التصنيفات
الباطنية

طرق تشخيص وفحوصات أمراض المرارة

فحص الموجات فوق الصوتية

تعد الموجات فوق الصوتية هي الطريقة المعتادة لتشخيص حصوات المرارة. وفي معظم الحالات، يذهب المريض إلى الطبيب الخاص به على خلفية شعوره بألم، أو عدم ارتياح متكرر في الجزء العلوي الأيمن من البطن؛ ما يدفع الطبيب إلى طلب فحص الموجات فوق الصوتية.

وتعد الموجات فوق الصوتية طريقة سريعة وخالية من المخاطر لفحص حصوات المرارة؛ فمن الممكن أن توضح عدد حصوات المرارة وحجمها، وموقعها داخل المرارة. ويعد إجراء فحص الموجات فوق الصوتية بشكل دوري لمرارتك طريقة مفيدة في تتبع مدى التقدم في انكماش أو تفتت أية حصوات مرارية.

يوضح لك فحص الموجات فوق الصوتية إذا ما كانت مرارتك ملتهبة، وإذا ما تغلظت جدران المرارة، وإذا ما كانت هناك أية مشكلات أخرى كالزوائد أو ورم في المرارة

ويمكن أيضا أن يمنحك فحص الموجات فوق الصوتية فكرة عن قطر قناتك الصفراوية المشتركة. ومن الجيد أن تعرف مدى اتساع قناتك الصفراوية المشتركة بالنسبة إلى الحصوات في مرارتك، فحينها، ستعرف إذا ما كنت تواجه خطر أن تعلق حصوة ما في القناة، وهي في طريقها إلى أمعائك الدقيقة، ولا تستخدم الأشعة السينية في فحص حصوات المرارة؛ حيث لا يرى من حصوات المرارة خلال الأشعة السينية سوى 10% فقط تقريبا، ومع ذلك، فهذا الاختبار سيظل يجرى أحيانا إذا ما شك طبيبك في وجود عوامل معقدة أخرى

تصوير البنكرياس بالتنظير الباطني بالطريق الراجع

هذا الاختبار يستخدم إذا ما كان هناك شك في وجود حصوة في قناتك المرارية، أو لإزالة حصوة قد تكون عالقة فيها، ويتم تمرير أنبوب مرن يسمى منظارا إلى فمك وأسفل المعدة، وصولا إلى الأمعاء الدقيقة، ويتم حقن صبغة في القناة الصفراوية المشتركة، ثم يتم التصوير بالأشعة السينية؛ لمعرفة إذا ما كانت هناك أية انسدادات في القناة المرارية، وإذا وجدت حصوة؛ فإنه يمكن إزالتها خلال هذا الإجراء، وهناك بعض المخاطر المرتبطة بهذا الإجراء، ويكون أسوأها التهاب البنكرياس؛ وقد يعاني بعض الأشخاص حساسية تجاه الصبغة المستخدمة في هذا الإجراء

فحص حمض الإيمينودياسيتيك الكبدي الصفراوي

فحص حمض الإيمينودياسيتيك الكبدي الصفراوي هو طريقة لفحص مدى كفاءة عمل مرارتك؛ فهو يصور كبدك، ومرارتك، وقنواتك المرارية، وأمعاءك الدقيقة، ويستخدم هذا الاختبار كمية صغيرة وغير مؤذية من الإشعاع؛ حيث تستخدم مادة كيميائية مشعة، أو راسم مشع؛ لإظهار تدفق العصارة الصفراوية من الكبد خلال القنوات المرارية، ثم المرارة، ثم الأمعاء الدقيقة.

وربما يطلب طبيبك إجراء فحص حمض الإيمينودياسيتيك الكبدي الصفراوي لفحص المشكلات التالية:

– حصوات المرارة

– اعتلال المرارة

– التهاب المرارة ( التهاب الحويصلة الصفراوية)

– انسداد القنوات المرارية

– تسرب العصارة الصفراوية

– عيوب منذ الميلاد في القنوات المرارية

ويمكن أن يكشف فحص حمض الإيمينودياسيتيك الكبدي الصفراوي خلل حركة العصارة الصفراوية، التي تشير إلى اضطراب حركة النظام الصفراوي، وذلك يعني في الأساس مرارة ضعيفة الأداء، وعادة ما ينذر خلل حركة العصارة الصفراوية بتكون الحصوات.

ويقيس هذا الاختبار أيضا معدل خروج العصارة الصفراوية من مرارتك؛ ومن ثم، يفحص مدى قدرتها على التقلص، وهذا يعرف بالكسر القذفي للمرارة.

وتتراوح نسبة الكسر القذفي الطبيعي ما بين 35 و75%، وذلك يعني أنه عندما تتقلص مرارتك في أثناء تناول الوجبات؛ فإنه من المفترض أن تفرز نسبة تتراوح ما بين 35 و75% من عصارتها الصفراوية في أمعائك الدقيقة، وإذا أفرزت نسبة أقل من ذلك كثيرا؛ فهذا يعني أنه لن تدخل أمعاءك عصارة صفراوية كافية خلال كل وجبة من أجل عملية هضم جيدة، والمزيد من العصارة الصفراوية سيظل داخل مرارتك؛ ومن ثم، سيحفز تكون الحصوات ونموها.

يعتبر الكسر القذفي الطبيعي أكبر من 40%.

إذا كانت نسبتك أقل من 35%، وكنت تشعر بألم شديد باستمرار؛ فمن المحتمل أن ينصحك طبيبك باستئصال المرارة.

كيف يتم إجراء هذا الاختبار؟

سيطلب منك ألا تتناول أي شيء قبل الاختبار بساعتين على الأقل.

سيتم حقن راسم مشع في أحد أوردة ذراعك، حيث ينتقل الراسم إلى كبدك، ويمتص بواسطة خلايا الكبد التي تفرز العصارة الصفراوية، وينتقل الراسم مع العصارة المصنوعة في كبدك إلى مرارتك، ثم عبر قنواتك المرارية إلى أمعائك الدقيقة.

وفي أثناء حدوث ذلك، سيلتقط ماسح ضوئي صورا لبطنك، ويظهر تدفق العصارة كلما تحرك عبر جسدك، ويحقن أيضا هرمون الكوليسيستوكينين في وريدك، لكي يحفز تقلصات المرارة.

يستغرق الاختبار نحو ساعة.

ويستغرق الراسم المشع المحقون في ذراعك من يوم إلى يومين حتى يغادر جسمك بالكامل. ولهذا، ستنصح بشرب الكثير من الماء؛ لإخراجه من جسمك بشكل أسرع، ويجب أن تغسل المرحاض مرتين بعد استخدامه، وأن تغسل يديك جيدا بعد ذلك، ويفضل أيضا أن تقلل من الاتصال المباشر مع الأطفال.

لا ينصح بإجراء فحص حمض الإيمينودياسيتيك الكبدي الصفراوي للسيدات الحوامل والمرضعات.

ولن يمنحك فحص حمض الإيمينودياسيتيك الكبدي الصفراوي قراءة الكسر القذفي لمرارتك فحسب؛ بل أيضا سيوضح لك مدى سرعة الراسم المشع الذي يتحرك عبر نظام كبدك.

وإذا كان الراسم يتحرك ببطء شديد؛ فذلك يشير إلى وجود انسداد، أو إعاقة في إحدى القنوات المرارية، أو مشكلة في الكبد. وإذا لم ير الراسم المشع في مرارتك؛ فهذا عادة ما يشير إلى التهاب المرارة ( التهاب الحويصلة الصفراوية)، وإذا وجد الراسم في أماكن لا ينبغي أن يوجد بها؛ فهذا عادة ما يشير إلى ارتشاح القنوات المرارية.

ما الذي يجب أن تفعله إذا كان الكسر القذفي لمرارتك منخفضا؟

عادة ما ينصح الأشخاص الذين يعانون انخفاض الكسر القذفي للمرارة، وأعراض اعتلال المرارة بإجراء عملية استئصال لمراراتهم، وربما يخبرك طبيبك قائلا: “حسنا، مرارتك لا يبدو أنها تتقلص كما ينبغي، وأنت تشعر بالألم؛ لذلك عليك الخضوع لعملية استئصال لها”، وهذه ليست دائما ما تكون النصيحة المثلى.

دعنا نناقش سيناريوهين محتملين:

1 – إذا كانت هناك حصوات في مرارتك، وعانيت الألم الشديد لبعض الوقت، وتعرضت لأكثر من نوبة مرارة حادة؛ ربما يكون من الضروري أن تستأصل مرارتك.

2 – إذا لم تكن هناك حصوات في مرارتك، ولكنك تشعر بألم، أو عدم ارتياح، وتعاني كسرا قذفيا منخفضا؛ فمن الأفضل بالتأكيد أن تحاول أن تحتفظ بمرارتك.

وأنت تحتاج إلى أن تعالج عملية الهضم لديك، ويجب أن يحسن ذلك من قدرة مرارتك على التقلص، وذلك سيقلل أيضا من التهابات مرارتك التي تسبب الألم وعدم الارتياح، وتعد الحساسية الغذائية، أو عدم تحمل الطعام، سببا شائعا جدا لاختلال وظائف المرارة.

تحاليل الدم

لا يمكن أن يوصل تحليل الدم إلى تشخيص حالة المرارة؛ لكنه يمكن أن يمنحنا فكرة عن مدى خطورة مشكلة المرارة، وإذا ما كان هناك التهاب، أو مشكلات أخرى.

يجب إجراء تحاليل الدم التالية:

تعداد الدم الكامل

الهدف من هذا التحليل هو فحص عدد كريات الدم البيضاء في مجرى دمك.

وعادة ما يشير ارتفاع عدد خلايا الدم البيضاء إلى وجود التهاب، وفي هذه الحالة، ربما يرتفع عدد الخلايا البيضاء التي تسمى الخلايا المتعادلة، ويشار إلى هذا بكثرة العدلات، أحيانا يمكن أن ترتفع خلايا الدم البيضاء التي تسمى بالكريات البيضاء؛ إذا كان هناك التهاب في المرارة ( التهاب الحويصلة الصفراوية)، ويسمى هذا زيادة عدد الكريات البيضاء.

معدل الترسيب وبروتين سي التفاعلي

ويعد هذان التحليلان مؤشرين على وجود التهاب في جسدك، وعادة ما ترتفع تلك العلامات خلال العدوى المرضية أو الالتهاب الحاد

تحليل وظائف الكبد

هذا التحليل يفحص مستويات الإنزيمات في كبدك، ويمكن أن يوضح إذا ما كان هناك التهاب أو تلف في خلايا كبدك، كما يستطيع أيضا أن يوضح ما إذا كان تدفق العصارة الصفراوية عبر كبدك قد تعرض لإعاقة ( الركود الصفراوي).

وعادة ما يرتفع إنزيم الكبد المسمى الفوسفاتيز القاعدي في حالة الركود الصفراوي. وهذا لأن هذا الإنزيم يوجد في الخلايا التي تبطن القنوات المرارية داخل الكبد. غير أنه يوجد أيضا في العظام، والمشيمة، وعادة ما ترتفع مستوياته إلى ضعف أو ضعفي المستوى الطبيعي في الأشهر الثلاثة الأخيرة من الحمل.

ويفحص تحليل وظائف الكبد أيضا مستوى البيليروبين في دمك، وخلال نوبة المرارة، يصاب بعض الأشخاص باليرقان الركودي؛ ما يعني أن بياض أعينهم يتحول إلى صفار.

وإذا ما أعيق تدفق العصارة الصفراوية بسبب حصوة أو التهاب؛ فالعصارة الصفراوية يمكن أن تتسرب إلى مجرى الدم، ومن ثم، في أثناء نوبة المرارة الحادة؛ ربما يحتوي دمك على مستوى عال من البيليروبين المقترن.

إنزيمات البنكرياس

وربما تجري تحليلا للدم لتفحص مستوى إنزيمات البنكرياس، وذلك لتفحص التهاب البنكرياس، حيث يمكن للأميلاز والليباز، وهما الإنزيمان الموجودان في البنكرياس، أن يتسربا إلى الدم في حالة التهاب البنكرياس.

والسبب الشائع لالتهاب البنكرياس هو التهاب المرارة، والتهاب البنكرياس من الممكن أن يكون مرضا يهدد الحياة؛ لذا من الحكمة أن تفحص البنكرياس إذا تعرضت لنوبة مرارة.

ماذا لو لم تكن المشكلة في مرارتك بعد كل ذلك؟

الحالات المرضية الأخرى التي تتشابه أعراضها مع أعراض اعتلال المرارة

إذا كنت تعاني أعراض اعتلال المرارة؛ فمن فضلك، اذهب إلى طبيبك الخاص من أجل الحصول على تشخيص دقيق، فربما تكون مصابا بحالة واحدة أو أكثر من الحالات المرضية التالية:

– القرحة الهضمية (قرحة في المعدة أو الأمعاء الدقيقة)

– متلازمة الأمعاء المتهيجة، وعادة ما تحدث نتيجة عدم تحمل الطعام.

– التهاب الكبد

– التهاب البنكرياس

– تراكم الدهون في الكبد مع احتقان الكبد

– سرطان البطن؛ مثل سرطان البنكرياس، أو سرطان الأمعاء، أو سرطان الكبد، أو سرطان المعدة، أو سرطان المرارة، أو القنوات المرارية.

– أمراض المناعة الذاتية؛ مثل التهاب الكبد المناعي الذاتي، أو التهاب القنوات الصفراوية المصلب، أو تشمع المرارة الأولي

– التهاب المعدة؛ ربما ينتج هذا الالتهاب عن عدوى بكتيرية من بكتيريا تعرف باسم هيلوكوباكتر بيلوري؛ وتلك البكتيريا تعيش في بطانة المعدة، وتثار إذا تناولت كمية زائدة من السكر أو الكربوهيدرات

– ارتداد الحمض من المعدة إلى المريء

– الحساسية الغذائية

– عدم تحمل الجلوتين

– الأكياس الكبدية الناجمة عن بطء تدفق العصارة الصفراوية (عادة ما تكون صغيرة الحجم)

– الضغط النفسي الشديد الذي يسبب تشنجا في العضلة الملساء في القناة الهضمية

– التفاعلات الدوائية الضارة التي تسببها الأدوية المضادة للالتهابات، التي يمكن أن تسبب اضطرابات في الكبد والمعدة