الطنين هو الصوت الذي تسمعه الأذن ولا يكون له مصدر ظاهر في المحيط. قد يكون رنينا أو أزيزا أو صفيرا أو سقسقة أو هسهسة أو هديرا أو طقطقة أو غيرها. يشبهه بعض الناس بالموسيقى أو بصوت غليان الماء. غالبا ما يبدو الصوت وكأنه يصدر من رأسك.
يختبر معظم الناس نوبات قصيرة من الطنين بعد سماع صوت قوي أو تناول بعض الأدوية كالأسبيرين. إلا أن قليلا منهم يتنبهون لهذه النوبات التي سرعان ما تزول من تلقاء نفسها.
أما الطنين المستمر فهو حالة شائعة غالبا ما تكون حميدة. يعاني منه حوالي 40 إلى 50 مليونا من البالغين في الولايات المتحدة. وهم في معظمهم لا يجدونه مزعجا.
تأتي درجات إزعاج الطنين متفاوتة. البعض يصفه بالمزعج وبالموهن أحيانا. والبعض يعاني من صعوبات في النوم ليلا بسبب صوت الرنين أو الهسهسة الذي يصدره. في حين يفقد البعض الآخر القدرة على التركيز في بعض الأعمال. حتى أنه يؤدي إلى حالة من الإحباط تفجر القلق والخوف والاكتئاب. يرتبط الطنين كثيرا بمعظم اضطرابات الأذن وبأمراض أخرى كأمراض القلب والحساسية وفقر الدم.
حل اللغز
يحتار خبراء الطب أحيانا في تحديد تعريف دقيق للطنين. هل هو متلازمة – أي مجموعة أعراض ترافق اضطرابا منفصلا – أو مرضا بحد ذاته؟ الجواب لم يعرف بعد. لا تزال الآليات التي تطلق الطنين في الأذن – والتي تفسر كيف يحدث الصوت ولماذا – مجهولة. ومع أن وصف حالة الطنين يعود إلى حقبة الفراعنة في مصر القديمة لا يزال الغموض يكتنفها.
ترى إحدى النظريات أنه ظاهرة مصدرها الجهاز العصبي المركزي تشبه الأحاسيس الوهمية التي تلي بتر أحد الأطراف حيث يشعر المرء بألم في قدمه رغم أنها غير موجودة أصلا. يستجيب الجهاز العصبي المركزي بطريقة مماثلة لفقدان الخلايا الهدبية فيبعث إشارات كهربائية إلى الدماغ.
تقترح نظرية أخرى أن المشكلة تتركز في الدماغ والدليل في التصوير الطبقي ببعث الكهيرب (PET). يدلي سكانر الـ PET بمعلومات حول المناطق الدماغية التي تستخدم في تحليل بعض المعلومات أو القيام ببعض المهام. تشير الدراسات الدقيقة للدماغ بواسطة الـ PET أن الطنين يستثير مناطق في الدماغ تختلف عن تلك التي تستثيرها الأصوات الخارجية.
يتكهن بعض الباحثين أن الطنين ينشأ في الحلزون وبالتحديد من اضطرابات في وظيفة الخلايا الهدبية في الحلزون. وينسبه البعض إلى خلل كيميائي في العصب السمعي الذي ينقل الرسائل من الأذن الداخلية إلى الدماغ. كما تشير بعض الأدلة إلى مسؤولية نشاط عصبي تلقائي في الممرات السمعية عن الطنين.
قد يساهم تدفق الدم الدوامي عبر الأوردة والشرايين بالشعور به عندما تكون بعض الأوعية الدموية كالشريان السباتي والوريد الوداجي قريبة من الأذن الداخلية.
يمكن أن ينشأ الطنين أيضا من عدم انتظام مفصل الفك (المفصل الصدغي – الفكي) الذي يصدر صوت طقطقة أو جرش.
وعلى الرغم من اختلاف النظريات، يتفق معظم العلماء على أن منشأ الطنين يعود إلى أسباب وآليات متعددة. أمام هذا الجهل في معرفة الأسباب، يكون أحيانا الحل الوحيد ولسوء الحظ التعايش مع هذا الطنين المستمر ومع ما يسببه من انزعاجات. الحسنة الوحيدة أنه قلما يعكس مشكلة طبية خطيرة. هنالك دائما احتمالان: عندما ينجم عن حالة مرضية معينة يمكن علاجها وبالتالي التخلص منه. أو عندما لا ينتج عن سبب ظاهر- وهو ما يحدث في معظم الأحيان – فلا علاج له بل مجرد وسائل للسيطرة عليه والتخفيف من أثره على الحياة اليومية. وهو ما يتطلب مشاركتك الفعالة إضافة إلى جهود الطبيب واختصاصي تقويم السمع.
أنواع الطنين
يختلف وصف الطنين من شخص لآخر. يبقى القاسم المشترك وجود صوت غير مفسر في الأذن. لإعطاء نظرة عامة عنه، يصنف بعض الخبراء الطنين إلى نوعين: موضوعي وغير موضوعي.
الطنين الموضوعي
هو الذي يعرف أيضا بالطنين النابض والذي يسمعه على السواء صاحبه والآخرون. تصدر الأصوات داخل الجسم في أغلب الأحيان من دفق الدم الدوامي الناجم عن اضطراب في الأوعية الدموية.
أسباب الطنين الموضوعي
تصلب الشرايين (العصاد) Atherosclerosis
إذا كنت تعاني من تصلب الشرايين مثلا يؤدي تراكم الكوليستيرول والترسبات الدهنية في الأوعية الدموية الرئيسة – ومن ضمنها تلك الموجودة في العنق والرأس- إلى فقدان بعض من مرونتها. مما يحد من قدرتها على الثني والتمدد مع كل خفقة قلب. تتطلب الفتحات الأضيق في الأوعية الدموية دفق دم أقوى. ويزيد المجهود الذي يقوم به القلب فتبدأ الأذن بسماع كل خفقة منه.
يمكن للطبيب سماع هذه الأصوات من خلال وضع مسماع الصدر على الرأس أو العنق.
ارتفاع ضغط الدم High blood pressure
يساهم ارتفاع ضغط الدم أو العوامل المؤدية إلى ارتفاع مؤقت له – كالضغط النفسي والكحول والكافيين – في زيادة قوة الطنين. يختفي الصوت عادة عند تغيير وضعية الرأس.
اضطراب تدفق الدم Turbulent blood flow
إن تضيق أو التواء الشريان أو الوريد في العنق يمكن أن يسبب اضطراباً في تدفق الدم، الأمر الذي يؤدي إلى حدوث الطنين.
تشوه الشعيرات الدموية Malformation of capillaries
يمكن لتشوهات الأوعية الدموية الدقيقة (الشعيرات) التي تربط الشرايين بالأوردة (AVM) أن تصدر نبضا مسموعا. وعادة ما يحدث الطنين في أذن واحدة.
تتضمن المصادر الأخرى للطنين الموضوعي تشنج العضلات وحركة قناة استاخيوس والإهتزازات التلقائية للخلايا الهدبية في الأذن الداخلية.
يعاني حوالي 4% من المصابين بالطنين من طنين موضوعي.
يساعد علاج الاضطرابات الكامنة للجهاز الوعائي على تخفيف الأصوات أو إزالتها. من هنا كانت ضرورة وصف الطنين بدقة كي يتمكن الطبيب من التشخيص الصحيح.
ساعد الطبيب وأخبره بالتفصيل عن ماهية الأصوات التي تسمعها والظروف المحيطة التي تنشأ فيها.
الطنين غير الموضوعي
يشمل الطنين غير الموضوعي الأصوات التي تسمعها وحدك. أما أسبابها فلا تزال مجهولة من العلماء وتعتمد دراسة المشكلة على دقة وصف الناس لما يسمعون. شبه الخبراء في الواقع الجهود المبذولة لتعريف الطنين غير الموضوعي بالخرافة الشهيرة عن الرجال المكفوفين الأربعة الذين يحاولون وصف الفيل بمجرد لمسه. قد يكون إجماعهم مختلفا عن الحقيقة. لكن العديد يعتقدون أن المشكلة تكمن في مكان ما في أجزاء الأذن الداخلية كالحلزون والعصب السمعي أو داخل المراكز السمعية في الدماغ.
أسباب الطنين غير الموضوعي
رغم أن طبيعة الطنين غير الموضوعي لا تزال مبهمة، فإن العديد من العوامل المعروفة تقف وراء هذه الحالة أو تزيدها سوءا:
نقص السمع
قد يؤدي التعرض للضجيج المرتفع إلى تضرر الخلايا الهدبية في الحلزون مسببا نقص سمع دائم. يعاني حوالي 90% من المصابين بالطنين من أحد أشكال نقص السمع الناجم عن الضجيج. يمكن أن يسبب تضرر الخلايا الهدبية طنينا. وقد ينشأ الطنين أيضا عن وقر الشيخوخة.
فرط السمع
فرط السمع حالة غالبا ما ترافق الطنين وتتضمن حساسية فائقة على الصوت. تبدو الأصوات اليومية كضجيج السير والمحادثات ورنين الهاتف مرتفعة إلى حد الإزعاج. لا يزال سبب فرط السمع غامضا تماما كما الطنين.
قد يكون فرط السمع موهنا أكثر من الطنين. يتجنب المصاب بفرط السمع المواقف الإجتماعية خوفا من ألم التعرض للضجيج (رهاب الصوت) ويختار البقاء في أماكن مغلقة تكاد تخلو من أية ضجة. رغم أن فرط السمع قد يحصل عند المصابين بنقص السمع لا يعاني من يشكو فرط السمع من نقص السمع عادة.
يرتكز العلاج إلى التعامل مع الأعراض عبر الاستشارات والمشاركة في برنامج يساعد على زيادة تحمل الأصوات الطبيعية تدريجيا. قد يتضمن ذلك مولدا صافيا للضجيج وهو جهاز إلكتروني يولد صوت هسهسة شبيه بما تسمع إذا أدرت الراديو بين محطتين. يتم ضبط الجهاز في البدء على مستوى يكاد لا يسمع ثم يتم زيادته إلى مستويات أعلى لأوقات محدودة ومنتظمة.
أضف إلى ذلك أن نقص السمع يكتم الأصوات الخارجية مما يجعل الطنين قابلا للملاحظة أكثر. تؤدي بعض الحالات التي تخفف من السمع كتراكم الصملاخ أو التهاب الأذن إلى تفاقم الطنين.
الأدوية
تم إحصاء حوالي 200 دواء موصوف على صلة بالطنين. بعض هذه الأدوية سميّة ويمكن أن تؤذي الأذن بشكل دائم. توصف هذه الأدوية عادة عند الضرورة القصوى.
تسبب أدوية أخرى طنينا ونقصا مؤقتا في السمع كأعراض جانبية. اسأل الطبيب دائما عن الأعراض الجانبية المحتملة للأدوية التي يصفها لك. إذا شعرت بضعف في السمع أو بطنين عند تناول الأدوية راجع الطبيب فورا. يكفي التوقف عن تناول الدواء أو تعديل الجرعة ليختفي الطنين. إذا كنت تعاني أصلا من الطنين أخبر الطبيب الذي قد يصف لك دواء بديلا.
ومن أمثلة العلاجات التي قد تسبب الطنين
• المضادات الحيوية: polymyxin B, erythromycin, vancomycin, neomycin
• الأدوية المستخدمة في علاج السرطان: mechlorethamine, vincristine
• مدرات البول: bumetanide, ethacrynic acid, furosemide
• الاسبرين بجرعات عالية
• بعض مضادات الاكتئاب
• الادوية المستخدمة في علاج الملاريا
اضطرابات المفصل الفكي الصدغي TMJ disorders
قد يؤدي عدم انتظام المفصل الذي يصل الفك بالعظم الصدغي من الجمجمة إلى صدور أصوات طقطقة أو جرش عند تحريك الفك. يدعي البعض وجود هذه الأصوات حتى دون تحريك الفك وهو أمر مختلف فيه. يستطيع طبيب الأسنان الاختصاصي في علاج المفصل تقويم عدم الانتظام والقضاء على الأصوات المرافقة له.
عوامل أخرى – هنالك حالات وظروف مختلفة ترافق الطنين.
● ورم العصب السمعي Acoustic neuroma: ويسمى أيضاً ورم شفاني دهليزي vestibular schwannoma وهي أورام حميدة تنمو على الألياف العصبية للدماغ (العصب القحفي الذي يمتد من الدماغ إلى الأذن الداخلية وتتحكم بالتوازن والسمع).
● الرضح أو الإصابات في الرأس والعنق: يمكن أن تؤثر على الأذن الداخلية، والأعصاب السمعية ووظيفة الدماغ المرتبطة بالسمع. عادة ما يكون الطنين في أذن واحدة فقط.
● ناسور اللمف المحيطي perilymph fistula: وهو تمزق في الغشاء الذي يغلف النافذة البيضاوية.
● تصلب الأذن otosclerosis أو تجمد العظيمات في الأذن الوسطى.
● مرض منيير Meniere’s disease ويتميَّز بنوبات من الدوار ونقص السمع ويُعتقد أنَّ سببه اضطراب في سائل الأذن الداخلية.
● التعرض للضجيج الهائل.
● المبالغة بتناول الملح في الطعام.
● الضغط العاطفي أو النفسي.
تشخيص الطنين
لا شك أن الطنين قد يشتت الأفكار. وهو يحدث في العديد من الحالات حلقة من الإنزعاج المتزايد: الإنزعاج يؤدي إلى التنبه أكثر للصوت فيزيد الإحباط. قد يصل الأمر بالبعض إلى حد العجز عن القيام بالأعمال اليومية بسبب تشتت الأفكار.
هنالك خيارات عدة تسمح لك بالتعامل مع الطنين والسيطرة عليه بحيث تتمكن من العمل بدرجة معقولة من الراحة. تكلم بداية في الموضوع مع اختصاصي تقويم السمع أو الطبيب بحثا عن مسببات قابلة للشفاء. قد يشارك اختصاصيون آخرون في التشخيص.
إذا كان الطنين ناجما عن حالة كامنة كالأورام أو اضطرابات الدورة الدموية يستطيع العلاج الطبي أو الجراحي أن يحل المشكلة. تساعد بعض الإجراءات كمعالجة التهاب الأذن وإزالة الصملاخ المتراكم على تخفيف الطنين.
أما إذا بقي السبب مجهولا، فعليك مع الفريق الطبي اختيار أفضل الطرق لمعالجة الأعراض. تبرز هنا أهمية الدراسة المعمقة للسيرة الطبية والفحص السريري واختبارات السمع والفحوصات المخبرية. وللحصول على صورة مفصلة أكثر عن المشكلة يسألك الطبيب:
● هل الطنين موجود في أذن واحدة أو الاثنتين معا؛ وإذا كان في أذن واحدة فأيهما؟
● هل تشكو من نقص السمع؟
● كيف يبدو الضجيج الذي تسمعه؟ هل نبرته عالية أو منخفضة؟ ما مدى ارتفاعه؟
● هل الأصوات ثابتة أو هنالك تغير في النبرة أو الارتفاع؟
● ما هي الظروف التي تجعل الطنين يسوء أو يتحسن؟
● كيف تؤثر هذه الحالة على عملك ونومك وقدرتك على التركيز؟
● كيف أثرت هذه الحالة على مستوى الضغط النفسي عندك؟
قد يحاول اختصاصي تقويم السمع تحديد تردد (نبرة) الطنين وقوته (ارتفاع) عبر اختبارات للسمع. تساعدك مجموعة المعلومات هذه- أنت والفريق الطبي – على اختيار أنجع سبل العلاج لحالتك.
علاج الطنين
رغم أن العديد من الأسئلة حول أسباب الطنين وكيفية تطوره لا تزال مفتوحة، تركز استراتيجيات العلاج على مداواة مؤشراته وأعراضه. يسمح هذا التركيز للمصاب أن يعمل بفعالية تجاه مسؤولياته اليومية وأن يحافظ على حياة منتجة.
يتراوح العلاج بين استعمال أجهزة قمع الضوضاء وبين الاستشارات الطبية والعلاج الإدراكي. قد تحاول والفريق الطبي طرقا عديدة قبل اتخاذ القرار بالعلاج المناسب. كما يتم اللجوء أحينا إلى عدة استراتيجيات في آن معا لمعالجة الطنين.
أجهزة قمع الضوضاء والضجيج Noise suppression
Hearing aids
يهدف هذا الجهاز إلى إدخال خلفية ضجيج في الأذن تعمل على تغطية أصوات الطنين أو كمها. يتم ذلك باستخدام السماعة عند المصابين بنقص السمع. تضخم السماعة الأصوات الخارجية فيصبح الطنين غير ملحوظ. قد لا تجدي السماعة نفعا في إزالة الإزعاج الناجم عن الطنين إذا كنت تتمتع بسمع طبيعي أو إذا كان تردد الطنين مختلفا عن تردد أجزاء السمع المفقود.
Masking devices
يوضع الجهاز خلف الأذن أو في داخلها وسيلة أخرى لتغطية الطنين. حيث يصدر خلفية ضجيج بمستوى منخفض يسهل تحملها أكثر من الطنين. يمكن التحكم بارتفاع الصوت. تتم برمجة التردد من قبل المصنع أو اختصاصي تقويم السمع للحصول على أفضل النتائج.
White noise machines
يظهر الطنين أكثر في الليل حين يكون العالم الخارجي هادئا ويشتد إزعاجه. يستعمل بعض الأشخاص في الفراش جهاز مكبر للصوت يسمح بانتقاء أصوات كموج البحر أو تساقط المطر أو ضجيج صاف وهم يستعدون للنوم. يساعد هذا الجهاز على الاسترخاء وتغطية الطنين أثناء وقت النوم والراحة. ولحسن حظ بعض المصابين بالطنين يؤدي الجهاز أحيانا إلى ما يعرف بالكبت المتخلف. وهو فترة زمنية يخف فيها إدراكك للطنين كليا أو جزئيا بعد التوقف عن استعمال الجهاز. قد تمتد هذه المدة مما دون 30 ثانية إلى ما يزيد على الساعتين أو الثلاث. قد يخفف المزدرع الحلزوني من الطنين في بعض الحالات عندما يكون المصاب بالطنين مثلا فاقدا للسمع بشكل تام أو شبه تام. المزدرع الحلزوني جهاز سمعي يزدرع خلف الأذن ويلتقط الأصوات الخارجية ثم يرسلها إلى الدماغ على شكل إشارات كهربائية. تساعد هذه الإشارات المستخدم على سماع الكلام والأصوات المحيطة. من ناحية أخرى قد يصدر المزدرع الحلزوني أعراض الطنين.
Tinnitus retraining
ينبع علاج الطنين بإعادة التدريب من الفكرة القائلة إن الإنسان يفقد إدراكه لصوت ما إذا كان هذا الصوت لا يشكل خطرا ولا يستحق سوى القليل من الإنتباه. قد يغفل الناس أصواتا كـ تكتكة الساعة أو أزيز المروحة أو حتى صوت القطار. أما حين يحمل الصوت معنى معينا – كربط تكتكة الساعة مثلا بالتأخر عن موعد ما- فمن المرجح أن تعي هذه الصوت أكثر من غيره.
إذا كنت تعاني من الطنين قد تشعر بحاجة ملحة إلى مراقبة الأصوات التي تسمعها وشرحها ومن المحتمل ألا تفقد إدراكك لها. يمكن أن تصاب بالإحباط وعدم الأمان لأنك عاجز عن تحديد مصدر الصوت وهذا ما يسترعي المزيد من انتباهك لهذه الحالة.
يهدف علاج الطنين بإعادة التدريب إلى تعويدك على الطنين ليصبح كسائر الأصوات غير المؤذية ويختلط مع خلفية الضجيج. إذا نجحت الجهود يقل إدراك الصوت على مستوى الوعي.
ابدأ العلاج بوضع مولد للصوت في الأذن لحوالي ثماني ساعات يوميا. يضبط الجهاز بحيث يعطي صوتا مسموعا لكن دون كم الطنين. المطلوب من المولد أن يخلط الطنين بالأصوات المحيطة.
يمكنك أيضا الحصول على استشارات تجعلك تنظر إلى الموضوع بشكل منطقي وذكي لإزالة الخوف والهوس. يشرح اختصاصي تقويم السمع ماهية الطنين وكيفية الاعتياد عليه.
يتطلب العلاج بعض الوقت. يحتاج معظم الناس إلى المشاركة لمدة سنة أو سنتين في البرنامج قبل التخلي عن مولد الصوت. مع أن هذه الطريقة لا تصلح للجميع فإن حوالي 80% من المشاركين في برنامج العلاج بإعادة التدريب في جامعة ميريلاند أكدوا انخفاض في نسبة الانزعاج من الطنين وإدراكهم له.
العلاج بالأدوية
إذا كان الطنين يجعلك قلقا أو مكتئبا فقد ترغب باستشارة طبيبك ليصف لك أدوية مضادة للإكتئاب أوالقلق. مع أن هذا النوع من الأدوية لا يؤثر على الطنين، فهو قد يغير إدراكك للحالة ويساعدك على التعايش معه بشكل أفضل.
مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات Tricyclic antidepressants
يمكن استخدام amitriptyline و nortriptyline – مضاد للاكتئاب ثلاثي الحلقات – على المصابين بالطنين الشديد، حيث أنها تساعد على النوم بشكل أفضل والعمل بنشاط أكبر وشعور أفضل بشكل عام.
من الأعراض الجانبية: دوخة وتشويش وغشاوة في الرؤية وجفاف في الحلق وإمساك وصعوبة في التبول ومشاكل في القلب. والمسنون هم عرضة لها أكثر من غيرهم.
Alprazolam
هذه الأدوية المضادة للقلق (Niravam و Xanax) قد تخفف من إزعاج وأعراض الطنين.
لا ينصح باستعمال الدواء لفترة تزيد عن أربعة أشهر لاحتمال الإدمان عليه.
من الآثار الجانبية النعاس والغثيان.
العلاج الإدراكي
تأتي كلمة إدراك (في الإنكليزية cognition) من اللاتينية (cognoscere) والتي تعني “أن تعرف”. يهدف العلاج الإدراكي وهو طريقة علاجية إلى تغيير فهمك للطنين وإدراكك له عوضا عن تغيير التأثير الجسدي للطنين عليك. ترتكز هذه الطريقة إلى فكرة مغزاها أن أنماط التفكير السلبي (التشوهات الإدراكية) يمكن أن تقود إلى تصرفات سلبية ومؤلمة – مثل حلقة الانزعاج والإحباط المذكورة سابقا.
فقد تكون مقتنعا مثلا أن الطنين ناجم عن مرض مميت مع أنك تعرف أنه قلما يعكس وجود مرض خطير ومع أن الطبيب قد استبعد هذا الاحتمال نهائيا. يساعدك الاختصاصي في العلاج الإدراكي على التعرف على هذه الأفكار ومراقبتها كما يعينك على إعادة بلورة هذه الأفكار لتكتسب نظرة إيجابية ومنطقية.
أكدت العديد من الدراسات أهمية العلاج الإدراكي عند المصابين بالطنين. تستعمل هذه الطريقة في كثير من الأحيان بالإضافة إلى طرق علاج أخرى كالأدوية واستخدام السماعة.
استجابة المؤشرات الحيوية
وهي تقنية استرخاء تستخدم لتخفيف الضغط والقلق اللذين غالبا ما يرافقان الطنين. على غرار العلاج الإدراكي، تهدف هذه التقنية إلى تعديل تفاعلك مع الطنين وليس الطنين بحد ذاته. وتعلمك بشكل أساسي كيفية التحكم بردات فعل الجسد على الضغط. يمكن الحصول على هذا النوع من العلاج في المراكز الطبية والمستشفيات.
يقوم المعالج خلال جلسة استجابة المؤشرات الحيوية بوضع أقطاب كهربائية ومجسات في أنحاء مختلفة من الجسم. تتصل هذه الأقطاب بأجهزة تراقب تفاعلك وتعطيك معلومات بصرية أو سمعية عن الاستجابات. فتشاهد مثلا أنماطا تظهر ضغط الدم أو حرارة الجلد.
تتعلم بواسطة هذه الطريقة كيف تحدث تغييرات إيجابية في وظائف الجسم كتخفيض ضغط الدم ورفع حرارة الجلد وهي مؤشرات تدل على الاسترخاء. قد يستخدم المعالج بالمؤشرات الحيوية تقنيات استرخاء لتهدئتك أكثر مما يخفف من تشنج العضلات ويبطئ من النبض.
لا تصلح هذه الطريقة لجميع المصابين بالطنين. رغم أنها لا تخفف دائما من قوة إدراكك للطنين فهي تساعد على الإسترخاء إلى حد يجعل الضجيج أقل إزعاجا. قد تحتاج إلى طريقة أخرى إذا لم تشعر بالتحسن بعد عدد معين من الجلسات.
إرشادات للمساعدة الذاتية في علاج الطنين
إليك بعض الإجراءات التي قد ترغب باستعمالها للتخفيف من حدة الطنين والتعايش بشكل أفضل مع أعراضه:
• حماية السمع: تجنب الأصوات المرتفعة التي تؤذي السمع وتزيد من الطنين. ضع أجهزة واقية من الضجيج بشكل منتظم إذا كنت تعمل في مكان صاخب.
• تغطية الضجيج: عند تواجدك في مكان هادئ حيث يزداد الطنين وضوحا استخدم جهاز قمع الضوضاء أو مروحة كهربائية أو صوت راديو منخفض أو مولدات الصوت الخاصة التي يمكن شراؤها من المتاجر لإيجاد خلفية ضجيج ناعمة تغطي الطنين. لا تستعمل الأصوات المرتفعة لأنها قد تجعل الطنين يبدو أسوأ وتسبب مزيدا من الضرر للأذن.
• الإلهاء: يقول العديد من الناس أن الطنين يصبح غير مسموع حين يصرف الإنتباه عنه. قم بأعمال ممتعة تسترعي انتباهك. يساعد ذلك على صرف التفكير عن الطنين ويمنحك الراحة المطلوبة.
• علاج الضغط: يبدو الطنين بحالة أسوأ مع وجود الضغط. تسير المبادئ الأساسية لأسلوب حياة صحية مسافة طويلة باتجاه تخفيف الضغط – النوم الكافي والتمارين الرياضية والغذاء السليم. يساعد مثلا التخفيف من التدخين والكافيين وملح الطعام على تخفيض الطنين.
• إزالة شمع الأذن: يمكن أن تقلل أعراض طنين الأذن.
• اهتم بصحة القلب والأوعية الدموية: مارس الرياضة بانتظام والتزام بنظام غذائي صحي ومتوازن.
• تغيير الدواء. إذا كنت تتناول يبدو أنه سبب للطنين، فقد يوصي الطبيب بوقف أو تقليل الجرعات أو حتى تغيير الدواء نفسه.
العلاجات المتممة والبديلة
بعض المصابين بالطنين شعروا بالتحسن عند استعمال فيتامين ب، مكملات الزنك.
وقد تفيد العلاجات المساعدة على تخفيف ضغوطات الحياة والقلق مثل الوخز بالأبر الصينية، اليوغا والتنويم المغناطيسي.
تحقق من طبيبك حول أي من هذه العلاجات قبل المباشرة به. يمكنكما معا تحديد احتمال التفاعل السلبي مع الأدوية التي تتناولها أو التأثير على حالات أخرى قد تكون تعاني منها.