وهكذا».

كما يجب في الزيارة الأولى تطبيق الفلورايد وأخد الصور الشعاعية ليشعر الطفل
بالأمان لأن هذه الوسائل غير مؤلمة وحتى نضمن عدم تسبب الزيارة لعقدة نفسية لدى
الطفل،

ويضيف الدكتور ياسر إذا كان الطفل فوق عمر الثلاث سنوات فيجب فصله عن والدية وذلك
ليشعر بذاته وكي لا يتدخل الأبوان في المعالجة وإعطاء الأوامر مما قد يشوش عقل
الطفل وأفكاره وفي هذه الحالة لا يستجيب لأوامر الطبيب.

وللأسف بعض الآباء يغفل موضوع الهدية للطفل بعد الانتهاء من زيارة العيادة وهذا خطأ
حيث أن تقديم الهدية فيه حافز للطفل المراجعة مرة ثانية للعيادة ويجعله حريص على
زيارة الطبيب من أجل الحصول على الهدية.

وعن ضرورة وجود الأخصائي لأسنان الطفال ودوره دون سواه من الأطباء الآخرين قال:
برأيي طبيب الاسنان العام قد يسبب عبئاً كبيراً على الطفل لأن الطفل يحتاج إلى
الاختصاصي لمعالجته وتكييفه بشكل ايجابي