التصنيفات
رشاقة ورياضة | برامج حمية | نظام غذائي

طفل سليم صحياً وأولاد خارقون – التغذية ج31

إن التسعة أشهر التي أمضيناها في الرحم والأشهر التي سبقت الحمل هي الفترة الأكثر أهمية بالنسبة إلى حياتنا. والعلماء يكتشفون بشكل متزايد أن صحة الأم وتغذيتها خلال الحمل وقبله لهما تأثير عميق على صحة الرضيع، وان أنماط المرض في سن البلوغ يمكن إيجاد أثر لها في تغذية الطفل. إن التغذية المثلى تزيد من الإخصَاب، صحة الحمل واحتمالات الحصول على طفل سليم صحياً مع مقاومة منيعة ضد الأمراض.

الرعاية ما قبل الحمل

يمكن تحقيق أفضل الاحتمالات لنشوء أولاد سليمين صحياً عندما يقوم كلا الشريكين بالتحضير للحمل. خلال هذه الأشهر السابقة للحمل، في حال كان كل شريك يداوم على التغذية المثلى يقلل من كمية مضادات التغذية المأخوذة، ويبقى معافاً صحياً، فإن احتمالات حدوث حمل صحي تزيد.

يتم طبيعياً إجهاض حالة حمل واحدة من ثلاث حالات خلال الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل. ويقلل هذا الخطر عندما تتم تغذية كلا الشريكين بصورة مثالية ويكونان في صحة سليمة. هناك سبب شائع للاجهاض وهو نقص البروجسترون، الذي يعتبر ضرورياً للحفاظ على الحمل خلال الأسابيع الأولى. وقد يكون سبب ذلك هو سيطرة الإستروجين.

فيتامينات من أجل حمل سليم صحياً

إن التغذية المثلى قادرة جداً على تحسين احتمالات حدوث حمل صحي. حتى حالات النقص الضئيل خلال الحمل قد يكون لها آثار خطرة على صحة المولود، وأصبحت فكرة تسبب اختلالات التغذية لدى الأم بعيوب في الولادة غالباً، تفوز بتصديق أوسع. حتى الآن، فإن النقص الطفيف في الفيتامينات B1، B2 وB6، حامض الفوليك، الزنك، الحديد، الكالسيوم والمغنيزيوم قد ارتبط كله بحدوث حالات ولادة غير طبيعية. كذلك الحال عند حصول زيادة في المعادن السامة، وبالأخص الرصاص، والكالسيوم والنحاس منذ أن كان الفيتامين، حسب تعريفه، ضروري للمحافظة على نمو طبيعي. فإن وجود نقص بالغ في أي فيتامين سوف يسبب ولادة غير طبيعية، ويتوقف النمو الصحي بالطبع على دعم فوق عادي من كل هذه المغذيات، بما أن توفير احتياجات نمو الجنين إضافة إلى احتياجات الأم الحامل يفرض متطلبات إضافية عليها.

أكثر من 5% من الولادات يظهر لديهم بعض الخلل في النمو، حيث أن أغلب هذا الخلل يؤثر على الجهاز العصبي المركزي. وقد قدر وجود ارتباط شديد بين حالة انشقاق سلسلة الظهر (انفساخ العمود الفقري وانكشاف النخاع الشوكي)، حيث لا ينمو النخاع الشوكي بصورة سليمة، ونقص حامض الفوليك ومغذيات أخرى أيضاً على الأرجح في النظام الغذائي لدى الأم. هناك دراسة شملت 23 ألف امرأة وجدت أن اللواتي أضفن مكملات إلى نظام الحمية خلال الأسابيع الستة الأولى من الحمل شهدن انتشاراً أقل بنسبة 75% في خلل القناة العصبية من اللواتي لم يفعلن ذلك. ان تفشي هذه الحالة هو أكثر بكثير عند حصول الأمهات على حمية فقيرة غذائياً خلال الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل. وأظهرت دراسة أخرى أن الاستشارة الغذائية وحدها تخفض معدل حدوث انشقاق سلسلة الظهر لدى الأمهات الواقعات تحت الخطر، لكن إعطاء حامض فوليك إضافي، بمفرده أو ضمن فيتامين متعدد، يسبب حدوث عدد أقل بكثير من الأطفال المصابين بعيوب في القناة العصبية، منذ أن كانت كمية حامض الفوليك الموصى بها هي 400 ميكروغرام يومياً فإن متوسط الكمية هو ما بين 109 و203 ميكروغرام يومياً، مكمل من 300 ميكروغرام على الأقل يومياً يوصى به النساء اللواتي تسعين للحمل.

خلال الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل يتم تكوين كل أعضاء جسم الطفل بشكل كلي، لذلك تعتبر التغذية المثلى مهمة للغاية خلال تلك الفترة. مع ذلك فإن العديد من النساء يعانين من مرض وغثيان متواصل ويبدو أنهن لا يأكلن بشكل سليم صحياً. هناك حالة سميت خطأ «مرض الصباح»، تم قبولها كحالة طبيعية خلال الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل، وهي عائدة على الأرجح إلى الزيادة في هرمون يدعى HCG. إن النساء اللواتي يتبعن نظاماً غذائياً فقيراً هن بالأخص أكثر المعرضات للخطر. خلال الحمل تزيد الحاجة إلى الفيتامينات B6 وB12، حامض الفوليك، الحديد والزنك؛ والمضافات من هذه الفيتامينات والمعادن تمنع حتى أسوأ حالات مرض الحمل. غالباً ما يساعد في هذه الحالة تناول كميات قليلة ومتكررة من الفاكهة أو الكربوهيدرات المركبة كالمكسرات، البذور أو الحبوب الكاملة. مع ذلك، فإن أفضل طريقة هي ضمان تغذية مثلى قبل الحمل بفترة. في معهد التغذية المثلى تمت متابعة أربعة نساء اتبعن برامج مثلى قبل الحمل وخلاله – كان متوسط عدد الأيام التي سجل خلالها حدوث غثيان أو مرض يومان. مع أن الغثيان لدى بعض النساء يستمر خلال الحمل!

هناك مضاعفة مرضية أخرى شائعة خلال الحمل وهي تسمم الدم Eclamptic، وهي علة تعتري الحوامل في آخر أشهر الحمل ومن عوارضها ارتفاع ضغط الدم وزيادة الوزن، الذي هو عبارة عن ارتفاع ضغط الدم، الأوزيما (ورم وانتفاخ) وبروتين زائد في البول. هناك كثير من النظريات التي تتناول سبب حصول ذلك، لكن التغذية المثلى مرة أخرى تعتبر عاملاً حيوياً ومهماً، إحدى المريضات اللواتي قمت بمعالجتهن بعد أن أصابها تسمم دم Pre-eclamptic خلال أول حمل لها عملت على إضافة تحسينات على نظامها الغذائي وأضافت مكملات غذائية، فكان حملها الثاني بكامله صحياً.

بالنسبة إلى الأم، فإن التغذية المثلى قبل الحمل وخلاله تضمن حملاً أكثر صحة مع مضاعفات أقل، مما يسبب وجود طفل أفضل صحة ووزناً. يجب أن يتضمن برنامج المكمل 200 ميكروغرام من حامض الفوليك، 20 ميكروغرام من الفيتامين B12، 200 ملغ من الفيتامين B6، 15 ملغ من الزنك، 500 ملغ من الكالسيوم، 250 ملغ من المغنيزيوم و12 ملغ من الحديد. ولا يجب أخذ أكثر من 10000 وحدة دولية من الفيتامين A، كما ينبغي الحصول على تحليل المعدن في الشعر للتحقق من زيادات النحاس، الرصاص أو الكالسيوم.

إحباط ما بعد الولادة

ليس أمراً نادراً أن تعاني الأمهات من الإحباط مباشرة بعد الولادة. لا شك أن هنالك عنصر نفسي يجدر أخذه بعين الاعتبار. لقد أصبح لديك طفل الآن – إنها مسؤولية كبيرة – مع ذلك، فالعديد من الباحثين يعتقدون أن هذا الإحباط الذي يحدث ما بعد الولادة سببه تغييرات هرمونية وكيميائية يمكن إيقافها بفضل التغذية السليمة.

إحدى الاحتمالات هي زيادة النحاس. تميل معدلات النحاس إلى الارتفاع خلال الحمل، في حين أن معدلات الزنك تميل إلى الهبوط لأن الطفل يتطلب أكثر. لدى غالبية النساء يتدنى محتوى الزنك في حليب الصدر بسرعة بما أن الرضيع يستعمل الاحتياطي الموجود لدى الأم. مع الحاجة إلى 25 ملغ يومياً مقدرة من قبل منظمة الصحة العالمية، ومتوسط كمية من 7.5 ملغ يومياً، ورغم عدم وجود نصيحة طبية بزيادة الأطعمة الغنية بالزنك أو أخذ مكملات، إلا أن نقص الزنك لدى الأمهات بعد الولادة هو أمر شائع. بعد الاعراض مأثورة، ويمكن إصلاحها بفضل تكملة الزنك والفيتامين B6. ووفقاً للدكتور كارل بفيفر الذي ساعد على تأكيد أهمية الزنك بالنسبة إلى وظيفة الدماغ، «لم نرى أبداً وجود إحباط ما بعد الولادة أو اختلال عقلي لدى أي من مريضاتنا اللواتي تمت معالجتهن بالزنك وB6».

أهمية الإرضاع من الثدي

رغم أن الإرضاع من الثدي لا يضمن التغذية المثلى للطفل، إلا أنه يوجد بعض التأكيد على أن الإرضاع هو أفضل، وخاصة عندما تكون الأم قد تغذت بصورة مثلى. إن توازن المغذيات في حليب الثدي لدى امرأة تغذت بشكل نموذجي هو أفضل بكثير من التوازن الموجود في وصفات الحليب. أحد العوامل الرئيسية هو ارتفاع معدلات الأحماض الدهنية الأساسية الضرورية للنمو العقلي. في الواقع، إن الاكتشاف القاضي بأن الأطفال المرضعون من الثدي قد حققوا لاحقاً أداء عقلياً أفضل مما حققه الأطفال المرضعون من الزجاجة، قاد إلى إدراك أهمية إعطاء الأطفال معدلات عالية من الأحماض الدهنية الأساسية.

وهناك مضرة كبيرة أخرى تكمن في الإرضاع من الزجاجة، وهي الحليب نفسه. إن استهلاك حليب البقر ليس أمراً مستحباً أبداً للأطفال قبل أن يبلغوا على الأقل 6 أشهر. وذلك لأن جهازي الهضم والمناعة لديهم هما غير مكتملي النمو كما ينبغي من أجل التعامل مع هذا البروتين المركب – والنتيجة التي غالباً ما تحدث هي الحساسية. إن الاكتشاف الحديث بأن حلول السكري لدى الأطفال ينشأ عن جهاز المناعة الذي أصبح حساساً ازاء بروتين موجود في حليب البقر ومن ثم التفاعل المتعارض مع بروتين مماثل إجمالاً في البنكرياس مما يسبب إتلاف نسيج البنكرياس، إن هذا الاكتشاف قاد العديد من أطباء الأطفال ليس فقط إلى التحذير من إعطاء الطفل حليب البقر قبل الشهر السادس، بل أيضاً إرشاد الإمهات بضرورة الابتعاد عن البقر والحليب طالما أنهن يرضعن من الثدي. إذا ثبتت صحة هذا الاكتشاف، فإن القيام بتضحية بسيطة يمكنه إزالة حلول السكري لدى الأطفال.

الفطام – متى ولماذا؟

متى ما استطاع الرضيع النوم خلال الليل من دون طعام، أو متى ما كانت أسنانه تنمو، فإن هذه المؤشرات تعتبر جيدة لفطمه – عادة ما يكون ذلك في شهره السادس. وإعطاء الرضيع قطعة خيار أو جزر لمضغها يساعد أيضاً على تنشيط أسنان أخرى على الظهور. بما أن أطول فترة بين الوجبات يجب أن تكون بين العشاء والفطور، فإن إدخال بعض الأطعمة الجامدة في العشاء قد يساعد الطفل على النوم طيلة الليل.

إن الأطفال الذين يتمتعون بصحة جيدة، تماماً كما البالغين، يحتاجون إلى طعام طازج، غير مصنع، خالٍ من الإضافات، من السكر (من ضمنه السكر العادي، الغلوكوز، الدكستروز، المالتوز وسكر الفاكهة)، خالٍ من الملح وقليل بالدهون. بكلام آخر، ينبغي إعطاء الأطفال طعاماً قريباً مما يتوفر في الطبيعة. ومصير الطفل أن يأكل الطعام الذي تتناوله أنت (والذي يكون بالطبع صحياً تماماً إذا اتبعت التوصيات الموجودة في هذا الكتاب) ولذلك فهو يحتاج إلى أن يتعود على الأكل بهذه الطريقة منذ البداية تماماً. فيما يلي عدد من الاقتراحات حول كيفية الأكل بشكل صحي من دون استعمال الكثير من مأكولات الأطفال المعلبة. لنكن عادلين، إن أطعمة الأطفال المعلبة ما زالت في تحسن مستمر مع الوقت؛ فهي لم تعد تحتوي على إضافات اصطناعية، وبعضها خالٍ من السكر. مع ذلك، فإن فكرة احتياج الطفل إلى الألياف أو ضرورة تجنيبه تناول السكر في عشائه المكون من لحم بقر مشوي مهروس لم تتسرب بعد إلى كل صانعي مأكولات الأطفال. كما الحال بالنسبة إلى مأكولات البالغين، إذا كنت تنوي استعمال الطعام المحضر من حين إلى آخر عليك بقراءة الوصفة. فإذا كانت تتضمن حبوب قمح، يجب أن تكون من دقيق القمح الكامل وغير المكرر؛ ولا يجب أن يتضمن الطعام أي من إضافات السكر المدونة أعلاه، النشا المخفف، الدهون المطعمة بالهيدروجين، البروتين النباتي المعرض للتفاعل الكيميائي مع الماء، أو أي محتوى لا تفهمه.

الألياف للأطفال

بعض الأمهات لا تعطي الأطفال غذاءً غنياً بالألياف كونه «يجعلهم يعانون حقاً». إن القصد من ذلك هو غالباً أن الأمهات تحصل يومياً على ثلاثة حفاضات متسخة ولا تتعبن نفسهن بتغييرها في كل مرة. بصراحة أنا أفضل تغيير ثلاث حفاضات وسخة يومياً لسنة أو سنتين على رعاية شخص أكبر سناً يعاني من فظاعة سرطان الأمعاء. كما بالنسبة إلى البالغ، فإن أمعاء الطفل السليم صحياً يجب أن تفرغ مرتين إلى ثلاث مرات يومياً. غالبية المأكولات تخرج كالعدس أو قشر العنب الذي يمكن معرفته، نظراً لأن الطفل لا يستطيع مضغ الطعام كما ينبغي.

الوقاية من الحساسية

مع بدء الفطام، ينبغي إعطاء الطفل طعاماً سهل الهضم وغير مرجح بأن يسبب ردة فعل من الحساسية. وتعتبر الخضار المطبوخة، المهروسة والفاكهة بداية سليمة. إذا كان بالإمكان إعطاؤه فاكهة أو خضار نيئة، فليكن كذلك – أمثال الموز، الأفوكادو، والاجاص الناضج تماماً. كلما تأخرت في إدخال الطعام، كلما قل احتمال حدوث استجابة حساسية. إذن إذا توقعت استجابة حساسية من الطفل (في حال وجود ماضٍ من الحساسية لدى العائلة)، أو أردت فقط التأكد تماماً من أن طفلك لا يملك أية حساسية، تأخري في إدخال الأطعمة الباعثة للحساسية قدر الإمكان. في الأسفل توجد لائحة بالأطعمة ومجموعات المأكولات التي قد تسبب استجابة حساسية، وذلك بتسلسل تصاعدي. لذلك ابدأ بإعطاء الأطعمة الموجودة في قمة اللائحة نزولاً، بما أن كل واحد منها موضح كلياً.

●    خضار
●    فاكهة (باستثناء البرتقال)
●    المكسرات والبذور
●    حبوب القطاني والفاصوليا
●    الأرز
●    اللحم
●    الشوفان، الشعير والجاودار
●    البرتقال
●    القمح
●    منتجات الحليب
●    البيض

أدخلي صنفاً أو صنفين من هذه الأطعمة يومياً وضعي ملاحظة حول الأصناف التي أدخلتها والاستجابة المحتملة، التي قد تكون أي شيء، من الأكزيما المعتدلة إلى العنيفة، النعاس المفرط، سيلان الأنف، المغص، التهاب الأذن، العطش الزائد، النشاط المفرط الربو. إذا لاحظت وجود ردة فعل، أخرجي ذلك الطعام من القائمة واستمر في إدخال أطعمة جديدة متى ما همدت ردة الفعل وانخفضت حدتها. بإمكانك التحقق من صحة ملاحظتك مرة أخرى بعد بضعة أشهر: قد تختفي الاستجابة بما أن الجهاز الهضمي ينضج. إن الأطعمة الأربعة الأخيرة لا يجب إدخالها قبل أن يبلغ الطفل الشهر التاسع أو العاشر، وهذا ينطبق أيضاً على أي طعام معروف ان أحد الأهل يستجيب له أيضاً.

مهروسة طعام الطفل

إن الطفل المفطوم حديثاً ما زال يحصل على الكثير من التغذية من حليب الثدي، وقد تجد المرأة المرضعة حقاً أنها ترضع تماماً كما من قبل. وهذا صحيح فعلاً، في الواقع ينبغي تشجيع الأمهات على الإرضاع من الثدي كثيراً إلى أن يبلغ الطفل سنته الأولى. وعلى افتراض أنه يحصل على معظم البروتين، الدهون والكربوهيدرات من حليب الثدي، فإنه يفضل إطعامه الكثير من الخضار والفاكهة الغنية بالفيتامين والمعدن. يمكن ببساطة طبخ مزيج من الخضار أو الفاكهة (ولا داعي لإضافة السكر) وهرسه. وهنا بعض الخلطات الجيدة:

●    الجزر بمفرده
●    القرنبيط واللفت
●    جزر، سبانخ وقرنبيط
●    فول وقرنبيط أو جزر، وقليل جداً من الكرفس
●    قلقاس أو أرضي شوكي مع الجزر
●    كوسا مقشرة (القشرة قد تكون مرة) وشمرة
●    كراث وبطاطا
●    لفت وبطاطا

لكن عليك تجربة هذه الخلطات. من أجل توفير الوقت والمجهود، وعدم الإصابة بخيبة عندما يرفض طفلك المهروسة المحضرة بعناية، بإمكانك تجميد هذه الخلطات. وابدئي باستعمال صينية من مكعبات الثلج للكميات القليلة (بإمكانك أيضاً سحب حليب الثدي وتجميده في طبق مكعبات الثلج المعقم لمزجه مع المهروسة وجعلها تبدو شبيهة الطعم بما تعود عليه طفلك). وتدرجي إلى المرطبان الصغير وأباريق اللبن المغطاة.

بإمكانك إضافة مكونات أخرى إلى هذه المهروسة ببطء وتدرج. جربي العدس ذي الشق الأحمر، براعم الفاصوليا المطبوخة، الأرز الأسمر المطبوخ جيداً، فاصوليا ذات الشق الأسود وحبوب قطاني أخرى، الحليب، الجبن، اللبن أو حليب الصويا.

يمكن أن يتضمن الفطور خضار مهروسة أكثر – لا ينبغي أن يحصل الأطفال على حبوب فطور أو فاكهة محلاة، التي تشجع فقط على نمو أسنان محبة للطعم الحلو. بما أنك أدخلت كمية أكبر من الحبوب على الفطور، يمكنك طبخ دقيق الأرز الأسمر كما تطبخين السميد وإضافة فاكهة مهروسة لفطور يحبه الأطفال. هناك بديل أسهل وهو صب بعض الماء المغلي على ثلاث ملاعق صغيرة من جريش حب الشوفان الدقيق وتركه لبضعة دقائق حتى ينتفش. يمكن إضافة الفاكهة المهروسة، الموز المهروس، اللبن، أو الحليب المعصور أو حليب الأرز. كما يمكن تحضير حبوب الجاورس (نوع من الذرة) التي بالإمكان شراؤها من مخازن الأطعمة الصحية، بنفس الطريقة التي حضرتِ بها جريش الشوفان. بما أن الطفل ينمو ويكبر، يمكن اللجوء إلى عصيدة الشوفان بدلاً من جريش الشوفان، وتقطيع الموز بدل هرسه.

أولاد خارقون – تغذية الجيل القادم

إن ما تطعميه لطفلك يحدد إلى حد كبير صحته وعاداته الغذائية مدى الحياة. كأهل، فإن الوقت الذي نمضيه في تغذية أطفالنا كما ينبغي قد يكون أعظم إسهام يمكننا القيام به لمساعدتهم على النمو. في ثقافة الوجبات الحالية، حيث تنهال الإعلانات على الأطفال والبالغين عن المأكولات، علينا أن نكون صارمين لمساعدة الأطفال على تنمية عادات غذائية سليمة. لكن الأمر أسوأ من ذلك.

تطوير العادات السليمة

يكتسب طعم السكر عن طريق أكل المزيد من الأطعمة الحلوة. ويمكن أيضاً فقدانه، مع بعض المقاومة عادة، من خلال تخفيض معدل الحلو تدريجياً في الأطعمة والمشروبات. وهذا يعني استبدال المشروبات المحلاة بعصير الفاكهة، نصف المخفف بالماء. من بين عصائر الفاكهة يحتوي التفاح على أنواع السكر الأبطأ إحلالاً، في حين أن عصير العنب يحتوي على الأنواع الأسرع إحلالاً. لذا يفضل تناول عصير التفاح. قليل من الأولاد يشربون ما فيه الكفاية من الماء. بإمكانك تشجيع طفلك على شربه من خلال وضعه على الطاولة خلال أوقات الطعام، وعند الإحساس بالعطش قدمي له الماء في الكوب الأول والعصير المخفف بالنسبة إلى الكوب الثاني.

لا تقدمي للطفل الحلوى، الأطعمة المحلاة، الكولا ومشروبات أخرى محلاة كنوع من الضيافة. إذا فعلت ذلك، فإن هذه المشروبات تصبح مرتبطة بشيء جيد. وفي الحياة فيما بعد سيقوم الأطفال بإكرام أنفسهم واختيار هذه الضيافة في كل الأوقات. عوضاً عن ذلك قدمي لهم عصير البرتقال الطازج أو الأناناس، المخفف بالماء البارد. تعتبر المشروبات الغازية سيئة خاصة لأن غالبيتها يحتوي على الكافيين، وهو مخدر يبعث على الإدمان.

أنواع قليلة جداً من حبوب الفطور تعتبر خالية حقاً من السكر. إن صانعي المأكولات يساعدون الأطفال على تنمية أسنان معتادة على المذاق الحلو في سن مبكرة؛ غالبية الحبوب المصنعة تحتوي على أنواع سكر سريعة الإحلال وتشمل سكر إضافي. بدلاً من ذلك، قدمي لأطفالك خيارات من الشوفان، الكورن فليكس الخالي من السكر أو حبوب ذرة الجاورس، وشجعهم على تحلية الحبوب بالفاكهة كالموز، التفاح أو الإجاص المقطع، بعض الزعرور أو ربما بعض الزبيب.

إن أفضل الوجبات الخفيفة هي الفاكهة، لذلك ينبغي التأكد من أنك تملكين دائماً جبلاً من الفاكهة الطازجة الجذابة التي تشدهم لقضمها عندما يقومون باختيارها. أرسليهم إلى المدرسة مصحوبين بالفاكهة بدل إعطائهم المال لشراء الحلوى.

بالطبع، عندما يكبرون ويصبح لديهم محفظة نقود سوف يشترون الحلوى ويحصلون عليها خلال الحفلات. لكن إذا لم تكن الحلويات، المشروبات والأطعمة المحلاة جزءاً من غذائهم اليومي فإنهم في المستقبل لن يتوحموا عليها أو ينمو لديهم الإدمان.

هناك عادة أخرى سليمة ينبغي تنميتها لدى الأطفال وهي تناول الخضار مع كل وجبة طعام وتقديم شيء نيء. والحيلة هنا تكمن في إيجاد طرق في تحضير الخضار بحيث تبدو لذيذة الطعم. الكثير من الخضار يطبخ فوق الحد ويحمل طعماً لطيفاً. إن الجزر العضوي النيء، البازيلا، قطع الجزر الأبيض (تصنع بالطبخ على البخار مع صلصة صويا مخففة)، البطاطا المهروسة والمشوية هي حلوة جداً طبيعياً ويحبها الأطفال. إن تقديم شيء نيء مع كل وجبة طعام، حتى لو كان مجرد بضعة أوراق من الرشاد، الملفوف (الكرنب) الأحمر المبشور، الطماطم أو الجزر، تنمي لديهم مذاق مأكولات السلطة.

في حين أنه توجد أساليب عديدة لصنع حلويات صحية، لكن الطفل الذي ينهي طعامه دائماً بهذه الطريقة يكتسبها عادة مدى الحياة. بدلاً من ذلك، اقتصدي من تضييف الحلويات الصحية وقدمي له الكثير من الصنف الرئيسي الذي يحب طعمه. إذا استمر الطفل جائعاً فإنه يلجأ إلى تناول الفاكهة.

سكر ومطيبات وكل شيء لذيذ هذه هي مكونات أغذية الأطفال

الحساسيات تبدأ منذ الصغر

الأطفال هم شبيهون بطيور الكنار متى ما تعودوا على التحقق ما إذا كانت مناجم الفحم الحجري سالمة من الغازات السامة: إنهم حساسون جداً ويتأثرون على الفور بالمواد. هذه أول مرحلة من مراحل الاستجابة للاجهاد. من خلال الرعاية يمكنك التعرف على ما لا يناسب طفلك. إن العديد من الأطفال يستجيب بشكل معاكس لإضافات الطعام، السكر، منتجات اللبن، الفول السوداني، القمح، المنظفات، بعض غبار المنزل أو دخان عوادم السيارات. البعض يتفاعل مع البيض، البرتقال وحبوب غروية أخرى كالشوفان. إبحثي عن الأعراض التالية واحذري منها:

الوجه: دوائر حول العينين، عينان «سوداوية»، انتفاخ في الوجه، تنشق مستمر، زكام متكرر، إنتاج بلغم زائد، وجع أذن متواتر، التهاب اللوزتين.

البشرة: حكة، طفح جلدي، اكزيما، انتفاخ أو احتباس ماء.

الجهاز الهضمي: مغص، استفراغ، اسهال، وجع معدة، ريح.

الجهاز العقلي: نشاط فائض، تركيز خفيف، حالة انفعالية فوق الحد، أرق، تبلل الفراش.

الجهاز التنفسي: سعال، تقرح الحلق بتكرار، ورم وانتفاخ اللسان أو الحلق، ربو أو ضيق نفس، التهابات تنفسية.

إن كل هذه الدلالات هي معروفة عن الحساسية. أما الأخبار الجيدة فهي أن الأطفال يستجيبون بسرعة متى ما أزيلت المواد الضارة. حاولي عزل الأطعمة المشكوك فيها أو بواعث الحساسية البيئية مدة عشرة أيام وراقبي التحسن لدى الطفل. إذا كانت استجابات الحساسية عنيفة يفضل إجراء ما هو معروف ببحث الإزالة/الاعتراض تحت إشراف أخصائي صحة مؤهل. تأكدي أيضاً من أن النظام الغذائي للطفل لم يصبح مقيداً جداً.

إن التغذية المثلى، مع الاستعمال الحكيم للمكملات، يمكنها بشدة تخفيض الطاقة إزاء الحساسيات بشرط إبعاد المواد المسيئة. غالباً ما يستطيع الطفل بعد شهرين تحمل طعام الذي سبق أن أساء إليه، ربما من خلال تناوله فقط كل أربعة أيام لحماية الجسم من «تذكر» الطعام والتعلم على الاستجابة مرة أخرى بصورة حساسة.

الطعام للفكر

لا يوجد أدنى شك بأن التغذية المثلى تحسن قدرة الطفل على التعلم وأداء واجباته المدرسية. لقد أظهرت كل الدراسات المخططة كما ينبغي أن الأداء العقلي يزيد عندما يعطى الأطفال مكملات تشمل فيتامين ومعدن متعدد. تعتبر الأحماض الدهنية الأساسية أيضاً حيوية للنمو العقلي والفكري. وقد أظهر بحث قام به البروفسور كراوفورد وزملائه، ان معدلات الحمض الدهني الأساسي لدى الأطفال حديثي الولادة ترتبط بأدائهم العقلي كأطفال. إن الدهون الأساسية لا تصنع فقط Prostaglandims، وهي مواد شبيهة بالهرمون تؤثر في وظيفة الدماغ، لكنها أيضاً حيوية لأغشية الخلايا العصبية. عقب النتائج الناجحة للاختبارات التي تم خلالها إعطاء الأطفال المصابين بعسر القراءة واختلال نقص الانتباه دهون أساسية، برزت نظرية تقول بأن الأطفال الميالين إلى هذه المشاكل قد تكون الأغشية لديهم أغشية مصابة ببعض الخلل بسبب اختلاط بين الوراثة ونقص الحمض الدهني الأساسي.

لا بأس من إعطاء الأطفال الكثير من مصادر الطعام الغنية بالدهون الأساسية، كالبذور، المكسرات وزيوتها. وأفضلها هو السمسم، دوار الشمس، بذور القرع والكتان، اللوز، الجوز وجوز البكان (شجرة جوز أميركية). (أما الفستق السوداني وزيت الزيتون فلا يعتبران مصادر للدهون الأساسية). لسوء الحظ، فإن العديد من البالغين المدركين لوزنهم يتركون هذه الأطعمة خارج مخطط الوجبة على حساب أطفالهم. أفضل طريقة لزيادة الكمية المأخوذة من الدهون الأساسية من قبل الطفل هي وضع بذور مطحونة في الحبوب والحساء، استعمال زيت مضغوط أو مزيج من الزيت بدل الزبدة في الخضار والبطاطا المشوية، وتشجيعهم على تناول وجبات خفيفة من المكسرات وبذور دوار الشمس. كما يمكن أيضاً إضافة البذور إلى قوالب الحلوى، الخبز والبسكويت المصنوع في المنزل، لكن بالمجمل يفضل أكلها نيئة بما أن حرارة الطبخ تضر بالدهون الأساسية.

الأطفال المصابون بمشاكل

يتم تشخيص أطفال أكثر فأكثر يعانون من عسر قراءة، خلل نقص الانتباه أو نشاط فائض وتقصير. لدى بعض الأطفال تعتبر المشاكل معتدلة، لكن غالبية المدارس فيها بعض الأطفال الذين يعانون من مشاكل أعظم تحدث اختلالاً في البيئة التعليمية للآخرين. في أغلب الأحيان فإن الأطفال قيد البحث مصابون بواحد أو أكثر من اختلالات التغذية التالية:

●    خلل بالسكر

●    نقص في الفيتامينات أو المعادن، غالباً الزنك  B6 أو نياسين

●    نقص في الأحماض الدهنية الأساسية

●    حساسيات

متى ما تم تحديد هذه العوامل وإصلاحها، فإن معظم الأطفال يصبحون قادرين على التصرف. لكن في حال عدم إصلاح هذه العوامل، فإن الطفل فائض النشاط ذي السنوات الست قد ينمو ويكبر ليصبح منحرفاً في سن السادسة عشر. الفتاة التي تظهر كتابتها في الصفحة المقابلة وضعت في العناية منذ سن العاشرة، ولها ماضٍ من العدوانية، السطو، الإحباط العنيف والإيذاء الشديد. في غضون ثلاثة أسابيع من إتباع نظام غذائي قليل بالسكر مع مضافات استطاعت هذه الفتاة تخليص نفسها من العقاقير، التخلص من الإحباط الذي لم تعد تعاني منه بعد ذلك، التمتع بنشاط متزايد، قائلة بأنها لم تشعر بهذا الاسترخاء أبداً من قبل.

للأسف فإن العديد من الأطفال الفائضي النشاط لا تتم معالجتهم عن طريق التغذية إنما يتم إعطاؤهم عقاقير مثل الريتالين Ritolin. في دراسة حول نتائج العلاج، وجد د. برنارد ريملاند من كاليفورنيا أن طفلاً من اثنين يصبح حاله أسوأ مع الريتالين، في حين أن 18 طفل من بين كل 19 معالجون عن طريق التغذية أصبحوا أفضل حالاً.

المكملات للأطفال

متى ما تخلى الطفل عن الرضاعة وتناول الطعام يكون الوقت قد حان لتكملة نظامه الغذائي. إن أفضل طريقة للقيام بذلك هي إيجاد وصفة من فيتامين متعدد ومعدن قابلة للمضغ تكون مخصصة للأطفال. ينبغي التأكد من أنها غير محلاة بالسكر، باستعمال خلاصات الفاكهة أو كمية قليلة من السكر لتمويه مذاق الفيتامين. يحتاج الأطفال إلى كل المغذيات كما البالغون، وبالأخص الفيتامين A لتأسيس أغشية متينة قادرة على مقاومة الالتهاب؛ فيتامين D للمساعدة على امتصاص الكالسيوم؛ فيتامينات B وC لنمو الدماغ؛ الزنك للمساعدة على النمو؛ بالإضافة إلى الكروم، السلينيوم، كلها بكميات معتدلة، وخاصة الزنك. إن هذا المعدن يمكن إعطاؤه على شكل قطرات، أو مكمل، إلى جانب الكالسيوم، المغنيزيوم والدهون الأساسية، من خلال إضافة بذور مطحونة إلى غذاء الطفل.

إن البيانات الاستدلالية حول المتطلبات المثلى للأطفال ما زالت قليلة، لذلك فإذا أفلحت في تحقيق 20% من هذه المقادير لطفلك فإن ذلك يكون كافٍ على الأرجح. إن بضعة مكملات توفر الكفاية من الكالسيوم والمغنيزيوم. وهذه المعادن تتوفر بكثرة في البذور (يفضل طحنها للأطفال الصغار)، التي تعد أيضاً مصدراً للأحماض الدهنية الأساسية.

بالنسبة إلى الأطفال الصغار جداً، وبما أن المضغ هو أمر صعب أو خطير، يفضل هرس الفيتامينات القابلة للمضغ ورشها فوق الطعام. من المفترض أن الأطفال سوف يحبون الطعم (وهناك بعض الفيتامينات المتعددة اللذيذة المذاق)، إن ذلك سوف يعمل على تأسيس الطفل حتى بلوغه سن الثانية عشر، حيث يحين الوقت للتحول إلى مضافات البالغين التي تستوجب الابتلاع.