التصنيفات
انف اذن و حنجرة

طنين الأذن: علاجات بديلة

بعد أن يستبعد الطبيب التقليدي احتمال وجود سبب خفي للمشكلة، كتأثير جانبي لأحد الأدوية أو ورم في الدماغ، لا يتبقى له شيء تقريبا ليقدمه للمريض بطنين الأذن.

وهذا يعني أنه ما من شيء يستطيع أن يسكت الصوت الباطني، الطنين (أو الصفير أو الزقزقة أو التكتكة أو الأزيز) الذي يملأ الأذنين، ويتراوح بين الخفيف والمرتفع، المتقطع والمتواصل، المزعج بعض الشيء والمثير للجنون لدرجة أن البعض يختارون الانتحار لكونه السبيل الوحيد للراحة.

“يقول الطبيب التقليدي عادة: “لا أستطيع فعل شيء لحل هذه المشكلة”، فيخرج المريض عادة وهو محبط للغاية وغير راض على الإطلاق”، على حد قول مايكل د. سايدمان، دكتور في الطب، طبيب أذن، أنف وحنجرة ومدير طبي لمركز طنين الأذن في Henry Ford Health System في وست بلومفيلد، ميشيغان.

ولكن د. سايدمان هو أيضا مساعد رئيس لمبادرة الطب التكميلي والبديل في مركز Henry Ford Health System. وعوضا عن إعادة زبائنه من مرضى طنين الأذن خائبين، فهو يصف لهم وسائل بديلة تساعد على تخفيف الصوت. ولا خوف من استعمال المكملات التالية على المدى البعيد، ولكن في حال زوال الطنين، قد يكون بالإمكان الاستغناء عنها.

دليل العناية الطبية

إن كنت تعاني من طنين في الأذنين، عليك أن تخضع لمعاينة أخصائي طبي لاستبعاد احتمال وجود ورم في الدماغ، وهو سبب المشكلة لدى أقل من واحد بالمئة من الحالات.

عليك أن تزور أيضا طبيب أذن، يخضعك لفحص للسمع ليحدد ما إذا كانت المشكلة ناتجة عن تلف في قوقعة الأذن أو الأذن الباطنية، وهو تلف ينجم أحيانا عن عقاقير موصوفة أو غير موصوفة، أو عن خطأ سمعي في الدماغ نفسه.

ومن شأن طبيب الأذن أن يتعاون أيضا مع طبيبك لوصف جهاز تغطية، وهو عبارة عن سماعات تصدر صوتا خلفيا يغطي على الطنين ويريح المريض.

الفيتامينات ب: لتعويض النقص

“من شأن قصور هذه الفيتامينات أن يسبب طنينا في الأذن، وتكميل الغذاء بها قد يحسن الأعراض”، برأي د. سايدمان. لذا فهو يوصي بتناول مكمل قوي المفعول من المركب ب يؤمن 50 ملغ من معظم الفيتامينات ب.

وإضافة إلى عديد الفيتامينات، يوصي د. سايدمان بتكميل الغذاء بنسب أعلى من الفيتامينات ب الأساسية: الثيامين والنياسين وب12.

“يجد بعض المرضى بأن مكملات الثيامين تهدئ طنين الأذن”، استنادا إلى د. سايدمان. وربما كان المكمل يعمل عبر “تثبيت الجهاز العصبي، خاصة أعصاب الأذن الداخلية”، كما يقول. وهو يوصي بتناول 100 إلى 500 ملغ في اليوم، تؤخذ بموافقة الطبيب وإشرافه.

وربما ساعد النياسين على تحسين الدورة الدموية في الأذن الباطنية أو قوقعة الأذن. واستنادا إلى د. سايدمان فإن “كثيرا من المرضى الذين استعملوا النياسين تحسنوا بشكل ملحوظ”. لذا فهو يوصي بأخذ 50 ملغ مرتين في اليوم. وإن لم يلحظ المريض تحسنا بعد أسبوعين، عليه أن يزيد الجرعة بمقدار 50 ملغ كل أسبوعين إلى أن يبلغ مقدار 500 ملغ مرتين في اليوم.

أما نقص الفيتامين ب12 الذي يعاني منه 5 إلى 10 بالمئة من الأشخاص الذين تجاوزوا الخامسة والستين من عمرهم، فهو من الأسباب الشائعة لطنين الأذن في هذه السن، بحسب د. سايدمان.

وهو يؤكد قائلا: “كثير من مرضاي الذين تجاوزوا الخامسة والستين ويكملون غذاءهم بهذا الفيتامين لاحظوا تحسنا كبيرا في الأعراض”. ويوصي بأخذ 1000 مكغ يوميا في الأشهر الستة الأولى، ومن ثم خفض الجرعة إلى 100 مكغ في اليوم.

الزنك: يوقف الحالة في بدايتها

يعاني بعض مرضى طنين الأذن من نقص في معدن الزنك. وبالنسبة إليهم فإن أخذ مزيج من الزنك والنياسين يشفي الطنين أحيانا، خاصة إن كانت الأعراض في بدايتها، كما يشير د. سايدمان.

ويؤكد قائلا: “الشفاء التام ممكن إن كانت الأعراض قد بدأت بالظهور مؤخرا. أما إن كانت قديمة، فمن الممكن تخفيف الطنين في كثير من الحالات”. وهو يوصي بأن يضيف المريض إلى علاج النياسين 25 ملغ من غلوكونات الزنك مرتين في اليوم.

الماغنيزيوم: لتخفيف الأعراض

تتقلص أعراض طنين الأذن لدى كثير من المرضى عند تكميل غذائهم بمعدن الماغنيزيوم، استنادا إلى د. سايدمان. لذا فهو يوصي بأخذ 400 ملغ يوميا.

الجنكة: تخفف الضجيج

من شأن عشبة الجنكة، التي تشتهر بتحسين الذاكرة لأنها تحسن جريان الدم في الدماغ، أن تساعد على تخفيف طنين الأذن عبر تحسين جريان الدم في الأذن الباطنية، كما يعتقد د. سايدمان.

ابحث عن خلاصة الجنكة التي تحتوي على 24 بالمئة من الجينكوفلافوغليكوسيد. وتناول حسب وصيته 120 إلى 240 ملغ مرتين في اليوم، صباحا ومساء.

الغذاء: تجنب الأطعمة المثيرة للضجيج

من شأن كل من الكافيين والملح والسكر والكحول أن يسبب طنين الأذن أو يساهم في تفاقمه، استنادا إلى د. سايدمان. ويقول: “يمتنع البعض عن الكافيين أو السكر أو الكحول ويكتشفون بأن طنين الأذن قد زال عنهم”.

“التعود السمعي”: راحة على المدى البعيد

كان كيفن هوغان، دكتور في الفلسفة، يفكر بالانتحار. فهو لم يكن يعاني من صوت واحد أو اثنين، بل من ثلاثة أصوات تضج في رأسه: صفارة على مدى 24 ساعة متواصلة بقوة 85 ديسيبل (أي ما يعادل صوت التلفاز)، صوت شبيه بفرقعة النار، وخلف ذلك صفير متواصل بقوة 60 ديسيبل.

“كنت كمن يعيش في الجحيم”، يقول د. هوغان، طبيب نفسي وطبيب تنويم مغنطيسي سريري في برنسفيل، مينيسوتا. وكل طبيب زاره صرح له بالأمر نفسه: “لا أستطيع مساعدتك”.

هكذا بدأ بعلاج نفسه. وإحدى أفضل التقنيات التي وجدها تساعد على التخلص من الحالة كانت “التعود السمعي”. وتقوم على تعليم الدماغ ببطء ولكن بشكل مضمون عدم الاستماع إلى الصوت أو الأصوات الباطنية للطنين. وباستطاعة أية كان أن يستعمل هذه التقنية في بيته، كما يؤكد د. هوغان. وإليك نصيحته.

“اشتر آلة تسجيل محمولة أو جهاز CD محمول، يمكنك استعماله للاستماع إلى أصوات خلفية، كأصوات الطبيعة. شغل الآلة بصوت أكثر انخفاضا بقليل من الطنين لمدة 90 دقيقة في اليوم على الأقل. خلال هذا الوقت، سيكون على دماغك أن يختار بين الأصوات الخارجية والأصوات الباطنية عوضا عن الاستماع حصريا إلى الطنين، كما أن الممرات العصبية التي تبقي الطنين في مكانه ستبدأ بالضمور ببطء”.

والواقع أن هذه التقنية قد تحتاج إلى سنة أو اثنتين لتبدأ بتخفيف الطنين أو ربما إزالته، استنادا إلى د. هوغان. ولكن بالنسبة إليه وللمرضى الألفين تقريبا الذين علمهم إياها، فقد كان التحسن الذي شعروا به يستحق الوقت الذي أنفقوه.

يقول د. هوغان: “من شأن التعود السمعي أن يوفر كثرا من الراحة، خاصة على المدى البعيد. وبالنسبة إلى من يحتمل أن يتعذب لبقية حياته نتيجة لطنين الأذن، فإن الراحة البعيدة الأمد هي أمر حيوي”.